أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟















المزيد.....

أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 12:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هل غزتْ مصر الجزيرة العربية فى القرن السابع الميلادى؟
وإذا كان الغزو بهدف نشر الإسلام، فلماذا لم يعد العرب إلى قريش؟
روّج الأصوليون (معتدلون ومتشددون) لمقولة أنّ الحروب التى شنــّـها العرب المسلمون، كانت دفاعية. ومن داخل مؤسسة الكهنوت الرسمى شارك د.مختار جمعة (وزيرالأوقاف) فى ترديد تلك المقولة فكتب ((إنّ الإسلام لا يعرف الإعتداء، إنما شرّع القتال لرد العدوان)) (أهرام12مايو2017) فهل تلك المقولة صحيحة؟ وهل تتفق مع ماجاء فى أمهات الكتب التراثية؟ كانت البروفة الأولى للغزوات العربية/ العربية ما حدث فى العام الثانى بعد هجرة الرسول وأتباعه من مكة إلى المدينة (يثرب) فقد حدثتْ معركة بينه وبين أهل مكة، يعتبرها المؤرخون أول معركة حقيقية بين الطرفيْن وأطلقوا عليها (وقعة النخلة) وموقعها عند نخلة بين مكة والطائف، وذكر البعض أنها كانت قبل غزوة بدر الكبرى بشهريْن. وكان على رأس سرية المسلمين عبد الله بن جحش، وعلى رأس سرية قريش عمرو بن الخضرمى الذى مات فى تلك المعركة. ودلالة تلك (المعركة الحربية) أنها وقعتْ فى أحد الشهور التى حرّم القرآن القتال فيها، حيث وقعتْ فى شهر رجب، وقد صدر تبرير القتال فى شهر رجب فى القرآن الذى قال ((يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير)) (البقرة/217)
وقال القرشيون : قد استحلّ محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا الرجال)) وبذلك أدركوا أنّ نبى الإسلام أصبح ((خطرًا حقيقيـًـا على طريق التجارة، عندما رأوه يُـراقب القوافل ويقطع الطريق والممرات وينقض ليلا ونهارًا ويخوض المعارك الصغيرة، وماكانت تخاف منه قريش حدث فعلا، عندما تمّ اعتراض أكبر قافلة تجارية فى تاريخ مكة كله. وقد نجتْ تلك القافلة بفضل قائدها الداهية أبى سفيان.. لكن قريشـًـا لم تنج من آثارها، فالطريق التجارية أصبحتْ مُـهـدّدة من أصحاب محمد ومناصريه، وبإقحام يثرب فى الصراع مع مكة. وقال القرشيون: فليدعُ محمد لإلهه ما شاء أنْ يدعو، أما أنْ تخسر قريش طرقها وتجارتها ومستقبلها، يعنى أنْ تخسر سيادتها الكلية على الحجاز وبلاد العرب، ويعنى أنْ تخسر مورد حياتها وتعيش فى جدب طوال حياتها ويضيع مستقبلها.. ولذلك جمعتْ قريش حوالىْ ألف رجل وستين فرسـًـا وستمائة درع، لتؤدب هؤلاء الخارجين على (القانون/ العرف) الذى كان سائدًا وظلّ يحكم طرق التجارة قرونــًـا طويلة من الزمن (أى عدم الاعتداء على القوافل التجارية واحترام العرف) ولكن القرشيين استهانوا بقوة أتباع الرسول، وتصرّفوا على أساس أنها معركة محسومة (لصالحهم) قبل أنْ تبدأ، واختلط الغضب والخوف على العير بالتسرع والاستهانة، فخلق ذلك الفوضى فى جيشهم المُــترهل الذى تمّ تجهيزه على عجل، وخرجوا من مكة إلى بدر مصحوبين بضجة القيان والدفوف لتعرف العرب أنهم أقوياء، وقد عبـّـر القرآن عن ذلك قائلا ((كالذين خرجوا من ديارهم بطرًا ورياءً)) (الأنفال/47)
ولأنّ (الله) كان مع محمد وأتباعه لذلك قال فى قرآنه ((إذْ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى مُـمددكم بألف من الملائكة مُـردفين)) (الأنفال/9) وذكرتْ كتب السيرة النبوية أنّ نبى الإسلام لم يبق بالمدينة– بعد غزوة بدر- سوى سبعة أيام، ثم غزا ((بنى سليم وفرّق أهلها)) وعندما حاصر نبى الإسلام بنى قينقاع أو بنى النضير(على اختلاف فى الروايات) أمر بحرق نخلهم وتقطيع زرعهم. وقد عبـّـر القرآن عن ذلك فقال ((ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله)) (الحشر/5)
ومع التجاوز عن الغزوات العربية/ العربية، فهل اعتدى أهل الشام والعراق والمغرب ومصرعلى العرب كما قال وزير الأوقاف؟ فبعد الغزو العربى على مصر قال عمرو بن العاص لصاحب إخنا ردًا على سؤاله حول مقدار الجزية ((أخبرنا ما على أحدنا من الجزية)) فأشار عمرو بن العاص إلى ركن الكنيسة وقال ((لو أعطيتنى من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك، إنما أنتم خزانة لنا.. إنْ كثر كثرنا عليكم وإنْ خفــّـف عنا خفــّـفنا عنكم..لأنّ مصر قد فــُـتحتْ عنوة)) (ابن عبدالحكم – فتوح مصر وأخبارها (مؤسسة دار التعاون - عام 1974- ص106) وعندما عزل عثمان عمرو بن العاص عن الولاية وعينه كقائد عسكرى (فقط) أى أنه غير مسئول عن جمع الجزية قال لعثمان ((أنا إذن كماسك البقرة من قرنيها وغيرى يحلبها)) (المصدر السابق – ص121) وما قاله عمرو بن العاص أكبر دليل على أنّ الغزو والاحتلال لا علاقة لهما بنشر الإسلام إنما الهدف هو نهب موارد الشعوب، كما أنّ كلام عمرو فيه المفتاح لفهم عقلية الغازى العربى.
وعندما كان الشعب يعجز عن دفع الجزية، فإنّ عمرو سنّ تشريعـًـا قال فيه ((عليهم أنّ يبيعوا من أبنائهم وبناتهم فى جزيتهم)) (ابن عبد الحكم– 116) وذلك عندما غزا برقة. ولما غزا عمرو مصر قال لرسل المقوقس ((بيننا وبينكم ثلاثة خصال : الدخول فى الإسلام، وإنْ أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون أو نقاتلكم)) وعندما وافق المقوقس على أداء الجزية، استشارعمرو أصحابه فقالوا له ((لا تجيبهم إلى شىء من الصلح أو الجزية حتى يفتح الله علينا وتصير الأرض كلها لنا.. فيـئـا وغنيمة)) (مصدر سابق– ص53، 55) ولم يكتف الغزاة العرب بالجزية إنما سنّ عمر بن الخطاب آلية (الضيافة الاجبارية) (ص55) فما علاقة ذلك برد العدوان كما قال وزير الأوقاف؟
لم يكتف الغزاة العرب بفرض الخراج والجزية، إنما سنّ لهم عمر بن الخطاب آلية لم تخطر على ذهن الغزاة الذين حلّ العرب مكانهم، وهى كما قال لعمرو ((أنْ يختم رقاب أهل الذمة بالرصاص.. ويُـظهروا مناطقهم ويجزوا نواصيهم ويركبوا على الأكف عرضـًـا.. ولا يدعونهم يتشبّـهون بالمسلمين فى لبوسهم)) (ابن عبد الحكم – ص105)
وكان المرحوم خليل عبدالكريم يرفض تعبير (الفتح الإسلامى) واستخدم تعبير (الغزو العربى) وكتب ((مُـنيتْ مصر بالعديد من الغزو، ولكن لم يقم أى من الغزاة بمثل ما قام به العرب من ظلم. وأطلقوا على الفلاحين (علوج) أى الكافر)) (النص المؤسس – السفر الثانى- مصر المحروسة - عام2002- ص68)
وإذا كان العرب (دخلوا) مصرلنشر الدين الإسلامى، فلماذا احتلوا مصر ولم يعودوا إلى جزيرتهم العربية؟ ولماذا أصروا على أخذ الجزية والخراج؟ وما علاقة ذلك كله (برد العدوان)؟ فهل كان لدى مصر (فى القرن السابع الميلادى) جيش؟ وهل هذا الجيش اعتدى على قريش؟ وفى أى كتاب اعتمد وزير الأوقاف على هذا العدوان ضد العرب؟ وإذا كانت تلك (المعلومة) لا وجود لها، ألا يحق القول بأنّ (حجة رد العدوان) إحدى تخاريف الأصوليين؟
***







#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجر الحداثة المصرية
- لماذا قبل عبدالناصرمبادرة روجرزالأمريكية؟
- هل ممولو الإرهابيين سيحاربون الإرهاب؟
- هل هزيمة يونيومؤامرة أمريكية/ إسرائيلية؟
- لماذا هاجم شيوخ الأزهر الشيخ شلتوت؟
- إيزيس : كيف ولماذا خدعتْ (رع)؟
- تحليل عقلية رواة الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام
- كيف تكون حرية العقيدة مع منع المسلم الانتقال لغيرها؟
- أليس ما فعلته قطرمع جيرانها العرب امتداد لتاريخ العرب؟
- مغزى استهداف الأقباط المسيحيين وليس الأقباط المسلمين
- طه حسين يدافع عن الشيخ الذى أباح الإفطارفى رمضان
- هىّ مصرلسه مقفوله وعاوزه اللى يفتحها؟
- هل اقتربت لحظة خروج العرب من التاريخ؟
- تكفيرأسامه أنورعكاشه ودوره التنويرى
- معارك فؤاد زكريا الفكرية والسياسة
- خيانة المثقفين لشعبنا المصرى
- النصوص الدينية ومواثيق حقوق الإنسان العالمية (1)
- أسئلة الواقع وردود السماء
- هل ساهمتْ الفلسفة فى التحررمن الثوابت؟
- مقولة التراجع فى التاريخ العربى/ الإسلامى


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أكانت الحروب العربية / الإسلامية كلها دفاعية؟