أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - ما يترنح مثقلا بالنعاس!..














المزيد.....

ما يترنح مثقلا بالنعاس!..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
.........
خشيَّ أن يلوث بدمِ أصبعيه، ستيان زوجته أو قميص نومها المرميان على الاريكة، حيث يجلسان أمام التلفزيون بعد كل جولة حب، وحيث غالبا ما كانا، يدخنان بنعومة.
برفق أرخى جسده مستندا على ظهر ومسند الاريكة، وكان ما يزال يضغط بإبهام يده على مكان الجرح الذي أحدثه شوك أحدى باقة الورود في أصبعيّ يده الأخرى وهو يصففها في الآنية البلورية الزرقاء.
شعر بأنه يستطيع الآن، أن يبقي عينيه مغمضتين، وأن يفكر بأي شيء، وحتى قد يستطيع أن يدندن، دون أن يحدث ما يفسد على زوجته النائمة حلمها القشيب بعد المضاجعة.
الهدوء في الليل يريد من المتألق بالحب الخفيّ، أن يمشي على أطراف اصابعه.. ليتسلل كما العطر إلى غرفة من يحب، وأن يُبقي فقط على ضوء قنديل وعينيّ حلم يثق بهما، شهودا على حوار جسديهما.
إن كنت تريد من الأقدار الممتعة أن تحتفل معك بشعائر رمز الخليقة والمطر، أجعل يديك طيعتين كما جناحين ، يذهبان معك حيث قطعان تنتج الصوف والوبر الناعم، والى مجذاف يخف طرباً تحت يديك لمكان ماء دافق من بين صخور يشكل ثروة المراكب، ومعك حبك يحيط بك كما افياء اشجار سحرية.
غالبا ما نكون وديعين، حينما نربت على يد جارٍ لنا في الحافلة أو في مقهى. وقد نهمس بكلمات قصيرة دون أن نعيها على غرار ما نشعر بأهمية أن نقولها.
تململ قليلاً، حاول أن يقوم بحركة واضحة وعالية قليلاً لتصحو زوجته. منذُ أكثر من ساعة وهو يفكر في اشياء لا علاقة لها بهذه الخدش البسيط الذي للآن كان يضغط عليه، مع أنه قد ألتأم تماما.
أخذ وردة حمراء من تلك الآنية البلورية الزرقاء، وضعها في فسحة الدفء التي مسدها بحنان زائد، وكأنه يفسح مجالا لزوجته التي قد تستيقظ في أية لحظة، ومن المؤكد أنه سيحضنها بيديه مقرباً صدرها لصدره، وأنفاسها لحضن وجهه. وسيُقّبلها من فمها وخديها على نحو رقيق. كل ذلك سيجعله بصورة مختلفة تماماً، عما يحصل بينهما أحيانا في بعض المرات. وكان لابد أن يضيف لكلمات الغزل والمداعبة العاطفية كلمات اعتذار وثمة حبات أسف لما حصل بينهما قبل أن يأويا لسريرهما. فكما في كل مرة يصلان لتلاشي بعض اللوّن، يتوشحان، بعد وقت قصير، بما يشيع بينهما، وقت يلفهما تألق العقيق. فتنضج فيهما ألوان وتستمد عافيتها من طراوة حب ثمين يصنع صورته من أجزاء سعيدة لمغريات الحب: التنفس ..وشيء من وهج النظر.. والملامسة.. وانسياب الاطراف، حينها تذوب صلابة الجليد.
مسح جسدها المستلقي بين ذراعي النوم، بعينين شغوفتين بالعشق. ها هي الحقول ترتج بالحماسة الأشد من تدفق شلال ومن لهب مضطرب.
تردد صوت. وجفل الوله. واستبدت به رغبة . وخوفا من أن لا تشكل أصابعه تدابير الملائمة، قَرَّبّ قمر أمكنته الواطئة صعودا لملامسة الربوة الريشية المغطاة بعريّ العتمة.
كان لابد أن يكون لملامسته شكل العنقود ذو التكوين الرسوبي. وكان بعض صورة لمدينة إلهة الجوار العشبي، برتاجها الحراري المهيأ للطيران، يهس كما الأثير، تحت هشاشة أصابعه.
في تلك اللحظة كاد يصفع الارض كلها، وهو يحتوي بين أصابعه الخافتة، بقايا لهب منطفئ.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتور الملاطفة !..
- لُجْةٌ من طبول!
- الحلم، عشيقة تمنح تجاوزها !
- نصفُ اختطاف ، ونصف...
- قصة، ما لا يُمكن رؤيته!..
- شيء ما، غير قابل للتفاوض!..
- لرائحة النماء !...
- لملمس الاصابع والعصافير..
- مِنكَ، لبياض الشراشف..
- يتابعُ الطينُ مجراه ...
- خارج المُغلق !...
- للعشبِ الريشي !..
- مقايضة الداخل...
- Aut stop..
- سائل الأمكنة...
- للتفسيرِ صوت السرد !..
- أسفلٌ عائم، وأعلى مبعثر.. امرأة !...
- فعلاً، كان هناك!..
- تفقد الصوت أيضاً !...
- لنكون أكثر قرباً..


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - ما يترنح مثقلا بالنعاس!..