أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم















المزيد.....

نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نصائح كبار(السلفيين) لأتباعهم
طلعت رضوان
أليس السلفيون ضد الحداثة وضد مفهوم الوطن؟
فلماذا تركهم النظام يتكاثرون مثل الطفيليات؟
وأليس خطابهم يـُـدعّم التبعية ويخدم الرأسمالية العالمية؟
منذ عدة سنوات ظهر تيار إسلامى فى مصر أطلق على نفسه اسم (سلفيين) وسمح نظام الحكم (مع بداية السادات ثم مبارك) لهم بإعتلاء المنابر خاصة يوم الجمعة. وأعتقد أنّ هذا التيار كان بداية تغلغل الفكر الأصولى لدى فئات عديدة من شعبنا (ومن أعمارمختلفة) ونتج عن ذلك جيل جديد أطلق على نفسه (المسلم الملتزم) وهذا الجيل يرفض قراءة أى كتاب غير الكتب الدينية، فانغلقتْ عقولهم وضاقتْ آفاقهم وتشبثوا بالأحادية فى مقابل الرفض القاطع للتعددية، والكارثة أنّ أولياء أمور هذا الجيل تأثروا بأبنائهم (كما لاحظته فى عائلتى وجيرانى وأصدقائى) فرأيتُ السيدة التى كانت تذهب إلى حفلة أم كلثوم وهى معتزة بشعرها وأناقتها وحشمتها، وقد رضيتْ لنفسها أنْ تكون تابعة لابنها (الملتزم) أوابنتها (الملتزمة) وعشتُ فترة فى حى الزيتون، ورأيتُ الآلاف كل يوم جمعة وهم يسمعون خطبة الشيخ (السلفى) فى مسجد العزيز بالله. وكانت طوابير الحشود تمتد لعشرات الأمتار، وتتوقف حركة المرور حتى موعد صلاة العصر.
كان من الشيوخ الذين تأثربهم الجيل الجديد وأولياء أمورهم، الشيخ محمد حسين يعقوب الذى أصدر كتاب (قصة الالتزام والتخلص من رواسب الجاهلية- دار التقوى- عام2005)
الكتاب أخذ شكل السؤال والجواب : الشيخ يطرح السؤال ويقدم الإجابة، فيسأل الشاب : أخى هل تعتقد أنّ الالتزام يعنى أنْ تخلع ثياب المتشبهين بالكفار، وترتدى ثيابـًـا تتناسب مع شرع الله؟ وانتهى إلى أنّ الإسلام ليس فى الثياب أو فى الطقوس كما يقول العلمانيون الذين يستهدفون ((فصل الدين عن الحياة)) وهذا الكلام أول مغالطات الشيخ، فالعلمانية مع (فصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات السياسية) وأعتقد أنّ من يـُـطالب بفصل الدين عن الحياة، إما أحمق أو معتوه، خاصة أنّ شعبنا - كما قال علماء الاجتماع - متدين بطبيعته.
والشيخ يستمر فى المغالطة فقال ((العلم الحقيقى هو العلم بالله وبأسمائه وصفاته، وخلاف ذلك هو الجهل بعينه)) وهكذا يصل إلى مبتغاه : تشويه التعريف العلمى لمعنى العلم Science وليته اكتفى بذلك وإنما الأخطر ترسيخ مقولة أنّ التعرف على العلوم الطبيعية (فيزيا، كيميا..إلخ) والعلوم الإنسانية (فلسفة، منطق..إلخ) هو الجهل بعينه. فهل هناك تدمير لعقول شبابنا أكثر من ذلك؟
ولكى يـُـرسّـخ مغالطة ثالثة عن السياسة : فإنّ سبب سقوط فلسطين والعراق..إلخ ((هو أنّ المسلمين فقدوا أخلاقهم ونقضواعهدهم مع ربهم)) أى الابتعاد عن التحليل السياسى، ودور القوى الدولية، ودور الأنظمة التابعة لها، والتشعلق بالميتافيزيقا فى تعبير(نقض العهد مع ربهم)
ويستمر مخطط تدمير العقول فيقول : يحتم علينا أنْ نعتزل كل فرق الضلال، من الفاسقين والفاجرين والمنافقين والعلمانيين وأصحاب الفكر المسموم، لا نخالطهم ولا نجلس معهم. لأنّ ذوابنا فيهم يعنى ضياع إسلامنا والانخراط فى جاهليتهم..إلخ (ص322، 323) أليس هذا الكلام سبب انتشار ظاهرة العداء للعلمانية وتشويهها فى السنوات الأخيرة؟ ليس (بين الشباب العادى فقط) وإنما بين أغلب أساتذة الجامعات والباحثين..إلخ.
ولكى يـُـشعل نار الفتنة بين أبناء شعبنا قال : أمر النبى بمخالفة اليهود والنصارى فقال ((يامعشر الأنصار، حمّـروا وصفــّــروا وخالفوا أهل الكتاب)) (ص332) فكانت النتيجة انتشار ظاهرة كراهية المسيحيين، التى تطوّرتْ لتأخذ شكل الاعتداء على كنائسهم وبيوتهم وقتلهم. ولكنه لم يكتف بإشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وإنما أشعلها داخل (الأسرة المسلمة) فيقول للشاب الملتزم : هناك مجموعة من الثوابت لا تقبل المناقشة : أنا لا أصافح النساء. لا أحد يدخل على زوجتى إلاّ محارمها. يـُـكلمك أخوك (فى التليفون) ليطمئن عليك ثم يقول لك : هات زوجتك أكلمها، فلا تستح من قول لا بكل صرامة وحزم (ص337) وهذا المثال فيه الدليل القاطع على الكذب الذى يـنطق به الإسلاميون (معتدلون، وسطيون، متطرفون) عن (صلة الرحم) فأين هى تلك الصلة مع المأساة (والأدق الكارثة) التى يشهدها مجتمعنا - منذ سنوات - لدرجة (تحريم) الكلام فى التليفون ، وكأنّ شقيق الزوج سيرتكب الفاحشة مع زوجة شقيقه ، عبـْر الأسلاك.
والشيخ الذى زعم أتباعه أنه (فقيه) ومُـتبحر فى الإسلام، وقع فى التناقض عندما تعرّض لموضوع ثياب الخروج من البيت فقال ((ليس هناك زى خاص فى الإسلام، فهذه مسائل تــُـركتْ لأعراف القوم)) وبعد عدة صفحات استشهد بآية ((وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ)) (النور/31) ولكى يسترضى النسوة (من الأسر فاحشة الثراء) اللائى يستمعنّ إلى (مواعظه) ويقرأنَ كتبه، فإنه أظهر خلافه مع الفصيل السلفى المتمسك (بنقاب المرأة) فقال إنّ ((النقاب ليس من الإسلام)) (ص333، 336)
وفى سبيل تعميق الميتافيزيقا والابتعاد عن النظم السياسية والاجتماعية فى عصرنا قال: أيها المسلم ينبغى أنْ تعتقد أنّ نظام الإسلام، لا شيوعية ولارأسمالية ولاديمقراطية.. وإنما هوالإسلام (فقط) ومخادع من يقول لك غير ذلك (ص341) وقال : إخوتاه إننا نعيش ((جاهلية وإسلام)) فإما جاهلية وإما إسلام (ص352) أى أنّ الشيخ يعقوب يـُـعيد انتاج ما قاله غيره عن (جاهلية العصر الحديث) وهكذا هم الشيوخ يستخدمون نفس (البضاعة) التى يـُـتاجرون بها، ورغم أنه لا جديد فى كلامهم، فإنّ أجيالهم تتوالد مثل الطفيليات التى تتكاثر(تلقائيـا) بحكم قوانين الطبيعة.
وإذا كنتُ قد اخترتُ الشيخ يعقوب (كنموذج) فإنّ كثيرين غيره يصرخون فى الميكروفونات وأمام الكاميرات، ويـُـسوّدون صفحات الصحف والمجلات، فأتوقف لأسأل: ماهدف أمثال هؤلاء؟ وهل هناك هدف (بعد تحليل خطابهم) غير تعميق التخلف، حتى تظل مصر أسيرة (سجن الرأسمالية العالمية) التى يهمها استمرارهذا التخلف؟ وهل هم يعملون من تلقاء أنفسهم؟ أم أنّ الشواهد والنتائج تــُـشير إلى (المستفيد) من تبعية الأنظمة التى تترك شعوبها أسيرة (السلفيين) خاصة لوعلمنا أنّ كتاب الشيخ يعقوب حاصل على رقم إيداع من دارالكتب الرسمية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى ستستمرظاهرة عبادة الفرد؟
- لماذا أخفى المفتى الوجه الآخر للجهاد ؟
- هل عرف الإسلاميون مفهوم المواطنة؟
- الخوارج التراتثيون والمعاصرون والحاكمية لله
- لماذا قال نبى الإسلام (جعل رزقى تحت رمحى)؟
- هل توقيت الصلاة والصيام وحّد المسلمين؟
- العلاقة بين غزوالشعوب الزرعية وقحط الصحراء
- فجر التصوير المصرى الحديث
- أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟
- فجر الحداثة المصرية
- لماذا قبل عبدالناصرمبادرة روجرزالأمريكية؟
- هل ممولو الإرهابيين سيحاربون الإرهاب؟
- هل هزيمة يونيومؤامرة أمريكية/ إسرائيلية؟
- لماذا هاجم شيوخ الأزهر الشيخ شلتوت؟
- إيزيس : كيف ولماذا خدعتْ (رع)؟
- تحليل عقلية رواة الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام
- كيف تكون حرية العقيدة مع منع المسلم الانتقال لغيرها؟
- أليس ما فعلته قطرمع جيرانها العرب امتداد لتاريخ العرب؟
- مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين
- طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم