أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد عزت السعدي - قراءة في أداء مكاتب المفتشين العموميين...














المزيد.....

قراءة في أداء مكاتب المفتشين العموميين...


سعد عزت السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد الرقابة والتي تهدف الى اكتشاف الخطأ والخلل والتقصير في العمل الوظيفي ومن ثم محاسبة المقصرين وليس الغرض من الرقابة هو المحاسبة او الانتقام من العاملين في الدولة بل الهدف منه تشخيص الخطأ او الخلل لإمكان معالجته قبل تفاقمه .
قد أنشئ في الدولة العراقية الحديثة جهاز المفتش العام حيث صدر نظام التفتيش الإداري لسنة 1923 وبموجبه تأسست مفتشية إدارية عامة في وزارة الداخلية تضم رئيس المفتشين ومفتشين إداريين ويقوم مستشار وزارة الداخلية آنذاك بمهام رئيس التفتيش وكان تعيين المفتشين وترقيتهم يتم باقتراح من وزير الداخلية بموافقة مجلس الوزراء وبإرادة ملكية , كما تم تشكيل هيئة تفتيشية في وزارة المالية رقم 124 لسنة 1967 لغرض رفع مستوى التفتيش المالي .
وإما بعد التغيير في عام 2003 أصدرت سلطة الائتلاف المؤقتة (المنحلة) امرا بالرقم 57 لسنة 2004 والمتضمن إنشاء مكاتب مستقلة للمفتشين العموميين تمكنهم من القيام بإجراءات التحقيق والتدقيق والتقييم والتفتيش وأي نشاط أخر للمراجعة على الأداء وفقا للمعايير المهنية المعترف بها , كما ان عمل المفتش العام يقتصر على الوزارة التي يعمل بها دون ان يكون له سلطات على باقي الوزارات مما يجعل لديه معرفة وإلمام بجميع مفاصل وطبيعة الإعمال المناطة إليه في الوزارة .
ويعد الأمر 57 لسنة 2004 تشريعًا له قوة القانون ويتبين ان الهدف من إنشاء مكاتب المفتشين العموميين هو لتحسين اداء الوزارة والقضاء على إعمال الغش والتبذير وإساءة استخدام السلطة وتحسين كفاءة وفعالية ونزاهة الوزارات العراقية وإعادة ثقة الجمهور في مؤسساته الحكومية .
وان من مهام المفتش العام هو ان يقوم بتبليغ الأجهزة المعنية بتطبيق القوانين ومقاضاة مخالفي القوانين عن جميع الأمور التي تقتضي إجراء تحقيق جنائي ويقدم إلى الرئيس المسؤول ( الوزير) بلاغا يبلغه فورا بالمشاكل الكبرى المتعلقة بإدارة برامج الوزارة وعملياتها وإساءة استخدام مواردها او القصور في تأديتها وعلى المفتش العام ان يكتب تقريره السنوي خلال فترة 60 يوما من نهاية كل سنة مالية يذكر فيها كل ما قدمه من نشاط خلال السنة ويورد المفتش العام في التقرير الايجابيات والمخالفات التي تظهر نتيجة التدقيقات التي إجراءها مع الاقتراحات اللازمة لحل تلك المخالفات .
ومن خلال ما تقدم يظهر لنا ان عمل مكاتب المفتشين العموميين هو عمل رقابي يكون على شكل رقابة سابقة ورقابة لاحقة لمنع وتفادي وقوع الضرر ومحاسبة المخالفين وتضمينهم المبالغ التي يمكن ان تسبب ضررا للخزينة العامة .
ولو اطلعنا أكثر على مواد هذا القانون لنجد انه ومن خلال تطبيقه على مدى 13 سنة وجد ان هذا القانون بحاجة إلى تعديل حيث ربط عمل المفتشين العموميين بالوزراء مما ادى ذلك الى ممارسة بعض الوزراء الضغوط على المفتشين من اجل عدم محاسبة او ملاحقة الفاسدين .
كما وان التوصيات التي تصدرها اللجان التحقيقية المشكلة من قبل مكاتب المفتشين العموميين ترفع الى الوزير وقد تجمد تلك التوصيات او ترفض مما يحجم عمل تلك المكاتب.
إضافة إلى ما تقدم فأن ربط المفتشين العموميين حاليا بالوزارة أيضا يعتبر وسيلة للضغط على تلك المكاتب لغرض غض النظر عن بعض المخالفات المرتكبة من قبل كبار الموظفين في الوزارة .
علاوة على ذلك فان الحاجة الى تعديل هذا القانون كونه صادر من جهة غير عراقية وغير تشريعية يحتم على البرلمان العراقي إعادة النظر فيه وكما وان المواد الذي تضمنه هذا القانون بحاجة الى إعادة صياغة وترتيب .
وعدم ربط مكاتب المفتشين العموميين بالوزارات العراقية وربطهم اما بهيأة النزاهة كونها المؤسسة المعنية بمكافحة الفساد بالبلد او جعلهم مكاتب مستقلة عن عمل الوزارة إداريا وماليا من اجل ضمان استقلالية في العمل والحرية في اتخاذ القرار والمحاسبة ومنع الفساد ومحاولة القضاء على إساءة استخدام السلطة والنفوذ والرشوة وغيرها من مظاهر الفساد المنتشرة في اغلب مفاصل الدولة العراقية .



#سعد_عزت_السعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية التدخل العسكري لإغراض إنسانية
- فهم السياسة الخارجية
- مفهوم الرقابة على الأداء الحكومي
- هل نحن بحاجة لقانون يجرم الطائفية..؟
- الحماية القانونية للنازحين داخليا...
- فيس بوك في زمن نظام صدام حسين ..؟!!
- مبدأ المشروعية ... وسمو القانون
- مكافحة الفساد الاداري وفق الاتفاقيات الدولية...
- مفهوم السيادة والمتغيرات الدولية...
- الآليات القانونية لحماية واسترداد الممتلكات الثقافية العراقي ...
- المياه ........الحرب ألافتك في العراق
- (11) عام في العراق بين الفوضى والتطرف الديني
- نحو إبعاد العسكريين عن الانتخابات...!
- نحو إبعاد العسكريين عن الانتخابات...!!
- أمنيات في الغربة....!
- هيبة الدولة العراقية ...بين الامس واليوم
- عقود الاذعان ...بين سلطة الدولة وسطوة الشركات
- الاكراد ... والشرق الاوسط الجديد
- الحرب والسلم في القانون الدولي
- القانون ... في دولة الا قانون !


المزيد.....




- كيف ستقيّم إدارة ترامب نجاح ضرباتها على المواقع النووية الإي ...
- احتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانية
- خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمرا ...
- إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق ...
- الجزيرة تبث صورا لدمار منشأة أصفهان النووية بعد الضربة الأمي ...
- ثلاثة سيناريوهات محتملة بعد الضربة الأميركية على إيران
- مدير مكتب الجزيرة بطهران يوضح.. لماذا تأخر رد إيران وما شكله ...
- نزيف دماء مجوعي غزة مستمر على أعتاب مراكز توزيع الأغذية الأم ...
- ترامب يتساءل: لماذا لا يكون هناك تغيير للنظام في إيران؟
- أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد عزت السعدي - قراءة في أداء مكاتب المفتشين العموميين...