أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - صورة سيلفي مع ثور وكوز صبر














المزيد.....

صورة سيلفي مع ثور وكوز صبر


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صورة سيلفي مع ثور وكوز صبر
شوقية عروق منصور
كلما مررنا على بلدة يهودية أو أطلال بيوت وجدران تقع ضمن الاحضان الاحتلالية اليهودية كان أبي يشير بأصبعه ويقول : انظري وجود نبات الصبر يدل على أنه كان هناك شعب فلسطيني .. فالصبر نبتة كانت تحيط وتعيش داخل القرى العربية ، كان الصبر يشكل سياجاً وحماية للبيوت والمزارع والحقول ، ونبات الصبر كان من مقومات الحياة في فصل الصيف .
في المجمع التجاري في المدينة اليهودية تأملت المربعات البلاستيكية الشفافة التي ترقد في داخلها أكواز الصبر المقشرة الشقراء التي تميل الى الاحمرار ، همست في داخلي ، متعة الصبر في تقشيره ، حين تمسك السكين وتشقه من رأسه ثم تواصل الشق على جانبه الذي يرضخ ويترهل مستسلماً لخلع قشرته الكاملة ، عندها تكون نعومته المخلوطة بحبات البزر شهوة المضغ .
في طريق العودة الى البيت ، يقف الشيخ العجوز على مفترق الطريق وأمامه الدلاء المملوءة بأكواز الصبر ، شعرت أن عمره قد تجسد في تلك النبتة التي لمسها يؤلم الأصابع ، نعم ملامحه ، شيخوخته التي خطت على وجهه حفراً بعيدة عن شكل كوز الصبر ، لكن معنى العذاب القابع في أعماقه داهمته اشواك الحياة وغرزت الأشواك رؤوسها المؤلمة في أيامه وسنواته ، سالته من أين أجاب من قلقيلية .
وضعت اكواز الصبر المليء بالأشواك في الماء وأخذت اقشر الواحد تلو الآخر .. لكن المفاجأة أن جميع الأكواز كانت من الداخل خضراء ، جافة ، قاسية ، قساوة الأرض وشح المطر ، ضحكت من المفارقة ، الصبر اليهودي المدلل في المجمع التجاري اليهودي وبين الصبر الفلسطيني النائم بحسرة على قارعة الطريق ، فتحت أمامي هرماً من الوجع ، في داخله رائحة ذلك القهر وضوء الانتظار .
بينما كنت اجمع القشر عن الطاولة تمهيداً لرميه ، كان التلفزيون يعرض صوراً لهدم منزل الأسيرين خالد مخامرة ومحمد أحمد موسى مخامرة في بلدة يطا جنوب الخليل بحجة عملية اطلاق نار في تل أبيب .
الجرافة بأسنانها الحادة الشرسة تأكل الجدران والغرف التي كانت تحمل الأنفاس والاحلام ، والغبار المتطاير يطير ليعلن أن هناك في المكان لحماً عارياً لا يعرف فك شيفرة الصمت العربي ، ولا إجابة على تساؤلات أين المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الانسان والدول الأوروبية على العقاب الجماعي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ؟؟ مع أنه من المعروف أن العقاب الجماعي هو لغة الاحتلال والاستعمار على مر التاريخ ، لكن كنا نعتقد أن العصر الحديث قد دخل مرحلة الإحساس البشري بعد الغرق في التكنولوجيا والتعاضد الإنساني العالمي ، اليس الكرة الأرضية قرية صغيرة .
تنتصب المقارنة أمامي من خلال نبتة الصبر ، الاحتلال في العلب الشفافة أشبه بأكواز الصبر اللامعة التي تباع على الرفوف باهتمام ، يشتريها الجميع – المجتمع الدولي – ماضغاً حلاوتها بابتسامات ورضى ، والشعب الفلسطيني أشبه بأكواز الصبر الموجودة في الدلو البائس ، التي تئن من الوحدة والقسوة والجفاف.
حين زالت صورة الهدم في بلدة يطا ، أطلت عبر الفضائية صورة الثور الذي نطح ( فيكتور باريو ) المصارع الاسباني الذي قتله الثور ، وفيكتور من أشهر المصارعين ويعتبر أول قتيل اسباني في هذا القرن ، فقد قتل آخر مصارع للثيران في اسبانيا عام 1985 – في القرن الماضي - وقد اظهرت اللقطات التلفزيونية والثور يخترق بقرنيه صدر المصارع ثم يحمله في الهواء ويلقي به على الأرض .
اللقطات التي سلطت الأضواء على مصارعة الثيران هي مقدمة لاحتجاجات في اسبانيا ضد هذه الرياضة العنيفة التي ضحيتها الثيران . ولا أحد أهتم لحياة وموت المصارعين ، بل كان لباس وزينة ورقص المصارع حول الثور جزءاً من عملية قتل الثور الذي من حقه الدفاع عن نفسه بغرز قرنيه في جسد المصارع .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء -داعش - بين فتنة السلاح والنكاح
- الموت غرقاً ورائحة الخبز أبعدت زكية شموط
- غزة انتصرت لكن ما زال دلو الركام في عملية خنق الرقاب
- عن غزة وجيش المفاجيع بقيادة نانسي واحلام ووائل كفوري
- في غزه الوقت من دم
- التنسيق الأمني وبنطلون الفيزون
- ابو مازن في غرفة مغلقة والستائر سوداء مسدلة
- الجريمة والعقاب
- يهوشوع بن نون يجلس في حضن المهندس الفلسطيني..!
- امريكا الأمير ونحن حذاء السندريلا
- تعالوا نسافر بلا عودة..!!
- -غندرة مشي الفدائي غندرة-..!!
- حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان
- سلوى + سعاد = الرجاء اصمتا..!
- أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!
- رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
- سعود وفضل نجوم -أمريكا أيدل-..!!
- بلدياتنا ومجالسنا المحلية العربية سلاحف انقلبت على ظهورها
- يارا واطوار يرفضن نكاح الجهاد
- ابن صفنا -جوجل- يتضامن مع العربي المتهم...!!


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...
- تحقيق في البنتاغون بشأن مشاركة وزير الدفاع أسرار ضرب الحوثي ...
- إسرائيل تعلن شن غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق.. ونتنياهو يع ...
- ما حاجة الكوريين إلى المشاركة في عملية روسيا العسكرية الخاصة ...
- لماذا يرفض زيلينسكي وقف إطلاق النار في عيد النصر؟
- الجيش الإسرائيلي يغير قرب القصر الرئاسي في دمشق ونتنياهو يوج ...
- طبيبة: الجلد -الرخامي- قد يكون أحد أعراض ورم الغدة الكظرية
- اكتشاف -إلهة الفجر- مخفية على أعتاب درب التبانة!
- هل أوكرانيا جاهزة لإجراء الانتخابات؟


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - صورة سيلفي مع ثور وكوز صبر