أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بلفور يغتصب الفتاة اللبنانية














المزيد.....

بلفور يغتصب الفتاة اللبنانية


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هناك مثل سلافي يقول ( من يحمل الشاكوش في يده يظن أن كل مسألة تواجهه هي المسمار ) وحين يضيع الفلسطيني في متاهات المآسي والخيبات والانقسام حاملاً شواكيش الذكرى ، يحاول نزع المسامير الطالعة من تابوت النكبة .
في ذكرى 69 للنكبة التي ترش مبيدات القهر واللجوء والتشرد ، حيث أصبحت الذكرى ، سنة بعد سنة تؤهلنا للسير نحو المجهول ، بأمر الخوف نتحرك ، وبأمر التخبط نمشي ، والفلسطيني الشاطر من يستطيع تفسير أحلامه ، ويفتح عينيه صباحاً على خبر يُفرح قلبه .
في الذكرى 69 ، قريباً من النزيف ، من سنوات الانتحاب ، تفجر بريطانيا أخبار استعدادها على إقامة الاحتفالات الفخمة بمناسبة مرور مائة عام على وعد بلفور ، وقد تأكد أن ملكة بريطانيا اليزابيت ستزور إسرائيل بهذه المناسبة لتحتفل مع الشعب الإسرائيلي .
بعض المسؤولين الفلسطينيين توجهوا الى بريطانيا طالبين تقديم الاعتذار عن وعد بلفور ، لكن بريطانيا رفضت ، بل امعاناً بالرفض دعت رئيسة الوزراء البريطانية " تيرزا ماي " نتنياهو الى حضور الاحتفالات التي ستكون باهرة ، وسابقاً طلب رئيس السلطة الفلسطينية " أبو مازن " في كلمته أمام الجمعية العامة للأم المتحدة في أيلول الماضي الاعتذار البريطاني الا أن لا أحد يرد .
" آرثر جيمس بلفور " رئيس الوزراء البريطاني الذي أرسل للورد روتشيلد التأييد الحكومة البريطانية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وذلك في 2 / 11/ 1917.
وقد اشتهر بوعده التاريخي الذي مد مخالبه وأصابعه الى الجسد الفلسطيني حتى قام بتقطيعه ورميه في شتى أصقاع الأرض .
عدم اهتمام الحكومة البريطانية بفتح أبواب الاعتذار أو حتى الرد على الشعب الفلسطيني ، ليست مسألة سياسية دبلوماسية عابرة ، بقدر ما هو امعاناً في الاستخفاف بالشعب الفلسطيني ووجوده ، وحشره في خانة الطاعة والخرس السياسي، كأن التاريخ لا يقترب من الأرض البريطانية ، حتى بعد أن غابت عن امبراطوريتها الشمس ، لا تريد بريطانيا الاعتراف أن أصابع اللص الكامن في داخل دستورها ووعدها قد أصيب بالعجز وأصابعه ترتجف ، لكن يشعر بالقوة فقط أمام الشعب الفلسطيني ، لذلك يقف بكل وقاحة رافضاً الاعتذار ، ومصراً على المضي باقامة الاحتفالات ، ستقام الاحتفالات في بريطانيا وإسرائيل ، وسيمشي شبح بلفور مختالاً لأنه أنجز وعده ، ويكفيه فخراً أنه حقق الوطن للشعب اليهودي ، ولم ينظر الى مصير الشعب الفلسطيني ، وكذلك جميع الذئاب الذين جاءوا بعده ، ولم يتعبوا من الركض والنهش و اللسع حتى وصلوا الى ارتداء القفازات البيضاء والرقص في الاحتفال بذكرى الوعد البلفوري .
لا يملك الفلسطيني الا التحسر ونفخ أنفاسه في الهواء ، لأن أجنحته المقصوصة لا يصل طيرانها الى نوافذ الاحتجاج والغضب ، وستمر الذكرى وتبث الفضائيات احتفالات الوعد ، والعالم ينظر بفرح دون تأنيب ضمير .
أتمنى أن يعلق الشعب الفلسطيني في هذا اليوم الأعلام السوداء حداداً على الذكرى ، وأن يكشف المصير الذي آل اليه الشعب الفلسطيني نتيجة الوعد . ويكون التحرك عالمي ولا يبقى سجيناً في مواويل الوجع الخاص . وأن يصل صراخ الشعب الفلسطيني الى السفارات الفلسطينية المنتشرة في الدول العربية والغربية ، حتى تتحرك وتقدم برامجها عن الوعد المشؤوم .
اذا كان بعض النشطاء في لبنان قد قاموا بتعليق فساتين الزفاف البيضاء على أشجار النخيل المغروسة على كورنيش في بيروت ، احتجاجاً على المادة 522 في القانون اللبناني والذي تتوقف ملاحقة المغتصب ونيل العقاب ، اذا تم زواجه من الفتاة التي اعتدى عليها ، أي تسقط التهمة عن المغتصب ، ولا أحد يسأل عن مشاعر وأحاسيس الفتاة ، هؤلاء النشطاء وقفوا بحزم أمام قانون يساهم في تحطيم نفسية المرأة ويرفع العقاب عن الرجل ، فكيف بشعب اغتصبت أرضه وحقوقه وحياته ولا يزال مغتصباً ، لا أحد يسأل عن وجوده وحياته وأحلامه وعيشه . بدلاً من فرض العقاب أو حتى سؤال المغتصب ، تكون الاحتفالات وليالي الملاح .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والمرأة الكاتبة في الزمن اليمني
- الأرض في جيب شلومو
- الفندق المعزول المحاط بالأسوار
- المرأة الفلسطينية لا تعرف الثامن من آذار
- المرأة التي تتكلم بالاشارة والمرأة التي تكتب بحبر بولها
- من مجنون فلسطين الى ترامب اللعين
- الطبخة ما زالت في الدست الاسرائيلي
- القرد في ليبيا وشقيقه هنا .. شكراً لإسرائيل
- ايها الرئيس رأسك تحت رحمتي
- الاقي زيك فين يا علي
- رسائل الحب في زمن الجفاف
- الثقافة لا تعرف ميري ريغيف
- الطفل خالد الشبطي يركب الطائرة مع ليلى خالد
- ما زالت ذاكرتي في حقيبتي
- الفن يزدهر في تربة السياسة
- صورة سيلفي مع ثور وكوز صبر
- نساء -داعش - بين فتنة السلاح والنكاح
- الموت غرقاً ورائحة الخبز أبعدت زكية شموط
- غزة انتصرت لكن ما زال دلو الركام في عملية خنق الرقاب
- عن غزة وجيش المفاجيع بقيادة نانسي واحلام ووائل كفوري


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بلفور يغتصب الفتاة اللبنانية