أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن (16)














المزيد.....

من ذاكرة الراهن (16)


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 08:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1)
تعرض النبي محمد وهو في قيد الحياة إلى إساءات كثيرة ، من الشتيمة إلى القذف بالحجارة ، وربما كان أقسى ما تعرض له هو الهجاء من أكثر من شاعر ، حيث تعرض أحد الشعراء للنبي ونسائه أيضاً ناهيك بالإساءة إلى رسالته ودعوته .........إلخ .
كان الرد الحكيم والرفيع من قبل النبي هو التعالي شخصيا عن صَغار المسيئين، والنظر بعين القائد إلى مصالح أمته و ترسيخ دعائم دعوته، وحين كان قادراً على الانتقام والرد على المسيئين ، صفح وغفر لهم بل لم يميزهم من غيرهم فيما بعد ،وكان أدرى بالتوبة الانتهازية المنافقة لبعضهم على الأقل.
(2)
أولئك المسيئون كانوا من العرب ، ولم تكن ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم مختلفة ، أي أنهم كانوا مدركين جيداً ما كانوا يصنعون، مع ذلك كان الرد النبوي الصفح والغفران.
إساءة الفنان الدانمركي أو من معه اليوم مختلفة كلياً، هي بنظره ونظر الغرب عموماً مجرد رأي ، فحواه أن الدين الإسلامي إرهابي بشخص نبيه، حيث القنبلة بدل العمامة على رأس النبي ، والرد الإسلامي المقتدي بالرد النبوي يجب أن يكون التفنيد لهذه المقولة ، أو لهذا الرأي بالوسائل ذاتها أو بما يشبهها، كالسجال الفكري والرد في الصحف وغير ذلك بل وحتى اللجوء إلى القانون والمحاكم.
(3)
ما على المسلمين أن يفهموه ، هو أن الغرب دفن المقدسات منذ الثورة البرجوازية الفرنسية، ولا ينظر إلى النبي محمد أو غيره من الأنبياء إلا كبشر أو رموز تاريخيين وليس سماويين، لأن الغرب أعلن دفن السماء نفسها ،بل بلسان فيلسوف الحداثة الأوروبية نيتشة:"لقد مات الله".
ولكن ما هو بالنسبة للغرب ما لا يمكن السكوت عن تجاوزه ، هو حرية الرأي والتعبير ، ولا معنى ولا جدوى من مطالبته بتغيير ذلك، وهذا المبدأ "المقدس" لديه يمنح كل فرد الحق والحرية بالتهكم والسخرية من كل شيء ومن أي شخص نبيا أو رئيسا أو غير ذلك.
والأمثلة كثيرة قديما وحديثاً،فبعض الكتاب في الغرب شككوا بالوجود التاريخي الفعلي للمسيح ، من أبرز هؤلاء الفيلسوفان الألمانيان الأخوان باور، كان ذلك منذ نحو قرنين من الزمان، وكانا أستاذين في الجامعة ، وحافظا على موقعيهما رغم موجة الاحتجاجات.
وفي مجال السينما ، في فيلم "تاريخ العالم " يظهر النبي موسى بهيئة الرجل الذي يخدع ربه ، لأنه وهو يهبط الجبل (الطور) يتخلص من كثير من الألواح الحجرية التي نقشت عليها الوصايا الكثيرة، لأن موسى تعب ولم يعد قادراً على حملها، أما الأفلام التي تسخر من النبي عيسى فلا حصر لها ،بل في بعضها يبدو شاذا أو ذا علاقة خاصة بمريم المجدلية.
ولكن كل ذلك لم يمنع وجود هذه الأعمال وتداولها ولم تؤثر الاحتجاجات الكثيرة على حرية أي فنان بالتعبير عن رأيه ، ولعل الفيلم الذي مثله وأخرجه منذ عامين تقريباً الفنان الكبير ميل جيبسون عن المسيح والذي أثار حملة يهودية عالمية مثال ساطع على ذلك.
أما اللوحات الفنية فيكفي الإشارة إلى الحركة السريالية التي كانت ومازالت الأكثر جذرية في النقد والثورة على العالم القديم بثقافته الدينية وغير الدينية، ففي إحدى اللوحات تم تصوير الله على شكل عضو جنسي.
من هنا لا معنى للحديث عن عنصرية أو موقف خاص من المسلمين أو نبيهم بالذات.
(4)
في المبدأ القرآني:" لا تزر وازرة وزر أخرى" وأحرى بالإسلاميين الالتزام بهذا المبدأ، فالموقف يجب ألا يتجاوز الفاعل إلى البلاد (الدانمرك أو غيرها).
وكما نطالبهم بفهم مبادئنا علينا أن نفهم مبادئهم ، أما مقاطعة البضائع الدانمركية فهو من قبيل المضحك المبكي ، لأنه ليس بوسع المسلمين أن يقاطعوا جميع البضائع الغربية ، والغرب في حرية التعبير واحد بل متدرج نحو الأعلى والتقدم ، أما من حيث التأثير الاقتصادي ، فالأذى سيلحق بهم وبنا، فكم من فرص العمل في بلداننا ستضيع ؟
بعد أن نقاطع البضاعة الدانمركية ، لا بد سنتجه إلى بضاعة بلد آخر.
هل ذلك البلد يستطيع منع أي فنان فيه من التعبير عن رأيه؟.






#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الراهن 14
- لنلحق بهم إلى باب الدار.
- من ذاكرة الراهن 15
- رمل في رمل
- ستربتيز وطني.
- من ذاكرة الراهن (12)
- من ذاكرة الراهن -11
- من ذاكرة الراهن (10)
- من ذاكرة الراهن (9)
- من ذاكرة الراهن- 8
- من ذاكرة الراهن - 7
- في الحوار ترتسم صورة الوطن
- من ذاكرة الراهن -6
- المجلس العاطل وجد عملاً مؤقتاً
- خله يطلع -علشان نشوفه-
- آن لسوريا العظيمة
- من ذاكرة الراهن (5)
- عبد الحليم خدام في بلاد الحرية
- من ذكريات الراهن 3
- من ذاكرة الراهن 2


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن (16)