أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - صَرخَةُ أمّة














المزيد.....

صَرخَةُ أمّة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 21:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدنا يوماً على شاشة تلفزيون العراق تمثيلية من تأليف المرحوم عبد الوهاب الدايني وتمثيل المرحوم سليم البصري . قصة التمثيلية وصف حالة موظف في قسم الأرشيف في دائرة حكومية ، لمدة عشرين سنة ، لم ينل فيها ترقية أو تغييراً في وضعه الوظيفي . إستغلّ هذا الموظّف مناسبة زيارة أحد المسؤولين الكبار للدائرة فصرخ صرخته المدوّية التي وصلت إلى أذن المسؤول . إثر عرض هذه التمثيلية أمر صدام حسين بإعدام عبد الوهاب الدايني لتجرُّئه على كتابة مثل هذه القصة الرمزية التي أدرك مغزاها الحقيقي .
في يوم الخامس والعشرين من أيلول 2017 صرخت الأمة الكوردية في كوردستان العراق صرختها المؤيّدة لإستقلالها ، الحق الذي حُرمت منه بمؤامرة إستعمارية رسم خطوطها ممثلا الإستعمارين البريطاني والفرنسي سايكس ، بيكو ، حيث مزّقا ، بخطوط رسماها ، الأمة الكردية إلى أجزاء قسّماها بين أربع دول وإستشرعا قرارات دولية لتسميتها حدوداً . لقد جرى الإستفتاء بنجاح وأيّدت الأمة الكردية ، بأكثرية ساحقة ، خيارها ، وفي الجهة الأخرى إنبرى الكثير من " الوطنيين العراقيين " ومن خلفهم " القوى المحبّة لوحدة العراق " سواء كانت دولاً إقليمية أو بعيدة دفاعاً عن ما قام به المستعمرون ، وكأن كلّ واحد منهم صدام حسين الذي لا يقبل سماع صرخة المطالب بحقه . عجيب أن لا يكون موقف هؤلاء من نضال الجزائريين أو الفلسطينيين أو حتى الفيتناميين والكوبيين عندما كان نضالهم من أجل حقهم الطبيعي في الحياة الحرة والحصول على حقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم ، كما هو موقفهم ، اليوم ، من أمّة الكورد التي قام سايكس بيكو بتقسيمهم وحرمانهم من حقهم الطبيعي في تأسيس دولتهم القومية . أليس لأمّة يزيد نفوسها على الثلاثين مليوناً ، ولها أصول في عمق التاريخ ، في هذه الأرض المقدسة ، الحق في تقرير مصيرها بنفسها وبدون ولاية من غيرها ، وكل ذلك في عالم فيه دولٌ لا يزيد عدد سكانها عُشر معشار الكورد كالبحرين ولبنان وإسرائيل وكثير غيرها في شرق المعمورة وغربها ؟
لقد كان للصوت المعادي لحق الأمة الكوردية ، في وسائل الإعلام ، أعلى بكثير من صوت المنادين به ، وللأسف الشديد كان لتلك الوسائل ، المعتمدة على نظرية وزير إعلام هتلر" گوبلز" في الكذب وثم الكذب التأثير العميق على تفكير الكثير من الحركات والتنظيمات السياسية والأفراد ، بضمنهم المثقفين ، وإنطلت عليهم الأكاذيب ، مصوّرة نضال الكورد من أجل حقوقهم الطبيعية " طموحات غير مشروعة " فصار السؤال " لماذا يطالب الأكراد بالإنفصال ما داموا يعيشون حياة أفضل من أكراد الدول المجاورة ؟ " سؤالاً مقبولاً عند عامة الشعب . لقد ناضل الشعب العربي من أجل إستقلاله عن الدولة العثمانية ، ونسّق القادة ، وخططوا مع البريطانيين والفرنسيين ، وشاركوا تحت قيادتهم في محاربة العثمانيين ، في حين كان السلطان العثماني يحمل لقب خليفة المسلمين ، فبأيّ حق يُحرم الأكراد من حقّهم الطبيعي في المطالبة ، مجرّد المطالبة ، بالإستقلال عن دولة لا توفّر الأمن والإستقرار و لقمة العيش الكريمة لأبنائها سواء في جنوب العراق أو شماله . لقد أصبح العراق مرتعاً للصوص التي نهبت أموال العراق ، حتى ثارت جموع الجماهير في وسط وجنوب العراق في تظاهرات عارمة مطالبة بالعمل للعاطلين وتحسين وزيادة الحصة التموينية التي أصبحت عماد قوتهم اليومي ، ولتوفير الخدمات الحياتية الضرورية الأخرى ، وما دفع أبناء بعض محافظات الجنوب إلى المطالبة ، هي الأخرى ، بالإنفصال .
النظام السياسي الذي بُنيَ على أساس المحاصصة ، والذي يبدو كمحاصصة طائفية أثنية ، وهو ليس كذلك ، بل محاصصة تقاسم ثروات العراق بين لصوص ، كان هو جوهر الأسباب التي أدّت إلى هذه النتائج . إن القيادات السياسية ، بدون إستثاء ، وبغرض تحقيق مصالحها غير المشروعة قد خدعت جماهير الشعب سواء بإدعائها الدفاع عن حقوق طائفتها أو حقوقها القومية ، ولكن الشعب يبقى هو صاحب الكلمة الفاصلة و تبقى الأولوية لحقوق الشعب وطموحاته ، من أجل حياة أفضل ، سواء في الجنوب أو الشمال ، وتبقى المطالبة لتحقيقها ، كاملة غير منقوصة ، دائماً وأبداً ، مشروعة .
صرخة الكورد في كوردستان العراق ، متناغمة مع صيحات أهل البصرة ، والجماهير التي تملأ ساحات المدن مطالبة بحقوقها ، إنما صرخة إستنكار للنظام المحاصصي القائم ، الذي أنكر حقوق الشعب ، وتعامل مع أبنائه كمكوّنات متفرّقة وليس كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات .
لقد كانت وصفة الديمقراطية ، وستبقى ، الوسيلة الناجعة لإعادة العراق إلى مسيرته الصاعدة ، على الرغم من جميع الصعوبات التي خلقها لنا جمع " القادة السياسيين اللصوص و الفاشلين في إدارة دفة الحكم .
أمل مستقبل العراق ، يتحدد في بناء دولة العراق الديمقراطي الفدرالي الموحّد ، يتمتّع فيه الأكراد بحكم كونفدرالي ديمقراطي ، والتركمان بحكم ذاتي في المناطق التي يشكلون فيها الأكثرية ، ويتمتع السريان والشبك والكلدان والأقليات الأخرى بنظام الإدارة الذاتية في المناطق التي يتواجدون فيها .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمارُ السّياسيّ
- الديمقراطية في العراق
- الديمقراطيّة - جزء 2
- الديمقراطيّة - جزء 1
- نداءُ تحذير
- برهم صالح أم مستقبل العراق ؟
- تظاهَر يا شَعَب .. وإستَعِدّ .
- هَل يُحَوّل ترامپ العالم
- نَينَوى بعد التَحرير
- عودة الصدر ليسَت غريبة
- تَوَجُّهان مُتَضادّان في المسرَحِ السياسيِّ العراقيّ
- أزمة الفكر القوميّ
- الدّينُ والعقلُ
- الدناءة
- قنّ الدّجاج ومجلس القضاء الأعلى
- طريقُ المصالحةِ الوطنية .. وتكاليفُها
- وُجوبُ ما يَجيبُ
- نَحنُ . . هُم
- الذّيليّة *
- عجيبٌ ... لا مؤامرة و لا إستعمار !


المزيد.....




- ما هي -أقصى- طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي ...
- باراك وصل الى بيروت.. الرئيس اللبناني يؤكد أن سلاح حزب الله ...
- هل اقترب الاتفاق؟.. ترامب يشيد بـ-تقدم كبير- بشأن روسيا
- من سيحضر اجتماع واشنطن الحاسم بين ترامب وزيلينسكي؟
- الإمارات تتضامن مع الجزائر وتُعزي بضحايا حادث الحافلة
- الخرطوم.. اتهامات لخلية أمنية -إخوانية- بارتكاب انتهاكات
- غالانت ولابيد ينضمان لمظاهرات -وقف الحرب- ويردان على نتنياهو ...
- سوريا.. انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب
- زيلينسكي يشيد بقرار -الضمانات الأمنية-.. ويعول على التفاصيل ...
- جريمة مروعة.. مقتل لاعبة جودو مصرية برصاص زوجها


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - صَرخَةُ أمّة