أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي














المزيد.....

«الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5600 - 2017 / 8 / 3 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



نعيش الآن مرحلة قاسية ومفعمة بالصراع الأيديولوجي، الذي يكاد في حالات هنا وهناك أن يتحول إلى ممارسات مسلّحة تذكرنا بصراعات نشأت في التاريخ العربي والعالمي، خصوصاً منه في مرحلته الوسطية هنا وهناك من العالم، كما في مرحلتنا الراهنة. «محور الإرهاب العالمي» قسّم العالم إلى منظومتين اثنتين الحرب والإرهاب، والسلم والبناء، وكان ذلك في بدايات نشأة «الإرهاب الحالي العالمي»، أما مرحلتنا هذه المعيشة فقد اكتسبت وضوحها وصراحتها، مع الإعلان العاري عن أن ظهور حركة «داعش» العالمية إنما هو تجسيد للتأسيس الدموي المباشر للرباعية الظلامية التالية: الفقر، والإذلال، والظلم، والإحساس به والعيش في كنفه.

في هذا السياق الملطخ بالعار والدم نعقد مقارنة بسيطة: نذكر بالجريمة التي ارتكبتها إسرائيل مؤخراً، حين لجأت إلى حرمان الفلسطينيين المسلمين من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه. وواجهت الفلسطينيين أصحاب الحق التاريخي بالعنف، وبحرمانهم من زيارة مسجدهم التاريخي، إلى أن اقتنعت بأنها مجرمة دولياً وحسب المرجعيات الدولية المعنية. وكان ذلك قد تحقق بسبب إصرار أولئك مع حقهم الطبيعي، طبعاً بعد أن كلف ذلك الفلسطينيين الأسى والمواجهة الدموية في أحوال معينة. إن وجه المقارنة هنا يظهر عبر مقارنة هذا الإجرام الإسرائيلي الصهيوني ما حدث مع المفكر اليهودي الشهير ابن ميمون، الذي كان يعيش في أوروبا المسيحية المتصلبة المتزمتة، حيث كانت الأجواء متعصبة دينياً على امتداد القرن الثاني عشر الميلادي، لقد حدث أن تلك الأجواء المغلقة عقلياً وغير المتسامحة دينياً، حفزته على تركها غير مأسوف عليها، وذلك حدث كما أشرنا في القرن الميلادي الثاني عشر. لنتصوّر أنه قرر مغادرة أوروبا، واتجه نحو العالم الذي كان محسوباً على التخلف والمتعصب والرافض للآخر، خصوصاً حيث قال معلقاً رافضاً للتسامح مع «الآخر» من حيث الاعتقاد الديني والعيش مع «أجانب»، ما أفصح عن رفض ذلك الآخر، تحقيقاً لأوهام «الأنا المتميزة» دينياً ومجتمعياً وثقافياً. كان ذلك قد حدث وفق المنطوق الأوروبي.

لقد هاجر ابن ميمون اليهودي من أوروبا إلى العالم العربي في عاصمة مصر العربية، حيث كان وقع التقدم والتسامح الديني خصوصاً. والطريف في ذلك أن الفيلسوف اليهودي غادر أجواء الظلامية، متجهاً إلى إحدى الشخصيات المرموقة في حينه، وهي حاكم القاهرة صلاح الدين الأيوبي، الذي لم يُشك في اعتقاده الديني الإسلامي عن طرف، كما في انفتاحه الديني الذي تمثل في منح الرجل إياه مناصب مرموقة من طرف آخر، وقد استمر الأمر كذلك إلى ما بعد سنين، حين استطاع العرب تحقيق تقدم ملحوظ تجلى خصوصاً في تشكّل بيئة عقلانية مفتوحة ليس باتجاه العرب أصحاب البلد في حينه فحسب، بل كذلك باتجاه الآخر، العربي المسلم واليهودي والمسيحي.

كانت الأجواء في العالم العربي آنذاك تتسم بالانفتاح والعقلانية والإقرار العقلاني بالآخر (المسيحي واليهودي والآخرين)، ومن الطريف أن نذكر أن القائد الكبير صلاح الدين الأيوبي كان وفياً لإسلامه كما للعقائد الدينية المتعددة، الإسلامية اعتقاداً، والأخرى المتعددة المسيحية واليهودية.. إلخ احتراماً وإقراراً. أما العقيدة الإسلامية فيُعتقد بها ضمن القاعدة التالية: أن تُقرّ بها وتعمل، دون تكفير أحد من المسلمين أو إحدى فرقه وفئاته من طرف، وعلى أساس الأخذ بأركان الإسلام كلها، مع عدم رفض أحد أركانه، وكذلك دون رفض ما هو معلوم من الإسلام كله وبشكل قاطع.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب وأوهام العقل الغربي
- الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين
- العلمانية في السياق الفكري العربي
- الديموقراطية والتنوير والحداثة
- «الكفر» في حلب!
- العولمة وتفكيكات العصر
- العولمة في حلب!
- جدل الهوية والتاريخ
- النكبة من فلسطين إلى سوريا
- عودة الطوائف
- مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟
- الوحشية القصوى والجريمة الدامية!
- سوريا ومأساة الاستعمار الجديد
- كُفوا عن عار الخطاب الطائفي
- الطوائف والأعراق.. والآخرون!
- المؤامرة الكبرى على سوريا


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي