أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان















المزيد.....

طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 13:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذا يـُـخالف المفسرون النص القرآنى؟
وهل هم أكثر حكمة من المشيئة الإلهية؟
فى سنة1955كتب الشيخ عبدالحميد بخيت مقالا فى صحيفة الجمهورية، قال فيه أنه يجوز للمسلم أنْ يفطر فى رمضان، إذا كان يعمل عملا بدنيـًـا شاقــًـا، خاصة إذا كان الصيام سيؤثرعلى عمله.
صوّب المُـتشـدّدون والمُـتعصبون من الإسلاميين (من شيوخ الأزهر، ومن أساتذة ودكاترة الجامعات) مدافعهم ضد الشيخ بخيت رغم أنه أحد شيوخ الأزهر، ومتفقه فى الدين الإسلامى، وكانت (التهمة) التشكيك فيما هو معلوم من الدين بالضرورة.. والنتيجة تقديم الرجل للمحاكمة بتهمة العداء للإسلام والإلحاد والكفر.
تولى عميد الثقافة المصرية (طه حسين) الدفاع عن (هذا الشيخ التنويرى) فكتب مقالا فى صحيفة الجمهورية (6يونيو1955) قال فيه إنّ الشيخ بخيت من حقه أنْ يجتهد، ومن واجبنا أنْ نستمع إلى ما يقول، ومن حقنا أنْ نتفق معه.. ومن حقنا- أيضـًـا- أنْ نختلف معه. ولكن ليس من حقنا أنْ نــُـهاجمه أو نــُـكفــّـره..إلخ. ولكن أهم ما ورد فى مقال طه حسين قوله ((ويلٌ لأمة يـُـعاقب فيها الناس على (حق الخطأ) فتلك أمة لا تعرف الحرية ولا تــُـقـدّرها، ولا تقيم أمرها على القصد والاعتدال، وإنما تــُـقيمه على الفتنة والغرور. وأى فتنة أشد من معاقبة الناس على أنهم رأوا رأيـًـا لايـُـعجب الرؤساء))
وأعتقد أنّ طه حسين فى جملته الأخيرة، كان يـُـلمّـح إلى الأشخاص الذين (قد) يكون رأيهم متوافق مع رأى الشيخ بخيت، ولكنهم يخشون غضب رؤسائهم (مثل شيوخ الأزهر) فيجبنون عن قول الحق. أما ما قاله عن الأمة التى تعاقب الناس لأنهم (يجتهدون) فويلٌ لها من مصير مظلم ينتظرها. فلذلك كان دفاعه عن (حق الخطأ) فأثبت أنه (مؤمن) شديد الإيمان بالفكر الليبرالى التنويرى، وبدور المفكرين والعلماء والفلاسفة الأوروبيين، الذين رسـّـخوا أهم حقيْن لشعوبهم : حق الاختلاف وحق الخطأ. وكانون يرون أنّ الحق الثانى أهم من الأول.
ومن عجائب الإسلاميين تأويل النصوص الدينية وفق هواهم، حتى ولو تعارضتْ مع النصوص القرآنية الصريحة، ومن أمثلة ذلك أنّ القرآن أعطى رخصة صريحة للذين لا يستطيعون الصيام، وذلك وفق النص التالى بالحرف ((وعلى الذين يـُـطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوّع خيرًا فهو خير له وأنْ تصوموا خيرلكم)) (البقرة/184) وهذا النص واضح لا لبس فيه، حيث أنّ لفظ (يـُـطيقونه) يعنى يستطيعون الصيام، ومع ذلك ترك لهم حرية الاختيار بين (فدية طعام مسكين) أو الصيام. كما أنّ كلمة (يطيق) فى قواميس اللغة العربية، تعنى الاستطاعة ((طاق الشىء احتمله وقدرعليه))
رغم ذلك الوضوح فى النص القرآنى وفى قواعد اللغة العربية، فإنّ أغلب مُـفسرى القرآن عمدوا إلى التزوير، عندما تدخـّـلوا فى النص القرآنى وأضافوا أداة النفى (لا) قبل كلمة (يـُـطيقونه) ومن أمثلة ذلك ما فعله الإمام جلال الدين المحلى، وجلال الدين السيوطى، فى تفسيرهما المشترك الشهير باسم (تفسير الجلاليْن) شركة الشمرلى للطبع والنشر، بتصريح من مشيخة الأزهر برقم330بتاريخ15/7/1979. وأضافا ((لا يـُـطيقونه لكـِـبر أو مرض لا يـُـرجى برؤه (فدية) هى (طعام مسكين) ورغم ذلك فإنّ الجلاليْن كانت لديهما درجة من الموضوعية عندما كتبا ((وقيل (لا) غير مقـدّرة.. وكانوا مُـخيـّـرين فى صدر الإسلام بين الصوم والفدية)) ثم تراجعا وتخليا عن الموضوعية عندما أضافا ((ثم نـُـسخ بتعيين الصوم بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه..إلخ)) (فى تفسيرهما لسورة البقرة) ولكنهما لم ينتبها إلى المـُـغالطة التى وقعا فيها عندما تدخلا فى النص القرآنى بوضع أداة النفى (لا) قبل (يُـطيقونه) ولم يسألا- لاهما ولا غيرهما من المُـفسرين الذين كتبوا نفس الكلام- فهل هما أعلم بالمشيئة الإلهية من (الله) الذى أنزل القرآن؟ فإذا كان الأمر كما يزعمان، فلماذا لم تأتِ أداة النفى (لا) فى سورة البقرة؟
ولكنهما كانا على درجة من الموضوعية فى تفسيرهما لآية ((أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ)) حيث كتبا بمعنى ((الإفضاء إلى نسائكم، أى السماح بالجماع، ونزل نسخـًـا لما كان فى صدر الإسلام من تحريمه وتحريم الأكل والشرب بعد العشاء (وهنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ) كناية عن تعانقهما أو احتياج كل منهما إلى صاحبه (علم الله أنكم كنتم تختانون) أى تخونون أنفسكم بالجماع ليلة الصيام.. وقد وقع ذلك لعمربن الخطاب وغيره واعتذروا إلى النبى (فتاب عليكم) و(عفا عنكم فالآن) حيث أحلّ لكم (باشروهنّ) أى جامعوهنّ (وكلوا واشربوا) الليل كله (حتى يتبيـّـن) أى يظهر (لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) ولا تـُـباشروهنّ، أى نسائكم (وأنتم عاكفون) بنية الاعتكاف فى المساجد، حيث كان البعض يخرج وهو معتكف فيـُـجامع امرأته ويعود (بعد ذلك للمسجد) (فى تفسيرهما للآية رقم187من سورة البقرة) وهنا تبدو أهمية كتب تفسير القرآن، حيث كان الوضع فى صدر الإسلام مختلفــًـا، فأخبرتنا تلك الكتب ومعها كتب (أسباب النزول وهى أهم من الأولى) أنّ (المسلمين) كانوا يبدأون الصيام بعد العشاء، وليس بعد أذان الفجر، فلما ضجر(المسلمون) من هذه الفترة الوجيزة (بين المغرب والعشاء) ليأكلوا ويـُـباشروا زوجاتهم، نزلتْ الآية التى صوّبتْ الوضع، فامتدتْ الفترة الزمنية من بعد الغروب إلى الفجر.
ولكن هل صيام رمضان بدأ مع الإسلام؟ أم كان له وجود فى الجزيرة العربية قبل الإسلام؟ الاجابة عند البيهقى فى (دلائل النبوة) وتاريخ الطبرى-ج2والمسعودى (مروج الذهب) وغيرهم حيث ذكروا أنّ نبى الإسلام كان شديد الاعجاب بزيد بن عمربن نفيل وقال عنه أنه دخل الجنة فرآه ((دوحتيْن)) وقال عنه أيضًـا ((رأيته فى الجنة يسحب ذيولا)) وزيد هذا كما كتب المؤرخون (العرب والمسلمون) أنه كان ((حنيفــًـا مسلمـًـا)) وكان ((لا يأتى شهر رمضان إلاّ ويصعد إلى غار حراء مُـتحنفــًـا مُـعتكفــًـا يتأمل ويتعبد))
وذكر المفكر الكبير خليل عبدالكريم أنّ صيام رمضان كان أحد الشعائر التعبدية الموروثة عن الحنيفية من بين 14شعيرة أو طقس أو عادة (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية - سينا للنشر- عام1990- من ص23- 26)

***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هىّ مصرلسه مقفوله وعاوزه اللى يفتحها؟
- هل اقتربت لحظة خروج العرب من التاريخ؟
- تكفيرأسامه أنورعكاشه ودوره التنويرى
- معارك فؤاد زكريا الفكرية والسياسة
- خيانة المثقفين لشعبنا المصرى
- النصوص الدينية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية (1)
- أسئلة الواقع وردود السماء
- هل ساهمتْ الفلسفة فى التحررمن الثوابت؟
- مقولة التراجع فى التاريخ العربى/ الإسلامى
- نماذج من قتل الفلاسفة فى التاريخ العربى/ الإسلامى
- العلاقة بين الدين والفلسفة: متوازية أم عكسية؟
- دينامية المجتمع الإسرائيلى
- هل يمكن إنتاج مسلسل أوفيلم عن ماريه المصريه؟
- من توابع يوليو1952
- التفسير المادى والتفسير المثالى لحركة التاريخ
- جامعة الدول العربية : آن الرحيل
- كيف نشأت فكرة (التأليف)؟
- كيف انخدع المتعلمون فى أدعياء الليبرالية؟
- طه المليجى: الهوس بالناصرية والاتهام بالصهونية
- لماذا فرح العبرانيون بأحادية أخناتون ؟


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان