أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - وعْيُنا.. درعُنا الوطني















المزيد.....

وعْيُنا.. درعُنا الوطني


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دردشة على فنجان قهوة
وعْيُنا.. درعُنا الوطني
الوعي هو الشعور السياسي الصادق وما يجب أن يعمله الفرد في شعب حوصر من كواسر بشرية لا رحمة في قلبها ولا ضمير ، إن عوامل تواجد الواعي أياً كان نوعه سياسياً أو اجتماعياً أو حتى طائفياً وعنصرياً هي كثيرة وممتنوعة ، منها الاحساس بالظلم والغبن والتهميش ، وشعور وجود هذا العامل هو العامل المحرك لخلق الوعي ، إذ أن الظلم وحده ليس كافياً لخلق الوعي ولا للثورة ، ولا في طلب التغيير ولكن الشعور بالظلم هو الأهم من أجل تحريك الوعي الذي يؤدي الى تأجج العواطف والنوازع الوطنية ، وهذا التأجج التراكمي يصل بالشعب للنزول لساحة الفداء بالروح ومركز قيادة الثورات ، وقد يشوبها بعض الشوائب ، ولكن هي ثورة ناتجة عن الظلم والشعور بالظلم .
ليس هناك ثورة في العالم ليس لها أخطاء وتجاوزات ، حتى أن بعضها تأتي على من قام بها ، وقد رفع (روبسبير) الفرنسي الشهير والذي كان محاميا ، شعاراً أن الثورة تأكل فراخها ، واستطاع أن يبسط نفوذه ، وكان متحمسا مثل بقية الثوار لآراء الفلاسفة الذين كانوا سببا في قيام الثورة الفرنسية، ومهدوا للقيام بها بأفكارهم: جاك جاك روسو، فولتير، ديدرو، ومونتسكيو.
إن الشعب الذي تسوده موجة وعي .. صحية هو الشعب الذي يستطيع أن يقدر باخلاص مصالحه العليا ، وهو أيضاً يستطيع أن يرسم خطاه المستقبلية بكل دقة نحو الأحسن عيشاً وممارسة وتطبيقاً للديمقراطية.. الكل يعي دوره ويعمل من أجل الصالح العام ، لا من أجل مصلحته الشخصية ولا من أجل الطائفة التي ينتمي اليها ولا لشعب مرجع له .
إن من ينزع صفة الوعي عن الشعب العراقي في الحالة التي سبقت خلع الرئيس صدام وانهيار نظامه لا يقرب من الواقع والحقيقة. الشعب الذي حاول عشرات المرات القيام بمحاولة اسقاط النظام ، وإن فشل في معظمها بسبب افشاء خططه الانقلابية عن طريق أجهزة المخابرات الأجنبية وخاصة الأمريكية .
الشعب الذي أكثريته رفضت الاحتلال بحجة الخلاص من نظام صدام ، ولم يكن يروج لهذا الاحتلال الا حفنة معروفين بالاسم والعائلة وهم أنفسهم حملتهم معها حملة الأمريكان العسكرية الى داخل الوطن ، يوم عقدوا أول مؤتمر في الناصرية.
الشعب الذي هاجر منه أكثر من خمسة ملايين خارج دائرة الظلم .. خارج دائرة الارهاب ، والذين وزعهم النظام الشرس على خمسة أركان من المعمورة ، ذهب بعضهم الى عمق البحار ليكون طعاماً للأسماك ، أو مات في جليد قمم جبال الألب الأوربية الشاهقة.
الشعب رغم كل وسائل القمع الذي يطلق على الرئيس النظام الارهابي كنايات وألقاب يتداولها همساً أو علناً مطلقاً لقب (عتريس) و (همبكة) على الرئيس صدام ، كل هذا يؤكد أن للعراق شعب قريب جداً من نقطة الانفجار والثورة ، وهو يحمل أعلى درجات الوعي . استمر الوعي العراقي حضوراً حتى بعد الاحتلال وتجلى ذلك في الحالات التالية:
تجلى وعي الشعب العراقي عند وقوفه سدًّا منيعاً متراصفاً متراصاً ضد شعارات الطائفية والمحاصصة والعنصرية رغم كل الكم الهائل من قوى يملكها مروجي هذه الشعارات والتي تقف وراءها وتروجها وتسند من يروجها وراءهم الجيش الأمريكي ذا القدرة العالية على البطش ، تعداده 180 الف يسانده ربع مليون عراقي مسلح أوجدته هذه الفئة التي ترفع شعار الطائفية والمحاصصة . إن قوى الشر التي لا ترتاح الى بقاء العراق موحداً مستقلاً بكل ما تحمل هذه الكلمات من معاني ستداوم على تفليش النسيج العراقي والغلغلة في سموم هذه الآفات الاجتماعية .
تجلى هذا الوعي بهرمه الكبير بين صفوفه ، إذ لم يستطع رموز الاحتلال الوصول الى نقطة اشتعال الحرب الأهلية ، سنة ضد شيعة وعرب ضد أكراد ، والنزول قتلاً وسبياً للأقليات الأخرى رغم كل ما لديهم من أسباب ووسائل وقد أتت على هذا الشعب ، إنه شعب متماسك في وحدته بكل فئاته وطبقاته وطوائفه. العرب العراقيون متمسكون بهاجسهم القومي ، وهذا الهاجس يمنع قبول فكرة التفرقة الطائفية، وقد تميزت الحالات التالية ، وهي اصرار الشعب العراقي على إخراج قوات الاحتلال عن أراضيه ، أو أقل تقدير تحديد مدة بقائه ، وهذا مما أجبر الادراة الأمريكية تحويل بوصلة الاستحواز التي كانت مسجلة في أجندة الاحتلال قبل وقوعه.
أ‌- أراد الاحتلال أن يجعل من العراق ولاية تابعة لولاياته الخمسون ، وأرسل موظفيه لادارة العراق على اعتباره ولاية بعد أن أصرّ على حل كافة مرتكزات الدولة من وزارات وقوات أمن ، وكل ما يشير الى وجود الشخصية المعنوية لدولة العراق المعترف بها دولياً ، حتى أصبح المواطن تائهاً في بلاده لا يعرف لمن يراجع ومن يسأل ، لقد أصبح العراق مجموعة أشباح مراكز مدمرة ووزارات انتهت صيرورتها وأصبح كل شيء ماضي ، وبقى العراق بقايا دولة .. هذه الدولة التي عمرت أكثر من 70 عاماً يوم أنشأت في زمن الملك فيصل الأول ناقلة حضارة تمتد الى آلاف السنين ، لقد ذهب كل شيء مع الاحتلال وأصبحت الحالة فوضى في فوضى ، لا سائل ولا مسئول ولا قائل و لامجيب . حفنة من الشباب أمريكي الجنسية وضعوا في المناطق التي تقرر وتملك القرار في الوزارات وبدأت كفاءة هذه الوزارات تضمحل يوماً بعد يوم ، ولما شكل المجلس الوطني المؤقت على أساس المحاصصة والطائفية وشكلت الوزارة الأولى الأولى وملئت مجددة الوزارات على أساس المحاصصة والطائفية ، لكن الوعي السياسي والاجتماعي العراقي رفض هذه الحالة وأصر على مواكبة نضاله بمقاومته الوطنية والتي بدأت بعد فترة قصيرة من اعلان بوش سقوط النظام . إن المقاومة بدأت واستمرت في نضالها وتوسعت في عدد أفرادها وأعمالها ، ولم تكن تكيل الضربات الا للوجود الأمريكي ، وهي لم تؤمن ولا تؤمن بأي جهة تصيب المجتمع المدني العراقي بأعمال ارهابية ليست في مصلحة الشعب العراقي ، رغم محاولة الأمريكان والقوى المؤيدة للأمريكان خلط الأوراق وخلط عمل المقاومة مع العمل الارهابي ، مؤمنين أن ليس هناك مواطناً عراقياً يؤيد الاحتلال الا نفرٌ باع نفسه وباع ضميره من أجل مصالحه الشخصية .
ب‌- رغم اصرار الادارة الأمريكية على عدم التفكير بالانسحاب لا من بعيد ولا من قريب حتى تتمكن الحكومة العراقية من انشاء قوة عسكرية تؤمّن الاستقرار والأمان ، والمضحك والمؤلم في آن واحد أن تدريب وانشاء هذا الجيش مناط بالادارة الأمريكية وكأننا نقول ونطلب من الأمريكان أن ينهوا فترة احتلالهم إن توصلوا الى جيش قوي يؤمن الاستقرار ، وهذا ما يعارض الاحتلال الذي هو هدف ومبتغى الاحتلال الأمريكي .
إن السفينة العراقية التي تتهادى على أمواج غاضبة تحتاج الى مناكب رجال وطنيين يحملون أرواحهم على أكفهم ويعملون ليل نهار ، وعلى جميع العراقيين الاستفادة من هذا الوعي الذي يمتاز به الشعب العراقي.
إن الادارة الأمريكية أخطأت في قرار احتلالها واعتمدت على معلومات كاذبة من نفر من العراق أوصلها لهم ، ثم أخطأوا بعدم التهيئة لحكم العراق بنظام مدني متطور ، وهم إن نجحوا في الاحتلال بسرعة دخلوا في مستنقع المقاومة العراقية للذين لم يفهموا حضارته وتفكيره الاجتماعي ووعيه السياسي وتماسكه مع بعضه البعض ، فاذا أراد الاحتلال أن يستمر في خطأه فإنه يتحمل مسؤولية ذلك وسيخرج من العراق عاجلاً أو آجلاً في فترة لا يتوقعها المستفيدين من الوضع المأساوي العراقي ، لنا في وعي الشعب العراقي أمل ولنا رجاء ودعاء للقادر القدير أن يمكن الشعب من الخالص من هذه المأساة .
أبو خلود
لندن 5/ فبراير 2006



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد الاداري في ظل المحاصصة
- المحامي العراقي بين زمنين
- الدستور الجديد : بين القبول والرفض
- الديمقراطية تحت المحك
- النفط العراقي والسياسة
- أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد
- أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد !
- ما يدين صدام حسين عند محاكمته
- حكومة الجعفري بين الوعود والنتائج
- دور المرجعية الدينية في الانتخابات - ضمن التقسيمات العراقية ...
- بين الولاء الطائفي الامريكي وبين تشريع وطني الدستور يتأرجح
- صياغة دستور ... لا يتضمن الديمقراطية،بل حسن التطبيق هو الاهم
- من المستفيد من تفجير عاصمة بلد الضباب؟
- الكل تحت مظلة ..عراقية..
- تأملات في الحياة السياسية العراقية
- من يكتب الدستور
- اذا وضعنا ساستنا في الميزا ن
- وزير الدفاع العراقي يلغي الحرس الوطني ما المعنى من ذلك وماهي ...
- الموت يراقص حرية الرأي والمصير
- العيب السياسي والعيب الاجتماعي يبقى عيبا يخدش السمعة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - وعْيُنا.. درعُنا الوطني