أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - قاعدة محمد نجيب..قوة أم خدعة؟














المزيد.....

قاعدة محمد نجيب..قوة أم خدعة؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم افتتح السيسي قاعدة محمد نجيب العسكرية في الصحراء الغربية، في حفل ضخم تكلف الملايين واهتمام إعلامي مصري وخليجي وزيارة من التحالف الرباعي المحاصر لقطر وهم ( السعودية والبحرين والإمارات) ولعلها رسالة إلى قطر وحلفائها أو تعزيز الجبهة المعنوية الداخلية خصوصا بعد خسارتها منذ أيام بتوقيع تفاهمات أمريكية وفرنسية مع قطر لمحاربة الإرهاب.

المغزى الرئيسي من القاعدة والاهتمام بها هو الرد على قطر تحديدا وبأسلوب أقرب لعمل الشئون المعنوية بالقوات المسلحة وقت الحروب، فعبدالناصر وفي إطار تعزيز جبهته الداخلية أنزل الجيش في الشوارع بعرض عسكري ضخم فيه أحدث الأسلحة التشيكية في الستينات، لكن وبعدها بشهور حدثت نكسة 67..وهذا يعني أن العرض لا يعني جهوزية عسكرية أو قوة بالمعنى المعروف، بل رسالة إعلامية ومعنوية ليس أكثر..

المستهدف من هذه الحملة هم المصريون تحديدا واستغلال جهلهم لعدم إدراكهم ما يلي:

1- أن القاعدة في أرض مصرية وهي لا تعني سوى تقوية الجيش محليا خصوصا في الجبهة الغربية ضد التهديدات القادمة من ليبيا، لكن هذه المنطقة تحديدا فيها المنطقتين (الغربية والشمالية) وفيها عدة فرق وألوية.. يعني عمليا هي لا تضيف شئ للجبهة سوى بعض التوسع الأفقي.

الانتباه لموقع القاعدة مهم لأن الإعلام المصري يسرح بخيال الناس ويوهم أن الجيش المصري قارب على قوة أمريكا وروسيا والصين..!

2- أن كل السلاح المعروض في القاعدة (تقليدي وقديم) لا يوجد سلاح متطور أو الإعلان عن إنجاز عسكري متقدم..بل ربما تكون دبابات المنطقة الغربية هي التي شوهدت في العرض، بما يعني عدم وجود قوة حقيقية أكثر مما هو موجود..

3- قوة الجيوش (نظريا) تقاس بعدد أفرادها وما تمتلكه من آليات وقوة نارية، لكن (عمليا) هذا شئ مختلف..فقوة الجيوش العملية تقوم على (الجندي) بوصفه العنصر الرئيسي في المعركة ومعيار النصر الأوحد والهزيمة، وهذا يعني أن مسألة عرض الذخائر والآليات لإثبات قوة الجيوش هي طريقة نظرية إعلامية ليست تنفيذية..يعني على المصريين عدم السروح بخيالهم كثيرا..هذا العرض له هدف سياسي وليس عسكري.

4- القوى النووية الستة في العالم والصاروخية تنظر لمثل هذه العروض باستخفاف وترى أصحابها مجرد (إعلاميين) وليسوا سياسيين أو عسكريين، فالحرب عن بعد هي ثمة الجيوش الحديثة، ومصر للأسف لم تدخل بعد ضمن فئة الجيوش الحديثة التي يمكنها الرد عن بعد أو امتلاك سلاح ردع يخيف الخصوم..

5- قوة الدول وجيوشها من الاقتصاد أولا وأخيرا، فإذا لم يوجد اقتصاد قوي فالجيش مهدد بالخطر، يستثنى ذلك لو امتلكت الدولة سلاح ردع وقتها يكون الاقتصاد أمر ثانوي كنموذج باكستان وكوريا الشمالية مثلا، وفي المحصلة أقوى جيوش العالم هي أقوى اقتصاديات العالم ، ومصر لا تملك قوة صاروخية واقتصادها منهار، أي أن الحديث عن قوة عسكرية لها الآن درب من الدجل والخداع وتنويم الناس كما حدث قبل نكسة 67

6- أثناء مشاهدة المصريين للعرض كانت داعش تحصد أرواح الجنود المصريين في سيناء، وهو يعني أن القاعدة لا تحاكي المعركة وطبيعة الخصم جيدا وتصر على التعامل مع الأمن القومي بمفاهيم الأربعينيات.

بكل الأحوال: العرض هدفه سياسي بحت ، وقطر تحديدا بعدما فشل التحالف الرباعي في إنجاز أي شئ معها، فخشي التحالف حدوث انقسام أو شعور بالهزيمة فكان هذا العرض لتقوية الجبهة المعنوية.

كان رأيي منذ البداية أن حصار قطر سيأتي بنتيجة عكسية وأن دول الحصار ستضطر لعلاج تلك الهزيمة بعدة أخطاء تتراكم ككرة الثلج، وهذا العرض قد يؤثر إيجابيا في الجبهة المعنوية الداخلية المصرية، لكن تأثيره سلبي دوليا بعد اطلاع الشعوب على حجم وقوة مصر الحقيقية، فكل ما تم عرضه ورآه الملايين في الشاشات يضيع بكبسة زر صاروخية أو تفجير بسلاح غير تقليدي، أو يتم تفادي كل ذلك بأسلوب حرب العصابات..

بح صوتنا أن تقوية جيش مصر لن تكون بأسلحة تقليدية بل بمنظومة طيران جيل خامس وصواريخ بالستية أو جوالة وأنظمة دفاع جوية حديثة، وفوق كل ذلك جهاز معلومات قوي لديه شعبية وقبول في الشارع

مصر لن تكون قوية بتلك العروض الساذجة، بل بسلاح معلومات في سيناء ينجح في لجم رؤوس الإرهاب، وفي تصدي فكري وثقافي لقوى الظلام التي ما زالت تعبث في رؤوس المصريين، وما قطر إلا أداه دعم للإرهاب تعمل بالتوازي مع حلفاء مصر، يعني السعودية والإمارات بشهادة أمريكا مؤخرا هي من الدول الداعمة للإرهاب، وتحالف مصر معهم يعرض أمنها للخطر، فمثل هذه الدول نشأت على التقاليد البدوية وقيم السيطرة والهيمنة، فإذا ما أرادت مصر الخروج من هذا التحالف الفاشل سينتقمون بطريقتهم، والشعب المصري لا يتحمل أي انتقام الآن خصوصا لو جاء من الأًصدقاء



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الدينية..كشك الفتوى نموذج
- تجريد مشكلتي سوريا والعراق
- ملاحظة في العصر المملوكي
- قصة ورأي..الحرب بين العراق وإيران
- أسئلة مهمة للملحدين
- مقدمة في فلسفة الصورة
- تيران وصنافير..السؤال الصعب
- الكارما الهندية والتقوى الإسلامية
- عدوانية آل سعود والخطر العربي
- الإعلام وخداع الألفاظ
- نظرات في الطائفية الإسلامية
- هذا ما فعله المتطرفون بالمصريين
- أكذوبة عدم تحلل أجساد الأنبياء
- لماذا تحتضن الدولة الفكر السلفي؟
- لا جهاد للطلب في الإسلام
- رؤية أخرى لتنوير محمد علي
- تضامنا مع د. عبدالعزيز القناعي
- حد الردة عقوبة سياسية وليست دينية
- هل الأزهر مرجعية للإرهاب؟
- جذور الإرهاب من التراث


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يدرس خيارات أمريكا مع دخول الصراع بين إس ...
- السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد
- اكتشاف آلية للتحكم بالجوع
- ماذا يعني تناول جرعة زائدة من المغنيسيوم؟!
- أغذية تحمينا من كسور العظام عند الشيخوخة
- اليوم السادس للتصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تد ...
- إيران تشن هجمات صاروخية متتالية على إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا بالإخلاء لسكان إحدى المناطق في ...
- الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو بدأ الآن موجة من الهجمات في طهرا ...
- الحرس الثوري الإيراني يصدر تحذيرا بإخلاء منطقة -نيفيه تسيدك- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - قاعدة محمد نجيب..قوة أم خدعة؟