أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن 17














المزيد.....

من ذاكرة الراهن 17


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من ذاكرة الراهن (17)
حول مظاهرة غوغاء بيروت
(1)
ليست الحرية مختلفة عن بقية المبادئ الإنسانية السامية الأخرى، إنها مثلها ابتكرتها القريحة الإنسانية لخدمة الإنسان واحترام إنسانيته.
(2)
عندما تتجاوز الحرية أو غيرها من تلك المبادئ مشاعر الإنسان في أي مكان ،تفقد دورها وقيمتها، وهذا ما حصل في قضية رسوم الكاريكاتير الدانمركية، حيث منحت الحرية لرسام أو صحيفة الحق بتجاوز مشاعر أكثر من مليار إنسان، ومن هنا وجبت إدانة هذا السلوك من جميع المنظورات الإنسانية ، بما في ذلك منظور القانون الدانمركي نفسه الذي يمنع حرية أحد مواطنيه من الاعتداء على مشاعر و حرية مواطن آخر.
(3)
إزاء التعنت الغبي الذي أبدته الحكومة الدانمركية عبر رفضها الجاف الاعتذار عن ذلك السلوك الأرعن ، حيث كان بإمكانها الموازنة بين الحفاظ على حرية التعبير في بلادها وعدم إلحاق الأذى بالمسلمين في أنحاء العالم ، وذلك بتوضيح موقفها عبر وسائلها الإعلامية وبعثاتها الدبلوماسية، بل وعبر اتخاذ إجراءات وفق القانون الدانمركي نفسه بخصوص القضية، وتجاوز الأزمة بسلام،لكنها ارتكبت حماقة بتعنتها ذاك.
(4)
خرجت المظاهرات المستنكرة الموقف الدانمركي في أرجاء العالم الإسلامي خاصة ، وكان بعضها سلميا وحضاريا زاد من التعاطف مع المسلمين ، كما رسخ الاستنكار والشجب للتعنت الدانمركي، وهذا ما هو منسجم مع مبادئ النبي محمد وحكمته وتسامحه، لكن في مناطق أخرى كانت المظاهرات مسيئة للنبي نفسه ومبادئه أكثر بما لا يقاس مع الرسوم والسلوك الدانمركي عموماً.
(5)
أعني بالتحديد مظاهرة بيروت ، حيث خرج الرعاع يحرقون القنصلية الدانمركية والتي كانت فارغة تماماً، حيث كانت البعثة الدانمركية أخلتها وغادرت إلى بلادها، وهكذا قام الرعاع بإحراق البناء والممتلكات المادية، ولكن الحماقة لم تقتصر على الممتلكات الأجنبية ، بل تجاوزتها إلى الممتلكات الوطنية والخاصة للبنانيين ، بل حملت تلك الحماقة شرراً طائفيا كان من الممكن أن يؤدي إلى حريق أهلي ، وذلك بالاعتداء على كنيسة مار مارون، وهذا العمل بالذات (مع غيره) أكد أن بعض القائمين بالمظاهرة لم يكونوا يقصدون أهدافها المعلنة فقط.
(6)
تملص بعض قادة القيمين على المظاهرة من الأعمال المشينة التي لا يقبل بها إنسان ولا دين إلا إنسان الغوغاء ودين التخريب، وردوها إلى عناصر مندسين ، ولكن وفق المشاهد الحية على الشاشات التي نقلت المظاهرة مباشرة، كانت العناصر التي رأيتها تخرب تشكل حيزا كبيرا من جسم المظاهرة وكانت أعدادا اكبر من أن توصف بأنها مندسة، وهذا يعني أنه ربما يصح القول بوجود تنظيمات مندسة لتخريب السلام اللبناني تحت يافطات كثيرة من ضمنها قضية اليوم.
(7)
بمعزل عن الرعاع والمندسين وبغض النظر عن ضرورة استنكار الموقف الدانمركي ، النبي محمد لا يحتاج من يدافع عنه، فمسيرته ومبادئه كفيلة بذلك (ناهيك بأن له رباً يقوم بذلك ) ، لاسيما بهذه الطريق ومن قبل هذه الغوغاء، وهناك أمور أكثر أهمية (دون التقليل من أهمية الراهن) مما يتم استنكاره اليوم ، وهو تهديد التعايش المشترك الذي يجب الانتباه إليه بدقة لاسيما في هذه الظروف، حيث يتعلق بذلك مستقبل البلاد كلها وربما المنطقة.
ولكن على ما يبدو أن كثيرين يعيشون في زمن يعود إلى ما قبل 1400عام .
(8)
يحكى أن عبد المطلب جد النبي محمد ، بسبب ما عرف بغزوة عام الفيل ، كان يبحث عن دعم ومدد لقومه ، وحين فوجئ من فوجئ بأنه قدم ذلك على الاهتمام بالكعبة والدفاع عن بيت الله ، أجاب: "للبيت رب يحميه"، وفيما بعد استقت سياسة النبي محمد من هذا المنهج الكثير ،ومن له هذه الحكمة وهذه الحصافة ( ناهيك بالوحي) لا يمت له هؤلاء الرعاع بأوهى الخيوط.

نورالدين بدران



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الراهن (16)
- من ذاكرة الراهن 14
- لنلحق بهم إلى باب الدار.
- من ذاكرة الراهن 15
- رمل في رمل
- ستربتيز وطني.
- من ذاكرة الراهن (12)
- من ذاكرة الراهن -11
- من ذاكرة الراهن (10)
- من ذاكرة الراهن (9)
- من ذاكرة الراهن- 8
- من ذاكرة الراهن - 7
- في الحوار ترتسم صورة الوطن
- من ذاكرة الراهن -6
- المجلس العاطل وجد عملاً مؤقتاً
- خله يطلع -علشان نشوفه-
- آن لسوريا العظيمة
- من ذاكرة الراهن (5)
- عبد الحليم خدام في بلاد الحرية
- من ذكريات الراهن 3


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن 17