أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رب شرارة أحرقت سهل !















المزيد.....

رب شرارة أحرقت سهل !


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رب شرارة أحرقت سهل !
ماوستونغ
المتابع للإعلام بمختلف وسائله ( المقروءة .. والمنظورة .. والمسموعة ) يلاحظ .. وكأن القيامة ستقوم بعد حين ..
تعج القنوات الفضائية بالمقابلات والتصريحات النارية ، والمؤتمرات الصحفية المعدة بعناية ، وبخطب وبيانات وتصريحات تجييشية وتصعيدية وتعبوية ، للإعداد لمعركة قومية ومذهبية حامية الوطيس ، من دون وازع وطني أو أخلاقي أو قانوني !
هذا ينم عن فقدان لبوصلتنا وتوجهاتنا الوطنية والأخلاقية والدستورية ، ولمبدء التعايش المشترك الذي يربط مكونات شعبنا وأطيافه المختلفة منذ قرون !
ولو نعود لسبب كل ما يحدث !.. وما سوف يحدث من صراعات وأحقاد وكراهية ونفور ؟
لوجدنا سببه الحقيقي !... هو غياب دولة المواطنة ، وغياب القانون ، وغياب الأمن ، وغياب العدل والمساوات ، وعدم توزيع الثروة بشكل عادل وعدم تحقيق العدالة ، ومنذ الإحتلال الأمريكي للعراق في 2003 م وحتى يومنا الحاضر .
وهذه حقيقة يجب الإقرار بها وجعلها من المسلمات ، في أي نهج جديد يمارسه النظام السياسي القائم ، أو الذي سيقوم مستقبلا ، وأن يتعض من كل الهزائم والإنتكاسات والأخطاء السابقة ويتجاوزها .
إن حل عقد ومشاكل ومعوقات قيام دولة وطنية ديمقراطية علمانية إتحادية هو من خلال تبني هذه الدولة وشروط قيامها ؟
السبب المباشر .. هو رؤية النظام السياسي الذي يقود البلاد منذ عام 2006م وحتى الأن ، والذي يقوم على الرؤية الأُحادية والدينية في بناء الدولة .
فلسفة ونهج الدولة الدينية ، الذي كرسه التحالف الوطني الشيعي وأحزابه ( أحزاب الإسلام السياسي الشيعي الذي يقود البلاد طيلت الفترة الماضية ، وهي نظرة تقوم على التفرد بالقرار من خلال الرؤية الأُحادية الضيقة ، وبناء الدولة على أساس فلسفة الدين والرؤية الدينية ، والمحاصصة والطائفية السياسية ، وتقاسم المغانم ليس على أساس الكفاءة والنزاهة والوطنية ، بل على أساس الطائفة والقومية والحزب والمنطقة ، والذي أدى الى إشاعة الفساد في كل مفاصل الدولة ، بما في ذلك المؤسسة الأمنية والوزارات الخدمية على وجه التحديد .
غياب هذه الدولة أدى الى إنحسار حاد للحريات العامة والخاصة ، والتجاوز عليها وعلى الحقوق ، وأثر بشكل كبير على الأنشطة الثقافية ، وعلى حرية التعبير والنشر ، والأكثر تأثيرا كان على الأنشطة الفنية بمختلف فروعها ومسمياتها ( المسرح .. والسينما أصلا مغيبة منذ الحملة الإيمانية عام 1991 م ، وغياب نشاط الفرق الفنية والغنائية ، ومطاردة العاملات في المقاهي والنوادي وطردهن من اعمالهن ، والإعتداء على حرية المرأة في ملبسها وحركتها ، والتضييق على الطالبات والطلاب في المدارس والجامعات ، وبذرائع وحجج واهية ، وتحت ذريعة الدين والشريعة ) وهذه ظواهر يتم ممارستها وترسيخها كنهج ومنذ سنوات .
والمسألة الأكثر تأثيرا على حياة الناس وراحتهم ، والتي تقض مضاجعهم !.. غياب الأمن وعدم شعور الناس بالأمان والطمأنينة والراحة ، وسبب ذلك تعدد مراكز القوى ، وعدم توحيد المؤسسة الأمنية وإستقلاليتها ووطنيتها ونزاهتها ، وأن يكون السلاح بيدها حصرا دون غيرها !... وهذا غير موجود ولحد اليوم ، فالسلاح منتشر خارج إرادة وسيطرت هذه المؤسسة ، والميليشيات تصول وتجول في عراق اليوم ولا يردعها شئ !.. لا دولة ولا حكومة ولا قانون .
المسألة الأُخرى والأهم هو غياب العدالة والقانون ، مما دفع بالناس الى الجوء الى العشائر وأعرافها ، مما إنعكس سلبا على حياة الناس ، وهو تغييب للدولة وللقانون والعدل ، وهذا إخلال بشروط قيام الدولة المسؤولة عن حماية أمن الناس وتحقيق العدالة بين الجميع ، وهذه غائبة تماما ، ويتم التفريط بها جهارا نهارا .
هذه كلها وغيرها تراكمات أضحت تشكل خطرا داهما على العراق وعلى وحدته وتماسكه وإستقلاله ، وهي نتيجة منطقية لكل السياسات التي إتبعتها الحكومات المتعاقبة !.. بالرغم من كل المناشدات والمطالبات بتصحيح مسار العملية السياسية وبناء الدولة على أساس المواطنة وقبول الأخر !... ولكن دون جدوى وليس هناك من يصغي وبعناد منقطع النظير !
وما زالوا مصرين على تكرار سلوكهم القديم ، والذي أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم !.. والقادم قد يكون أكثر إيلاما وضررا من سابقه .
نتمنى أن لا يكون ذلك ، ولا تتكرر التجارب السابقة ، ولكن الدول لا يتم بنائها بالتمني والدعاء والإستغفار !.. يتم من خلال نهج سليم وعلمي وموضوعي منسجم مع مصالح الناس والبلاد ، وتحت إدارة رصينة ووطنية وتتمتع بالخبرة والنزاهة ، والعلمية والموضوعية لإدارة الدولة .
إن المشكلة القائمة مع إقليم كردستان والحكومة الإتحادية ، هي مشكلة مركبة !.. وتحتاج الى عقول متأنية ، وتحتاج الى مرونة في التعامل مع تلك المشاكل الشائكة ، فمنها ما هو دستوري وقانوني ، ومنها ما هو إجرائي ، وهذه كلها ليست بعيدة عن مجمل المشاكل والمعوقات والموانع ، التي يعاني منها العراق ونظامه السياسي ، وهنا نؤكد على ( سببه النظام السياسي ) والذي هو بحقيقة الأمر .. هو المولد والمفرخ والمنتج لكل الأزمات التي يمر بها العراق ، والتركة الثقيلة للنظام المقبور ، وما نتج ما بعد الإحتلال .
لا خيار أمام قوى شعبنا بكل فصائلها وتوجهاتها وإنتمائاتها ، والحكومة العراقية الفيدرالية وحكومة الإقليم ، غير الجلوس وراء طاولة الحوار والنقاش الهادئ والمسؤول ، ووفق الدستور والقانون ، ومن دون شروط مسبقة ، وعلى أساس العراق الإتحادي الديمقراطي العلماني الموحد ، فهو الضمانة الوحيدة لحل كل المشاكل والمعوقات ، ولتجاوز الأزمات ، وهذا السبيل الوحيد الذي فيه منفعة للجميع ، وسيربح الجميع ، وهو إنتصار لشعبنا بكل مكوناته وأطيافه ومذاهبه وأعراقه .
وأنا هنا أُحذر من عدم الإكتراث بكل الذي يحدث وعدم الإصغاء لهذه الأصوات ، وبعكسه سيسير العراق في مستنقع من النزاعات والتراشقات والتهديدات المتبادلة وغير المسؤولة !.. وقد تكون نتائجها كارثية على الجميع ، ولن يخرج منها أحد منتصر !.. فالجميع سيذهب الى جهنم لا سامح القدر.. مجبر أخاك لا بطل .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
9/9/2017 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الدينية تتعارض مع الديمقراطية والعلمانية ؟
- قالت ... وصحيح القول ما قالت حذام !
- الدولة وشروط نجاخها واستمرارها .
- المفكر والمناضل الشيوعي كامل شياع ..
- شعبنا وقواه الديمقراطية يتطلعون الى الغد الأفضل السعيد .
- العراق وشعبه لا يضام !.. وسينتصر .
- أما حان وقت البناء ... والنماء ؟
- نقد الدين .. أم نقد الفكر الديني ؟ الفصل الثاني
- نقد الدين .. أم نقد الفكر الديني ؟
- أما جاد بك الوجد ؟
- تساؤلات مشروعة أو ربما غير مشروعة !
- خاطرة المساء ..2017 م
- نعم لٍعَلْمانٍيَة ْ الدولة .. لا للدولة الدينية !
- نَعَمْ لِعَلْمانِيَةْ الدولة .. لا للدولة الدينية ! الجزء ال ...
- لا تجني من الشوك العنب 2017 م !
- بهرز !.. وقطع الماء عنها ؟
- حدث .. وتعليق !
- حوار ... مع الذات .
- الطريق غير سالك !..لتراكم المطبات والحواجز ؟!
- للفقراء والمعدمين رب يستغيثونه !؟


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - رب شرارة أحرقت سهل !