عبدالرزاق عبدالوهاب حسين
الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 09:30
المحور:
الادب والفن
أبي صانع الأرغفة الجميل
لم يعد من الدقيق مايكفي
الكثير من الهذيانات على المائدة
الكثير من الوعود واللصوص
الكثير منا نحن اطفال الانابيب
ورغيفك الاخير لايكفي لسد افواهنا المتثائبة
الحرب والتارامول وبعض من القطن والشاش
يلزمنا اكثر في هذا الفراغ
فالفراغ سيد
وانت كذلك ياابي
وكلاكما جميل حينما تخترق الرصاصة جسد الفراغ
اعني ثمة جسد على طرف المائدة
ووردة نحيفة في الجوار
والشمس والقمر ساجدين
اعني جيداً
رغيفك يأكله الطير
ورأسك لايشبه القمر
فالقمر حجارة ياابي
ووجهك لايسطع على الدوام
يوم لاعاصم من جرذ يقضم ابجدية الكتابة
كنا نلعب بالحرف
وحين نتعب او نجوع
فهنالك دائماً
فتات الجمل الغير صالحة للاكل
جمل ملوثة بالدم والتراب
فما انا سوى ولد عاق
ولدت من الفراغ
واسقط في فراغ
ياأبي انه الفراغ الذي سألتك عنه
ساعة نفاذ صلاحية العائلة
لحظة الرصاصة وهي تهتك جسد الفراغ
لحظة الوشايات المسببة واللامسببة
لحظة ان اقبل النساء
جميعهن
بفم لايقوى على الوشاية
فأي فراغ ذلك الذي اعده ابي
وأي قصيدة تلك التي تجيد الشتائم
دمعة من الموت تسقط
فأسقط ورقاً من العزلة
في اناء الخريف
مذ كنت
انير الغابة بالحرائق
واملأ النهر بالجفاف
كان على جسد القصيدة
اثر من الحرب
اوسع من موجة
واصغر من لهب
اعواد الثقاب
هو ذا انا متسخ بالوحل والحروف
وكي لا الوح بيدي بعيدا عن ابن يقطين
ولاتشيخ اصابعي على ورق مفرط بالبياض
سأوقظ الموتى على شرف الصعاليك
نافخاً ابواق احزانهم
بمثلما للشتيمة من قوة الياس
وبمثلما للدسائس من شحوب
وهئنذا كشاحب يصفق في الاسواق
اعد من الاسلحة مايمنع المجد عن السقيفة
هكذا ياابي
كنت اكتب عما لايدركه الجياع
الغناء في حضرة شهر لاعلاقة له بالصيام
وانا جائع ياابي
ياابي
لست سوى سمكة صغيرة اتعبها النهر
وانا بدعة جديدة على الارض
لافرق بيننا
سوى ان الهواء ساخن في قفص الاتهام
ولااحد هناك
الاك والفراغ
فماذا سأفعل بكل غياباتك المتكررة
وماذا افعل ايضاً بحبة التارامادول
الحبة الاخيرة
لألحق بالفراغ الاخير
#عبدالرزاق_عبدالوهاب_حسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟