أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - استعراض /استعراء/تطنيش














المزيد.....

استعراض /استعراء/تطنيش


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


استعراض /استعراء/تطنيش
بصراحة المرآة.
(1)
قالت العرب :"من أحب شيئاً ، أكثر الحديث عنه" وكأنها قالت: ومن لم يحب شيئاً تجاهله أو تناساه ،وبلغة الدارج اليوم طنشه.
ولنبدأ بالحب دائماً، لأن الحب صاحب ديمومة تتجلى في أدق التفاصيل وعلى مدار الساعة ، وليس في مناسبات ووفق ساعة المنبه وجرسها وربطه مسبقاً.
من يحب وطنه ، يكثر الحديث عنه جغرافيا وتاريخاً ، يفتتن بجماله ، يتألم لمواجعه، ولا ينقطع حديثه عن الارتقاء بذلك الجمال أو بطرق جميع الأبواب لخلاصه واستشفائه ، على الدوام وحسب ما يقتضيه كل من الأمرين.
(2)
المناسبات وجدت للفقراء جداً، كما أظن، أيضاً للعارضين والطارئين وشبه الميؤوس من امتلاكهم للديمومة، وحتى لا تبقى ذاكرتهم أو حياتهم ملعباً للنسيان أو الخواء، فقد ابتكرت القريحة البشرية حكاية الأعياد والمناسبات والذكرى الأولى (سنوية أو غير سنوية) والثانية وغيرها، والأعياد الفضية والذهبية والماسية ، وهو ابتكار كريم وذكي ، يشارك فيه أهل الديمومة ويدعمونه ويجددونه ويحترمونه.
ربما يكتفي بعضهم بيوم واحد للحب أو الوطن أو السعادة، ولا ضير في ذلك ، مادام اكتفى.
(3)
هناك نوع من الاحتفال بالمناسبات مختلف عما ذكر، إنه احتفال الاستعراء أو الاستعراض ، وهو في القاموس النفسي ، حالة من الهوس تخلط الخارج بالداخل ، حتى يصبح الأخير أو رموزه تعبيراً عن الأول بإلغائه كلياً، فيعرض المهووس أعضاءه عارية أو شبه عارية ، أو يقوم بذلك بصورة رمزية (كمداعبتها بلا شعور غالباً) أو يتكلم عنها بطريقة استعراضية ، في المناسبات أو غيرها.
(4)
ليس المحبوب هنا ذا قيمة ، وطنا كان أو إنساناً أو مالاً أو ثقافة ، لأنه في النهاية موضوع أو شيء أو رمز، يتحرك المهووس تحت تأثيره، أو بالأصح يتحرك تحت تأثير عقده الخاصة "تجاهه".
في المناسبات تأخذ الحالة أقصى أبعادها،تبلغ نقطة التوهج ، أي الذروة، حيث يكون الاستعراض على أشده، عارياً في التفاصيل وفي التفنن غير الواعي ،غالباً، في إظهار المفاتن الخاصة لدى الفاعل "المهووس ".
هنا يكون الحب بصيغ مَرَضية، لكنه يبقى حباً، ويحتاج ذلك العاشق إلى عيادة نفسية، ويستدر الشفقة،ويستحق العطف والرعاية.
(5)
أما حين يكون الفعل الاستعراضي / الاستعرائي واعياً ، نخرج من دائرة الحب ، إلى دائرة النفاق ،أي الكذب الواعي، لأن الحب هو الصدق في أدق المعاني للكلمة والفعل.
في الاستعراء الاستعراضي الواعي ، تبرز الحرفية والمهنية، وهو ما يعرف لدى أهل الكار بالستربتيز في مجال عرض المفاتن الجنسية ،سابقاً لدى المرأة، ولاحقاً بعد تشريع وشيوع المثلية الجنسية ،لدى الرجل والمرأة على حد سواء.
(6)
هذا العمل أو هذه المهنة ، يمكن استعارة مفهومها أو نقله ، إلى حقول وساحات أخرى، كالوطنية وغيرها، لاسيما في البلدان الفقيرة جداً أو المفتقرة جداً لهذه الثروة، أعني الوطنية ومفاهيمها ومضامينها الحقيقية ،حيث يحاول الإعلان والإعلام التعويض عن الواقع المفقود بتوهمه أو تخيله.
من هنا في البلدان التي لم ترتق إلى أوطان بالفعل والقانون،ولو كانت كذلك في بعض القصائد ولدى بعض الأفراد،تغدو غالبية الخطابات لاسيما الرسمية منها (لدى أهل الحرفة) نوعا من الاستعراض والاستعراء،أعني شكلا من الستربتيز الوطني.
(7)
الاختلاف في الرأي تعبير عن الغنى، لكن التطنيش فقر، بل أكثر ،إنه بؤس وضنك وفاقة.
أما عندما يطنش غني على رأي ما، فالأمر يغدو تواطئاً يفتقر إلى الشجاعة، وليس هذا من سجايا الأغنياء.
بكل حب، أشفق على الفقراء، لكني أحب صداقة الأغنياء.
(8)
أيتها المرآة أنا صديقك وسأبقى محدقاً فيكِ، لا تطنشي على أي ملمح في محياي ، قبيحاً (وأعلم لدي من هذا كثير) أو جميلا.
ليس التطنيش موقفاً له علاقة بالحضارة والتي من ثمارها الوطنية و............الصداقة أيضاً ، وأهم من الجميع دون استثناء الصدق والصراحة.

نور الدين بدران.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكرة النسيان
- من ذاكرة الراهن- 18 حماس الواقع وحماس الشعارات
- من ذاكرة الراهن 17
- من ذاكرة الراهن (16)
- من ذاكرة الراهن 14
- لنلحق بهم إلى باب الدار.
- من ذاكرة الراهن 15
- رمل في رمل
- ستربتيز وطني.
- من ذاكرة الراهن (12)
- من ذاكرة الراهن -11
- من ذاكرة الراهن (10)
- من ذاكرة الراهن (9)
- من ذاكرة الراهن- 8
- من ذاكرة الراهن - 7
- في الحوار ترتسم صورة الوطن
- من ذاكرة الراهن -6
- المجلس العاطل وجد عملاً مؤقتاً
- خله يطلع -علشان نشوفه-
- آن لسوريا العظيمة


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - استعراض /استعراء/تطنيش