|
أضراب عمال المحلة
خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 07:03
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
يكشف اضراب عمال المحلة عن خلل عميق فى معالجة الدولة لمشاكل القطاع العام فى مصر ، هذا القطاع الذى كان عماد التنمية فى مصر فى مرحلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تم بيع معظمة فى اطار الخصخصة بعقود احترافية فى الفساد فى مرحلة حكم مبارك ،وبتعليمات مباشرة من امريكا وقد ترتب على هذا البيع تشريد الالاف من العمال فى الشوارع مقابل مكافات هزيلة ، وتم ارغام العاملين على بيع حصصهم فى هذه الشركات والتى كانت احدى مكاسب ثورة يوليو للعمال بالتهديد تارة وبالترغيب تارة اخرى رغم ان البيع كان تحت لافتة وقف نزيف الخسائر واعادة ضخ الاموال فى هذه القطاعات ، وهو هدف مشروع لاشك فيه الا ان العكس هو ما حدث تماما حيث لم تتضمن هذه العقود الفاسدة استمرار العمالة والحفاظ على حقوقها او ضخ اسثمارات مالية بهذه الشركات والمصانع وتطويرها بل لقد قام الملاك الجدد بتفكيك المصانع وبيعها خردة ، و قامو بانشاء شركات لتقسيم الاراضى المقام عليها هذه المصانع والشركات ومعظمها فى اماكن راقية لانشاء عمارات سكنية ومولات تجارية ولعل البيع الفاسد للشركة العربية لحليج الاقطان مثال صارخ على هذا العبث حيث تم شراء الشركة واراضيها بمحالجها وماعليها من مبانى بالسعر الدفترى وبحساب التدفقات النقدية دون اى معايير للابقاء عليها او تطويرها وضخ استثمارات بها او الحفاظ على حقوق العمال وثمن اجمالى البيع لايساوى ثمن محلح واحد باراضية ومعداته من محالجها الاثنى عشر الموزعة على محافظات الجمهورية ، زفتى وكفر الشيخ ودسوق وغيرها واغلبها على النيل مباشرة ، وتم اغلاق معظم هذه المحالج وانشاء شركة موازية للاستثمار العقارى لبيع وتقسيم اراضى الشركة وبنائها مولات وعمارات سكنية فاخرة من خلال مطوريين عقاريين
وكنت اتصور ان شركة المحلة وهى قلعة الصناعة فى مصر ستتفادى هذه الكارثة التى حلت بالقطاع العام فى مصر عن سبق تصميم وترصد وتتبنى من خلال نقابتها القوية سبل اصلاح حقيقية لوقف نزيف الخسائر الذى تتعرض له هذه الشركة العملاقة ، والذى هو تكأة لعدم اعطاء العمال حقوقهم التى تكفيهم للعيش الكريم وتصفية الشركة وبيع مقدراتها ان الخلل فى شركة المحلة فى تصورى وفى ضوء غياب المعلومات يكمن فى الاتى انهيار منظومة التحديث والتطوير والتدريب فى الشركة مما ادى الى استخدامهم نفس الاساليب القديمة فى الانتاج الذى لايلقى سوقا رائجة فى السوق الاجنبى والمحلى غياب الشفافية فى منظومة الادارة مما ادى الى استحواذ الادارة العليا على الالاف من الجنيهات شهريا دون اعتبار الى اوضاع الشركة الخاسرة تكدس بضاعة راكدة فى المخازن تقدر بملايين الجنيهات دون تصريف ولو بالتكلفة الفعلية ان الاصلاح الفعلى لشركة المحلة لن يقوم الا على اكتاف العمال وهم بالالاف وهذا مصيرهم ومصير اولادهم وعلى الدولة اذا كانت جادة فى حل هذه المأساة ان تسعى الى طرح شركة المحلة الى البيع ويكون للعمال نصيب الاسد فيها ومن خلال منظومة متكاملة بين الادارة والملاك الجدد وهم العمال يمكن ان تنطلق شركة المحلة الى العالمية الى التطوير والتجديد سواء فى البشر او فى منظومة الادارة واعتماد اساليب ، ولابأس من الاستفادة من دول حديثة العهد مثل بنجلادش والتى اصبحت مهدا لماركات عالمية فى مجال المنسوجات وصناعة الملابس والمفروشات العمال بشبابهم وشيوخهم وطاقتهم الجبارة فى المحلة الكبرى وغيرها هم الامل فى نهضة الصناعة فى مصر ، ولاامل فى رجال الاعمال الباحثين عن الثراء السريع من خلال بناء المنتجعات وتقسيم الاراضى ، والكاومبوندات المغلقة باسوارها العالية على الدولة المصرية من خلال ارادة سياسية ان تسعى بجدية هى وعمالها على الابقاء على شركة المحلة صرحا وطنيا، لانه لايمكن تصور مصر بدون شركة المحلة، كما لايمكن تصور ايطاليا بدون شركة فيات ، او المانيا بدون شركة مرسيدس
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيى وحزب مؤتمر الشباب
-
استقلال كردستان المتوقع واثاره
-
السيىسى وولاية اخرى
-
الاعتراف سبيل حل المشاكل
-
كارثة القطار وفقه الاولويات
-
ثورة يوليو والخطأ القاتل
-
عشق الكتابة
-
مستشفى 5757 مصر دور ناقص
-
الفتك بالمجتمع المدنى
-
الازهر والكنيسة والحكم فى مصر
-
الطعن فى الاديان لايفيد
-
ثورة الازهر الاصلاحية
-
ارهاب سيناء لابد ان ينتهى
-
تذكرة الى جهنم
-
كارثة التعليم فى مصر والعالم العربى2
-
كارثة التعليم فى مصر والعالم العربى
-
الرئيس السيسى وحاجته الى السياسين
-
احزابنا كالمصيبة 2
-
احزابنا كالمصيبة
-
هل مصر تسير على الطريق السليم
المزيد.....
-
“ 350.000 دينار عراقي“ وزارة المالية العراقية تعلن عن سلم رو
...
-
” عاجل زيادة 100 ألف ” تعرف على الزيادة الجديدة في سلم رواتب
...
-
توقعات بارتفاع معدل البطالة بين الفلسطينيين إلى 57 % خلال ال
...
-
هتجيب كحك العيد.. موعد صرف علاوة غلاء المعيشة 2024 لجميع الع
...
-
“خلال أيام في رمضان”.. موعد صرف مرتبات شهر مارس 2024 بالزياد
...
-
نقابة الصحافيين ترحب بقرار أوروبي يدين إسرائيل وتطالب بالمزي
...
-
“هتقبض بواكي وألوفات“ كيفية التقديم في مسابقة العمال بوزارة
...
-
تقرير دولي يتوقع ارتفاع البطالة في فلسطين لـ50%
-
نقابة الصحفيين التونسيين تندد بسجن صحفي 6 أشهر
-
“هُنــــا 20.000 دينار جزائري“ رواتب المتقاعدين 2024 في الجز
...
المزيد.....
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
-
نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين
/ عذري مازغ
-
نهاية الطبقة العاملة؟
/ دلير زنكنة
-
الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج
...
/ جورج مافريكوس
المزيد.....
|