أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة - الجزء الثاني














المزيد.....

الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة - الجزء الثاني


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 07:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دردشة على فنجان قهوة

إنّ المفارقات التي تحدث على الساحة العراقيّة يتعمّد أصحابها ترسيخها كمظهر أساسي للواقع العراقي لما بعد الاحتلال ومن أبرزها المسألة الطائفية والعرقية. إني لا أجد مبرراً لشخصٍ يحترم نفسه ويحترم المقابل ويتنفس صفاء رائحة وعبق الوطن يستطيع أن يوغل في الخيانة ، ويستطيع أن يبررها ويفلسفها ، وهذا يذكرني بقول الشهيد الفلسطيني (كمال ناصر): "سيأتي يوم تصبح فيه الخيانة مجرد وجهة نظر" والخيانة وما هو أقل منها ليست عند أي شعب وجهة نظر مشروعة مهما حاول داتها ومؤيدي هذه النظرية ، وهي نظرية تفسير الواقع الخياني تفسيراً وطنياً وإلباسه ثوب الجهاد والكفاح لصالح الوطن والشعب. إن العراقيين وهم أدرَك الشعوب الاقليمية وأكثر عمقاً في الحس الوطني ، وهم الأدرى في خضم الأحداث العراقية الأخيرة ، أن يفرقوا ويميزوا بين المدافعين الحقيقيين عن حرية الرأي والتعبير واصرارهم على وحدة العراق الجغرافية وبين الذين يرقعون آرائهم ويلبسون شعاراتهم بأن الفيدرالية هي الأساس في قوة الشعب وتلاحمه فأي خيانة أكبر من التقسيم وأي فلسفة للخيانة في أن تجعل مثل هذا الشعار يخدم العراق وشعب العراق ومصالحه العليا ، والكل يعرف أن هذا الشعار لا يخدم الا المصالح والأطماع الايرانية التي لها حدود مع العراق ، وهي تقع في شرقه والتي تزيد على 2400 كم ، ونحن وأنا أول الناس لا أنكر أن لايران مصالح استراتيجية في العراق ولكني استنكر أن تتدخل في صميم السياسة الداخلية ، وأن تستغل الطائفية من أجل بسط النفوذ حتى وصل الحال أن البصرة سقطت في أحضان النفوذ وأن أهاليها يتعاملون بالعملة الايرانية (التومان) ، إن الفدرالية بابسط تعاريفها تأتي بين دولتين منفصلتين أو شعبين يختلفان عرقاً وجذوراً وثقافة ، لذا نتساءل أين موقع الفيدرالية الصفوية في العراق ، والعراق في جنوبه وتكوينه يشترك في اللغة والدين والتاريخ والمعاناة السياسية والارهاب الصدامي ومآسي الحصار الجائر، يقرأون في كتاب الله الواحد ويشهدون برسول الله محمد (ص) وقبلتهم مكة المكرمة ، أيجمع شعب مثل كل هذه الضوابط ؟! لذا نجد أن الفدرالية وطرح شعارها انقسم في قبوله شيعة العراق عمودياً ، فنجد أن الرفض كل الرفض في العرب الشيعة الساكنين على ضفاف الرافدين وامتداده الى الجنوب والمؤيدين لهم هم الأقربون والمحيطون لحواظر المدن المقدسة ، ويعزو المفسرون أن هناك فرقاً بين التشيع الصفوي والتشيع العلوي ، في هذا المجال نرى أن موجات التلاطم السياسي ليس فقط بين السنة والشيعة في قبول ورفض الفيدرالية بل حتى أن أكثرية الشيعة العرب يرفضون الفيدرالية فكرة ومبدأ ، ومنهم السيد مقتدى الصدر والسيد جواد الخالصي والسيد البغدادي وكلهم من أجلاء القوم ومن أكثرهم احتراماً للعراقيين الجنوبيين ، وسيبقى العراقيون ثابتين في هذه النظرة وتبقى هذه الثوابت الحد الفاصل بين الحق والباطل وبين الوطنية ومقابلها الخيانة وبالتالي فلسفة الخيانة ، ويبقى الناس المؤمنين بالحق ، يدافعون بالمهج عن حرية الرأي والتعبير وتقديم الشهداء أفواجاً لبقاء العراق موحداً.
إنّ الأمر المثير للجدل والحيرة أنّه في الوقت الذي تطلق فيه أبواق الدعاية الأمريكيّة المتصهينة دعواتها المبهرجة بما سيؤول إليه العالم في الألفية الثالثة من انتشار لقيم العولمة وانتشار الديمقراطية (الطبخة الأمريكيّة) ومبادئ حقوق الإنسان والتسامح بين الشعوب والقوميات والأديان والسموّ في العلاقات بين المجتمعات البشرية، والدعوات الأمريكيّة لتحرير الناس من العبوديات والانغلاق... نجد أنّ دخول المحتل إلى العراق قلب كلّ هذه الشعارات رأساً على عقب . إنّ في مقدمة مزايا الشعب العراقي إنكاره الحقيقي لأيّة توجهات يمكن أن تضعف متانة نسيجه الاجتماعي المتماسك رغم كلّ المحاولات الضالة التي قام بها الاحتلال الانجليزي لعقود طويلة والتي انتهت بفشلها جميعها.
أمّا واقع العراق اليوم وبعد مضيّ قرابة ثلاث سنوات على نكبة الاحتلال فإنّ المستعمرين الجدد وعملائهم ومقلديهم في العمالة والخيانة يركزون على جعل الطائفية والعنصرية البغيضتين هما السمتان البارزتان للصور المخطئة عن الشعب العراقي وعلاقاته الداخلية فأصبحت الأحاديث عن سنّة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان ومسلمين ومسيحيين هي المكوّنات الأساسية لأيّ حديث أو سلوك أو تصرّف للقوى التي هيمنت بالعنف والإرهاب على مقدرات العراق وأصبحت هذه المسميات هوية يعلل بها هذا الشخص أو تلك الجهة أو المجموعة جرائمهم البشعة ضدّ الإنسانيّة أصبحت الطائفية اليوم (علكة) تلوكها أفواه الأفاقين والدجالين ومن باعوا ضمائرهم للأجنبي، ووجدنا أنفسنا أمام مشهد غريب وعجيب لم نألفه نحن العراقيون من قبل ولم نسمعه من آبائنا أو نعرفه عن أجدادنا وكلّ هذا الذي يجري بفضل عمليات التخريب المبرمج والتهشيم المتعمّد لصورة العراق وشعبه الذي تقوم بـه دوائر الاحتلال وأدواتها من العملاء والجواسيس.

ولكن ما نقوله ويقوله شرفاء العراقيون ، ويؤكدون لهم ولغيرهم ولدول الاحتلال ، ان العراق عربي الأصل والأنتماء والتاريخ والأرض والسماء والهواء والقرآن والدم ، وما اخوتنا وأهلنا واعزائنا كردا وتركمانا ومسيحين واقليات اخرى الا وهم شركاء اساسين في هذا الوطن الذي لهم حقوق وعليهم واجبات لاتقل لا تقل ولا تزيد عن اخوتهم عرب العراق العربي ، نحن شعب واحد واهل وأحبة ، ولا ننكلا أنه كان هناك خطأ في معاجة حقوق ومصالح هذه الأقليات القومية ، ولكن كافة العراقيون دائما وعلى امتداد هذا التاريخ يشعرون بأخوتهم وتجانسهم وقربهم لبعضهم ، قريبا انشاء الله سيحل نظاما عراقيا وطنيا، وستنشئ نظاما وطنيا يلم كل العراقيين ليرعاهم ويحبهم ويوحدهم ويجعلهم سواسية وشراكة في هذا الوطن، وكما قيل ليس هناك افضلية بين عراقي وعراقي آخر الا بحب الوطن وناسه والحفاظ علية وعلى وحدته ، ووحدة اهله ومصالحه .



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة - ...
- وعْيُنا.. درعُنا الوطني
- الفساد الاداري في ظل المحاصصة
- المحامي العراقي بين زمنين
- الدستور الجديد : بين القبول والرفض
- الديمقراطية تحت المحك
- النفط العراقي والسياسة
- أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد
- أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد !
- ما يدين صدام حسين عند محاكمته
- حكومة الجعفري بين الوعود والنتائج
- دور المرجعية الدينية في الانتخابات - ضمن التقسيمات العراقية ...
- بين الولاء الطائفي الامريكي وبين تشريع وطني الدستور يتأرجح
- صياغة دستور ... لا يتضمن الديمقراطية،بل حسن التطبيق هو الاهم
- من المستفيد من تفجير عاصمة بلد الضباب؟
- الكل تحت مظلة ..عراقية..
- تأملات في الحياة السياسية العراقية
- من يكتب الدستور
- اذا وضعنا ساستنا في الميزا ن
- وزير الدفاع العراقي يلغي الحرس الوطني ما المعنى من ذلك وماهي ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة - الجزء الثاني