أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نقسم بشرف الأمة أنك مظلومة ولكن














المزيد.....

نقسم بشرف الأمة أنك مظلومة ولكن


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نادية مراد فتاة من طائفة الايزيدية ، كردية من العراق عاشت ككل مواطنة ومواطن عربي وقع تحت سيطرة اجرام داعش ، فكانت حكايتها حكاية المرأة التي سجنت واغتصبت وهددت بالموت أثناء اجتياح مدينة نينوى العراقية ، لكن في النهاية استطاعت الهرب وكان ذلك عام 2014.
ذئاب داعش كشروا عن أنيابهم في العراق وسوريا وليبيا ، طاردوا وقتلوا وسبوا واغتصبوا وباعوا النساء في أسواق النخاسة ، وغداً التاريخ سيجمع قصصهم التي ستكون مليئة بالرعب والخوف والدمار وقد تحمل شاشات السينما رواياتهم وتنشرها على بياض الشاشات كأفلام رعب يمنع الصغار من مشاهدتها عدا عن ضعاف القلوب. ومن الحماقة ان نفكر أن داعش صناعة عربية محلية اذا درسنا ان الجرائم الوحشية والأسلحة الحديثة والقتل بفخر واحتضان الفضائيات وتوقيع الوجوه على البيانات بمخالب القوة والاستخفاف تكون بهذه الجرأة ، لولا مساعدة ومساهمة دول الغرب بمشاركة ايدي واموال عربية .
نادية مراد الفتاة الكردية الايزيدية التي خرجت للعالم تحكي قصتها كماركة مسجلة للخوف والرعب الأنثوي من قطعان الوحوش التي تبحث عن إطفاء غرائزها في أجساد النساء تحت مسميات عديدة وفتاوي دينية ، حتى أصبح اسمها الحركي - الشجاعة - واحتضنتها المؤسسات والجمعيات النسوية الغربية ورفعت المها الى فوق لعل العالم يتأمل النصف الآخر من كوكب الشقاء ، كوكب البؤساء .
ومن شدة اعجاب الدول الغربية بشجاعة " نادية مراد " قاموا بتعينها سفيرة للنوايا الحسنة في الأمم المتحدة وحقوق الانسان ، حتى أصبحت الناطقة بلسان المظلومين والمشردين واللاجئين في العالم العربي تحاول التخفيف عنهم ومساعدتهم .
بقيت قصتها داخل تجاعيد وجه الاعجاب الحزين ، بقيت نادية تبيع يومياً حكاية ظلمها حتى قررت زيارة إسرائيل والجلوس جنباً الى جنب مع وزراء ومسؤولين إسرائيليين أرادوا أن يثبتوا لسفيرة النوايا الحسنة أن إسرائيل واحة الأمان والسلام ودفء حقوق الانسان ، وأن كل شيء فيها يلمع حقاً وعدلاً .
وقفت نادية مراد في قاعة الكنيست وحكت عن داعش وأساليبهم الحيوانية في اقتناص الحريات وتشويه حياة البشر ، وخلال كلمتها كان الوزراء وأعضاء الكنيست يهزون الرؤوس فهم مثلها يمقتون الظلم ويكرهون القتل ويشجعون لغة الحب والإنسانية والفرح ، لقد صفقوا في الكنيست للعراقية نادية مراد والتقطوا الصور البريئة التي تعكس ملامحهم الطفولية ، ولم يظهر أحدهم حاملاً بندقية أو عصا او شاكوشاً حيث يدقون مسامير الطرد فوق الأبواب ليمنعوا سكان البيوت من العودة .
نقسم بشرف الأمة العربية – اذا بقي لها شرفاً – أن نادية مراد مظلومة وضحية وعانت من إرهاب داعش في العراق ، لكن زيارة إسرائيل ركضاً وراء زيف الديمقراطية ، والجلوس مع من يقتلون ويهدمون ويصادرون ويحتلون ويحاصرون الشعب الفلسطيني ثم يظهرون بمظهر الحملان الوديعة ، لهو الحفرة التي سقطت بها ، وان الأمم المتحدة التي هي سفيرتها ، الجميع يعرف أن أمريكا وإسرائيل تقودان أجنحة خداعها وانحيازها ، وما أغصان السلام التي تحملها ما هي الا هي العصي التي تقطعها من أشجار الاحتلال ، لقد شاهدنا في قاعات الأمم المتحدة القبور الجماعية لأصواتنا ووجوهنا وشهداؤنا ومصادرة أراضينا ، شاهدنا قبور أحلامنا وعودة لاجئنا وتآمر ضد القضية الفلسطينية وكيف تم لحس القرارات الدولية .
لقد جئت حاملة قصتك الى إسرائيل ، ولم تمتلكي الجرأة لزيارة القرى والمدن الفلسطينية أو الأسرى أو قبور الشهداء أو تهتمي لسماع ما يجري من أحداث في المسجد الأقصى .
لقد استمعت الى حكايات الهولوكست وجرائم النازية ، ولم تشاهدي من نافذة السيارة المستوطنات المزروعة بعناية مزارع الظلم ، حتى وأنت تغادرين لم تهتمي بقانون بلدك الذي يمنع زيارة إسرائيل ، لقد صغرت قصتك أمام قصة تخاذلك .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عند البطون تضيع الذهون
- مغارة 5 حزيران
- قالت ايفانكا ترامب : نحن لا نزرع الشوك
- كل يوم هناك نكبة
- فطوم وعصر الحيص بيص
- ليلة مع الأسرى في زنازينهم
- مسمار صدىء في يوم الاستقلال
- بلفور يغتصب الفتاة اللبنانية
- الحب والمرأة الكاتبة في الزمن اليمني
- الأرض في جيب شلومو
- الفندق المعزول المحاط بالأسوار
- المرأة الفلسطينية لا تعرف الثامن من آذار
- المرأة التي تتكلم بالاشارة والمرأة التي تكتب بحبر بولها
- من مجنون فلسطين الى ترامب اللعين
- الطبخة ما زالت في الدست الاسرائيلي
- القرد في ليبيا وشقيقه هنا .. شكراً لإسرائيل
- ايها الرئيس رأسك تحت رحمتي
- الاقي زيك فين يا علي
- رسائل الحب في زمن الجفاف
- الثقافة لا تعرف ميري ريغيف


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - نقسم بشرف الأمة أنك مظلومة ولكن