أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الطفل خالد الشبطي يركب الطائرة مع ليلى خالد














المزيد.....

الطفل خالد الشبطي يركب الطائرة مع ليلى خالد


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطفل خالد الشبطي يركب الطائرة مع ليلى خالد
شوقية عروق منصور
أعرف عشرات الأسباب للطيران ، لركوب الطائرة والتمتع باختراق الغيوم والأجواء البعيدة ، والشعور أن الانسان يملك حرية التحليق ، لكن عندما يصبح الطيران الحلم الذي يضيء عتمة الذاكرة ، وكتاب تفسير للتاريخ الفلسطيني الذي حاول ارتداء عباءة القضية فجاء التفسير حسب عروض الأزياء الدولية ومصانع القرار البريطانية الامريكية الصهيونية " ميني " أو " مايوه " لا يستر بل يكشف العري السياسي، ويرسم بثقل الحرمان والشوق للوطن خريطة تنقذ السنوات من الانتظار .
طيران الطفل الفلسطيني " خالد الشبطي" في الأجواء كان كصياح الديك في فجر اغتسل في مياه مالحة ، وسقط في وطن يتسع مداه للتمرد .
الطفل الفلسطيني خالد الشبطي من مخيم برج البراجنة و يبلغ من العمر 12 عاماً ، استطاع بخفة اجتياز الحواجز الأمنية " داخل مطار الحريري الدولي " والصعود الى الطائرة التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط المتجهة الى تركيا ، دون أن يحمل جواز سفر وتذكرة سفر ،وعندما هبطت الطائرة في مطار إسطنبول توجه خالد الشبطي الى قائد الطائرة وقال له بلغة طفل كسر لعبته وخاف من عقاب والديه .
- اريد العودة الى منزلي ..!!
ارتعب قائد الطائرة من وجود الطفل ، وعندما سأله لماذا صعد الى الطائرة ،أجاب لقد حقق حلمه بركوب الطائرة . وقامت القيامة حول تفاصيل الاختراق الأمني وكيف تخطى الطفل الحواجز وصولاً الى الطائرة وكيف لم يلفت نظر المضيفات ؟؟، وفتحوا ملفات التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث الذي يؤكد غياب الأمن والأمان في المطار اللبناني .
أعلن الطفل خالد الشبطي – بعد ذلك - بفرح أنه حقق امنيته بالتحليق ، بعد أن حرمه القانون اللبناني من الحصول على جواز سفر يحترم فيه آدميته ووجوده وقضيته .
قد ينظر البعض الى الأمر كأنه مشاغبة وشقاوة طفل ، لكن أنا أنظر الى الأمر كأنه شهوة التحدي التي دفعت خالد الشبطي ، الى ركوب الممنوع ، وعصر القانون في عصارة الصعود الى الطائرة ، لقد خطط الطفل ونفذ بذكاء خارق ، لدرجة أنهم لم يشتبهوا به .
سنوات طويلة تفصل بين تسلل الطفل خالد الشبطي الى الطائرة ، وبين المناضلة ليلى خالد التي أجبرت الطائرة على التحليق فوق حيفا، واذا كان اسم خالد يربط بين الطفل والمناضلة ، فإن مياه كثيرة جرت منذ عام 1969 حتى عام 2016 ، مياه سياسية خذلت وأذلت وكسرت وحطمت ونزعت الكثير من الاحلام .
لكن قضية الفلسطيني خالد الشبطي فتحت صفحات " ليلى خالد " في فترة ذهبية ، كان التاريخ عندها ينحني لكي يملأ من ينابيع القوة ، ويكنس الغبار عن نوافذ التردد.
المناضلة ليلى خالد أو كما أطلق عليها " أيقونة التحرر الفلسطيني" التي ولدت في حيفا عام 1944، لكن عاشت في الشتات واللجوء، واختارت أن تلتحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ويكون مجالها النضالي خطف الطائرات لبعثرة الضجر السياسي ، وقتل التثاؤب بالصراخ وطعن الخرس الذي يمنع اليقظة ويحرس الصمت.
في طائرة الركاب الامريكية تي دبليو رقم الرحلة 840 التي تعمل على خط لوس انجلوس تل ابيب ، في يوم 29/ 8/ 1969 ، جلست ليلى خالد الى جانبها زميلها المناضل سليم العيساوي شاب وشابة في شهر عسل ، أثناء الطيران تقوم ليلى وزميلها باختطاف الطائرة والتوجه بها الى دمشق ، وتدخل ليلى الى قمرة القيادة وتجبر قائد الطائرة على تغيير مسار الرحلة الى أثينا ثم طلبت منه بلحظة عشق للوطن التحليق فوق مدينة حيفا مسقط رأسها ، تلك المدينة التي لا يمكنها زيارتها بعد أن أصبحت لاجئة فلسطينية .
في عدة لقاءات أجرتها المناضلة ليلى خالد مع وسائل الاعلام حول تلك اللحظات ، أكدت أن الطيران فوق مدينة حيفا منحها الشعور بالقوة والفخر ، قد تكون لحظات عابرة أكلها البحر الأزرق والخوف الكامن في عيون الرهائن وضربات القلوب المتلاحقة من شدة التوتر ، لكن لن تنسى امنيتها التي لم تقترف الخطأ ، بل تناولت الخبز والملح مع الذاكرة المحرومة ، والتاريخ الذي اختار اللجوء والحزن لشعبها .
لقد قامت بشم هواء ورأت بحر حيفا وتنفست في أجواء حيفا ، حققت أمنية صممت لها مع سبق الإصرار .
من الصعب والسذاجة مقارنة طيران طفل بطيران المناضلة ليلى خالد ، لكن تسلل الطفل الى الطائرة دون أن يراه أحد ذكرني بمرحلة حين كان الفلسطيني يعمل و لم يكن يراه أحد .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زالت ذاكرتي في حقيبتي
- الفن يزدهر في تربة السياسة
- صورة سيلفي مع ثور وكوز صبر
- نساء -داعش - بين فتنة السلاح والنكاح
- الموت غرقاً ورائحة الخبز أبعدت زكية شموط
- غزة انتصرت لكن ما زال دلو الركام في عملية خنق الرقاب
- عن غزة وجيش المفاجيع بقيادة نانسي واحلام ووائل كفوري
- في غزه الوقت من دم
- التنسيق الأمني وبنطلون الفيزون
- ابو مازن في غرفة مغلقة والستائر سوداء مسدلة
- الجريمة والعقاب
- يهوشوع بن نون يجلس في حضن المهندس الفلسطيني..!
- امريكا الأمير ونحن حذاء السندريلا
- تعالوا نسافر بلا عودة..!!
- -غندرة مشي الفدائي غندرة-..!!
- حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان
- سلوى + سعاد = الرجاء اصمتا..!
- أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!
- رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
- سعود وفضل نجوم -أمريكا أيدل-..!!


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الطفل خالد الشبطي يركب الطائرة مع ليلى خالد