أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أكذوبة عدم تحلل أجساد الأنبياء














المزيد.....

أكذوبة عدم تحلل أجساد الأنبياء


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 18:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حديث إن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء..

هذا من أشهر الأحاديث المنشورة بين العامة، ويهتم الشيوخ دائما بتصحيحه لزوم إثبات الكرامة وما إلى ذلك.

أضافوا له أيضا عدم تحلل أجسام الشهداء والصالحين باعتبار أن الله قد جمع هؤلاء بالرسل في الجنة، واعتمدوا على روايات أخرى بنفس الدرجة، وهنا سنناقش هذا الحديث في عدة مواضع..

أولا: الحديث ضعيف السند ، فيه عبدالرحمن بن جابر ضعفه ابن سعد ، بينما وثقه مسلم والبخاري في الأدب المفرد، ورد آخرون بل هو عبدالرحمن بن عتيك (المجهول)، والطريق الآخر عند ابن ماجة فيه.."زيد بن أيمن"..ضعيف مرسل عند البخاري، وعليه فالحديث معلق ومختلف عليه..أي حكمه ضعيف مردود

ثانيا: تحلل الأجسام سنة إلهية لديمومة الحياة على الأرض، فلو لم تتحلل أجسام السابقين ما كنا ورثناهم أو استطعنا العيش مكانهم، ومبدأ اعتبار بقاء الجسم ككرامة من الله لا يستقيم شرعا، فالله يريد لنا العيش وأن نرث السابقين لا أن يخلد السابقون فتهلك الحياة على الأرض..

ثالثا: تحلل الأجسام لا يعني امتهان الجسد أو كراهية صاحبه أو ازدراء دينه وسيرته، والكاذب الذي وضع الحديث كان يعتقد أن بقاء الجسد يحفظ كرامة وشرف صاحبه، لأن الروائح الكريهة والمنظر القبيح مؤذية..فلا يليق أن يؤذي نبيا بشرا حتى بعد موته..والرد على ذلك أن الأنبياء بشر.." قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا".. [الإسراء : 93] فإذا كان النبي بشرا لماذا لا يخضع لقانون الأجسام؟..هنا سنعتبره ملاكا أو كائنا مختلفا..

رابعا: فكرة عدم تحلل الأجسام واعتبارها كرامة موجودة في بعض الديانات الأخرى، وهذا استعراض لجثث الكهنة والقديسين المسيحيين الشوام محفوظة كما هي بعد موتها منذ مئات السنين.... http://bit.ly/2quZQ8d

خامسا: لو تم اعتبار عدم تحلل جسد النبيين كرامة..فلماذا لا نعتبر عدم تحلل أجسام القديسين المسيحيين أيضا كرامة؟..مع العلم أن الفيديو السابق فيه جثة للقديسة .."إيميلدا لامبرتيني"..المتوفية منذ 700 عام..

سادسا: لو قالوا أن المسيحيين حنطوا جثث موتاهم بمواد كيميائية بينما الله حفظ جثث الأنبياء بدون تحنيط قلنا: أين الدليل أن جثث الأنبياء لم تتحلل؟..افتحوا قبر واحد منهم لنتأكد..فلا يصح أن الاستشهاد بالمجهول..هذا خرق لقواعد الاستدلال..

سابعا: المسلمون من أكثر شعوب الأرض هوسا بالإعجاز العلمي..ورغم ذلك يردد شيوخهم أن جثث الأنبياء لم تتحلل ككرامة إلهية بينما لم يكشفوا جثة واحد منهم للإعلام ليعرف من يعرف عن بينة..وهل نظن أن لو امتلكوا معجزة كهذه سيتركوها؟؟!
http://bit.ly/2qV4g9Y
http://bit.ly/2pZJcdn
http://bit.ly/2rupFTL

ثامنا: في صحيح البخاري روى حديث آخر يطعن في هذا الحديث بقوله.." كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب"..وأداة الجمع كل تبطل الاستدلال ببقاء الأجسام، فلو قيل أن الحديث الآخر (استثناء) قلنا -حسب قواعدكم الحديثية- فكلام البخاري مصدق عن من سواه من المحدثين، كذلك فالقول بالاستثناء يلزمه القرينة، والاحتجاج بالقرائن في الفقه يكون بدليل أقوى وليس بأضعف..يعني يلزمك الاحتجاج بحديث صحيح السند أو بآية قرآنية للتخصيص.

تاسعا: الحديث ذكر في معرض فضل الدعاء والصلاة على النبي يوم الجمعة بهذا النص.." إن أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي»، فقال رجل: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت، يعني بليت، فقال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"..انتهى

فالظاهر أن الراوي قال بعدم التحلل كشاهد وليس كأصل، لأن فكرة الحديث عن فضل التعبد والذكر، أما القول ببقاء الأجسام هنا ليس أصل بل فرع أو أداة إثبات..

عاشرا وأخيرا: نص الحديث فيه خطأين، واحد علمي والثاني شرعي، فالعلمي : أن بقاء الجسد لا يعني بقاء الحواس، فالميت يظل عدة أيام كما هو حتى تبدأ الإنزيمات والبكتريا والفطريات في ممارسة عملها بالتحلل، لكن طيلة هذه الأيام هو فاقد للحواس، ثم ماذا نقول في بقاء جسد لينين الشيوعي 100 عام بعد وفاته.. http://bit.ly/2riwGup

أما الخطأ الشرعي: أن النبي مكلف كغيره من البشر، فإذا انتهى تكليفه لا يعلم ما سيحدث بعد موته، ويصدق ذلك قول المسيح.." ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم".. [المائدة : 117] ويعني ذلك أن الرسل لهم مهمة وهي التبليغ والإنذار، فإذا انتهت المهمة كان الله هو الرقيب المطلع ولا دور هنا لأي بشر..

الخلاصة: أن الحديث مكذوب جملة وتفصيلا، ومناقشة سنده وإظهار ضعفه للرد بسياق الحجج الشرعية التي يؤمن بها الشيوخ ليس أكثر، أما المتن مردود..ونصوصه مليئة بالأخطاء العلمية والشرعية والمنطقية، وقائله كان مهتم بتشجيع الناس على الذكر أكثر من إثبات عدم التحلل، وأن القائل أيضا كان يقدس النبي بتعظيم مبالغ فيه يرقى لمرتبة التأليه..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تحتضن الدولة الفكر السلفي؟
- لا جهاد للطلب في الإسلام
- رؤية أخرى لتنوير محمد علي
- تضامنا مع د. عبدالعزيز القناعي
- حد الردة عقوبة سياسية وليست دينية
- هل الأزهر مرجعية للإرهاب؟
- جذور الإرهاب من التراث
- الإمارات تحتل جزيرة سوقطرى اليمنية
- الاستحسان في القرآن
- تحديات الإرهاب في الشرق الأوسط
- الغباء ودوره في أزمات العرب والمسلمين
- قراءة في الخلاف بين مصر والسعودية
- معضلة الجهاد في الفكر الإسلامي
- العرب وإيران..مرة أخرى
- متى ظهرت حضارة المسلمين..وكيف؟
- أسطورة شجرة الغرقد
- عشرون سببا وراء فشل الثورة السورية
- حول التصعيد الأخير بين أمريكا وإيران
- السعودية ومنطق ريا وسكينة
- تخلف مصر وتقدم أوروبا..الجذور والأسباب


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أكذوبة عدم تحلل أجساد الأنبياء