أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - مذكرات من غد الموتى .. تتمة 9.














المزيد.....

مذكرات من غد الموتى .. تتمة 9.


عبدالرزاق عبدالوهاب حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


كاد كف يدها يضيع بكفي وهي تصافحني اعتقدت بذوبانه ذعرت فاتحا يدي.....
- مالك استاذ حسن تبدو مضطربا عسى ان يكون خيرا.....
نظرت ذات يوم إلى الملك جلجامش، ، بعد أن عاد من معركته الرهيبة مع العفريت (خمبابا)، المُوكل بحراسة غابات الأرز، فأسرها جماله، وفتنتها رجولته، فعرضت عليه أن يتزوَّجها. ولكن جلجامش رفض عرضها خوفاً من تَقلّب أحوالها وخشية خيانتها له، ولم يتردد في الإفصاح عن مشاعره الحقيقية، فتمادى في جرح مشاعرها بقوله:
(( ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تخمد ناره في البرد
أنتِ باب لا ينفع في صدِّ ريح عاصفة
أنتِ قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال
أنتِ بئر تبتلع غطاءها
أنت حفنةُ قيرٍٍ تلوِّث حاملَها
أنت قربةُ ماء تبلِّل صاحبها…
أنت حذاء تقرص قدم منتعلها..))
سأعتني بقلبي جيدا كنت اؤكد قبيل لقائي بها بلحظات انني استطيع ان امنع عنه الحب بل سأمنع ان يراها ذلك القلب الهرم....
- لاشيء ست انني متوعك قليلا فقط
- جئت من بغداد خصيصا كي اسمعك
- ليس لهذه الدرجة ههههههه
- واكثر استاذ حسن.......
لم يك بينهما سوى هاجس من الاماني والخذلان حسن بكل امانيه وقلقه مما يحيط به... ومماسيكلفه لقاؤه هذا مع تلك المرأة ...والمرأة بعنفوانها ثمة امر ما يدفعها لتذكر امر من تلك الليالي المفخخة بالمؤجل فهي تغامر من اجله من اجل ان تثبت صدق افتراضها ان حسن الهامش اكثر صدقا من الواقع المعاش الذي يفرضه اولئك العابرون لمنافذ الانحطاط ..
ادركت ان كل ماتحسه الان من افتراضات تغلي في روحها هو امتداد لتلك الايام التي كانت تفصلها عن لقاء حسن....امها وعنادها ابوها ووعيده انها تتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله.. كانت في المطبخ تعد الشاي لزوار امها التي دعت كل نساء العائلة الكبيرة سراً للمساهمة باقناع فاطمة بالعدول عن فكرة السفر... كان حشد المتبرجات يشغل حيزاً كبيراً من الصالة والاصوات الخفيضة بين النساء المتواجدات يشي بتلك المؤامرة .. وفاطمة تهيء دفاعاتها للخروج من تلك الاحراجات التي زرعتها ( الخانم )..... انها تعرف سلفا انها ستصبح حكاية تلك العوائل وموضوعهم الاثير لأيام بل قد يكون لأشهر ... فأي منهم سيرحمها .. سيقال انها فتاة منفلتة وقد تقال اشياء غير لطيفة وقد تنسج الحكايات والقصص عن سبب اصرارها على السفر و.....و...و..و . لذلك كان عليها ان تكون واثقة من دفاعاتها ومقنعة وان تبدو امامهن هادئة كما يعرفنها من قبل بالرغم من قناعاتها ان امها الخانم قد احكمت الفخ.......
دخلت فاطمه الى غرفة الاستقبال مرحبة بنساء العائلة المتبرجات . رمقت امها بنظرة عتب . فقد كان الكل مهيأ ومعبأ ....
- والله واصبحت مرأة فاطمة....
كانت المتحدثة امرأة في العقد الخامس من العمر تبدو من الجرأة واللامبالاة لحد يثير الاستغراب...
-شكرا ست نرجس
تعرف فاطمة ان نرجس لن تدعها بحالها وأنها ستنتقم من ابيها من خلالها .. فكما تقول الشائعات ان ابا فاطمة سبب عنوستها .. فقد كانت نرجس الصفار حكايته الاثيرة
في جلسات السهر لذلك اصبحت نرجس خطاً احمر لكل طالبين الزواج
نرجس- الحلوة تكبر وتكبر احلامها معها
فاطمة- سُنة الحياة ست نرجس
نرجس- قولي عمة نرجس حبيبتي
تتدخل ام فاطمة ....
- ست نرجس دائما تتدخل بالخير وبرغم انقطاعها عن زيارتنا انها تسكن القلب
نرجس- القلوب عند بعضها ..
تتابع موجهة حديثها لفاطمة
- عزيزتي الدنيا ليس لها امان والوقت حرج وانت بنت ناس والكل يخاف ويحرص عليك
فاطمة مقاطعة - عفواً ممن ؟؟؟؟
نرجس- من اي شيء .. السفر مثلا وانت فتاة لاحول لك ولاقوة كما ان العالم على حافة فوهة بركان ... خذي مثلا بالأمس اتصلت بعمك هه الأستاذ ابو عبدالله امين سر فرع الحزب بالعمارة واكد لي عدم ارتياحه من الزمن القادم في تلك المدينة.....
قفزت حينها فكرة لذهن فاطمة احست ان معجزة سماوية انطقت نرجس بذكرها ابا عبدالله .فأبو عبدالله من اصدقاء ابيها المقربين جدا فقد عاشا ردحا طويلا من الزمن في مدينة الموصل حتى فرقتهما الايام كل الى مقر عمله .. حاولت فاطمة ان تستفيد من هذه الفرصة للحد الممكن
- ست نرجس انت تعرفين اني مكلفة بأتمام بحث يتقصى اهمية الشعر العراقي وكما تعرفين انه واجب وكما تذكرين انت دائما اننا عائلة لاتتوانى عن اداء واجبها المقدس في اقسى الظروف.. لذا سأقترح اقتراحا يسعد الجميع ولايخل بعملي .. هو اني اسافر بعد اذن والدتي صوب عمي ابو عبدالله لمدينة العمارة وسأكون مكفولة بوجوده هناك واعتقد اني سأحاول ان يكون نموذج كتاباتي ومثالها شعراء تلك المدينة وبذلك سأكون قد حققت جوهر عملي وارضاء وطمأنينة العائلة ...
احست فاطمة بالانتصار كما يبدو من خلال صمت الاخرين وهدوء غرفة الاستقبال الا من وقع خطى امها فوزية خانم......



#عبدالرزاق_عبدالوهاب_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 8.. رواية
- قصائد صورة
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 7 رواية
- لقاء في الشعر والسياسة ا..قام بأجرائه الاعلامي والشاعر عبدال ...
- سورة الكائن
- ذكريات من غد الموتى ... تتمة 6 .. رواية
- لاتعذليه فقد احب جنونك
- قصيدتان
- ذكريات من غد الموتى...... تتمة 5 .. رواية
- التحول... المقطع الثامن
- ذكريات من غد الموتى .... التتمة 4.. الرواية
- صور صور صور
- ذكريات من غد الموتى .. التتمة 3 رواية
- احجية الملك
- ذكريات من غد الموتى.... تتمة اليوم الاول... رواية
- خارج اسوار العمر
- التحول المقطع الرابع
- التحول المقطع الثاني


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرزاق عبدالوهاب حسين - مذكرات من غد الموتى .. تتمة 9.