أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - تذكرة الى جهنم














المزيد.....

تذكرة الى جهنم


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 04:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الحداثة والتقدم تعنى ان نتحول الى كفار ؟
هل الحداثة تعنى التحول عن الاسلام الى الالحاد ؟
العجيب ان كل الطرق التى تؤدى بنا الى الحداثة تصطدم بمن يدعون انهم حماة الاسلام
رغم ان قناعاتهم المرعبة تلك قد تؤدى الى اندثار مجتمعاتنا الاسلامية باكملها
الاسوء ان حماة الاسلام هؤلاء يدفعون رواد التنوير ومن هم على قناعة بعدم تعارض الاسلام مع قيم الديمقراطية والحداثة ، يدفعونهم دفعا الى مهاجمة الاسلام فيحدث الصدام الدامى الذى يخسر فيه الجميع
ان العالم العربى والاسلامى صحا على وقع البنادق والاساليب الحديثة فى الحرب وفى الحياة بشتى مناحيها ، واصبحت تركيا دولة الخلافة رجل اوربا المريض نهبا للغرب الفتى يتكالب عليها وينهش مممتلكاتها دولة وراء اخرى
لقد صحت مصر على الحملة الفرنسية وانتبه مؤسس مصر الحديثة محمد على الى ضرورة الاخذ باساليب اوربا الحديثة وارسل البعثات الى اوربا ونقل مصر فى اقل من عشرون عاما الى مصاف الدول التى ينظر اليها باحترام ، وان كانت الحداثة لم يكتب لها ان تتغلل فى عمق التجربة المصرية ربما لقصر زمنها ، فبقيت الازمة كامنه بين التحديث والاسلام
ولم تتعلم تركيا دولة الخلافة من التجربة المصربة ، بل وتحالفت مع الغرب على وأد التجربة المصرية ، ومرة اخرة تحالفت دولة الخلافة ضد مصر مع الغرب الاستعمارى ممثلا فى بريطانيا فاصدرت فتوى بخروج عرابى على الاسلام لتحرث الارض امام الانجليز للاستيلاء على مصر واحتلالها لمدة تربو على الثمانين عام
ولم تفق تركيا الا متاخر على وقع الحرب العالمية على مدى الهوان الذى وقعت فيه ،
حيث اقدم اتاتورك على الغاء الخلافة نفسها والغاء الحجاب ومنع الاذان بالعربية واستبدال الحروف العربية بحروف لاتينية وغيرها من اجراءات عنيفة ، ويبدوا ان اقصاء الدين عن الحياة العامة لفترة من الزمن كان ناجعا الى حد كبير فى استطاعة تركيا اللحاق بالنهضة الحديثة نسبيا
ورغم العودة الى مظاهر التدين الشكلى فى تركيا على يد الاحزاب التى تتسربل بالدين مثل الرفاه والعدالة والتنمية الا اننى اعتقد ان هذه المغازلة هى وسائل سياسية رخيصة لاستمالة قطاع لايستهان به
فى تصورى انه يمكن الاخذ بالاساليب الحديثة وقيم العلمانية والديمقراطية دون ان نتحول عن الاسلام او نصطدم به ولكن علينا اولا معرفة المعوقات
على سبيل المقال فان مصطلح العلمانية الذى يشكل القاعدة فى الحداثة والتطوير مختلف عليه بشكل حاد حتى عند العلمانين انفسهم ، فهذا المصطلح هو مرادف للكفر عند الاسلاميين بحسن او بسوء نيه لافارق فى الحالتين ، هذا المصطلح عند الاسلاميين هو تذكرة الى جهنم لمن يستخدمه او يتبناه
ترى من اين يستقى المتصدرين لحماية الاسلام هذا المعنى ؟
انهم يستقونه من الفهم المتخلف للاسلام ، ويستقونه من بعض العلمانين انفسهم ممن يصفون انفسهم بانهم علمانيون ملحدين
اذن نحن نحتاج
اولا الى وضع تعريفات دقيقة وواضحة لمثل هذه المفاهيم التى لايمكن ان نتبنى الحداثة الا بها لانها كارثة ان يفهم البعض من المثقفين ان الالحاد ضرورى لتبنى العلمانية
ثانيا التاكيد على ان المشاركة فى صنع الحضارة العالمية عبر استخدام الياتها ومفاهيمها لايمكن بحال ان يقودنا الى التخلى عن الاسلام او التراث لانه لا تعارض حقيقى بين الاسلام والاخذ باساليب الحضارة الحديثة
يجب ان يفهم الجميع انه لايمكن لاى امة ان تنهض بنفس الاساليب العتيقة التى استخدمها اسلافها
لقد انقرض الهنود الحمر على مدار مائة عام عندما دق الاسبان بلادهم ولم ينتبهوا الى مصيرهم المحزن لانشغالهم بالتقاليد والتراث ، بل ان مجتمعات منهم تسلقت اعالى الجبال فى مناطق وعرة ومعزولة فى اعتقاد منهم انهم اصبحوا بمنأى عن الغزاة ( قبائل الانكا)
ربما يذكرنا ذلك بكلام منسوب لسيد قطب ( احد مفكرى الاخوان المتشددين ) عن ضرورة اعتزال المجتمعات الكافرة
ان التطور هو سنة الحياة
لو توقف الصلبيون عند حدود التطور الذى حققوه عندما كانوا فى صراع مع الممالك الاسلامية او حتى مع التطور الذى كان عليه المسلمون عندما كانت المشافى والاوقاف والتكايا تغص بها الممالك الاسلامية فى الوقت الذى كان فيه الاوربيون يعتقدون ان الاستحمام بالماء سبب رئيسى للاصابة بالمرض وكانوا يستعيضون على رائحتهم الكريه بالعطور
اقول لو توقف الصليبيون الاوربيون عند هذا المنعطف لما سادوا العالم
لقد سقطت الحضارة الاسلامية عندما اصطدم العقل بالنقل وعندما انغرس فقهاؤها بالغسل دون الحياة فاوصدو الباب امام العقل باعتبار ان الاوليين لم يتركوا للاخيريين شيئا يفكرون به وتلك قصة اخرى



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة التعليم فى مصر والعالم العربى2
- كارثة التعليم فى مصر والعالم العربى
- الرئيس السيسى وحاجته الى السياسين
- احزابنا كالمصيبة 2
- احزابنا كالمصيبة
- هل مصر تسير على الطريق السليم
- فساد النخبة فى مصر
- مستقبل اليسار فى مصر


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد جوشن - تذكرة الى جهنم