أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - توقّعوا العجائب














المزيد.....

توقّعوا العجائب


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 5599 - 2017 / 8 / 2 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2-8-2017
قرأت مرّة عن جُحا أنّه اشترى ثلاثة أرطال لحم وأعطاها لزوجته لتطبخها؛ فأكلتها وصديقاتها واتّهمت القطّ ... وفي بلدي يحكى أنّ أبو العبد وصديقيه اشتروا رطلا من اللحم وتوابعه ... وطلبوا من أمّ العبد التي تحبّ أكل اللحم النيّئ، أن تعدّ اللحم للشواء، وبدأوا بإعداد الموقد وجلسوا ينتظرون أن تنهي أمّ العبد مهمّتها، وبعد طول انتظار توجّه أبو العبد لأمرأته ليسألها إذا أنهت إعداد اللحم؛ فوجد قليلا منه؛ فقالت له هذا ما بقي، لقد أكل القطّ من اللحم، حين كنت مشغولة عنه! فقبض أبو العبد على القطّ ووزنه ... ثمّ قال لأمّ العبد: إن كان هذا هو القطّ؛ فأين اللحم؟ وإن كان هذا اللحم؛ فأين القطّ؟
إذا سلّمنا لتحليل البعض: بأنّ بيبي نتنياهو يرتكب الجرائم بحقّ شعبه، وبحق شعوب المنطقة، ويدّعي أنّه يصون مصالح شعبهّ والشعوب العربيّة؛ في عمّان وفي القدس وفي ... فأين الضحيّة، وأين المجرم؟!
مسكين بيبي؛ فهو يتعلّم فنون القتال من العرب ... أصبح يتقن القتال بالدعاء، ويترك العرب ليقاتلوا بعضهم بالسلاحّ... هذا هو الفكر السائد في شارع اليمين المكتظّ بالفاشيّين. لذا، ففكر بيبي ومعتقداته وتصوّراته وتصرّفاته و... هي نتاج الواقع المعيش وانعكاس له، ومتوافقه مع درجات تطرّفه وانفلاته.
علاقات الإنتاج الرأسماليّة الاحتلاليّة والاستعماريّة تشكّل البناء التحتيّ الذي يستند إليه اقتصاد وسياسة اليمين الذي يمثّله بيبي أصدق تمثيل. وهي التي تتحكم باتّجاهات وشكل تطوّر مؤسّسات إسرائيل وسلطاتها التشريعيّة والقضائيّة والتنفيذيّة وحتّى الإعلاميّة. وهي التي تنتج بيبي وزمرته ومنظوماته السياسيّة والاقتصاديّة التي تحمي وتبرّر الاحتلال والقمع والاضطهاد و... فأصبحت العلاقة متبادلة النفع بين حكومة بيبي وعلاقات الإنتاج المسيطرة. لذلك، يستقبل بيبي كلّ رجل أمن إسرائيليّ قاتل لعربيّ، لا يهمّ من أيّ أمّة، استقبال الأبطال، ليس لكسب المزيد من الأصوات اليمينيّة، ولا لصرف الأنظار عن تحقيقات الفساد الجارية معه ومع زوجته فقط؛ بل لأنّه يعكس ما يمثّله من أفكار وسياسة وطبقة اجتماعيّة.
وإذا رفضت المحكمة الاستئناف الذي قدّمه الجنديّ "رامبو" أليئور أزاريا، قاتل الفلسطينيّ عبد الفتّاح الشّريف لا نستنتج بأنّ " الجيش الإسرائيليّ لن يتحوّل إلى ميليشيا، ولن تمنح أخلاق العصابات شرعيّة" كما استنتجت ممثّلة "اليسار" الصهيونيّ زهافا غالئون، زعيمة ميرتس! هل يخدم هكذا تصريح السلام؟!
مَن يفكّر بأنّ جيش إسرائيل هو جيش متنوّر، وبأنّ سلاحه أطهر سلاح و... فهو يشجّع بيبي على الضحك على الذقون وعلى استفزاز المشاعر الإنسانيّة، وعلى منح العفو لكلّ إسرائيليّ قاتل، و... لذلك، إن كان اليسار الصهيونيّ صادقا في مسعاه لتغيير حكم عبادة الاحتلال، ولإنهائه و... فليعمل على تغيير علاقات الإنتاج (البناء التحتيّ) المسيطرة في إسرائيل، وعلى تنوير الناس، ليفكّروا بعقولهم، بدل أن يفكّر بيبي وزمرته عنهم ...
ونسأل: ما الذي يفعله اليسار من أجل تغيير أفكار الناس ومعتقداتهم وتصوّراتهم؟
ونطالبه بالنزول إلى ورشات العمل والشارع، وبترك المقاعد الأكاديميّة في الأبراج العاجيّة!
أنا واقعيّ، لذلك أتوقّع المعجزات (واين داير).



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمقرطة القدس
- صرعة السياسة الشخصيّة، وأفول الأيديولوجيا
- قلّة ذوقكم خشّنت طعامكم
- ثمّة بديل
- مفاجأتهم متوقّعة
- تفكيك السلطة، وتنصيب دحلان
- عنف دولة استعماريّة
- حياتنا ليست لعبة حظّ
- قبضَ مالهم وقبض على زمام أمرهم
- أنا أنتظر شعبي، والحمار ينتظر ترامب
- جلعاد أردان فاشيّ صغير
- -بروتس- الفلسطينيّ
- كان جيّدا لأكون جيّدا
- ترامب واحد من السرب
- انتظرَ، لينتظر
- الجعجعة التركيّة والطحن الفلسطينيّ
- الفاشيّ الصغير
- فوكوياما يشعر بنهاية الرأسماليّة
- لا يزول الاستيطان إلّا بزوال المقوّمات
- رفض الواقع المعيش مهمّ، والأهمّ ...


المزيد.....




- مظاهرات في إسرائيل للمطالبة بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ...
- الخارجية الأمريكية تعلق تأشيرات الزيارة لسكان غزة
- يُرجّح أنه هجوم انتحاري.. انفجار حزام ناسف في حي الميسر بحلب ...
- 8 ملايين ناخب بوليفي يصوتون لاختيار رئيس وسط تضخم قياسي
- لعنة إسرائيل التي ستدمرها
- الأزمة الإنسانية في غزة.. أرقام صادمة وواقع مؤلم
- مظاهرات غير مسبوقة بإسرائيل.. هل تحوّل مسار الحرب في غزة؟
- إسرائيل تستعد لأسوأ هجوم من إيران
- تقرير: الجيش السوري قد يتحرك عسكريا في الرقة ودير الزور
- ولي عهد الأردن يعلن عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريبا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - توقّعوا العجائب