أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - عودة على حوار















المزيد.....



عودة على حوار


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عودة على حوار
لقد دعتنى ٱلحوادث ٱلتى تجرى بٱسم ٱلدين إلى نشر حوار معى للصحفى محمود بغداد لصالح جريدة ٱلخليج منذ ثلاث سنوات. وفيه ٱلكثير من أجوبتى علىۤ أسئلة تطرح ٱليوم حول صراع ٱلحضارات وٱلأديان. ولن أطيل فى ٱلتقديم لسبب ٱلنشر هنا وسأترك للحوار أن يبيّن ذلك.

حوار مع الباحث والمفكر الإسلامي الأستاذ "سمير إبراهيم حسن"
س1- تجزم في مؤلفاتك بان "القرآن الكريم" عليم وعلمه سرمدي يفوق كل علوم الناس في جميع الأزمنة والأمكنة وتؤكد أن كل الاختراعات العلمية قد انطوت معرفتها في القرآن الكريم. كيف تحدد لنا أهم معالم منهجك وإجراءاته التطبيقية؟
ج: كان كتابى ٱلأول "ٱلدين خرافة أم علم؟" هو ٱلبداية. وعنانه سؤال لم يكمل ٱلجواب عليه ليجعل ٱلقارئ يصدّق ويلحق صفة علم بٱلدين. وهذا جعلنىۤ أتابع ٱلسؤال فىۤ أعمال أخرى. وقد صدر لى عدد من ٱلكتب حاولت فيهاۤ أن أبيّن مسألة ٱلتصديق ٱلمتبادل بين بلاغ ٱلدين فى ٱلقرءان وبلاغات علوم ٱلنظر وٱلبحث كٱلفيزياۤء وٱلبيولوجيا ٱلجزئية. وأنَّ أوّل ما توقف نظرى عنده فى بلاغ ٱلقرءان ٱلقول عنه "هذا بيان للناس" (138ءال عمران) وٱلقول "ونزلنا عليك ٱلكتٰب تبيٰنًا لِّكلِّ شىء" (89 ٱلنحل). ولقد وجدت فى هذين ٱلبلاغين حاجة كبيرة إلى ٱلتصديق. فٱلبيان وٱلتبيان لكل شىء يتطلب تصديقه نظرًا وبحثًا فى كل شىء. ومثل هذا ٱلتصّديق ٱلمطلوب لا تأتى به رواية من هذا ٱلراوى أو ذاك. فٱلذى يمكنه فعل ٱلتصّديق هو ٱلبحث ٱلعلمى فى ٱلأشياۤء. وقد وجدت أن بلاغ ٱلعلم يتبادل ٱلتصّديق مع ٱلبلاغ فى ٱلقرءان. وأضرب مثلاً على ٱلتصّديق ٱلمتبادل بين ٱلبلاغين. فيقول بلاغ ٱلفيزياۤء ٱلجزئية "أن ٱلكواركات لا توجد فرادى وهى لا توجد إلاۤ أزواجًا على شكل ميزونات mesons". وهذا ٱلبلاغ يتبادل ٱلتصّديق مع بلاغ ٱلقرءان ٱلمحكم ٱلتالى "ومن كّلِ شىء خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون" (49ٱلذاريات). ونرىۤ أن ٱلأمر "قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظروا كيف بدأ ٱلخلق" (20 ٱلعنكبوت) كان من أوّل ٱلعابدين له ٱلساۤئرين به هو "تشارلز دارون". وما رأـٰه بنظره وسيره نشره فى بلاغ عُرف بنظرية ٱلتطور. وهى نظرية تتبادل ٱلتصّديق مع بلاغ ٱلقرءان "وقد خلقكم أطوارًا" (14نوح). وكذلك مع ٱلبلاغ ٱلمفصل لهذه ٱلأطوار فى ٱلبلاغ (5 سورة ٱلحج). كما تتبادل ٱلتصّديق فى مسألة ٱلاصطفاۤء وبقاۤء ٱلأفضل مع بلاغ ٱلقرءان "إن ٱللَّه ٱصطفىٰۤ ءادم ونوحًا وءال إبرٰهيم وءال عمران على ٱلعٰلمين" (33 ءال عمران).
هذا بعض ماۤ أرى من علم فى ٱلقرءان بوسيلة تبادل ٱلتّصديق بينه وبين بلاغات ٱلعلم. كماۤ أرىۤ أن بلاغ ٱلقرءان يحدّد توّجهه إلى قوم يعلمون ويعقلون ويذكّرون ويفقهون وأولى ٱلألباب. وهذا ٱلتوجّه يبيّن أن ٱلبلاغ له ساحته ٱلتى تعلم من ٱلناس وتعقل وتذكر وتفقه. أمّا بقية ٱلنّاس وهم ٱلأكثرية فبلاغ ٱلقرءان وصف وجهتهم بٱلضلال "وإن تطع أكثر مَن فى ٱلأرض يضُّلوك عن سبيل ٱللَّه" (116 ٱلأنعام). وفى ٱلقرءان وعيد بٱلهلاك للجاهلين بسبب ٱختيارهم للجهل ونفورهم من ٱلعلم وبحوثه.
فى بلاغ ٱلقرءان وصف له بٱلكلمة "متشابه". وهذه ٱلكلمة تدل على حركة فى ٱلإدراك وتطوره من ٱلعلم بٱلمشاهد ٱلمحسوس إلى ٱلعلم بٱلأشياۤء ٱلواقعة فى ٱلغيب ٱلبعيد عن ٱلحس ٱلمباشر. وٱلإنسان يبدأ إدراكه بٱلمشاهد ٱلمحسوس. وما يرى فى بلاغ ٱلقرءان يناسب إدراكه. وهو عندما يتطور بنظره ويستخدم وساۤئل تقّوّيه وتوصله إلىۤ أشياۤء لا تدركها ٱلحواس ٱلمباشرة فسيرى من الغيب ما يغيّر ما فى نفسه من علم وإدراك. وسؤثر هذا ٱلتّغيّر على ما فى نفسه وعلىۤ إدراكه لبلاغ ٱلقرءان. وهو ٱليوم ينظر ويبصر فى ٱلغيب بوساۤئل إبصار مثل ٱلميكروسكوب ٱلنانو مترى (1 نانو متر= واحد من بليون من ٱلمتر). وهذا يجعله يبصر بعيدًا فى ٱلغيب عند بداية ٱلتكوين ٱلفيزياۤئى. ومثل هذه ٱلقدرة على ٱلإدراك تحدث تغيّيرًا فى مسألة ٱلتّصديق ٱلمتبادل وتجعل مساۤئل ٱلتّصديق ترتبط ببداية ٱلتكوين. وفى بلاغ ٱلقرءان بلاغات تبين علم ٱلناظرين بهذه ٱلبداية "إنّا خلقناهم مِمّا يعلمون" (39 ٱلمعارج) "ولقد علمتم ٱلنشأة ٱلأولى فلولا تذكّرون" ( 62 ٱلواقعة).
هذا هو ٱلمنهاج ٱلذى يحكم ويوجه أعمالى. أمّا مسألة ٱلتطبيق للمنهاج فإن ما جاۤء وما سيأتى فىۤ أعمالى يدعو غيرى للمشاركة. أمّا ٱلبحث ٱلعلمى فهو يجرى من قبل ٱلذين ينفقون حياتهم فى مخابر ٱلنّظر وٱلبحث. وأنا فىۤ أعمالىۤ أتوجّه إلى هؤلاۤء وأطلب منهم أن يعقلوا بلاغاتهم مع بلاغ ٱلقرءان ويتبادلوا معه ٱلتّصديق ليصير ٱلقرءان هاديًا لهم. وبذلك يحققون لأنفسهم رتبة ٱلخليفة ٱلمعلنة فى بلاغ ٱلقرءان "إنّى جاعل فى ٱلأرض خليفة" (30 ٱلبقرة). وبهذه ٱلرتبة يجنّبون أنفسهم مقت ٱللَّه.
س2- هل تهدف إلى تأسيس نوع من البحث الحي بالانفتاح على الحداثة الغربية وإنجازاتها العلمية والإجابة على تساؤلاتها من خلال محاولة "أسلمة العلوم"؟
ج: ٱلبحث ٱلحى هو ٱلبحث ٱلذى لا يتوقف عند كشف محدد ولا يسقط فى ٱلوثنية ٱلتى تعرف ٱليوم بٱلجمود ٱلفكرى وٱلعقاۤئدى. وقولك أنّىۤ أهدف لتأسيس نوع من ٱلبحث ٱلحى يدعونى للإحساس بٱلفخر. أمّا ٱلانفتاح على ٱلحداثة ٱلغربية وإنجازاتها ٱلعلمية فهذا ٱلأمر قاۤئم ومجاله فى ٱلتأثر وٱلتأثير. فٱلغرب يعمل فى ٱلبحوث ٱلعلمية وجميع بلاغات ٱلفيزياۤء وٱلبيولوجيا وٱلفروع ٱلعلمية ٱلأخرى تأتى من ٱلغرب. ومن يريد ٱلحصول على ٱلمعرفة ٱلنظرية من هذه ٱلعلوم لن يجدهاۤ إلاّ فى ٱلغرب ٱلساۤئر فى ٱلأرض ينظر فى كيف بدأ ٱلخلق. وإن حاجتى لهذه ٱلعلوم يتطلبها إدراكى وتطوره. خصوصًا ٱلعلم فى ٱلأشياۤء ٱلتى تختفى فى ٱلغيب ٱلبعيد عن ٱلحواس ٱلمباشرة من مثل أفعال ٱلذرات وٱلبروتونات وٱلميزونات وٱلكواركات وغيرها من ٱلأشياۤء وٱلقوى ٱلتى لا تدركها ٱلحواس ٱلمباشرة.
أماۤ أعمالى ٱلموزعة على عدد من ٱلكتب فلاۤ أعتبرهاۤ إجابة على تساۤؤلات أحد. ومنها ٱلحداثة ٱلغربية. ولا علىۤ إنجازات ٱلغرب ٱلحديث ٱلعلمية. وما هىۤ إلاّ ٱستخدام لتلك ٱلإنجازات ٱلعلمية وبحدٍ أدنى لتوسيع قدرتى ٱلإدراكية بشكل عام وتوظيف هذه ٱلقدرة من ٱلإدراك فى تلاوتى ونظرى فى بلاغ ٱلقرءان. وبعد ذلك يأتى فى عملى ٱلكشف عن ٱلتّصديق ٱلمتبادل بين بلاغ ٱلقرءان وبلاغات تلك ٱلعلوم. ويحدث ذلك بٱلعقل بينهما كما يبيّن بلاغ ٱلقرءان "إنّا جعلنٰه قرءانًا عربيًّا لعلّكم تعقلون" (3 ٱلزخرف). وٱلعقل قد يحدث وقد لا يحدث. وهذا ما تدلّ عليه كلمة "لعلّكم". وماۤ أقوم به من عمل فىۤ أعمالى هو من ذلك ٱلعقل بين ٱلبلاغين. وأضرب مثلاً على تطور ٱلإدراك. فإن عدد ٱلعناصر (ذرات) فى ٱلطبيعة ٱلمكتشف حتى ٱليوم هو 112 عنصرًا. وتطور إدراكى ٱلنظرى بٱلفيزياۤء ٱلجزئية وفى فهم دليل ٱلكلمة جعلنىۤ أرى فى كلمة "سورة" مفهوما يدل على بناۤءٍ مغلق على نفسه بسورٍ. وبذلك توصلت إلى ٱستنباطٍ لعدد ٱلعناصر فى ٱلطبيعة بٱلكامل. وهو 114 سورة فى طور ٱلنزول و114 سورة فى طور ٱلاستقرار. وهو عدد سور ٱلقرءان فى تسلسلين وطورين. ولم يكن ٱستنباطى هذا ممكنًا بلا علم نظرى من ٱلفيزياۤء ٱلجزئية. وإن قوّة ٱلإدراك ٱلتى تستند على دليل ٱلكلمة كما هو فى ٱلمعاجم أو فى شروح ٱلقرءان لا تمكّن من مثل هذا ٱلاستنباط. وهذا ليس بخسًا لجامعى ٱلكلام ولا للشارحين من ٱلسّلف. بل لهم عندى من ٱلمكانة ما لإقليدس من مكانة عند ٱلذين يكيِّلون ٱليوم بمكيال ٱلنانو متر ٱلبعيد عن إدراك إقليدس.
يبقى من ٱلسؤال ما يتعلق بمحاولة أسلمة ٱلعلوم. فأقول أن ٱلكون بما فيه مسلم للَّه ربّ ٱلعالمين. وهو يسجد له طوعًا وكرهًا "وللَّه يسجد مَن فى ٱلسَّمٰوٰت وٱلأرض طوعًا وكرهًا" (15 ٱلرعد). وٱلعلم هو علم فى ٱلأشياۤء وفى سنّة تكوينها ٱلجارية من ٱلبدء وٱلتى جاۤء عنها فى بلاغ ٱلقرءان "ولن تجد لسنّة ٱللَّه تبديلا" (43فاطر). وسواۤء عليناۤ ءأدركنا هذا ٱلإسلام للَّه ربّ ٱلعالمين أم لم ندركه فسنّة ٱللَّه مسلمة للَّه ربّ ٱلعالمين. وكلمة ٱلإسلام تدل على ٱلخضوع وٱلامتناع عن ٱلمخالفة وٱلمقاومة وٱلتمرد. وسنّة ٱلأشياۤء هى ٱلتى تعرفها ٱللّغة ٱلفصحى بٱلقوانين ٱلموضوعية. وهى لا تُبدَّل ولا تحوّل. كمآ أنها باقية كما وضعها ٱللَّه فى ٱلكون ٱلمخلوق وٱلمسوَّى. وإنّ علوم ٱلناس فى هذه ٱلأشياۤء وفى سنتها ما هو إلا كشف يدرك به كيف تجرى سنة ٱلأشياۤء. ثم تأتىۤ أفعالهم ٱلخلقية فى هذه ٱلأشياۤء بعد ٱلعلم بسنتها. وبإدراك ٱلإنسان ٱلعالم لهذه ٱلسنّة ٱلمسلمة للَّه ربّ ٱلعالمين يصير خالقًا كما يبيّن بلاغ ٱلقرءان "فتبارك ٱللَّه أحسن ٱلخالقين" (14 ٱلمؤمنون). وفيه ما يدّل على تعّدد ٱلخالقين ويشير إلى ٱلإنسان ٱلعالم ٱلذى صار يخلق بقوّة ٱلعلم ٱلتى ٱكتسبها بنظره من علم اللَّه ٱلذى خلقه وجعل فيه تلك ٱلقوّة وٱلقدرة على ٱلخلق "وٱللَّه خلقكم وما تعملون" (96 ٱلصافات).
أمّاۤ إذا كان ٱلسؤال يريد من أسلمة ٱلعلوم كسوتها بما يعرف بٱلإسلام ٱلسياسى فإن ٱلعلم لا يلبس ثوبًا سياسيًّا. ولا يوجد "هيدروجين" يتبع ٱلإسلام ٱلسياسى أو ٱلمذهبى. فٱلهيدروجين مسلمُّ للَّه ربّ ٱلعالمين ويسجد له بقوة ٱلسنّة ٱلتى لا تبدل. فٱلعلم هو علم ٱللَّه ٱلعليم. ولنا فى بعض علمه خلافة "وماۤ أوتيتم من ٱلعلم إلاّ قليلاً" (85 ٱلإسراۤء).
س3- يرى البعض أن محاولة ربط العلم بالدين هي محاولة تلفيقية وأن العلم والدين لا يلتقيان والدليل أن نهضة أوروبا شهدت صراعاً بين العلم والدين.
ما رأيك ؟
ج: علاقة ٱلعلم بٱلدين هى علاقة ٱلجزء بٱلكل. وهذه ٱلعلاقة تقوم بوسيلة ٱلعقل بينهما وٱلكشف عن تبادل ٱلتّصديق بين ٱلجزء وٱلكل. أما محاولات ٱلتلفيق فهىۤ أفعال ٱلذين لا يدركون أن ٱلدين هو علم كلى. وسبب ذلك أن إدراكهم للدين لا يتجاوز ٱلإدراك ٱلبشرى ٱلمباشر. وأعمال ٱلتلفيق تجرى مع ٱلدين كما يرى ٱلبشر فى طوآئفهم. وهو إدراك فى طور معرفى توقّف عن متابعة ٱلنظر وٱلتطور.
ٱلقول أن ٱلدين وٱلعلم لا يلتقيان يجعل من ٱلعلم قولا لا مصدّق له. وهذا ٱلقول ينطبق على ٱلدين ٱلذى منع ٱلنظر وتطور ٱلإدراك فى بلاغ ٱلدين ٱلأصل كٱلتورـٰة وٱلقرءان. ونجد مثل هذا ٱلحكم على ٱلدين عند مفكر مثل "موريس بوكاي" فقد رأىۤ أن ٱلقرءان لا يتعارض مع ٱلعلم ولكنه رأى تعارضا بين ٱلعلم وٱلتورـٰة. وسبب رؤيته أنه نظر فى كتاب مترجم يزعم أنه تورـٰة. وما فى ٱلترجمة لا يتجاوز إدراك ٱلمترجم عند طور معرفى موقوف عن ٱلحركة فى ٱلإدراك. وفى عمل ما زال بين يدى حتى ٱلأن رأيت فىۤ أول سطرين من سفر ٱلتكوين بلسانه ٱلأصل جميع ما قاله علماۤء فيزياۤء ٱلتكوين عن ٱلبدء ٱلتكوينى بحدوث ٱلانفجار ٱلأعظم وٱلفقاعة ٱلغازية ٱلعملاقة ٱلتى ملأت ٱلفضاۤء. ومثل هذه ٱلنظرية فى ٱلتكوين ٱلفيزياۤئى لن تجد من يصدقها ما لم تتبادل ٱلتصديق مع ٱلتورـٰة وٱلقرءان. فأن أقول لك أن ٱلكواركات لا توجد إلاۤ أزواجًا فى غيب لا تدركه فهل ستصدقنى وتعتبر قولى صوابًا؟
ٱلحقُّ لن يكون فى نفسك تصديق وثقة.
أماۤ إذا رأيت أن ٱلقرءان يبلغنا بهذا ٱلقول عن ٱلأزواج وأنت تؤمن بٱللَّه وبكتابه ٱلقرءان إيمانا ظنيًّا فماذا سيحدث في نفسك؟
ستجد نفسك تعود إلى ٱلبلاغين وشيئا فشيئًا سينشأ فى نفسك فعل ٱلتصديق للبلاغين وستصل فى نفسك إلى ٱلاطمئنان. وهذا لن يحدث معك وحدك فقد حدث مع رسول ونبى كإبراهيم وهو ما يبلغنا عنه ٱلقرءان "وإذ قال إبرٰهيم ربِّ أرنى كيف تُحِى ٱلموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبى" (260 ٱلبقرة).
لقد طلب كشفًا حسيًّا ليتبادل ٱلتصديق مع إيمانه ٱلظنىّ وبه يخلّص نفسه من ٱلظّن ليطمئن قلبه بٱلتصديق. وهذا ٱلأمر جعل إبراهيم إمامًا للناس. فهو إمام ٱلسُّؤال وٱلنظر وٱلبحث عن ٱلتصديق ٱلمتبادل. وهذا هو سبب تحوّله بنفسه إلىۤ أمة وهو ما يبلغنا ٱلقرءان به "إنَّ إبرٰهيم كان أمّة قانتًا للَّه حنيفًا ولم يكُ مِنَ ٱلمشركين" (120 ٱلنحل). لقد حنف إبراهيم عن إدراكه عند طور معرفى إلىۤ إدراك جديد. وكان ٱلفاعل فيه بحث علمى وبلاغ يكشف عن علم لم يسبق إدراكه من قبل. وبهذا ٱلبحث وبلاغه وصل قلبه إلى ٱلاطمئنان بعد تبادل ٱلتصديق مع بلاغ ٱلدين. ومن دون بحث وتصديق لا نصل إلى ٱطمئنان وتبقى نفوسنا تتوزع بين مفهومين. ٱلأول مفهوم ٱلدين ٱلواقف ٱلإدراك. وٱلثانى مفهوم ٱلعلم ٱلمتحرك. فتتوسع ٱلساحة بين ٱلإدراكين وينشأ فى نفوسنا مرض يعرف بمرض ٱلانفصام. وهذا ٱلمرض هو ٱلمسئول عن ٱلمحاولات ٱلتلفيقية. وهو وراۤء طلب فصل ٱلعلم عن ٱلدين.
ونرى فى هذه ٱلمحاولات تبريرا لقيام سلطة سياسية تخضع ٱلمجتمع لدين مذهبى واحد. وإلغاۤء لسورة قرءانية كاملة كسورة ٱلكافرين ٱلتى تبيّن أن ٱلسلطة فى ٱلمجتمع يجب أن تسلم بحرية ٱلرأى وٱلدين ولا تتدخل فيه "قل يٰأيُّها ٱلكٰفرون(1) لاۤ أعبد ما تعبدون(2) ولاۤ أنتم عٰبدون ماۤ أعبد(3) ولاۤ أنا عابد مَّا عبدتم(4) ولاۤ أنتم عٰبدون ماۤ أعبد(5) لكم دينُكم ولىَ دينِ(6)". كذلك ٱلبلاغ 17 فى سورة ٱلحج "إنَّ ٱلَّذين ءَامنُوا وٱلذين هادوا وٱلصَّٰبئين وٱلنّصٰرى وٱلمجوس وٱلَّذين أشركوۤا إنَّ ٱللَّهَ يفصل بينهم يوم ٱلقيٰمة إنَّ ٱللَّه على كلِّ شىءٍ شهيد". وهذه الحالة المرضية عند الملفقين تبرر الاستبداد السياسي باسم الدين المذهبي الراكد الإدراك بعد كسوته ببعض أشكال الصياغة العلمية المستعارة له.
إن ٱلإدراك ٱلراكد وٱلجمود ٱلعقاۤئدى يدل عليهما ٱسم "ٱلوثنية". وهو ٱلذى وقف فى وجه إبراهيم وفى وجه لوط وموسى. وهو ٱلذى ٱضطهد ٱلرسول محمد ودفعه إلى ٱلهجرة عن بلاده مكة. وهو كذلك ٱلدين ٱلذى حارب ٱلعلم وٱلعلماء وحكم على جاليلو بٱلموت فىۤ أوروبا. وهو ٱلإسلام ٱلسياسى ٱلسلفى ٱلذي يُحدث ٱلرجفة فى ٱلمدينة (جميع ٱلأرض ٱليوم). ونسأل أصحاب هذا ٱلإسلام لمن هو إسلامكم ؟ ونقول لهم أن إسلامنا نحن للَّه ربّ العالمين.
لقد نهضت أوربا بعمل علماء ٱلنظر وٱلبحث. وأكثر ٱلعلماء يؤمنون بٱللَّه. وفىۤ إحصاۤء جرى فى ٱلولايات ٱلمتحدة أظهر أن 95٪ من علماۤء ٱلفيزياۤء وٱلكيمياۤء وٱلفلك وٱلبيولوجيا يؤمنون بٱللَّه. وأن 98٪ من ٱلأدباۤء وٱلشعراۤء وٱلفلاسفة وٱلصحفيين وٱلسياسيين يرتابون بوجوده. وهذا يبين أنّ ٱلعلم ودين ٱلحق لا يفترقان. وأن ٱلفراق ينشأ فى ٱلرؤوس ٱلتى تجهل فى مساۤئل ٱلعلم وبحوثه. وهذا ٱلإحصاۤء يتبادل ٱلتصديق مع بلاغ ٱلقرءان "إنَّما يخشى ٱللَّهَ من عباده ٱلعلمٰۤؤُا" (28 فاطر).
س4- حاولت في كتابك الهام "الحكم الرسولي" الكشف عن سمات الحكم الذي يوافق شريعة الله والذي أقامه الرسول "ص" في المدينة حتى وفاته وقد بينت ديمقراطية هذا الحكم الذي يرفض أحادية الرأي ولا ينفي التعددية – ما هي أهم خصائص الديمقراطية التي تجّلت في الرسالة المحمدية وهل يمكن لدولة عصرية اعتمادها كنظام حكم ومدى حاجتها للمجتمعات الإسلامية في العصر الراهن للنهوض من سباتها الحضاري وتأكيد هويتها الإنسانية.؟
ج: لقد حملت دولة ٱلرسول ٱسم "ٱلمدينة ٱلمنوّرة". وهذا ٱلاسم هو إعلان أنّ ٱلدولة تأخذ بأسباب قيام ٱلمجتمع ٱلمدينى من شرع ومؤسسات وحريات فردية وٱجتماعية وجميع ما يلزم لقيام مجتمع مدينىّ. ونجد هذا ٱلأمر محدد فى دستور حمل ٱسم "ٱلصحيفة" ٱلتى يظهر منهاۤ أن ٱلحكم يقوم على شورى بين قوى قبيلية متحالفة فى دولة فيدرالية. ولكل منها خصوصيتها وشأنها ٱلداخلى. ولا نجد فى ٱلصحيفة ما يدل على علوّ أو تقديم لدين علىۤ أخر. كما لا يوجد فيها تحديد لدين ٱلحاكم ٱلفيدرالى. أما ٱسم "ٱلمنوّرة" فيبين أن هذه ٱلدولة هى ٱلمنارة ٱلتى تهدىۤ إلى قيام مجتمعات مدينية إلى قيام ٱلساعة. وهى مثل مبصر للناس جرىۤ أمامهم ليكون هاديا لهم فى كيف يحكمون أنفسهم بهداية من رسالة ٱللَّه ٱلقرءان ٱلتى تبين لهم أنَّه "لاۤ إكراه فى ٱلدين". وفيه نفى لطغيان ٱلأيديولوجيا بما فى ذلك ٱلدين. ويبين ذلك قولها "قل ٱلحق من ربكم فمن شاۤء فليؤمن ومن شاۤء فليكفر". وفيه نفى لما تقوله ٱلمذاهب ٱلبشرية ٱليوم بٱلتكفير.
إن ٱلنظر فى دساتير دول ٱلغرب ٱلديمقراطية وكذلك أسسها ٱلاجتماعية وٱلسياسية وٱلتشريعية وفى مؤسساتها وحق أفرادها وحقوق ٱلجماعات ٱلصغيرة فيها وٱلكبيرة وإجراۤء مقابلة ومقارنة بين تلك ٱلدساتير وٱلصحيفة يظهر فيهاۤ أن ٱلأهداف وٱلحاجات واحدة. فهى تؤمّن للإنسان جميع فرص تطوره كفرد أولاً ثم كجماعة. ومسألة نفى ٱلإكراه وحق ٱلقول أىًّ كان توجّهه تضمنه دساتير ٱلدول ٱلديمقراطية فى ٱلغرب كما هو مبين فى ٱلصحيفة دستور ٱلدولة ٱلرسولية فى ٱلمدينة. مع فارق فى بعض ٱلدول ٱلتى تنقص من حق ٱلأفراد فيما يتعلق بٱلخدمة ٱلإلزامية فى ٱلجيش. وهو لون من ٱلإكراه لا نجده فى دولة ٱلرسول ٱلتى يظهر دستورهاۤ أن جيش ٱلدولة ٱلرسولية يقوم على تطوع ٱلأفراد من دون إكراه لهم. بل نجد فى ٱلصحيفة أن ٱلحرب لا تلزم جميع ٱلمتحالفين فى ٱلفدرالية ويترك لكل قبيلة حقها فى قبول أو ٱلامتناع عن ٱلمشاركة فى ٱلحرب وفىۤ أعبائها. ومثل هذا نجده فى بعض ٱلدول ٱلغربية مثل ٱلدانمرك وٱلسويد وٱلنرويج.
أما ٱلدول ٱلتى ترفع ٱسم ٱلإسلام فوق دساتيرها وأعلامها فإن دساتيرها تحدد للدولة دينًا وكذلك لرئيسها ولمعظم ٱلأعمال ٱلرئيسة. وتحجب ذلك عن جماعة ٱلأديان ٱلأخرى. كماۤ أنها لا تقبل وتمنع ٱلفيدرالية وتكره ٱلأقليات ٱلقومية وٱلدينية على ٱتباع شرع دينها وسلطتها. وكذلك تشدد فى فعل ٱلإكراه فيما يتعلق بٱلخدمة فى ٱلجيش.
وأقول فى نهاية ٱلجواب على هذا ٱلسؤال أنّ ٱلدولة فىۤ أيامنا هذه يمكن أن تعتمد ٱلمثل ٱلرسولى كما يمكن أن تعتمد ٱلمثل ٱلطاغوتى. وهذا يتوقف علىۤ إدراك رجالها وإدراك شعوبها. أما ٱعتماد مثل ٱلحكم ٱلرسولى فى ٱلوقت ٱلحالى فقد ظهر لنا ذلك فى حديثنا عن ٱلدول ٱلديمقراطية فى ٱلغرب. وهو ٱلسبيل لتفتّح قدرات ٱلإنسان ٱلإبداعية فى جميع مجالات ٱلحياة وهو سبيل يلقى ٱلمسئولية على ٱلأفراد كأفراد وعليهم جميعا كمجتمع. ونحن نرى كيف أنّ ٱلدولة ٱلغربية تتخذ هيئة ٱلوعاۤء ٱلذى يستقبل ويوعى ٱلمهاجرين من بلاد يسود فيها ٱلطاغوت. ومثل ٱلمهاجرين بٱلأمس كمثلهم ٱليوم. وسبب ٱلهجرة بٱلأمس كان ٱلطاغوت وسلطة ٱلإكراه. وهو ٱلسبب فى يومنا هذا.
س5- عالجت موضوع الاستنساخ في كتابك "الاستنساخ" في نقاط خلاف مع أراء وتصورات سبقت صدور كتابك. ما هي أبرز تلك النقاط؟
ج: موضوع ٱلاستنساخ جزء لا يتجزأ عن ٱلموقف من ٱلعلم لدى ٱلذين توقف إدراكهم عند ٱلحد ٱلذى يعلمون به. فكما قلت فى جوابى على ٱلأسئلة ٱلسابقة فإنّ لحركة ٱلإدراك ٱلتأثير ٱلرئيس فى مواقف ٱلناس. فٱلذين جمدت أفكارهم عند حدود علم ما لا يستطيعون ٱلحركة عنه وقبول علم جديد.
في مسألة ٱلاستنساخ ظهرت مواقف معادية ومقاومة له فىۤ أوساط دينية وسياسية وحقوقية مختلفة. كما ظهرت مواقف مناصرة ومشجعة فىۤ أوساط علمية واسعة. وكان كتابى "ٱلاستنساخ" يصب فى ٱلوسط ٱلمناصر وٱلمشجع. وجاۤء ٱلكتاب وفق ٱلمنهاج ٱلذى يعقل بين بلاغ ٱلدين فى ٱلقرءان وبلاغ ٱلعلم ٱلناظر وٱلباحث. ثم ٱلوصول بهذا ٱلعقل إلى مسألة ٱلتصديق ٱلمتبادل بين ٱلبلاغين. وفى "مدخل إلى ٱلبحث" من كتابى ترتيل لمعظم بلاغات ٱلقرءان ٱلتى تبين خلق ٱلحياة وتسويتها وبيان أساسها فى ٱلميّت. وهو يظهر فىۤ ءاية واحدة من سورة ٱلحج هى ٱلأية (5) "فإنّا خلقنٰكم من ترابٍ ثمّ من نُّطفةٍ ثم من علقهٍ ثم من مُّضغةٍ مُّخّلقة وغير مخّلقةٍ لِّنبيّن لكم ونقرّ فى ٱلأرحام ما نشاۤء إلىٰۤ أجلٍ مُّسمًّى ثمّ نخرجكم طفلا ثم لتبلغوۤا أشدّكم.." وفيها تعدد أطوار ٱلخلق وتسلسله. وهذه ٱلأطوار لا حاجة لتعدادهاۤ إذا لم يكن ٱلإنسان ٱلموجّه له ٱلبلاغ مكلف بٱلتأكّد من تسلسلها. فبلاغ ٱلقرءان يطلب من ٱلإنسان ٱلسير وٱلنظر وٱلتصديق. ويأتى ٱلاستنساخ ليكون علما بواحد من ٱلأطوار ٱلمتسلسلة فى ٱلأية (5ٱلحج) وهو طور"ٱلعلقة". وفى بحث "ٱلاستنساخ" ورد بلاغ ٱلقرءان (110ٱلماۤئدة) وفيه بلاغ عن ٱلخلق من ٱلطور ٱلطينىۤ إلى جانب إبراۤء ٱلأكمه وٱلأبرص وإخراج ٱلموتى. وهذه مساۤئل علمية وعلى ٱلإنسان ٱلعالم أن يسعىۤ إليها ويُجرى بعلمه فيها ٱلتصديق للبلاغ ٱلدينى فى ٱلقرءان. وبعمله هذا يمتلك قوة إدراك تجعله يؤمن ويطمئن قلبه لبلاغ ٱللَّه.
إن ٱلمعترضين على ٱختلاف مشاربهم يُظهر ٱعتراضهم ريبهم فى علم ٱللَّه. كما يظهر قصور إدراكهم لبلاغ ٱلدين فى ٱلقرءان ٱلذى يؤكد فى بلاغه على علمنا بكيف بدأ ٱلخلق وعلى علمنا مما خلقنا ٱللَّه. ونحن لن نصل إلى هذا ٱلعلم إذا توقفنا عن ٱلسير وٱلنظر كما يريد ٱلمعترضون. وأناۤ أرى فى مواقفهم ٱلتى تطلب ٱلجمود عند حدود إدراكهم أنها مثل مواقف قوم نوح وقوم إبراهيم وقوم لوط ومثل ٱلمواقف ٱلرافضة لعيسى وٱلمواقف ٱلمضطهدة للرسول محمد وٱلتى دفعته إلى ٱلهجرة عن بلده. فكيف سنتعامل مع بلاغ ٱلقرءان "ولقد علمتم ٱلنشأة ٱلأولى فلولا تذكّرون" (62 ٱلواقفة) وٱلبلاغ "إنّا خلقنٰهم مما يعلمون" (39 ٱلمعارج) كذلك ٱلبلاغ "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلّ أولٰئك كان عنه مسئولا" (36 ٱلاسراۤء)؟ وكيف سنصدق هذه البلاغات إذا ٱمتنعنا عن ٱلنظر وعن ٱلبحث ٱلعلمى فى ٱلمخابر وإذا لم نصل إلى ٱلعلم ممّا خلقنا ٱللَّه؟
لقد أتى فى بلاغ ٱلقرءان عن عيسى وأمّه ما يلي "وجعلنا ٱبن مريم وأمه ءاية" (50 ٱلمؤمنون). وٱلأية هى ٱلشىء ٱلذى طلب ٱلبلاغ فى ٱلقرءان ٱلنظر فيه وٱلعلم فى تكوينه. فأمّ عيسى عذراۤء وقد ولدته من غير فعل تكاثر مألوف. وٱلعلم فى ٱلأية يأتى به علم ٱلبيولوجيا ٱلجزئية وفرع ٱلاستنساخ منها لا يكفى للتصديق. وما زال على ٱلإنسان ٱلعالم أن يتابع ٱلسير وٱلنظر للعلم فى كيف يتكلم ٱلوليد فى ٱلمهد. وكيف يزوّد بٱلعلم وٱلمعرفة وهو جنين. وعند ذلك يكون ٱلتصديق أوسع بيانا ويكون ٱلإيمان أشدّ.
لقد وجد علماۤء ٱلبيولوجيا ٱلجزئية أن كلمات (دنا) ٱلبشر تبلغ بليون كلمة وأنّ نسبة 3٪ منها هى ٱلدنا. أما نسبة ٱلـ97٪ من ٱٰلكلام فى ٱلدنا فهو عالق به من كاۤئنات غيبية كٱلبكتريا وٱلفيروسات. وسمّى علماۤء ٱلبيولوجيا هذا ٱلكلام ٱلزائد فى دنا ٱلبشر "دنا ٱللغو". ووجدوۤا أنّ هذا ٱللغو وراۤء أمراضنا وقصر أعمارنا. وهم يسعون ٱليوم للعلم فى كيف نتخلص من هذا ٱللغو. وعندما يتوصلون إلى ذلك سيظهر لنا ٱلتصديق لبلاغ ٱلقرءان عن ٱلمدة ٱلتى بقى فيها نوح رسولا فى قومه "ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلاّ خمسين عامًا" (14ٱلعنكبوت). ونعلم أنّ هذا ٱلزمن كان بسبب طهارة (جينوم) نوح من "دنا ٱللغو". مع ٱلعلم أنّ ٱلمعترضين على ٱستنساخ ٱلبشر يظنون أنّ ٱلسّنة زمن نوح كٱلأسبوع. وهذا ٱلظّن هو فى قول لرجال دين وفيه ما يبيّن ريبهم فى بلاغ ٱلقرءان ولا يصدّقوه.
إنّ قبول ٱلاستنساخ أو رفضه يتعلق بمسألة عبادة ٱللَّه. فٱلعبد يمتثل لأمر سيده ولا يخالفه. فٱلذى يعبد ٱللَّه هو ٱلذى يمتثل للأمر "ٱقرأ بٱسم ربِّك ٱلَّذى خلق" (1ٱلعلق) وللأمر "قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظروا كيف بدأ ٱلخلق" (20 ٱلعنكبوت). وإنَّ ٱلامتثال لأمر ٱللَّه يجعل ٱلعبد لا ينصرف عن ٱلمخابر ناظرًا باحثًا ليستنسخ بشرا طاهرا (جينومه) ويوحى وينزّل فى قلبه ما يشاۤء من علم وهو جنين. ويوصل إلى ما وصل إليه نوح "وقال نوح ربّ لا تذر على ٱلأرض من ٱلكٰفرين ديَّارًا" (26 نوح). وٱلدّيار هو ٱلذى يسير من موقع ثابت ويعود إليه صانعا داۤئرة مغلقة لا تقبل ٱلحنف عنها. وهذا هو حال جميع ٱلمعترضين على ٱلجديد من ٱلعلم.
س6- بحثت في الكلمة وفعاليتها من خلال كتابك "الكلمة" وقد بينت إسهام الكلمة في صنع حيوية العلوم وخلق مناخ الإبداع فيها. كيف تفسر لنا وجهة نظرك؟
ج: "ٱلكلمة" هذا عنان كتابى ٱلثالث وفيه بيان لونين للكلمة. ٱلأول هو ٱلحقّ ٱلوجودى لجميع ٱلأشياۤء. وإنّ من ٱلحقّ ما هو مشاهد ومحسوس ومنه ما هو غاۤئب وبعيد عن ٱلإدراك ٱلحسى. وإنّ صناعة ٱلإنسان ٱلعالم توصله إلىۤ إدراك ما فى ٱلغيب. وٱلثانى هو صورة ٱلحق ٱلوجودى للأشياۤء فى هيئة كلمة بلاغ تخرج من أفواهنا. وهى وسيلتنا لإدراك ٱلكلمة ٱلأولى ٱلمشاهد منها وٱلغاۤئب.
يتوزع ٱلكلام ٱلحقّ إلى لونين. ٱلأول هو ٱلميت. وعلم ٱلفيزياۤء هو ٱلذى ينظر فيه وينشر بلاغه ٱلصورة عنه. وٱلثانى هو ٱلحىّ. وعلم ٱلبيولوجيا هو ٱلذى ينظر فيه وينشر بلاغه ٱلصورة عنه. وكلّ من ٱلبلاغين (عن ٱلميّت وعن ٱلحىّ) تأتى فيه صور عن ٱلحقّ تربو وتزيد لتكون بعد حين بلاغًا عن كامل ٱلحق. وفى كتابى جهد للبيان أنّ بلاغ ٱلقرءان هو ٱلبلاغ ٱلكامل عن ٱلحق ٱلميّت وٱلحىّ ٱلمشاهد وٱلغاۤئب. وأن بلاغات ٱلفيزياۤء وبلاغات ٱلبيولوجيا هى بلاغات للتّصديق وبيان ٱلحقّ وتوكيده ليكون ٱلسبب للإيمان وٱلاطمئنان. وماۤ أريده فى كتابى من عقل بين بلاغات ٱلعلوم وبلاغ ٱلقرءان أن يشدّ ٱلتصديق إلى ٱلهداية ببلاغ ٱلقرءان وإلى متابعة ٱلسير وٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق وفق هداية بلاغ ٱلدين. فيتوقف ٱلفساد ٱلحاصل من ٱلسير بلا هداية. وكذلك يتوقف ٱلهدر وضياع ٱلوقت. وأشبّه ذلك بسير مسّاح من دون خريطة. فهو يمسح ويصنع خريطة ولكن سيره لوۤ أنّه يهتدى بخريطة للمكان يصير أيسر وأقصر وقتًا وأقل كلفة. وهذا يبين ٱلنفع من ٱلهداية. وإنّ ٱلذى يدرك ٱلأمر هم أولٰئك ٱلذين يعملون فى مخابر ٱلعلم.
كما توجد فى كتابى "ٱلكلمة" بحوث تتعلق بٱلأثر ٱلذى تفعله ٱلكلمة فى نفوسنا وأجسامنا. وفى ٱلكتاب بيان ٱلتّصديق لبلاغات ٱلقرءان ٱلمرتبطة بفعل ٱلكلمة فى ٱلنفس وٱلجسم. خصوصًا ٱلكلمات ٱلتى تحمل إلى ٱلنفس ٱلخوف وٱلقهر وٱلنّهر وما تولّده فى ٱلجسم من هرمونات ٱلكرب Stress ٱلتى تضعف ٱلجسم وتمرضه وتقصّر عمره. كما تصنع ٱلأذى فى خلاياۤ أفئدتنا (أدمغتنا) وتضعف قدرتنا على ٱلتّذكّر وٱلتّعلّم. وهذه ٱلأمور صدّقها ٱلبحث ٱلعلمى ٱلمتعلق بفيزيولوجيا ٱلفؤاد (ٱلدماغ) وٱلجهاز ٱلعصبى وجهاز ٱلمناعة. وبيّن أنّ نقص ٱلرعاية لليتيم يسبب موت خلايا فى فؤاده (دماغه) وتنقص قدرته على ٱلتعلم وٱلتذكر. كما بين أنّ ٱلقهر وٱلنّهر وٱلكبت وٱلخوف عوامل فى خلل ٱلجهاز ٱلمناعى وفى حدوث ٱلأمراض ٱلخطيرة كٱلسرطان وٱلإيدز وٱلسكرى وٱلشلل وغيرها من ٱلأمراض ٱلقاتلة. وكل ذلك بفعل ٱلكلمة ٱلتى تخرج من أفواهنا. كل هذا نجده فى بلاغ ٱلقرءان ينتظر ٱلتصديق عن طريق ٱلبحوث ٱلعلمية.
س7- روجّ (هانتغتون) لحتمية الصراعات وأكد أن خطوط التماس بين الحضارات أصبحت تصادمية وأن الحرب على الإسلام أمر لا بد منه لتنقية الحضارة الغربية من المسلمين، والطريق الأفضل إلى ذلك يكمن في تفكيك العالم الإسلامي تماماً كتفكيك الاتحاد السوفيتي – كيف ترى مسار الحضارات في الحوار فيما بينها في عصر القرية الإلكترونية وهل العلم والحضارة الحديثة والإسلام من الناحية البنيوية والمنهجية في حالة تلاقي أو تنافر؟
ج: ما يروّجه ٱلبعض عن حتمية ٱلصراعات قد لا يكون من ٱهتمامى ٱلمباشر. إلاۤ أنّ ترويج مثل هذه ٱلأفكار له ما يبرره كفعل وردّ فعل عليه. أما ما يجب أن ندركه أن ٱلناس ٱليوم يعيشون فى حال تصادم بين طرفين. طرف يملك ٱلعلم وبحوثه وثماره وهو طرف عليم. وطرف جاهل متوقف إدراكه عند حد معرفى هو حدّ معرفة ٱلسلف لكلٍّ من ٱلدين وٱلبحث ٱلعلمى. وسبب ٱلتصادم هو ٱلمفاهيم. وعليناۤ أن نعلم أن ٱلطرف ٱلجاهل هو ٱلسبب ٱلمباشر وعنده ردّه على ٱلتطور ٱلجارى لدى ٱلطرف ٱلعالم يظهره فى ٱلمفاهيم ٱلتي تشرّع ٱلتّكفير وجواز ٱلتدمير لمجتمع ٱلطرف ٱلعالم. ويحدث ذلك بفتوى يطلقها رجل دين ذوۤ إدراك راكد يسعىۤ إليها فى كتب ٱلسلف. وينشأ ردّ من ٱلمجتمعات ٱلمتعلمة على دعوة تكفيرها وتدميرها لا يأخذ فى كثير من ٱلأحيان بٱلهداية ٱلرسولية. ويأتى ٱلردّ مستندًا على ٱلشعور بٱلقوة ٱلتى تملكها وٱلرغبة فى ٱستخدامها ومعرفة ما ينجم عن ٱلاستخدام. ونجد ٱلردّ يأخذ بعدًا مأساويًا لدى كثير من ٱلناس ٱلذين لم يشاركوا بتشريع ٱلتكفير وٱلتدمير. بل لم يترك لهم أن يشاركوا فى فعل طاغوت ٱلاستبداد ٱلسياسى وٱلدينى ٱلمسلط عليهم.
لقد سمح ٱللَّه بقتل ٱلمنافقين وٱلمرجفين فى ٱلمدينة فى سورة ٱلأحزاب "لَئِن لَّم ينته ٱلمنٰفقون وٱلَّذين فى قلوبهم مرض وٱلمرجفون فى ٱلمدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيهاۤ إلاّ قليلا(60) مَّلعونين أينما ثُقِفُوۤا أُخذوا وقتلوا تقتيلا(61) سنّة ٱللَّه فى ٱلَّذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة ٱللَّه تبديلا(62)". وٱلمرجفون هم ٱلذين يحدثون ٱلرجفة ويعرفون ٱليوم بٱلاسم "إرهابيين". وٱلمدينة هو ٱسم ٱلمجتمع ٱلمدينى وهو ٱسم ٱلمجتمع ٱلذىۤ أقام ٱلرسول محمد فيه حكمًا مَّدينيًّا لِّيكون منارة لِّلمدينية ٱليوم وهى ٱلأرض كلها. أما ٱلمنافق فهو كل من يقول قولاً لا تصدّقه بيّنة علمية. وهو يعتمد فى قوله على سامع جاهل وهو ٱلذى فى قلبه مرض. وهذا ٱلمريض فى ٱلقلب (ٱلقلب هو قسم من ٱلفؤاد) هو ٱلذى يُحدث ٱلرجفة فى ٱلمدينة بتأثير قول ٱلمنافق. وهو يسمع لقول ٱلمنافق بسبب ما يحتلّه من مكانة ٱجتماعية أو دينية أو سياسية يأخذها بمساندة ٱلطاغوت وٱلاستبداد لا بفعل ٱختيار ٱلناس له. وهو فى نفاقه يسمِّى مَن يقتل من ٱلمرجفين بواحد مِّن أسماۤء ٱللَّه ٱلحسنى "ٱلشهيد" ويطلق له وعدًا كاذبًا بحق فى ٱلجنة. وقد كان فىۤ أوربا مثل هذا ٱلنفاق فىۤ أوقات ظلامها. فٱلفرسان مقدّسون. وٱلجنّة تباع لهم ويصدر بٱلبيع سندات تمليك. وٱلباۤئع هو رجل دين وسياسة ٱحتكر ٱللَّه وجنته. وفى هذا قمة ٱلنفاق وٱلجهل.
ٱلترويج للتصادم له ما يبرره إلاۤ أنه يوصل إلى حد ٱلتطرف فى مسألة ٱلتعميم. وأناۤ أرىۤ أن ٱلترويج يجب أن يكون لعلاج مرض ٱلجهل فى ٱلمجتمعات ٱلمتخلفة عن طريق نشر ٱلعلم فيها ومساعدتها على تخطىۤ أمراضها ٱلقلبية. وأن يكون ٱلإحسان هو ٱلمنهاج ٱلذي يحكم أفكار ٱلمروّج فى هذه ٱلمسألة من دون بخل فى ٱلمساعدة ومن دون فتح لباب ٱلربح ٱلربوى.
وأرى فى ٱلمساعدة ما يساعد فى إزالة ٱلنفاق عن هرم ٱلسلطة بأساليب لا توصل إلى ٱلتطرف ٱلشديد ٱلقوّة كما حدث فىۤ أفغانستان وٱلعراق. وهناۤ أجد فى ٱلمثل ٱلرّسولى هداية. فقد كسر عدوان طاغوت مكة بلا تطرف وأعلن ٱلأمن وٱلسلامة لكل من دخل بيته أو بيت ٱللَّه أو بيت رئيس طاغوت مكة أبو سفيان. ولمّا ٱختار ٱلناس تلك ٱلبيوت توقفت ٱلحرب وتوقف ٱلقتل.
وأريد أن أقول فىۤ أخر هذا ٱلحوار أنِّىۤ أقبل تسميتى بٱلمفكر ٱلإسلامى بعد ٱلبيان أن إسلامى هو للَّه ربِّ ٱلعالمين. أمّا كلمة "مسلم" على هويتى فأرى فيها ما يشبه ٱلدمغة على جلود ٱلدّاوب لتميزها عندما تختلط ٱلقطعان. لأن ٱلدين لا يورّث من ٱلأباۤء. وٱلإنسان ٱلرّاشد يختار ما يشاۤء من مواقف من دون سلطة لأحد عليه. وبلاغ ٱلقرءان يبّين ذلك "كل نفس بما كسبت رهينة" (38 ٱلمدّثر) "واتّقوا يومًا لا تجزى نفس عن نفسٍ شيئًا ولا يقبل منها شفٰعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون" (48 ٱلبقرة). ويبّن بلاغ ٱلقرءان أن ٱلنفس حرة ومسئولة "ولو شئنا لأتينا كلَّ نفسٍ هدـٰها" (13 ٱلسجدة) "ولو شاۤء ربّك لأمَنَ مَن فى ٱلأرض كلُّهم جميعًا" (99 يونس) "وقُلِ ٱلحقُّ من رَّبّكِم فمن شاۤء فليؤمن ومن شاۤء فليكفر" (29 ٱلكهف).



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلكاريكاتير وٱلضغوط من أجل ٱلإصلاح
- ٱلإسلام للترف وٱلفسق فى بلاد ٱلشَّام
- هل يستطيع ٱلشعب ٱلفلسطيني حماية ٱختياره؟
- ٱلمسلمون هم ٱلمسئولون عن ٱلأفكار ٱلم ...
- ٱلمعصوم وٱلمصطفىٰ
- ٱلتطرف جماعىّ وٱلتوسط فردىّ
- وطن أم سجن؟
- قرءانىّ ! تهمة يطلقها ٱلمسلمون على مَن يتبع ٱلقر ...
- محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام
- مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱل ...
- حديث ٱلرَّسول وحديث ٱلنَّبىّ
- ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ ف ...
- أصل ٱلإنسان
- كلمة -حداثة- لا تدلّ على جديد
- لماذا مؤتمر بٱسم ٱلإسلام؟
- الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- ٱلثقافة وٱلحداثة
- أفكار للحوار
- ٱلدِّين ٱلقَيِّم
- من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - عودة على حوار