أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - إطلالة على فلسفة الأديان














المزيد.....

إطلالة على فلسفة الأديان


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 6 - 00:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تنقسم الأديان من حيث الطبيعة إلى جزئين اثنين:

1- جوهر الوجود..وهو فكرة فلسفية

2- التعاليم..وهي فكرة أخلاقية فقهية

الدين الذي يفشل في تبرير وجوده وعدم تميزه على أفكار ومعتقدات أخرى سينتهي ويزول بسرعة، وهذا يعني أن جوهر كل الأديان قائم على التميز والتفاضل عن غيرهم..بمعنى لا دين يؤمن بمساواته بدين آخر..وهذا سر لارتقاء كل من يدعو للتميز المحلي في الأديان، وكلما علا الشيخ بخطابه الأحادي التميزي والعنصري ضد الآخرين كلما حاز على قلوب العامة..

من هنا نشأت فكرة .."حقوق الإنسان"..لأن التفاضل الديني معناه صراع بالضرورة، وأن يقاتل البشر نفسهم على أحقيتهم بفكرة فلسفية هي الممثلة لجوهر الوجود، فيقوم الحقوقي بإثبات نسبية الأفكار وعبثية الصراعات والتحقير من شأن رجال الدين الذين يأخذون الشعوب لهذا الصراع المدمر..

ولأن البشر يبحثون عن سر وجودهم فيقوموا بربط جوهر وجود الأديان بوجودهم ذاتيا، وهذا هو السبب في اعتقاد المتدينين بأن الكون خلق خصيصا لهم، فالهندوسي يؤمن بأن براهما خلق الكون من أجل عبادة فشنو وشيفا..والمصري القديم كان يؤمن أن الإله.."رع"..خلق الكون لعبادته وأنزل رحمته من أجل بناته وخصوصا البقرة حتحور..وكذلك في الإسلام اعتقد المسلمون خطأ أن الكون خلق من أجلهم، بل بالغوا في القول بأن الكون خلق خصيصا من أجل النبي..وهو تأليه واضح للنبي محمد وإنزاله مرتبة مقدسة لم يصل إليها – ولا يجوز- أي مخلوق..

في السنة والشيعة اعتقد السنة أن الله سيغضب على كل من غضب عليه أبي بكر وعمر ومعاوية، وفي الشيعة اعتقدوا أن الله سيغضب على من غضب عليهم الأئمة الإثنى عشر، وهي شخصنة للدين متأخرة عن نشأة الإسلام ظهرت بفضل الصراع السياسي، وقضت على الجزئية الأولى لطبيعة الإسلام وهي جوهر وجوده الفلسفي، فلم يعد يبحث السنة والشيعة عن سر وجودهم أو التأمل في الكون واستبدلوا ذلك بصراعات تافهة حمقاء..

أخطأ المسلمون بالقول أن التوحيد مبدأ حصري لهم، ونفوا هذا الاتجاه عن كل الأديان الأخرى، ونسوا أن الزرادشتية ديانة توحيدية بالأساس ، كذلك اليهودية والدرزية، حتى أن الإيمان الزرادشتي نادى بالتوحيد الخالص الذي لا تشوبه شائبة، وهي جملة شاعت بعد ذلك في الإسلام، وعندما يظن المسلم بأن الزرادشتي غير موحد لأنه يعبد النار..فنفس الاتهام يوجه له بأنه غير موحد لأنه يعبد الكعبة..ونسي الطرفان أن النار والكعبة ما هي إلا رموز دينية لخالق أعظم وجوهر لوجودهم الفلسفي.

نفس الحال ينطبق على الهندوسية، هؤلاء لا يعبدون البقرة، ولكن يعتقدون بأن جوهر وجودهم الفلسفي يأتي بالعدل، ولأن البقرة رمز للعطاء فمن العدل أن يحبها الهندوس ويمنعوا التقرب لها بأذى، كذلك عالجوا معضلة الخير والشر بالتناسخ، وأن الخالق لا يظلم الناس بدون عمل، بل هم فعلوا ما يبرر عقابهم في حيواتهم السابقة، وهذه تعتبر أقوى مقاربة لمعضلة الخير والشر في الأديان، بحيث تبدو أنها منطقية وتعالج شق كبير من التعاليم، وتكاد تكون الهندوسية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل فئات التدين والإلحاد معا، فموقفها من التناسخ وإنكار حياة البعث إضافة لإنكار الإله المطلق في عالم ما ورائي يكونوا بذلك أقرب للملحدين، لكن لإيمانهم بوحدانية .."برابراهما".. الخالق يكونوا موحدين، وبإشراك عديد الآلهة معه يكونوا مشركين، هذا تجمع فريد من الاعتقاد يصعب إيجاده في أي دين، وربما في رأيي وصل الهندوس لهذا اليقين بعد محطات وتجارب ومناقشة ساخنة لجوهر وجودهم الفلسفي.

كذلك تناقش تعاليم الأديان مسألة التبشير، وهي مرتبطة بالجزء الأول الخاص بجوهر الوجود، فالمتدين يبحث عن سر وجوده وما عليه من نشر هذا السر وإشاعته بين الناس

أخيرا: فكرة الدين نشأت من رحم الحاجة، فكلما شعر الإنسان بحاجته إلى تفسير جديد للكون يعالج به الأخطاء الشائعة والمتراكمة يظهر دين جديد، وحتى وقت قريب - وإلى الآن- ما زالت تظهر أديان جديدة بشكل مستمر، وما دام الظلم موجود سيظل التدين موجود، فعلاج الشر دائما إما باتجاه فلسفي أو ديني، لكن الأخير يغلب على طبائع البشر لسهولته.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات صواريخ اليمن
- قاعدة محمد نجيب..قوة أم خدعة؟
- الدولة الدينية..كشك الفتوى نموذج
- تجريد مشكلتي سوريا والعراق
- ملاحظة في العصر المملوكي
- قصة ورأي..الحرب بين العراق وإيران
- أسئلة مهمة للملحدين
- مقدمة في فلسفة الصورة
- تيران وصنافير..السؤال الصعب
- الكارما الهندية والتقوى الإسلامية
- عدوانية آل سعود والخطر العربي
- الإعلام وخداع الألفاظ
- نظرات في الطائفية الإسلامية
- هذا ما فعله المتطرفون بالمصريين
- أكذوبة عدم تحلل أجساد الأنبياء
- لماذا تحتضن الدولة الفكر السلفي؟
- لا جهاد للطلب في الإسلام
- رؤية أخرى لتنوير محمد علي
- تضامنا مع د. عبدالعزيز القناعي
- حد الردة عقوبة سياسية وليست دينية


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح عسكر - إطلالة على فلسفة الأديان