أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الخوارج التراتثيون والمعاصرون والحاكمية لله














المزيد.....

الخوارج التراتثيون والمعاصرون والحاكمية لله


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 13:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذا كفــّـر الخوارج الإمام على؟
ولماذا لم يذكر المفتى سبب واقعة التحكيم؟
لفت نظرى تشابه أصحاب العقول المغلقة بأسمنت التراث العربى/ الإسلامى، سواء الذين كفــّـروا الإمام على بن أبى طالب، أو أعضاء التنظيمات الإسلامية فى العصر الحديث، حيث تمسك كلٌ منهم بالآيات ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون.. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)) (المائدة/44، 45، 47) فطبّــقوا تلك الآيات على الإمام على وكفــّروه بها، مع ملاحظة أنهم كانوا من أتباعه وحاربوا معه فى جيشه ضد معاوية بن أبى سفيان، ومنها جاء تسميتهم فى كتب التراث بالخوارج. وكانت حجتهم أنّ الإمام على لم يلتزم بنصوص القرآن، فى الآيات الواردة فى سورة المائدة، رغم أنّ كبار مفسرى القرآن أمثال الطبرى والقرطبى وابن كثير..إلخ أجمعوا على أنّ تلك الآيات كان المقصود بها (أهل الكتاب) من اليهود والنصارى. وفى ذلك قال الطبرى : اليهود لديهم التوراة يحكمون بها.. والنصارى لديهم الإنجيل يحكمون بما ورد فيه..إلخ. ولكن الخوارج تعمّدوا تحريف المعنى المقصود فى تلك الآيات، وفى غير الغرض الذى نزلتْ بشأنه.
وهكذا صار أسلوب الخوارج (قاعدة فقهية) عند أصحاب العقول المتحجرة التى نشأتْ على مدار التاريخ العربى/ الإسلامى، والتى ترى أنّ ((العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)) وأنّ آيات القرآن لا تــُـفسّر بمعرفة أسباب نزولها، ولكن بمجرد عموم ألفاظها. وبذلك كفــّـر الخوارج الحكام والمحكومين لأنهم لا يـُـطبقون شرع الله. كما أنهم أجازوا لكل فرد (فى الأمة الإسلامية) أنْ ((يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر)) من تلقاء نفسه وبما يراه عن المعروف وعن المنكر، وعندما ظهر خوارج العصر الحديث مشوا على نهج أسلافهم خوارج عصور الظلم والظلمات.
وتعود قصة الخوارج عندما قامتْ الحرب بين جيش على وجيش معاوية، وعندما لاحتْ بوادر هزيمة جيش معاوية رفع هو وأتباعه المصاحف على السيوف، مطالبين بتحكيم كتاب الله. فقبل على التحكيم على من الأحق منهما بالخلافة : هو أم معاوية؟ ورأى الإمام على أنّ هذا التحكيم (يمكن) أنْ يمنع كارثة أنّ الخلافة آلتْ إليه بسيوف المسلمين. وأنه يسعى للملك والإمارة. فكان التحكيم مناسبة (من وجهة نظره) ليـُـضفى على حكمه (الشرعية) ويسبغ على خلافته الاستقرار.
ولكن كانت الكارثة عندما انتهى التحكيم بالخديعة (أو المصيدة التى وقع فيها الإمام على) حيث تمّ تثبيت معاوية، بعد أنْ كان الاتفاق بين المُـحكميْن : عمرو بن العاص (ممثل معاوية) وأبوموسى الأشعرى (ممثل الإمام على) واتفق الإثنان على عدم تثبيت أحدهما، ولكن بعد أنْ اختليا وحدهما فى خيمة الاجتماع، تمسك أبوموسى بالعهد وأعلنه على الملأ، فإذا بعمرو بن العاص يـُـعلن تثبيته معاوية خليفة للمسلمين.. وتلك الواقعة هى المشهورة فى أمهات الكتب التراثية، التى ورد بها كافة صفات الذم فى شخصية عمرو بن العاص وتسميته بالداهية والماكر..إلخ وكيف خدع أبا موسى الأشعرى. بل وكيف خان الإمام على وباعه لحساب معاوية. وبذلك أصبح للمسلمين - للمرة الأولى - خليفتان يتنازعان الخلافة ويتصارعان على الإمارة ويتحاربان على الرياسة. وخرج بعض أنصارعلى عليه لأنه قبل التحكيم فيما لم يكن له أنْ يحكم فيه. وقبـِـل التحكيم فيما هو(حق له) ورفعوا شعار((لاحكم إلاّ لله)) وهو الذى تطوّر فى العصور اللاحقة إلى شعار(حاكمية الله) وقد سُـمى الخوارج بالفرقة الإسلامية الأولى التى ترفض (التحكيم بواسطة البشر) وترى أنّ التحكيم يكون لله وحده. وقد قتل عبدالرحمن بن ملجم (أحد الخوارج) الإمام على بعد أنْ أهدر الخوارج دمه. وقالوا إنه هو(أى الإمام على) الذى أنزل الله فيه ((ومن الناس من يُـعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام)) (البقرة/204) وقالوا عن قاتله (أى ابن ملجم) إنه هو الذى أنزل الله فى شأنه ((ومن الناس من يشترى نفسه ابتغاء مرضاة الله)) (البقرة/207)
كما استشهد الخوارج بآية ((إنّ الحكم إلاّ لله)) (الأنعام/ 57) وسورة يوسف/40، 67)
وعن موضوع التحكيم قرأتُ ما كتبه مفتى مصر د. شوقى علام فى مقال بعنوان (الخلل فى المفاهيم الإسلامية) قال فيه ((يحرص أهل التطرف على استخدام بعض المفاهيم، خاصة السياسية، فى عملية تحريض الأمة وحشد طاقاتها، سواء الفكرية والاقتصادية من أجل الوثوب إلى السلطة. وأبرز هذه المفاهيم الحاكمية)) (أهرام12 مايو2017)
وملاحظاتى على مقال المفتى هى:
أولا: أنه بدأ بالكلام (عن أهل التطرف) دون تحديد من هم الذين قصدهم بالتطرف، فلماذا هذا التجهيل؟ وإذا كان تعبير(الحاكمية) له علاقة بالتراث الإسلامى وبالخوارج، فلماذا لم يذكر أنّ المقصودين هم خوارج العصر الحديث أمثال الدواعش؟
ثانيـًـا: رغم أنّ سيادته تعوّد (فى معظم مقالاته) الاستشهاد بالقرآن، فإنه فى المقال المذكور لم يستشهد بآية واحدة، فلماذا كان هذا الموقف منه؟ بمعنى لماذا لم يذكر الآيات التى اعتمد عليها الخوارج التراثيون، ويعتمد عليها الخوارج المعاصرون؟ ولمصلحة من هذا التجاهل؟
ثالثــًـا: كيف يتكلم عن ظاهرة التحكيم التراثية، دون أنْ يـُـقدّم للقارىء فكرة عن الأصل التاريخى للقصة، ولوعلى سبيل الاختصار؟ فلماذا تعمّـد عدم ذِكر أصل الواقعة؟ أو ليست كانت فرصة لقارىء الأهرام (ولمن يحرصون على قراءة مقالاته من المعجبين به) التعرف على أصل الحكاية؟ فهل دور سيادته (التجهيل والتعمية) على الحقائق التاريخية وربطها بالحاضر؟ أم أنّ دوره (المفترض) هو(تنوير) عقول أتباعه؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قال نبى الإسلام (جعل رزقى تحت رمحى)؟
- هل توقيت الصلاة والصيام وحّد المسلمين؟
- العلاقة بين غزوالشعوب الزرعية وقحط الصحراء
- فجر التصوير المصرى الحديث
- أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟
- فجر الحداثة المصرية
- لماذا قبل عبدالناصرمبادرة روجرزالأمريكية؟
- هل ممولو الإرهابيين سيحاربون الإرهاب؟
- هل هزيمة يونيومؤامرة أمريكية/ إسرائيلية؟
- لماذا هاجم شيوخ الأزهر الشيخ شلتوت؟
- إيزيس : كيف ولماذا خدعتْ (رع)؟
- تحليل عقلية رواة الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام
- كيف تكون حرية العقيدة مع منع المسلم الانتقال لغيرها؟
- أليس ما فعلته قطرمع جيرانها العرب امتداد لتاريخ العرب؟
- مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين
- طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان
- هىّ مصرلسه مقفوله وعاوزه اللى يفتحها؟
- هل اقتربت لحظة خروج العرب من التاريخ؟
- تكفيرأسامه أنورعكاشه ودوره التنويرى
- معارك فؤاد زكريا الفكرية والسياسة


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الخوارج التراتثيون والمعاصرون والحاكمية لله