أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الطائفي والكلب














المزيد.....

الطائفي والكلب


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عُذرا..ليست شتيمة أو سبة..فلم أعهد هذا الأسلوب من قبل، ولكن سأتحدث عن العلاقة بين الطائفي والكلب من ناحية علمية..

من منا لم يرَ كلبا ينبح على كلب آخر أو أي مخلوق يراه في منطقته؟..وبالأخص لو كانت هذه المنطقة معزولة؟...

يعني كلب مكث فترة ليست بالقليلة –أيام أو شهور- لم يرَ فيها أي مخلوق ، أو ربما رأى صاحبه فقط..هذا يضع الاحتمال أن يُصبح الكلب عُدوانيا تجاه من يراه أياً كان هذا المخلوق مُسالِم..

هذا ما يحدث مع الطائفي..

سبب كبير- إن لم يكن الأصلي- في تطرف الشخص الطائفي وجعله عدوانيا هو (عُزلته) سواء كانت هذه العزلة على مستوى الأسرة أو القبيلة أو المجتمع أو الدولة، وكلما ضاقت دائرة العُزلة كلما أصبح هذا الشخص أكثر عدوانية تجاه الجميع..وهذا لا يتوقف على كراهيته لشخص دون آخر..هو يكره الجميع بالأساس، ويتربص بالكل ويرى فيهم خطراً على حياته..

هذا يعني أن الطائفي الذي يكره الشيعة من السنة ويتربص بهم ويراهم خطرا على حياته ..هو يرى المسيحيين بنفس الرؤية، واليهود والملحدين كذلك..وعندما ينبغ هذا الشخص في مجتمع يجري توظيفه حسب مصالح الساسة والزعماء والمشايخ، فهذا الثنائي (السياسي والشيخ) في مجتمعات العرب هو (الموجه) الأول للمجتمع، فإذا رأى خطرا على سلطته في التوجيه يستخدم كل أسلحته للدفاع عن مصالحه..ومنها توظيف هذا الشخص الطائفي واستغلال كامل لعدوانيته في النزاع..

لذلك في علم النفس جعلوا التخلص من نتائج العزلة السلبية وأمراضها الخطرة بالانفتاح، ليس على مستوى الشخص فقط ولكن على مستوى المجتمع أيضا، فلربما يكون المجتمع كله مريض، وقتها يكون الانفتاح له دواء يشفى به من الهلاك..

في فترة اكتشاف الأمريكتين كان يحدث صراع بين الكشّافين وبين السكان الأصليين ، أو عُرِفوا حتى الآن بالهنود الحُمر، أصل هذا النزاع هو عُزلة الهنود المناطقية Uncontacted peoples فلو كان هناك سابق معرفة لتفاهموا، لكن فور رؤية الهندي أي مكتشف مباشرة كان يرفع عليه السلاح، وهذا مشابه للغريزة العدوانية عند الحيوان إذا شعر بالخطر على نفسه أو على مصالحه، وهو نفس الشعور الذي يجتاح الطائفي جراء عُزلته عن العالم..

هذا يعني أن علاج الطائفية في مجتمعات العرب هو (بالانفتاح) الموضوع لا يخص سنة ولا شيعة، أو مسلمين ومسيحيين، ولكن يخص مجتمع معزول ينطبق عليه المثل القائل أن (الإنسان عدوّ ما يجهل) وكثير من السنة الذين لم يختلطوا بالشيعة من قبل كرهوهم ، ولكن فور اختلاطهم بهم سواء في العراق أو في الإحساء رأوهم أناس عاديين جدا، وإسلامهم لا يختلف كثيرا عن إسلام السنة، ومساجدهم ليست بالقُبح الذي صُوّر لهم في إعلامهم المعزول، وهم كأشخاص فيهم معتدلين ومنصفين، وأن الأديان جميعها تريد الخير لكن ما يجعل الشر حاضرا هو مصالح من تكلمنا عنهم ، وهي ثنائية الدمار (تحالف السلطة مع رجال الدين)..

نفس الحال مع الهندي الأحمر، لو كان رأى المكتشف كإنسان مثله واستطاع التخاطب معه بأي لغة لتعايشا سويا، والعكس صحيح، أي أن المكتشف كان يرى الهندي أشبه بالحيوان يريد أن يفترسه فيضطر للدفاع عن نفسه وهو بعيد عن موطنه آلاف الأميال، وقتها فقط كان سيتغير التاريخ، وبدلا من أن نسمع عن مجازر الهنود الحمر لرأينا إمبراطورية تعايش أمريكية منذ اللحظة الأولى..

كذلك الحال بالنسبة للطائفي، لو كان يرى من يكرهه إنسان طبيعي يصلح للتفاهم معه لتغير التاريخ، وقتها فقط كنا سنرى رجل الدين يبحث عن وظيفة أخرى غير استغفال واستغلال مشاعر الناس، أو كنا سنرى السياسي حاكم عادل يبحث عن السلام والوحدة بدلاً من اللعب على خلافات البشر..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعني إيه نقد تراث؟
- ماذا يحدث في جامبيا؟
- الخلاصة في موضوع تيران وصنافير
- بين جاهلية قطب وجاهلية الحويني
- ماذا تعرف عن مسلمي بورما؟
- ما لا يذكره التاريخ الإسلامي عن معركة عين جالوت
- أكذوبة حديث خير أجناد الأرض
- الإعلام لا يعني التواصل
- روشتة عودة الإخوان في مصر
- محمد علي باشا والحل العبقري
- بحث في أكذوبة تفسير المشايخ لدابة الأرض
- التخلف الفكري مرافق للتخلف الاقتصادي
- أزمة مسلمين أم أزمة نخبة؟
- الفراغ الإبستمولوجي عند سلف المسلمين
- تجارة آل سعود بالكعبة
- قصة الأزمة الحالية بين مصر والسعودية
- هل العمالة المصرية في السعودية سلاح ضد مصر؟
- الانتلجنسيا حين يكونوا برجوازيين
- الحقيقة في الدين الإسلامي
- مظاهر غياب العدالة عند العرب


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الطائفي والكلب