أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تضامنا مع د. عبدالعزيز القناعي














المزيد.....

تضامنا مع د. عبدالعزيز القناعي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 14:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدكتور عبدالعزيز القناعي مفكر كويتي أعرفه منذ سنوات، رجل مهذب ثاقب الفكر وحاد الرأي، من أكثر المثقفين الذين عرفتهم شجاعة في التعبير عن أفكاره وامتلاكه لقواعد اللغة والبلاغة في تبسيط أفكاره ضمن كليمات بسيطة لا تزيد عن 140 حرفا هي كل ما يسمح به موقع تويتر..

ظهر في برنامج الإتجاه المعاكس على قناة الجزيرة، ولطبيعة هذا البرنامج فالضيف الآخر كان من التيار الإسلامي السلفي الداعي إلى الجمود والتشدد وتكفير المثقفين..وما إن ظهر حتى سن المتطرفون السلفيون في الخليج حملة ضده تستهدف بالأصل إرهابه وثنيه عن أفكاره، بل بعضهم نادى بقتله على غرار تجربة فرج فودة التي نتجرع مراراتها حتى الآن في مصر بعد ما يقرب من 25 عاماً على حدوثها..

جريمة القناعي التي يشيب لها الولدان هو أنه كشف أزمة المسلمين في دينهم الآن، وأن ما يحملونه من معتقد لا يدعو للتحضر بل للإرهاب، وأن نسخة الإسلام الحالي تحتاج إلى إعادة نظر على الأقل كي يحمي المسلمون أنفسهم من أمراض العصر المدمرة كالفقر والفساد والظلم والإرهاب، تلك الأمراض الذي يكفل انتشارها نهاية العالم..وقال أن دعاوى الحرية التي يطلقونها هي فقط لحرية الذبح والقتل..لا حرية الإنسان والتعبير عن رأيه وقناعاته أو حفظ حقوقه الخاصة والعامة، فانتفض المتطرفون يهاجمون الرجل ويتهمونه بالإساءة للإسلام، بينما في الحقيقة هو يكشف تدين المسلمين الحالي الزائف، ولأنه يفصل بين الدين والتدين كمنهجية فكر..

سبق القناعي في مصر تجربة بعض الجهابذة كفؤاد زكريا وحسين العشماوي ، وقديما أحمد لطفي السيد وطه حسين وقاسم أمين، فجميعهم كانوا يدركون خطورة الجمود العقلي وتوقف الاجتهاد ومراجعة المذاهب والأديان والأعراف التي يحملها البشر الآن، ليس فقط عند المسلمين بل يشمل ذلك كل الأديان والمذاهب بشكل مطلق، ذلك لأن العالم في تغير دائم وانتقال لا يتوقف من حال إلى حال، وصيرورة تهدم كل متخلف يقف في طريق التغيير، ولم يتعظ العرب من هذا الواقع بل أصروا على استكمال مسيرة الهدم التي بدأها الأجداد حتى وصلنا في القرن الحادي والعشرين في ذيل الأمم في كل شئ، وسبقتنا أمم أخرى أصغر وأقل إمكانيات وموارد..

إن الحقيقة التي غابت عن خصوم القناعي أنه لم يتحدث فقط بشكل منطقي..بل تحدث (كواقع) وهو فرق يحدث كثيرا ولا ننتبه إليه بيد أن العربي يريد تطويع الواقع لأفكاره، كمن يصر أن الأرض ليست كروية لكن العلم والواقع أثبتا غير ذلك، فخصوم الرجل أنكروا واقعيته وكشف لأزمة المسلمين والعرب لأنهم يؤمنون أن إسلامهم لا يمكن أن يأتي بذلك، لكن مهما حاولوا أو ادعوا وأنكروا سيرى الجميع الواقع بمن فيهم هم.. الذين عموا أعينهم وسدوا آذانهم وتعمدوا فقدان كل حاسة إنسانية تحملهم على التعقل وتبصر ما يجري بعين المراقب الجاد..لا بعين الحالم النائم..

إن ما يدعو له القناعي ليس دين جديد..ولكن أن نعود لإنسانيتنا ونحارب الفتن الطائفية والكراهية والدعوة للعنف والتمسح بالإسلام في كل كبيرة وصغيرة، فهل يختلف في ذلك أحد؟..إنهم يتصورون أن مجرد أن يقاوم شخص هذه الحروب والفتن فهو عدو..بالضبط كمن أراد قتل غاندي لأنه حقن دماء ملايين الهنود بفعل انفصال باكستان، أو من قتل السادات لأنه صالح إسرائيل، وأخيرا من قتل إسحاق رابين لأنه صالح الفلسطينيين..

الإرهاب لن يتوقف قبل توقف كل مصادر الدعوة للكراهية والعنف، وفي مقدمة ذلك من هاجموا القناعي لمجرد أفكاره، يجب معها حصار الشيوخ وتراثهم الملعون الذي لم يقف فقط لحد التكفير..بل إلى الذبح والحرق والهدم..ولو قدر الله امتلاكهم سلاحا ذريا لقتلوا به الملايين ولم يبالوا، فالحياة فقط لمن يعيش على مذهبهم وطريقتهم في التفكير، والحرية فقط لمن يخضع لهم ولو بالظلم..

أخيرا: أؤمن أن منبر الجزيرة الذي تحدث منه القناعي لم يكن مناسبا لعرض هذه الرؤى التنويرية، فالجزيرة مكان للتطرف والدعوة للعنصرية منذ زمن، وجمهورها يكاد يكون يحمل أفكار خصم القناعي بمن فيهم مقدم البرنامج فيصل القاسم..هذا الرجل الذي دعا بشكل صريح إلى قتل أطفال ونساء وشيوخ العلويين، ومحرض رئيسي على مجزرة كفريا والفوعة، لكن طالما اختار القناعي ذلك هو حر يجب أن نحترم خياراته..ربما يرى أشياء لا نراها..وواجبنا أيضا أن نحميه ونصونه في هذه الشدة التي تعرض لها، وفي مصر هنا لم نترك إسلام بحيري وعبدالله نصر وناعوت وكل من يُحاكم من أجل أفكاره..كذلك الواجب أن ينتفض المثقفون للدفاع عن القناعي..

ورأي الشخصي أن الكويت بها مساحة فكر أكبر من نظرائها في دول الخليج، لكن يملكون حساسية مفرطة ضد أي إساءة من كل شكل ونوع، وعلى كل مهتم أن يبحث في حماية الرجل والدفاع عنه سواء بالتضامن معه في مسقط رأسه أو بالكتابة أو تقديم بلاغ ضد المحرضين..وهم من أشعلوا موقع تويتر في التحريض ضده ..بلاغ مثل هذا كفيل بلجم المتشددين الذين يعتمدون على مواقع التواصل في بث إرهابهم وتكفيرهم للناس..وعلى كل مسئول في الكويت أن يتحمل مسئوليته تجاه القناعي..فلو مسه سوء فالجميع مسئول بمن فيهم الأمير بصفته وشخصه..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حد الردة عقوبة سياسية وليست دينية
- هل الأزهر مرجعية للإرهاب؟
- جذور الإرهاب من التراث
- الإمارات تحتل جزيرة سوقطرى اليمنية
- الاستحسان في القرآن
- تحديات الإرهاب في الشرق الأوسط
- الغباء ودوره في أزمات العرب والمسلمين
- قراءة في الخلاف بين مصر والسعودية
- معضلة الجهاد في الفكر الإسلامي
- العرب وإيران..مرة أخرى
- متى ظهرت حضارة المسلمين..وكيف؟
- أسطورة شجرة الغرقد
- عشرون سببا وراء فشل الثورة السورية
- حول التصعيد الأخير بين أمريكا وإيران
- السعودية ومنطق ريا وسكينة
- تخلف مصر وتقدم أوروبا..الجذور والأسباب
- الطائفي والكلب
- يعني إيه نقد تراث؟
- ماذا يحدث في جامبيا؟
- الخلاصة في موضوع تيران وصنافير


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - تضامنا مع د. عبدالعزيز القناعي