أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - ذكريات من غد الموتى...تتمة11. رواية















المزيد.....

ذكريات من غد الموتى...تتمة11. رواية


عبدالرزاق عبدالوهاب حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


و غنائهم ونحيبهم او العيون الغائرة في دوحة الحزن الابدي بل كان حينها محملا بهمه بمعصية اسراره......
توقف حسن متأملاً ليل بغداد وصرامة وجهها وكهولته تلك العزباء الخالدة (سيبيليا عرافة كوماي) وفاطمة تلملم مايتساقط من خوفه وعلي ابو الهور يرقب كل ذلك
بأسى القادم لم ينبس بكلمة واحدة او يهمس بشيء .....استدارت فاطمة صوب حسن تستعجله فالطريق ينتهي والبيوت الهرمة تتلاشى وصوت كلاب المدينة يشتد نباحه توقفت فاطمة امام بيت يبدو ان لااحد يقطنه من زمن فاثار السنين واضحة على نمو حشائش البيت واشجاره كل شيء فيه يتداخل الاشجار النبت من غير الحشائش والاصوات صفير الريح وظلمته القاتلة
- ادخل حسن بسرعة
دلف حسن الى البيت تبعه علي ابو الهور وظلمة البيت تبتلعهما.........
اف حسن مااشقاك كان كل شيء موحشا وباردا ... تدفع حسن الظلمة تغرسه في عماء المكان والزمان لاشيء سوى العالم السفلي يقودني حيث انت ايها الانسان التعب ينهكه والقلق والخوف والمجهول يلاحقه والاحلام تبتعد...
- المكان امن حسن احد بيوتنا المتروكة
- اذن قد يحظر اي احد في اي لحظة
- لاحسن نساه الجميع منذ زمن
- وان تذكره احد فاطمة؟؟؟
-لن يكون وبرغم كل شيء سأوفر كل مستلزمات الامن حسن وسأوافيك بكل احتياجاتك
- وانت فاطمة ؟
- معك لاتخف سأكون قربك بين الحين والاخر
حسن لاتخف انا معك والان اريدكما ان تسترخيا ممكن ان تشعلا شمعة ... شمعة حسن تكفي كما تعلم الكل يعرف البيت متروك لااحد به واخاف عليكما من المفاجأة.........والان ليلة هادئة حسن نم والصباح انشاء الله تفرج
همت فاطمة بالمغادرة وحسن يتبعها بنظراته الحائرة وتمزقه ينهك ماتبقى منه.....
-علي انها تغادر
- الكل يغادر حسن الا احلامك وموتي اعتني بنا جيدا صديقي
أصاب جلجامش بحزن شديد على صديقه الحميم حيث لا يريد أن يصدق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحد بدفن الجثة لمدة أسبوع إلى أن بدأت الديدان تخرج من جثة أنكيدو فيقوم جلجامش بدفن أنكيدو بنفسه وينطلق شاردا في البرية خارج أورك وقد تخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات. بالإضافة إلى حزن جلجامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان جلجامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوما لأنه بشر والبشر فانٍ ......
بعد أحلام مزعجة تجبره على الأستيقاظ مبكراً..حين تبتعد عنه تلك الاحلام مع مرور الوقت او تفاقم أزمته الوجودية ، ولكن قبل كل شيء عليه الاستيقاظ برغبة تدفعه للاختفاء بعيداً عن الأعين ، تتبلور تلك المشاعر لمشاعر باردة وغير إنسانية بالمرَّة ، وبرغبة جامحة في التخلص من احتمالات وقوعه في براثن الشوق ، حتى ولو كان الثمن هو الموت ، فالارتباط المادي الذي يربطه بالعالم محض افتراض من التراكمات المؤلمة فهو لم يزل يبحث عن رغيف خبز ليومه فهو ذلك الجائع الذي شرده شوق انتمائه للبقع الضائعة من التواريخ المنسية اه سومر اه ميسان اي مدينة تلك التي تأكل ابناءها هاهي اللحظة التي ينقطع فيها عن امانيه رغم كل احلامه الشرسة التي تلاحقه .... انقطع صبيحة تحوله الى ذلك الكائن المتعب والمليء بهاجس الموت عن العالم الخارجي مع توقفه عن العمل ، بالفعل انه يموت وجوديا ينسحب مما حوله من ذكريات ضاجة بالسحر والخلود " ، ماذا يمكنه أن يفعل غير ان يموت ؟ ، بعد أن أرهقه انتظاره في ذلك الظلام الذي يلف كل تفصيلاته الحياتية اليومية الكابوسية ، التي تؤكد أن مجرد البقاء علي هذه الصورة أمراً مرعباً وغير محتمل ، وأن الانتحار هو الحل الوحيد الممكن.يصافح مسمعيه هذا الصوت الرفيع .ولا تقتصر مأساة هذا البائس فيما بعد في عجزه عن المواءمة مع هذا التحول القدري ، بل تتعداه إلي موقف ذاته السلبي منه ـ فكل وجوده منتهي الصلاحية مسمم بالتدهور ولاينفع احدا بعد اليوم
ادرك حسن ان الوحدة سجنه الابدي والمدينة تفرض عليه انحطاطه في وحل هزيمته والخذلان فكل مايشاءه وهم اخر وهم يدفعه للبحث عن كائنه المحتمل في زحمة طرقات الغربة والوحدة والمطاردة. فما وراء النافذة لااحد ولااحد امامه عليه ان يؤكد ان الطريق صوب اللاأحد هذه المرة تطرزه خطى الذكريات بالبحث عنها.....
فمثلت في حضرة كبير الآلهة آنو وشكت إليه إهانة جلجامش، طالبة أن يسلمها قياد ثور السماء، الكائن الوحشي المهول، لتهلك به جلجامش، وهددت أنها في حال الرفض سوف تحطم بوابات العالم الأسفل فيخرج الموتى ليأكلوا ويشربوا مع الأحياء وتعم المجاعة في الأرض. نزل آنو عند رغبة الإلهة الغاضبة وأسلمها قياد ثور السماء فأطلقته في مدينة أوروك يعيث فساداً فيها ويهلك المئات من أهلها....بعد هذا الحدث الجلل، عقد الآلهة اجتماعاً في السماء وقرروا أن اموت ان لااسترد وهج احلامي وديمومة وجودي في قلب العاصفة انا جلجامش انا حسن اه اه فاطمة لاادري كل شيء يتلاشى الا الصوت يغور الاف المرات في روحي يستلب ماتبقى مني
الاسئلة التي اعتدتها تمرق سريعاً . تدغدغ مجاهل خوفي المتكرر ذلك الخوف المكتنز بالمجهول ربما لأني اعني مايخصني من ذلك اليوم ..... فلازال كل شيء كما هو الا تصوري .... الابواب ذات الابواب الشبابيك الريح .. الا جنوني ... اتساعه اختلاط رؤياي باحلام لاتعطي الواقع مجالاً للمثول او التحقق...فالحقائق غائبة مشردة تتهافت صوب انزلاقي في هاوية الوهم ..لم تعد الريح تغري وهني بالسقوط . او تعد سقوطي في قلب العاصفة. الاشباح تتماثل تتشابه تتصاعد اعلى الرأس تصيبني بالهذيان. الحمى تشرب يقضتي تحيلني ركاماً من الاخيلة...تأتي لا هل هي المرأة الالهة ام انها صوتي يختلط بوهم من نوع ما....
- اريد ان اتكلم معك
-لماذا...... ههه اوك وقت ماتشاء
انتظرت ان تتكلم ان اميز صوتي بها فهي تقول ما احاول قوله ربما انا الذي يتكلم
- نعم اسمع حسن مابك
-لاشيء لاشيء
-الشيء الوحيد هو انك رجل دائم العشق....
وأنا سيدي اخونك ههه لاأستطيع تحمل جنونك...جسدي كائن ضعيف تعساً له حسن يخونك هرباً من لذة المي بك .تصور حسن افترض اني معك؟
كيف لي ان انغمس بكل اشتهائك . قطعاً اتلاشى اذوب تماما بشيء فيك لااعرفه اضيع حسن فكيف لك ان تجدني
بعد ذلك...... هااااااااااااااا؟ تصور جسد يذوب فيك قبل ان تلمسه... هكذا انا اهرب منك واختبيء فيك.....
-- الشيء الذي لااجيده ان اتعلم النسيان او انزف احتراقي بعيدا عنك .... انك تنزلقين مني اخاف ان تدفعك الريح بعيدا .... اسمعي لم اعد اقوى لست ذلك الرجل الذي تجيدين تصوره بعد الان.... انا بقايا لوهم يحتظر..
كان جسدي حينها يتفصد عرقاً .الحمى تأكله اكلا تشربه تضيف لاشتهائي لونا بلون الدم . فلم اكن خجلا من اشتهائها او الهروب فيها الى حيث الصمت... صمت الاشياء والاصغاء طويلا للهاثها . جسد من الحلم يخلقه جنوني وصوتها. الأنين وحده يثيرني الان. فخذان بضان من الوهم والصوت . نهدان من اللذة والصوت يشربني ذلك الصوت يحيلني لكائن من وهم . عري من الصوت اندماج من الصمت كون من التلاشي والاندماج البعيد.... الرغبة فيها ..... رغبة الجنون والريح....رغبة من التأريخ العاجز لأمم تموت.. رغبة الخلق العائد من جنة فساد احلامي... لذلك لاعيون لي لتبصر فالنوافذ مغلقة والريح تئن وانا بانتظار العاصفة....
- اخشى ان استمر عاجز بك ... لاشيء معي سوى الريح .... هههههه الصوت ريح وانا اريدك.
- تشتهيني ؟
- ارغب باشتهائك فاطمة. اريد خروجك من العقل لتمنحي جسدي رغبة بقائه حياً .
- شو حسن تطردني ههههههه؟
- انا اريد ان يمر طريق الرغبة على توحد جسدينا ان اقبلك طويلا ان نتلاشى . ان اتحسس تضاريس الجسد بالجسد ان احس بمواء القطة التي تخربش العقل....
- حسن هل تحتاج جسدي؟؟؟
- انا اريدك...........
-من انت؟
كيف لي ان اعرف وكل ماهو حولي ريح . ريح انت وانا لااجد سوى ماتعلق في العقل من وهم الريح....
-- ومن انا ؟؟؟؟؟من انا كي استطيع ان اقول من يكن ذلك الذي اراه في جنوني....ربما قليل من كل شيء او اللا شيء سوى ريح اصواتنا وانين رغبة المكان وانتظار العاصفة ... حتى انت تتشكلين لتخرجي مع الريح شكاً اه اه الريح تصفر ايتها المرأة والحلم وراء النافذة
-هذا يمزق روحي ويشتتها
- من قال؟
-لااحد بل شيء احتفظ به لنفسي
- ماتحتفظين به فاطمة؟
-ماذا؟
-انا حسن .......فاطمة
الصمت الذي ازدريه صمت يخلق لظنوني حكاية فقد من نوع ما ربما لأني اريدها بعيدا عني او اريدها ان تعيش فأنا لعنة تهمة وهي عذب احلام لاتتحقق..
-فاطمة صمتك لم اعد اطيقه...... كان صوتي او اعترافي يتدفق دون ارادة مني غلبني انكساري امامها للمرة الاولى
-موتي يسكنني معي منذ خلقي ينمو لأندحر لاقدرة لي على غلبته انا انهزم او ربما هزمت منذ وجودي وخلقي الاول .... ايه جلجامش الى اين سأمضي ومن سيحمل معي ذلك الزمن البائس بكل تكراره اللامتناهي فقط دعني اتيه بك او نتيه بنا نفر المدينة تبتعد تغلق ابوابها بوجهي العتيق والمدينة تلتف حولي تأكل انتظاري فهي جائعة نهمة نزقة نتنه تخفيني لتسرق نفر مني.. بغداد دعيني اريد ان اصل نفر دعيها قليلا او ابتلعينا معا...المغني الاعمى اين انت من شَكَلها بعيداً عن الرؤية دعني اسمع اصوات اناشيدها او اسمعك... من غلبني بنحيبك وموتي



#عبدالرزاق_عبدالوهاب_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من غد الموتى... تتمة 10. رواية
- مذكرات من غد الموتى .. تتمة 9.
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 8.. رواية
- قصائد صورة
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 7 رواية
- لقاء في الشعر والسياسة ا..قام بأجرائه الاعلامي والشاعر عبدال ...
- سورة الكائن
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 6 .. رواية
- لاتعذليه فقد احب جنونك
- قصيدتان
- ذكريات من غد الموتى...... تتمة 5 .. رواية
- التحول... المقطع الثامن
- ذكريات من غد الموتى .... التتمة 4.. الرواية
- صور صور صور
- ذكريات من غد الموتى .. التتمة 3 رواية
- احجية الملك
- ذكريات من غد الموتى.... تتمة اليوم الاول... رواية
- خارج اسوار العمر
- التحول المقطع الرابع
- التحول المقطع الثاني


المزيد.....




- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - ذكريات من غد الموتى...تتمة11. رواية