سعد عزت السعدي
الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 13:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يخفى على احد مدى انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وشعبيتها لدى طبقة الشباب في العراق , ولعل من ابرز هذه المواقع الاجتماعية هو موقع الفيس بوك الذي يعد وسيلة للتواصل والنشر والتعليق وغيرها. ويحتوي على العديد من المعلومات والإخبار الحقيقية والكاذبة والواقعية والكاذبة , فهو عبارة عن مكان تتجسد فيه الحرية المطلقة لكل ماينشر ولا يصطدم بمقص الرقابة او منع الوصول اليه
لو افترضنا ان هذا المناخ الكبير من الحرية وإبداء الآراء المعتدلة او المتطرفة السياسية والدينية وحتى الفكرية كان متواجد في زمن النظام السابق كيف ستتعامل الأجهزة الأمنية والحزبية مع مستخدميه وخاصة قد اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في هذا العالم عبارة عن ثورة الكترونية يصعب الحد منها , وان كثير من الناشطين في مجال استخدام الفيس بوك يعبرون ويتواصلون بأسمائهم وعنوانيهم الحقيقية .
وللعلم وللأجيال الناشئة اقول انه في زمن الدكتاتورية كانت النكتة السياسية من المحرمات ولا تقال امام الغرباء لما كان للنظام السابق من أشخاص متملقين ومنتفعين منه.
واما حال المدونين في ذلك الزمان فمن المؤكد سيكون مصيرهم الاعتقال او الموت او غير ذلك من وسائل القمع المعروفة حينذاك .
اما اليوم فقد انعدمت الرقابة الحكومية الى حد كبير حتى أصبحنا نعاني من "انفلات الحرية" حيث نجد ان المنشورات التي ثير النعرات الطائفية والقومية والدينية وحتى الفكرية لها نصيب الأكبر من التفاعل حيث لو اراد مدون ما إثارة الجدل الى منشور ما فقط يحتوي على نزعة طائفية او قومية او غير ذلك ستكون معركة من السب والشتم واللعن والتكفير بين المعلقين مما يولد مزيد من الأحقاد بين مستخدمي هذه المواقع .
وأخيرا يمكن القول ان الرقابة على تلك المواقع لاتكون عن طريق رقابة حكومية صارمة وتؤدي الى الهلاك ولا منفلتة تؤدي الى بروز الخطاب المتطرف الذي لا يجدي نفعاً , فالرقابة الذاتية والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن ومواطنيه هي الفيصل في هذا المجال , فكل شخص يحمل فكراً متطرفاً لا يحاول من خلال الفكر الظلامي ان يقسم إفراد المجتمع ولو حتى من اجل الشهرة , فهذه المواقع وجدت للتواصل وتبادل الأفكار والآراء وليس لبث السموم والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
#سعد_عزت_السعدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟