أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أليست اليهودية والمسيحية والإسلام من مصدرواحد؟















المزيد.....

أليست اليهودية والمسيحية والإسلام من مصدرواحد؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 21:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أليستْ اليهودية والمسيحية والإسلام من مصدر واحد؟
طلعت رضوان
وأليستْ ديانة (التوحيد) ديانة واحدة؟
فلماذا اختلف أبناء الديانة العبرية؟ ولماذا تقاتلوا؟
يتوقف العقل الحر أمام ظاهرة لم يتوقف أمامها أبناء الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) وهى ظاهرة أنّ أبناء تلك الديانة يـُـخاصمون بعضهم البعض ويعتدون على بعضهم البعض، سواء بالقتل بالسيوف أو بأسلحة القتل الحديثة، أما الظاهرة الأخطر فهى أنّ أبناء الشـُـعبة الواحدة داخل الديانة العبرية، انقسموا إلى (مذاهب) ثم انقسمتْ المذاهب إلى فرق مُـتناحرة، وكل فرقة تــُـكفــّـر الأخرى، وهو ما حدث فى (كل) شـُـعب الديانة العبرية الثلاث، بل إنّ أصحاب المذهب الواحد انقسموا إلى فرق مُـتنوّعة. وكانت نتيجة هذه الانقسامات المتوالية، اشتعال الحروب، سواء بين دولة وأخرى، أو داخل الدولة الواحدة، وهى الحروب المعروفة باسم (الحروب الأهلية)
حدث ذلك على مدار التاريخ مع الشعبة الأولى (اليهودية) رغم التشابهات الكثيرة داخل الشـُـعب الثلاث فى الديانة العبرية، خاصة وقد صنــّـنفوا أنفسهم ضمن التقسيم غير العلمى على أنهم (ساميون) نسبة إلى (سام) الذى رضى الرب العبرى عنه فى مقابل أبناء (حام) المغضوب عليهم وأنّ الرب هو إله سام واعتبر أبناء (حام) عبيدًا للساميين (تكوين : الإصحاح 9) ومن بين التشابهات الكثيرة قصة خلق (آدم وحواء) والطرد من (الجنة) وقتل الشقيق لشقيقه و(الطوفان) وقصة (إبراهيم) وذبحه لابنه (اسحق فى اليهودية وإسماعيل فى الإسلام) وقصة يوسف الذى فتن النساء وموسى الذى أمر الرب بتدمير مصر.. فاستجاب له الرب (سورة يونس/ من88- 93) إلخ.
بدأتْ الديانة العبرية باليهودية (الشعبة الأولى) ثـمّ تلتلها المسيحية (الشعبة الثانية) ثـمّ الإسلام (الشعبة الثالثة) اتفقتْ الشـُـعب الثلاث فى الكثير واختلفتْ فى القليل، بينما البنية العقلية والتوجه الأيديولوجى واحد، خاصة فى نظرة العداء لأغلب شعوب الأرض باستثناء بنى إسرائيل الذين حازوا على (مُـباركة) الرب العبرى الذى انحاز إليهم، فى مقابل العداء لغيرهم من الشعوب. ومن التشابهات الموقف من المرأة، فهى أقل من الرجل، والانحياز لمجتمع رعاة الغنم، فى مقابل العداء لمجتمع الزراع.. إلخ.
فإذا كان الأمر كذلك فلماذا نشب الصراع بين أبناء تلك الديانة الواحدة؟ التى تأسّـستْ على (الوحدانية)؟ فى مقابل العداء للتعددية؟ وأنّ الرب فى الشـُـعب الثلاث : واحد، لا شريك له، قادر، جبار..إلخ. وأنّ (إبراهيم) أبو الأنبياء..إلخ. ورغم أنّ بنى إسرائيل والفلسطينيين يؤمنون بإبراهيم، وبكل الأنبياء العبرانيين، فقد حدث صراع دموى بدأه بنو إسرائيل – فى العصورالقديمة - ضد الفلسطينيين. وفى العصر الوسيط غزا ملوك أوروبا (المسيحيون) الشرق بحجة الدفاع عن الأراضى المُـقـدّسة.
وإذا كان المسيحون غزوا الشرق فى العصر الوسيط (القرن الثانى عشر الميلادى) فقد سبقهم العرب عندما غزوا الشام والعراق والمغرب ومصر، فى القرن السابع الميلادى. وكما تذرّع مسيحو أوروبا بحماية الأراضى المقدسة، وتخفوا وراء آيات من الأناجيل، فإنّ العرب رفعوا شعار (نشر الإسلام) بينما كان الهدف الأول والأخير هو الحصول على (خراج الأرض) و(الجزية على الرؤوس) وكان أول سؤال سأله الغزاة العرب لمن كانوا يحتلون مصر(الرومان) كم مقدار الجزية التى كنتم تحصلون عليها من المصريين؟ وهو ما فعلوه مع باقى الشعوب الذين احتلوا أوطانهم. ولعلّ أدق دليل على نفى (نشر الإسلام) كسبب للغزوات، أنّ القرآن لم يتم جمعه إلاّ فى عهد عثمان، بينما غزو مصر- كمثال – كان فى عهد عمر بن الخطاب. وكذلك ما رآه بعض الولاة من أنّ دخول المسيحيين فى الإسلام ((قد أضرّ بالجزية)) وهو ما عبـّـر عنه عبد الملك بن مروان فى رسالة منه إلى عبد العزيز بن مروان وطلب منه أنْ ((يضع الجزية على من أسلم من أهل الذمة)) (ابن عبد الحكم القرشى فى كتابه "فتوح مصر وأخبارها"– ص107) ولكن أهم وأدق دليل على أكذوبة (نشر الإسلام) هو حديث الرسول الذى نهى فيه السفر بالقرآن وكانت حجته ((مخافة أنْ يناله العدو)) (السجستانى فى كتابه "المصاحف"– ص205)
وفى العصرالحديث، أصرّ يهود أوروبا على الاستيلاء على أرض الشعب الفلسطينى، بحجة تحقيق وعد الرب العبرى بالعودة إلى (أرض الميعاد)
من الأمثلة المذكورة بعاليه يتبيـّـن أنّ الغزاة كانوا يتستــّـرون وراء أقنعة دينية. وبينما شعبنا المصرى – أثناء الغزو العربى – كان يعتنق الديانة المسيحية، والقرآن قد اعترف بتلك الديانة، فلماذا كان الغزو؟ واحتلال مصر؟ ولماذا لم يترك العرب باقى الشعوب الذين احتلوا أراضيهم فى حالهم؟ وإذا كان الفلسطينيون واليهود أبناء عمومة، فلماذا كان الطمع فى الوطن الفلسطينى بحجة (أرض الميعاد)؟ وإذا كان الإسلاميون المُـسلــّـحون بالآيات القرآنية وبالرشاشات (أمثال أعضاء تنظيم داعش وغيرهم) قد دمـّـروا العراق وسوريا وليبيا..إلخ، وهم يقتلون مسلمين موحـّـدين مثلهم، ويـُـعادون أبناء الشعبة الأولى (اليهودية) وأبناء الشعبة الثانية (المسيحية) ويمنعون بناء الكنائس وتدمير الموجود منها، فأين تكمن المشكلة؟
أليستْ دراسة (الأديان المُـقارنة) كفيلة بإقناع كثيرين بأنّ ديانة مصر القديمة، وتعليمات بوذا وكونفوشيوس..إلخ فيها الكثير من الحض على الخير، ونبذ الشر. وتكريس المحبة والسلام بين كافة شعوب الأرض، ويكفى أنْ يقرأ الطلاب فى مادة (الأديان المقارنة) تاريخ بوذا الذى لم يـدّع النبوة، ولم يقل أنّ معه كتابـًـا نزل عليه من السماء، ورغم ذلك قال ((إذا زرعتَ شجرة فلا تقطف كل ثمارها.. اترك بعضها للإنسان العابر وللطير المُـهاجر)) فهل هناك رقة إنسانية أكثر من ذلك؟ وكونفوشيوس أيضـًـا لم يـدّع النبوة ومع ذلك قال ((عامل الآخرين بما تــُـحب أنْ يـُـعاملوك به. ولا تفعل بالآخرين ما لا تــُـريد أنْ يفعلوه بك)) ورأى أنّ الأخلاق والخير فوق القوانين والعقاب لتطوير السعادة الإنسانية. ومع ملاحظة أنّ بوذا وكونفوشيس سبقا ميلاد المسيح بخمسمائة سنة، ناهيك عن ميلاد محمد الذى جاء بعد المسيح. فهل يمكن للبشر (أقصد الناس الذين لا يتاجرون بالدين) التخلص من النصوص الدينية، ليكون تعاملهم – مع بعضهم البعض – وفق معطيات الواقع الذى يعيشون على أرضه، وليس وفق نصوص كــُـتبتْ لزمن غير زماننا وبيئة غير بيئتنا؟ مع حقهم فى (الإيمان) بديانتهم ولكن بصفة (شخصية) أى ليس من حقهم فرض معتقدتهم الدينية على المختلفين معهم دينيـًـا ومذهبيـًـا وفلسفيـًـا.
000
هامش : كونفوشيوس (551- 479ق.م) فيلسوف صينى. له تأثير واضح على الثقافة القومية للشعب الصينى، وأنشأ نظامًـا أخلاقيـًا ظلّ موضع احترام لألفين من السنين. وكان معلمًـا جوالا. وكما اهتم بالأخلاق الشخصية، كان صاحب مذهب اجتماعى لتحقيق المصلحة العامة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم
- إلى متى ستستمرظاهرة عبادة الفرد؟
- لماذا أخفى المفتى الوجه الآخر للجهاد ؟
- هل عرف الإسلاميون مفهوم المواطنة؟
- الخوارج التراتثيون والمعاصرون والحاكمية لله
- لماذا قال نبى الإسلام (جعل رزقى تحت رمحى)؟
- هل توقيت الصلاة والصيام وحّد المسلمين؟
- العلاقة بين غزوالشعوب الزرعية وقحط الصحراء
- فجر التصوير المصرى الحديث
- أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟
- فجر الحداثة المصرية
- لماذا قبل عبدالناصرمبادرة روجرزالأمريكية؟
- هل ممولو الإرهابيين سيحاربون الإرهاب؟
- هل هزيمة يونيومؤامرة أمريكية/ إسرائيلية؟
- لماذا هاجم شيوخ الأزهر الشيخ شلتوت؟
- إيزيس : كيف ولماذا خدعتْ (رع)؟
- تحليل عقلية رواة الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام
- كيف تكون حرية العقيدة مع منع المسلم الانتقال لغيرها؟
- أليس ما فعلته قطرمع جيرانها العرب امتداد لتاريخ العرب؟
- مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أليست اليهودية والمسيحية والإسلام من مصدرواحد؟