أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - المدينة الأكثر عنصرية في العالم!














المزيد.....

المدينة الأكثر عنصرية في العالم!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 09:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


مدينة، لا نظير لها في العالم، تتعرض للمصادرة ،والاحتكار ، وطرد ساكنيها، وهدم بيوتهم، وحرمانهم من العبادة فيها، على الرغم من أنها مدينة السلام، والوئام، مدينة الأديان السماوية الثلاثة، لا توجد مدينة في العالم، تشبهها في جرعات العنصرية العالية!
عواصم الدول، ومدنه الكبرى تستقدم الأجناس من الخارج، وتدمجهم في نسيجها الاجتماعي لتحسين الحياة، إلا هي، هذه المدينة المنكوبة تحيط بيوت عرقها (النقي)! بالأسلاك، والجدران، والحواجز العسكرية، تطارد الآخرين ممن لا يلبسون لباسها العنصري، تصادر بيوتهم، تطردهم، بحجة أنهم غرباءُ، لا ينتمون إلى نسلها الأول المزعوم!
خلال خمسة عشر يوما فقط، قررتْ حكومة إسرائيل تعزيز الجينات العنصرية لهذه المدينة، فقد دعم رئيسُ الوزراء، نتنياهو، يوم 26-7-2017 مشروعا لتوسيع بلدية القدس، فقط لأبناء الدين اليهودي، وذلك بضم المسروقات التالية إلى بلديتها، لأنهم ينتمون إلى العِرق العنصري الواحد، كتلة غوش عتصيون، معالية أدوميم، بيتار عيليت، غفعات زئيف، إفرات.
وفي الوقت نفسه صادقت الكنيست على قانون عنصري ينصُّ على استبعاد، كل الجينات غير اليهودية من بلديتها، وعلى رأس تلك الجينات، ساكنو مخيم شعفاط، وكفر عقب، وعناتا، لهدف إقصاء 140 ألف فلسطيني من حدود هذه البلدية العنصرية!
وفي التاريخ نفسه قدم عضو الكنيست، يوئيل حسون مشروع قانون، يهدف لتعزيز عنصرية القدس، اسمه(إنقاذ القدس) يرمِي القانون إلى تطهير المدينة من ساكنيها الأصليين، من العيسوية، جبل المكبر، بيت حنينا، شعفاط، صور باهر، وإلحاقهم بالسلطة الفلسطينية ماليا وإداريا، وإبقائهم في أسر الاحتلال أمنيا، للتخلص من ثلاثمائة ألف فلسطيني، لا يحملون الجينات اليهودية!!
أثارتْ صحف إسرائيل الرعبَ في نفوس الإسرائيليين، عندما أوردتْ إحصاءً يقول:
"كانت نسبةُ الفلسطينيين (العرب) في القدس عام 1967 حوالي 26% من سكانها، أما اليوم فنسبتهم تصل إلى 40% ، يا ساكني القدس العنصريين، طاردوهم، رحِّلوهم، تخلصوا منهم."
إذن، لا مفر من سحب الهويات، ومصادرة الأملاك، والعزل بالجدران والأسلاك، وإغلاق مقرات العبادة، والمطاردة في الشوارع بواسطة عصابات دفع فاتورة الثمن الإسرائيلية، وإعدام كل مَن يُشتبه في عرقه، والتنكيل بالشباب الفلسطينيين، وكل مَن يتحدث اللغة العربية!
ليست هناك مدينة في العالم أكثر عنصرية من مدينة السلام! ففيها تقطن أبشع جمعيةٍ في تاريخ العنصريات في العالم أجمع، جمعيةٍ اغتصبتْ معظم أراضي سلوان، أقامتْ حدائقها التوراتية، وتستعد لمصادرة آخر أحجار مدينة القدس، اسم الجمعية: عير داود، أي مدينة داود، جمعية تحظى بالرعاية الحكومية، تسعى في ألفيتنا الثالثة لجعل المدينة لأتباع داود فقط، وليخرج كل مَن لا ينتمي إلى هذا الدين، هذه الجمعية أسدلت الستار على اسمها الحقيقي، وأسمتْ نفسها جمعية( إلعاد).
للأسف، هذه المدينة العنصرية، التي لا تُشبهها مدينة في العالم، لم يتمكن أهلُها الفلسطينيون الأصليون من رصد هذه العنصرية الفاقعة، وتسويقها إلى العالم، لأننا مغرمون بتقاليدنا المعتادة، تسويق عدد الشهداء والمعتقلين، وعدد مداهمات المتطرفين للأقصى، وتصريحات السياسيين المجانين فقط.
أما رصدُنا الإعلامي لوقائع العنصرية الرسمية الحكومية، وممارسات جمعيات العنصريات في القدس، أقلَّ بكثير مما يجب أن يكون.
كذلك لم نفلح في إظهار صورة الفلسطيني، صاحب الأرض، وهو يناضل بالنيابة عن الأديان السماوية الثلاثة، الإسلام، المسيحية، اليهودية، في مواجهة نظام العنصرية والأبارتهايد.
ولم نفلح حتى اليوم في إبراز صورة شعبنا الفلسطيني الحضاري كآخر شعبٍ مُحارب من أجل الحرية، ضد عنصرية المُدن، وضد إرهاب المتطرفين الحارديم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزوائد الجامعية الدودية
- غوليم الإرهاب
- تدوير الزعماء في إسرائيل
- مشى على رأسه
- مستحضر القهرولوجيا
- ادفعوا الجزية لحمايتكم
- يوم في مدرسة يابانية
- خطة التطبيع العربي الإسرائيلي
- أخبار إسرائيلية في يوم
- يساريون مصابون بالقحط الفكري
- تفكيك اليونروا
- مستقبل العرب في أخبار
- رثاء لغزة
- ملكة للأشجار، وملكة لأمريكا
- العبقرية هي صناعة المتفجرات الفكرية
- إمارة أندورا الفلسطينية
- أعداء النساء في عيد المرأة العالمي
- أين اختفى هؤلاء؟
- الاستيطان فريضة دينية يهودية
- خرافات ألفية الجهالات


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - المدينة الأكثر عنصرية في العالم!