أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تأملات في الحياة السياسية العراقية















المزيد.....

تأملات في الحياة السياسية العراقية


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كتب الكثير عن العراق .. ومستقبل العراق النفطي وألاقتصادي وألاجتماعي .. وهناك مجلدات عن ما احدثه انقلاب 8 شباط من اضرار قد لايستطيع العراق الرجوع الى حالته الطبيعية .. الا بعد جيل او جيلين قادمين .. ولكن فات على الكثيرين .. ان اهم وأخطر نتيجة لحكم البعث هو انهاء الجيل الذي له اهتمام في السياسة وتطورها . انه قضى على اي اهتمام لاي فرد عراقي بما يدور حوله .. حزب رسم له الطريق في اطار حزب البعث .. وهذا الحزي بألذات انتهى دوره .. ولا بد ان ينته بأنتهاء سيطرته على النظام رغم شراسة وقوة السلاح المخابراتي .

ولو التفت المرء بنظرة ارتجاعية الى اول خطوات الشعب العراقي على بساط ممارسته السياسية .. يوم كان تحت مظلة الحكم العثماني لمدة خمسة قرون .. والذي لم يشهد فسحة ديمقراطية مهما كانت ضئيلة .. لغرض ممارسة حياتا سياسية بألمفهوم العصري . . وبدأت التجربة الديمقراطية الضئيلة بتواجد حلقات سياسية من اسطنبول تحت اسم الاتحاد وألترقي .. حتى وصل العهد الفيصلي الاول .. وكان مؤسس العراق الاول .. داهية في تحريك جماهير بغداد وعشائر الفرات للحصول على اكبر قدر من المكاسب الوطنية .. حتى قيل لي وألعهدة على والدي الذي عين قاضي للنجف الاشرف .. في العهد الفيصلي .. بأن الملك فيصل كان يتصل بألمعارضة بصورة سرية ويطلب اليهم ان يعبرو عن احتجاجاتهم السياسية ضد الوجود الانكليزي .. جاعلا من شارع الرشيد ساحة لكل هذا .. وكان جامع مرجان .. بمثابة مركزا للانطلاق ويكون هذا الانطلاق بعد كل صلاة الجمعة .. الكل يهتف .. الشيعي وألسني وأولاد الريف مع اولاد المدينة .. للآستعمار منادين .. الجلاء عن الوطن .. وألسقوط لكل معاهدة جائرة منها معاهدة 1930 .

وهنا بدأت معالم الاحزاب السياسية تتبلور في العراق في اوائل الخمسينات.. وكانت السلة السياسية تجمع بين

الحزب الوطني الديمقراطي
الحزب الشيوعي
حزب الشعب
حزب الاستقلال
وحزب الاحرار

وكان القادة فيه مثل محمد مهدي كبه .. صديق شنشل .. محسن الدوري .. وفائق السامرائي .. لهم وزنهم الاجتماعي وألسياسي .. اما الحزب الاخر وهو الوطني الديمقراطي الذي ترأسه الشخصية الوطنية المرموقة ذات الاثر في تثبيت الديمقراطية الاساسي .. كامل الجادرجي .. اما الحزب الشيوعي وله وجود مؤثر في الشارع السياسي العراقي .. وألعراقي بطبيعته معارض .. لذا نجد ان نسبة اعضاء اللجنة
المركزية للحزب الشيوعي يوم تأسيسه .. هي من الاقليات التي تقود الحزب .. سواء من الاكراد او المسيحيين .. كما ورد في موسوعة حنا بطاطو .. اما الاحزاب الاسلامية مثل حزب الدعوة وألاسلاميين وألاخوان .. فكان لهم مساهمة في هذه الساحة .. اما البعث فان اول وجودهم في الشارع كان في مظاهرات لكليات الجامعة العراقية بعد العدوان الثلاثي على مصر .. وللتاريخ اني كنت سببا لفرار علي صالح السعدي من القاء القبض عليه من قبل الشرطة بعد ان ترك جاكيته بيد احد افراد الامن وفلت من الشرطة السرية .. ثم القي القبض علينا .. وكان سجن نكرة السلمان .. محطة لكثير منا .

وفي فترة الجبهة الوطنية .. تضاءلت خلافات الاحزاب .. فكانوا في معارضتهم هدف واحد .. هو اسقاط الحكومة .. وهي مدرسة نوري السعيد وجماعته .. ولم ترفع الجبهة الوطنية شعار اسقاط النظام الملكي .. وكان المرحوم صديق شنشل وفائق السامرائي .. يؤكدون في كل مذكرات الحزب على معارضتهم للحكومة وليس للنظام .
اما في فترة الزعيم قاسم .. فان الديمقراطية التي اعطاها للشعب واسعة ولكنها كانت بقرارات الزعيم وحده .. والزعيم له حق سحب هذا الحق متى شاء وهكذا حصل ان
ضيق الحبل على البعثيين اولا ثم على الشيوعيين بعد حوادث الموصل وكركوك .. مع ذلك فان حرية العمل السياسي كانت اوسع في عهده بكثير مما كانت عليه سابقا .. ولما انتهى هذا العهد في 8 شباط .. وذهب قاسم وحكومته .. وجدنا افراد حزب البعث المعبئين على كراهية كل شيء يساري .. سواء اكان ديمقراطي او شيوعي او ماركسي مستقل .. .. وذهب الالاف الالاف من الضحايا الذين عبأ البعثيون ضدهم في مراكز الاعتقال وألتحقيق وأنتهت حياة اكثر قادة الحزب الشيوعي آنئذ . . قادة البعث خططوا لهذه المجزرة .. كما خطط طلعت باشا التركي العثماني ابادة الشعب الارمني .. والذي ذهب اكثر من مليون منهم .


برأيي ان هذا الخط بمجيء حزب البعث .. بدأ العمل على انتهاء الاهتمام السياسي للمواطن العراقي .. وانتهت فكرة الاحزاب وألايدولوجيات .. عمد عهد انقلاب شباط على :-

ابادة اكبر عدد من الشيوعيون وأنصارهم بدءا من اللجنة المركزية .. سلام عادل .. وحتى اصغر خلية من خلايا الحزب الشيوعي .. مما اضطر الباقين في القيادة العمل على مغادرة العراق طالبين الى كافة من يستطيع ذلك ان يغادر .. ومن شدة
بطش الحرس القومي .. ان الكثيرين قرروا ترك العمل السياسي .. بعد ان وجدوا ان صراعهم السياسي مع القوميين وألبعثيين صراع ابادة ووجود .. وان لاطاقة لهم استعمال العنف ضد هذا الذي حصل .

عمدت السلطة على محاربة القوميون وحتى ألبعثيين اليسار من جماعة سوريا بأكثر
دموية وأشد بطشا مما تعاملت مع الشيوعيين .. ثم ركزت على قمع وانهاء حزب الدعوة .. وهو حزب شيعي له تنظيمه وقد قدم الكثير من اجل اسقاط النظام .. كاتب هذه السطور شاهد على ماحصل من قسوة على افراد حزب الدعوة وبقية الفصائل الاسلامية .. وعلى البعثيين الذين اتهموا بألتعاون مع سوريا .

وهكذا على مدى ثلاث عقود .. بقوة المخابرات .. وغطاء القوانين وقرارات مجلس قيادة الثورة .. جعل كل عراقي يرى شبح عقوبة الاعدام لكل نشاط كان يستطيع اثباته وليس له غير حزب البعث .. الحزب الشمولي .. الذي يتدخل بكل مفاصل الحياة اليومية .. وأخذ الفرد يراقب بنفسه على ما تنبس به شفتيه او مايدور بخاطره من شيء يشم منه رائحة العداء لصدام وزمرته وحزبه .

ان حياة الاحزاب العراقية التقليدية اصبحت على فراش الموت .. اذ ان الشيوعيون ليس لهم مجال لاي نشاط حزبي بألعراق .. حتى بقبول مبدأ حزب شيوعي رديف للحزب الحاكم او ديمقراطية اتت بها امريكا الى العراق على ظهر الدبابات .. وقد اخطأ الحزب الشيوعي ان نقل موقعه من معارض وطني يسير بخط ثوري تحقيقا لمصالح العمال وألكادحين .. الى افندية يواكبون اناشيد شعارات الجيش الغازي ثم يصلون الى قبة برلمان جاء وتصور بارادة امريكية منفردة .. تحت غطاءات لاتخفى
ماهي عليه وما بعدها عن الهاجس الوطني .. هذا مايخص الشيوعيون وحزبهم .

اما حزب الدعوة .. فانه حزب بدأ حياته السياسية من داخل العراق .. وقدم الاف الشهداء .. وكان ضمن الاطار الوطني لاسقاط نظام صدام الدموي .. ولما اضطرته الظروف .. اتجه الى الجارة ايران .. وأحتوته اجهزة النظام الايراني .. وعمقت فيه شعور الطائفية وألبيت الشيعي وغيرت قيادته من القيادة العربية الى القيادة الفارسية المباشرة .. بعد ان ضمته الى تنظيم القوات المسلحة الايرانية .. ثم اخيرا شجعت آية الله باقر الحكيم ليتولى الرئاسة وقيادة حزب الدعوة .. ثم آلت هذه القيادة الى اخيه عبد العزيز الحكيم .

ان حزب الدعوة .. قد قام بدوره وطنيا .. على احسن مايكون عندما كان في العراق وقدم الكثير في سبيل العراق الموحد .

وبرأيي ان دوره كميليشيات مسلحة انتهى .. وعليه ان يجعل تنظيمه تنظيم حزب سياسي لاعلاقة له بقوات بدر .. فلا يجوز ان تكون هناك سلطتين في بلد واحد .. السلطة واحدة هي للدولة فقط .. وأنا احيي وزير الدفاع العراقي يوم قرر حل الميليشيات .

هذا هو مختصر الحالة السياسية في العراق .. آملا ان يذهب العراق تحت قيادة سياسية الى الاحسن والى الاكثر من الديمقراطية والحس الوطني .. بعيدا عن الطائفية .. المحاصصة .. العنصرية .. وألكل يهتف الى الديمقراطية الحقيقية دفعا للحالة البائسة التي يمر بها العراق .

ابو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يكتب الدستور
- اذا وضعنا ساستنا في الميزا ن
- وزير الدفاع العراقي يلغي الحرس الوطني ما المعنى من ذلك وماهي ...
- الموت يراقص حرية الرأي والمصير
- العيب السياسي والعيب الاجتماعي يبقى عيبا يخدش السمعة
- دردشة على فنجان قهوة
- ما العمل والعراق .... يشتعل
- لما هو صالح العراق نركع مصلين .. داعين الله ان يرشد الرئيس ا ...
- الحوار النظيف .. مطلوب الان لوحدة وطنية مرجوة
- لماذا يتعمد البعض على تغييب الاثر السياسي المسيحي
- لاشك .. ان الهاجس الوطني اسبغ على المعادلات الطائفية زخما كب ...
- من يطلب ارجاع عقارب الساعة لنظام لم يسلم من آذاه وجرائمه .. ...
- ماذا سيحدث بعظمة جيوشه بعدما يرحل الاحتلال وما مصير المتعاون ...
- ما أصعب القيادة ما أصعب القيادة
- ماهكذا تورد الابل ...!العدالة لها نبع واحد
- قد يكون الدكتور علاوي فرس الرهان على استتباب الامن العراقي
- في غياب العقاب القانوني الجسد الفلسطيني ملعبا للممارسات السا ...
- يهود العراق .. لايحتاجون من يرحب بهم في الوطن .. العراق ولكن
- بقعة سوداء في تاريخ العراق المعاصر اذا استمروا على تهجير الم ...
- دهاليز السياسة تؤدي الى مخالفات لاتكون في مصلحة البلاد


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تأملات في الحياة السياسية العراقية