أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - السعودية ومنطق ريا وسكينة














المزيد.....

السعودية ومنطق ريا وسكينة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم أصدر الناطق باسم التحالف السعودي المحارب في اليمن بيان بشأن استهداف فرقاطة له على سواحل مدينة الحديدة اليمنية، قال البيان أن هذا العمل هو.."عمل تخريبي"..

والسؤال لحضرة المتحدث: ماذا كانت تفعل هذه الفرقاطة على سواحل اليمن؟..هذه قطعة حربية هجومية ، مدلول وجودها على الشواطئ عسكري 100% وهو رد وتكذيب على بقية البيان الذي زعم أن الفرقاطة كانت في مهمة إنسانية من أجل توصيل مساعدات لأهالي الحديدة..!

هل يصل الاستخفاف والتغابي لهذه الدرجة؟..منذ متى والفرقاطات العسكرية لها مهمات مدنية؟..ومنذ متى كان استهدافها تقويض للعمل الإنساني..؟!..وهل هذا التصريح يدل على شعور السعودية بعمق أزمتها في اليمن للحد الذي تتنصل فيه من تبعات حصارها لأفقر شعب عربي؟..وهل آن الأوان أن تنظر الشعوب لمأساة اليمن كدليل راسخ على تجبر وطغيان وعنجهية أسرة حاكمة في الرياض لا تراعي أبسط حقوق الجار..ولا حتى أبسط قواعد المنطق؟

إن ما فعلته السعودية لا يختلف عن ما قامت به أشهر مجرمتين في تاريخ مصر وهما.."ريّا وسكينة"..حيث قام المخرج بتصوير عقلية أحدهم بعد قتل سيدة وقولها باللهجة المصرية.."الوليّة عضتني في إيدي وانا بموتها تقولش عدوتها..!"...وهي جملة تفضح سيكولوجية المجرم الذي يرى في حرية الضحية خرابا له وتعطيلا عن إجراء مهامه المقدسة..حتى لو كانت هذه الحرية هي حقها المشروع بدفاعها عن نفسها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة..

هكذا تعامل آل سعود مع اليمن بنفس المنطق الإجرامي لريّا وسكينة، لا يشعرون بحجم وفداحة جريمتهم ولا عندهم أي استعداد لمراجعة ما هم عليه من طغيان وظُلم وتجبّر، رغم أن معركتهم هناك أوشكت على عامين ولا جديد سوى القتل والتخريب والفوضى المدمرة، فما إن أعلنوا تحرير عدن حتى سقطت في أيدي القاعدة وميليشيات الجنوب والإخوان، والآن باتت عدن ساحة تصفية حسابات وصراعات أيدلوجية ومناطقية فجّة، حتى أنه لا يمر يوم تقريبا إلا وتحدث عمليات اغتيال لقادة عسكريين وزعماء محليين وشيوخ قبائل ..حتى وصل الاغتيال للصُنّاع والحِرفيين فقط بتهمة أنهم موالين لجماعات سياسية معارضة..

ولما لا والفكر الداعشي السلفي يسيطر على العقلية الحاكمة في المملكة ويرى أن شعب اليمن (روافض ومجوس) يجب إما قتلهم أو إخضاعهم بالقوة كما فعل إخوانهم في الموصل وتكريت، قومُ لا يعرفون سوى العبودية حتى باتت مقاومتهم خطأ في حد ذاته يستوجب الإدانة والتصريح..!

نعم فقتل الشيعة هي سياسة داعش، والتعاطف مع هذا القتل منتشر في ربوع المملكة، من ذلك شيوخ قنوات صفا ووصال السعوديين أشهرهم.."إبراهيم الفارس"..وهو دكتور في جامعة آل سعود، ليس الشيعة فقط بل يحرضون على قتل المسيحيين واليهود ، والرأي العام السعودي متعاطف مع عمليات داعش في العراق وسوريا، لكن حين يتعلق الأمر بالأمن القومي للسعودية تجدهم معارضين لداعش، وكأن من حقهم قتل وانتهاك الشعوب الأخرى لكن ليس من حق الآخرين نفس الفعل..وهو انعكاس لهذا التصريح الأحمق للمتحدث السعودي الذي رأى أن جرائمه في اليمن مقبولة..لكن دفاع اليمنيين غير مقبول..

بالمناسبة: يبدو أن منطق ريّا وسكينة هذا لا يخص السعودية فقط، فمنذ عام تقريبا وبعد حادثة مقتل 60 جندي إماراتي في مأرب اليمنية صرحت الإمارات أن العمل (إرهابي) وبنفوذ الخليجيين في الجامعة أدان قياديو العرب مقتل الجنود الإماراتيين ،ووصفوا مقتلهم (بالقصف العشوائي) ..وكأنهم يريدون قصفا غير قاتل ، أو استخدام سلاح صوتي للأطفال..!..والسؤال طرحناه يومها : ماذا يفعل الجنود الإماراتيون في مأرب سوى قتل الشعب اليمني وقصفه بالأسلحة المحرمة..ألا يعطي ذلك حق المقاومة لأصحاب الأرض؟

إن حق المقاومة مشروع أخلاقيا وقانونيا على المستوى الدولي، فجنود السعودية والإمارات معتدون محتلّون، ومقتلهم طبيعي في معركة لا تعرف سوى لغة الدم، وإلى أن يوقفوا هذه الحرب المجنونة -التي قاربت على دخول عامها الثالث- ستظل الأزمة، معتدون حمقى كل همهم إخضاع واستغلال شعب فقير، بينما لا يملكون القوة اللازمة لذلك، وتظهر حماقتهم كلما تعرضوا لمقاومة أعنف وخسائر على كل المستويات، وبعد استنفاذ كل طاقتهم سيعرف العالم –الصامت الآن- حجم جريمته بتركه ل25 مليون يمني رهينة في أيدي ثُلّة من الحمقى والمجانين..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلف مصر وتقدم أوروبا..الجذور والأسباب
- الطائفي والكلب
- يعني إيه نقد تراث؟
- ماذا يحدث في جامبيا؟
- الخلاصة في موضوع تيران وصنافير
- بين جاهلية قطب وجاهلية الحويني
- ماذا تعرف عن مسلمي بورما؟
- ما لا يذكره التاريخ الإسلامي عن معركة عين جالوت
- أكذوبة حديث خير أجناد الأرض
- الإعلام لا يعني التواصل
- روشتة عودة الإخوان في مصر
- محمد علي باشا والحل العبقري
- بحث في أكذوبة تفسير المشايخ لدابة الأرض
- التخلف الفكري مرافق للتخلف الاقتصادي
- أزمة مسلمين أم أزمة نخبة؟
- الفراغ الإبستمولوجي عند سلف المسلمين
- تجارة آل سعود بالكعبة
- قصة الأزمة الحالية بين مصر والسعودية
- هل العمالة المصرية في السعودية سلاح ضد مصر؟
- الانتلجنسيا حين يكونوا برجوازيين


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - السعودية ومنطق ريا وسكينة