أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين















المزيد.....

مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذا اختفى تقرير جمال العطيفى فى السبعينيات؟
لماذا يمتنع النظام عن تنفيذ الإجراء الحاسم : (تجفيف منابع الإرهاب)؟
لعلّ المُـتابع لكتاباتى يعلم أننى لا أفرّق بين أبناء شعبنا، بسبب الدين أو المذهب، وأميل إلى استخدام التعبيرالعلمى (أقباط مسيحيين) و(أقباط مسلمين) بمراعاة أنّ لفظ قبطى = مصرى (وفق علمىْ المصريات واللغويات)
ولكن جرائم أعضاء التنظيمات الإسلامية الإرهابية البشعة، التى تستهدف قتل الأقباط المسيحيين، وهدم منازلهم وسرقة محلاتهم وتدمير كنائسهم وترحيلهم من قراهم، كل ذلك جعلنى أتساءل: لماذا استهداف الأقباط المسيحيين وبشكل متكرّر؟
كما أنّ هذا الاستهداف ليس وليد اللحظة الحاضرة، وإنما بدأ منذ بداية السبعينيات، مع الحدث الإرهابى الكبير فى حى الزاوية الحمراء، ثـمّ حادث الخانكة.. إلى آخر المجازر التى ارتكبها الإسلاميون أعضاء التنظيمات الإرهابية، وكانت الذروة فى التسعينيات حيث الاعتداء على أصحاب محلات الذهب، خاصة من الأقباط المسيحيين، وهى الفترة التى شهدتْ اغتيال شهيد الفكر (فرج فودة) فى يونيو1992، لأنه (من وجهة نظر الإسلاميين الإرهابيين) نصّـب ((نفسه محاميـًـا عن النصارى)) وفق تعبيراتهم المُـحبـّـبة إليهم. وقبل رحيل تلك السنة كانت كارثة الاعتداء على المسيحيين الأوروبيين، فى مجزرة معبد حتشبسوت بالأقصر فى شهر هاتور/ نوفمبر1997. ولذلك أرى أنّ استهداف الأقباط المسيحيين لا ينفصل عن استهداف المسيحيين الأوروبيين، أو المسيحيين العرب والشرقيين، فهل أكون مغاليـًـا لو استنتجتُ أنْ هذا الاستهداف له علاقة بالمعتقد الدينى الذى توارثه الإسلاميون الإرهابيون من التراث العربى الإسلامى؟
وهذا الاستنتاج جعلنى أسأل السؤال - الذى قاله كثيرون غيرى - وهو: لماذا لا يتخذ نظام الحكم الخطوة الحاسمة نحو (تجفيف منابع الإرهاب)؟ أو ليست تلك الخطوة تستلزم إعادة النظر فى مناهج التعليم وبرامج الإعلام؟ خاصة لو علمنا أنّ تلك المناهج والبرامج، فيها الكثير من المادة التراثية التى بها تحريض صريح ضد من أطلقتْ عليهم (أهل الكتاب) أو (أهل الذمة)؟
وأعتقد أنّ جريمة نظام الحكم فى مصر ليستْ مناهج التعليم وبرامج الإعلام (فقط) وإنما تواكبتْ معها جريمة أخرى هى (وأد) أية محاولة (قد) تــُـساعد على (تجفيف منابع الإرهاب) ولعلّ أشهر مثال على ذلك ما حدث عقب أحداث الجريمة البشعة فى الخانكة أوائل السبعينيات، التى راح ضحيتها عشرات من الأقباط . فى ذلك الوقت كان فى مجلس الشعب شخصية محترمة (د. جمال العطيفى) الذى اقترح تشكيل (لجنة تقصى الحقائق) عن أحداث الخانكة وأعدّ تقريرًا أوضح فيه أهمية تشكيل هذه اللجنة المقترحة، نظرًا لخطورة ما حدث. وبعد أنْ نشرتْ الصحف الخبر، وبعد أنْ هلــّـل الإعلام لهذه اللجنة المقترحة، وبعد قصائد المديح فى التقرير الذى كتبه د. العطيفى، بعد كل هذا ماتتْ (فكرة) اللجنة ومات التقرير بالسكتة الشبيهة بالسكة الدماغية، ليس ذلك (فقط) وإنما الكارثة الأكبر تمثلتْ فى اختفاء التقرير الذى كتبه د. العاطفى، وقد تأكــّـدتُ من ذلك عندما حاولتُ الحصول على نسخة أو صورة منه، فكانت رحلتى مع البحث الفشل.
كارثة أخرى روّج لها الإسلاميون الإرهابيون وهى ((تخزين الأسلحة فى الكنائس)) وإذا كان الإسلاميون هم الذين روّجوا لتلك المقولة (فهذا شىء طبيعى) أما الكارثة الحقيقية فهى أنْ تتبنى مقدمة برنامج شهير جدًا تلك المقولة وتــُـردّدها، وهوما سمعته من هذه المذيعة المتألقة فى سماء الفضائيات عقب أحداث الاعتداء على (كنيسة القديسين) بالإسكندرية فى اليوم الأخير من شهر ديسمبر2010.
وإذا كان نظام الحكم يـُـشهر فى وجه أصحاب العقول الحرة (تهمة ازدراء الأديان) لأتفه سبب رغم أنّ ما يكتبه أى باحث يذكر فيه مصادره من كتب التراث العربى/الإسلامى (أى لم يخترعه) فإنّ ذلك النظام يتغاضى عن (إزدراء الأديان) الذى يـُـمارسه عتاة شيوخ الفضائيات ضد الدين المسيحى، سواء ماحدث بعد انتفاضة شعبنا فى يناير2011، أو فى أحداث سابقة، مثل حرق (جمعية الكتاب المقدس) يوم6نوفمبر1972. وقد رصد أحد الباحثين الأحداث الإرهابية التى شنـّـها الإسلاميون الإرهابيون ضد الأقباط المسيحيين، فذكر أنّ تلك الأحداث بلغتْ 120حادثــًـا إرهابيـًـا بدءًا من الخانكة وعزبة الأقباط إلى كفر دميانة وعين شمس وإمبابة فى الثمانينيات والكشح (عام1998) والفترة الثانية (من عام1999- 2000) وذكر واقعة شريط فيديو الراهب المشلوح..إلخ (صحيفة المصرى اليوم29/10/2005)
وعن دور الدولة وتقاعسها فى مواجهة طغيان اللغة الدينية، حتى داخل مؤسسات الدولة، كان من رأى الباحث نبيل عبدالفتاح أنّ ((النظام المصرى الحالى ليست لديه رؤية لعلاقة الدين بالدولة، وإنما مواقفه تتسم بالذرائعية والبراجماتية. بل إنّ علاقته بالمؤسسة الدينية الرسمية أدّتْ إلى كسر تماسكها التقليدى)) ولأّنّ هذا التماسك قد انهار، لذلك كانت النتيجة بروز تيار داخل تلك المؤسسة الرسمية أقرب إلى جماعة الإخوان المسلمين (الإسلام والديمقراطية والعولة- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان- عام2006- ص131)
وإذا كان البعض يرى أنّ طغيان اللغة الدينية بدأ مع عهد السادات، فإنّ نبيل عبدالفتاح اتفق مع رؤيتى التى كتبتُ عنها كثيرًا، حيث بدأتْ الظاهرة مع نظام يوليو1952، وأنّ الصراع بين الضباط والإخوان كان يستهدف الجلوس على عرش مصر، أو- على الأقل - الاشتراك الفعلى فى الحكم، ولذلك فإنّ الصراع بينهما لم يكن حول الدين. ووفق صياغة عبدالفتاح ((تاريخ نظام يوليو مع الحقل الدينى هو تاريخ التوظيف النفعى والسياسى والبراجماتى للدين فى السياسة والشرعية.. بل نستطيع القول أنّ الضباط (عسكروا الدين) وفق ((استخدامات الصفوة السياسية العسكرتارية الجذور، ومعها حلفاؤها من المؤسسة الدينية الرسمية وعناصر إخوانية)) (المصدر السابق - ص55، 125)
أما عن الأحداث الأخيرة فقد لفت نظرى ما ذكرته بعض المواقع الالكترونية من أنّ سفارة إسرائيل وسفارة أمريكا حذرتا مواطنيهما من وقوع حادث إرهابى (سيحدث) فى مصر، وذلك قبل24ساعة من الحادث الذى وقع بالفعل. فلو كان هذا الخبر صحيحـًـا، ألا يستدعى علامة استفهام عن علاقة أمريكا وإسرائيل بالتنظيم الإسلامى الإرهابى الذى أعلن مسئوليته عن الحادث؟ وهل (يتفضــّـل) أى مسئول مصرى لكشف الحقيقة؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان
- هىّ مصرلسه مقفوله وعاوزه اللى يفتحها؟
- هل اقتربت لحظة خروج العرب من التاريخ؟
- تكفيرأسامه أنورعكاشه ودوره التنويرى
- معارك فؤاد زكريا الفكرية والسياسة
- خيانة المثقفين لشعبنا المصرى
- النصوص الدينية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية (1)
- أسئلة الواقع وردود السماء
- هل ساهمتْ الفلسفة فى التحررمن الثوابت؟
- مقولة التراجع فى التاريخ العربى/ الإسلامى
- نماذج من قتل الفلاسفة فى التاريخ العربى/ الإسلامى
- العلاقة بين الدين والفلسفة: متوازية أم عكسية؟
- دينامية المجتمع الإسرائيلى
- هل يمكن إنتاج مسلسل أوفيلم عن ماريه المصريه؟
- من توابع يوليو1952
- التفسير المادى والتفسير المثالى لحركة التاريخ
- جامعة الدول العربية : آن الرحيل
- كيف نشأت فكرة (التأليف)؟
- كيف انخدع المتعلمون فى أدعياء الليبرالية؟
- طه المليجى: الهوس بالناصرية والاتهام بالصهونية


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين