أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - أفكار للحوار















المزيد.....

أفكار للحوار


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1383 - 2005 / 11 / 19 - 08:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ٱلكلمة هى فكرة وهى صورة لشىء فى ٱلحقِّ. ومن ٱلكلمات ٱلتى سأتابع هنا بيان فهمى لها كلمة أمة وكلمة شعب. وسبب ٱلمتابعة علاقة ٱلكلمتين بٱلبشر وٱلإنسان وٱلناس وأماكن عيشهم وسبله. ويتفرع عن متابعة دليل ٱلكلمتين مفاهيم حديثة كٱلديمقراطية وٱلاستبداد وما جآء فىۤ أعمالى من أنّ ٱلمدينيَّة هىۤ أعلىۤ ألوان ٱلديمقراطية.
وأبيِّن من ٱلبداية أنَّ هذه ٱلمفاهيم فىۤ أعمالى تخضع للعقل مع بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ. وهو ٱلبيان ٱلعلمىّ ٱلأمثل ٱلذىۤ أعتمده فىۤ أعمالِ ٱلعقل مع بيانات ٱلنَّاظرين فى هذه ٱلمفاهيم وفى غيرها من ٱلمفاهيم ٱلتى تناولتها فى جميع أعمالىۤ إلى ٱلأن.
وأبدأ بٱلكلمات "أمَّ وأُمّىّ وأُمّة وإمام وأئمّة". فهى جميعها تستمدّ دليلها من ٱلفعل "أَمَََّ" ٱلّذى يدلّ على (تبع ولحق ونسخ) وله وجهتان. ٱلأولى أمّة مستقرّة لا تقبل ولا تسمح بتغييرٍ. وٱلثانية أمّة متحرِّكة تحنف وتتطور وتتغيّر.
فٱلكلمة تدلّ على منهاجٍٍ لِّلسلوك هو فى ٱلوجهة ٱلأولى لدى جميع ٱلكآئنات ٱلحيّة. ويبيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ تماثلها فيه:
"وما من دآبّةٍ فى ﭐلأرض ولا طَـٰۤئرٍ يطيرُ بجناحيه إلآّ أمم أمثالكم" 38 ٱلأنعام.
أمّا ٱلوجهة ٱلثّانية فتخصّ ٱلإنسان وحده من دون ٱلكآئنات ٱلحيّة ٱلأخرى. فٱلّذى ينظر ويسأل ويبحث ويدرس ويقرأ ويطلب ٱلاطمئنان لقلبه كما فعل إبرٰهيم فإنّ أمّته تسير فى طريق تطورٍ وتغيّرٍ وعلوٍّ. أمّا ٱلّذى لا ينظر ولا يسأل ولا يبحث ولا يدرس ولا يقرأ ولا يسأل ولا يطلب ٱلاطمئنان لقلبه فإنّ أمَّّتَهُ تفعل وفق ٱلوجهة ٱلأولى ويُنسب إليها بٱلاسم (أمّىّ). ويتبع فى عيشه منهاجًا لا يدرى به هو ٱلأمّة ٱلّتى يتماثل فيها ٱلأحيآء (38 ٱلأنعام). ويدلّنا ٱلبلاغ على هٰذه ٱلأمّة:
"بَل قَالُوۤاْ إِنَّا وَجَدنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰۤ أُمَّةٍ وإِنَّا عَلَىٰۤ ءَاثـٰرِهِم مُّهتَدُونَ" 22 الزخرف.
وقولهم هٰذا يبيِّن أنّهم أُمِّيُّون لا يدرون وأنّهم يعيشون وفق منهاجٍ ثابتٍ لا يتغير.
كما يدلّنا ﭐلبلاغعلى ﭐلأمّة ﭐلأخرى ﭐلّتى تحنف وتتطور بفعل ﭐلنّظر وﭐلسّؤال:
"فنظر نظرةً فى ﭐلنّجوم" 88 ٱلصّافات.
"فلمَّا جنَّ عليه ﭐلّيلُ رَءَا كوكبًا قال هٰذا ربّى فلمَّآ أَفَلَ قال لآ أحبُّ ﭐلأَفِلِينَ(76) فلمّا رَءَا ﭐلقمر بازغًا قال هٰذا ربّى فلمّآ أَفَلَ قال لَئِن لّم يهدنى ربّى لأكونَنَّ من ﭐلقوم ﭐلضّآلِّين(77) فلمّا رَءَا ﭐلشّمسَ بازغةً قال هٰذا ربّى هٰذآ أكبر فلمّآ أفلت قال يَـٰٰقومِ إنّى برىۤء مِّمَّا تشركون(78) إنّى وجّهت وجهى للّذى فطر ﭐلسّمٰوٰتِ وﭐلأرضَ حنيفًا ومآ أنا من ﭐلمشركين(79)" ٱلأنعام.
هٰذه ٱلبلاغات تتعلق بـ إبرٰهيم وتبيِّن فعل ﭐلنّظر وﭐلسُّؤال ٱلّذى فرق وفصل إبرٰهيم عن أمّة قومه ٱلثّابتة علىۤ أمّة ٱلأبآء وهىَ أمّة جاهلة لا تدرى. وإبرٰهيم بنظره وسؤاله وما وصل إليه من إدراكٍ وعلمٍ جعله يتبرّأ من أمّة قومه. ويتبع ٱلفعل "أَمّ" بوجهته ٱلثانية فصار به أمّة كما يبيّن ٱلبلاغ:
"إنَّ إبرٰهِيمَ كان أمّةً قانتًا لِّلّّه حنيفًا ولم يكن من ٱلمشركين"120 ٱلنّحل.
لقد صار أمّة مفتوحة على ٱلتغيير وٱلتطور. وهو ما تبينه كلمة "حنيف" ٱلتى تدل على ٱلضد من كلمة "وثنى" ٱلتى تشرك ٱلمفاهيم بصفة ٱلبقآء من دون أن تكون فيها.
فكلمة "أمّة" تدلّ على منهاجٍ فى ٱلنَّفس لّلسلوك وٱلمعارف وٱلخبرات. ولهٰذا ٱلمنهاج وجهتان (كما سبق قولنا فى ذٰلك).
وفى ٱلّسان ٱلإنكليزىّ كلمة Culture تماثل فى ٱلدليل كلمة أمّة ٱلعربيَّة:
Culture: (noun) the art, ideas and way of life of group of people.
وقد بادلت ٱللّغة ٱلفصحى كلمة Culture مع كلمة "ثقافة". ووجدت لكلمة أمّة فى كلمة Nation ٱلمبادل ٱلمِثل. وفى ٱلبلاغ ٱلعربىّ بيان لدليل ٱلفعل "ثقف" يختلف عمَّا فعلته ٱللُّغة:
"وٱقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم" 191 ٱلبقرة.
"ضُربت عليهم ٱلذِّلَّةُ أينَ مَا ثُقِفُوۤاْ" 112 ءال عمران.
"فإن لَّم يَعتَزِلُوكُم ويُلقُوۤاْ إليكُمُ ٱلسَّلَمَ ويَكُفُّوۤاْ أيدِيَهُم فَخُذُوهُم وٱقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم" 91 ٱلنّسآء.
"فَإِمَّا تَثقَفَنَّهُم فِى ٱلحَربِ فَشَرِّد بِهِم مَّن خَلفَهُم لَعلَّهُم يَذَّكَّرُونَ" 57 ٱلأنفال.
"مَّلعُونِينَ أََينَمَا ثُقِفُوۤا أُُخِذُوا وقُتِّلُوا تَقتِيلا" 61 ٱلأحزاب.
"إن يَثقِفُوكُم يَكُونُواْ لَكُم أَعدَآءً ويَبسُطُوۤا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وأَلسِنَتَهُم بٱلسُّوۤءِ وَوَدُّواْ لَو تَكفُرُونَ" 2 ٱلممتحنة.
وفيه يظهر دليل ٱلفعل "ثقف" فى ٱجتماع ٱلأفعال (دَرَكَ وظَفَرَ وقَبَضَ ومَسَكَ). وأرى هٰذا ٱلدّليل فى ٱلقول (ألقى عليه ٱلقبض وأسره). ولا يوجد فى دليله مِمَّا تريده ٱللّغة ٱلفصحى من مِّنهاجٍ مَّعرفىٍّ فى كلمة "ثقافة" ٱلتى بادلتها مع كلمة Culture.
لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنّ أمم ٱلدّوآبّ ٱلبهيمة تسلك وتفعل بقوَّة ٱلفعل "هَدَى" program. ولكلِّ لونٍ مِّنها أمّته "منهاجه". أمّا ٱلإنسان فهو دآبّة نُفخ فى قلبه "ٱلرّوح". وهو ما نمثِّل عليه بٱلـ windows (ٱلمنهاج ٱلَّذِى يجعل من ٱلكومبيوتر قوَّة تعريف لما يُدخَل عليه). فٱتسع فؤاده بٱلعلم بٱلأسمآء:
"وعلّم ءَادَم ٱلأسمآءَ كلّها" 31 ٱلبقرة.
وبتنزيل ٱلرّوح (windows) ٱتسع ٱلفؤاد وٱكتسب أفعال ٱلقلب متلقّى ٱلتّنزيل ومرءاة ٱلبيان وأفعال ٱلتّثبيت وٱلجمع فى ٱلفؤاد. وصار منهاجه مفتوحًا لِّلنَّظر وٱلإدراك وٱلتعريف لكل ٱلأسمآء من ٱلمحسوس إلى ٱلغيب ٱلبعيد وقت ٱلبدء بٱلتكوين.
هذا يجعلنىۤ أشبِّه فعل ٱلأمّة بمزر ٱلكومبيوتر .Computer mother فهو منهاج محدَّد مِّن قبل ٱلصَّانع لا يتبدَّل ولا يتغيَّر ولا يخرج حاملُه عن حدود ما سُجِّل فيه. وقد بيَّن ٱلبلاغ 38 ٱلأنعام أنّ كلَّ لونٍ مِّنَ ٱلدَّوآبِّ وكلَّ لونٍ مِّنَ ٱلطّيور له أمته ٱلتى يفعل أفعاله بها من دون أن يكون له ٱلخيرة فى ٱلتَّغيير أو ٱلتَّبديل.
إلى هنا صار مفهوم كلمة أمَّة يدلُّنا على منهاج سلوكٍ مِّن لونين. فٱلبشر قبل أن تُنفخ فيه ٱلرُّوح كانت أمته محدَّدة كبقيَّة ألوان ٱلدَّوآبِّ وألوان ٱلطيور. وكان عيشه محدَّد وفق أمته فى تجمُّع كومونيالى communalism وهو ما يعرِّفه علم ٱلأنتروبولوجى وعلم ٱلتاريخ بٱلمشاعة ٱلبدآئيَّة.
ومن بعد نفخ ٱلرُّوح صار ٱلبشر ءَادمًا. وتلقى ءَادم بعض ٱلمفاهيم من بعد نفخ ٱلرُّوح أحدثت فى نفسه تغييرًا فصار إنسانًا يأنسُ فىۤ أفعاله ويبتعد عن سلوك ٱلوحش. هذا ٱلتطور جآء من ٱلخارج ولم يكن لعيش ٱلبشر من قبل ٱلرُّوح أن يفعل ذلك.
هذا ٱلتطور فىۤ أنفس بعض أفراد ٱلتجمع ٱلبشرىّ ٱلمشاعىّ جعل بعضهم يفترقون عن أسلوب عيش تجمعهم ٱلبدآئى ٱلوحشىّ. ٱلأمر ٱلذى دفعهم لترك ٱلمشاعة وٱلهجرة فى ٱلأرض.
مثل هذا ٱلأمر حدث فى جميع تجمّعات ٱلمشاعة ٱلبدآئية ٱلموزَّعة فىۤ أماكن متفرقة من ٱلأرض. وكلُّ هجرةٍ مِّن واحدةٍ مِّن هذه ٱلمشاعات تتَّخذ خطَّ سيرٍ يسمّى شُعبةً ٱنبعثت عن تجمّعها ٱلمشاعىّ. وقد ٱلتقت ٱلشُّعَبُ ٱلمهاجرة جميعها بهدايةٍ مِّن دليلٍ مَّلَكٍ فى مكان واحدٍ تُهدىٰۤ إليه. ويسمَّى هذا ٱلمكان ٱلسَّاحب لهذه ٱلشُّعَب مكَّةvacuum place . وفيه تستقرُّ هذه ٱلشُّعب ويتكون منها شَعب واحد demos. ويُسمّى مجتمع ٱستقرارهم ٱلجديد قرية يَقرِى جميع ٱلمهاجرين ٱلذين يصلون إليه مهاجرين من مشاعاتهم ٱلبدآئية.
هذا ٱلأمر بيَّنه ٱلبلاغ ٱلعربىّ فى وصفه لمكَّة بٱسم "أمِّ ٱلقُرى":
"وما كان ربُّكَ مُهلِكَ ٱلقُرىٰ حتَّىٰ يبعَثَ فىۤ أُمِّها رسولا" 59 ٱلقصص.
وهذا يُظهر أنَّ أوَّل قرية نشأت فى ٱلأرض كانت فى ٱلمكان ٱلذى يحمل ٱسم مكَّة إلى ٱليوم. ولها يعود حقَّ ملكية ٱسم قرية cracy(qratia قراطية). وهى أم ٱلقرى إلى ٱليوم. ومن بعدها ظهرت قرية ٱليونان democracy وغيرها.
لقد أسس أهل ٱلقرية مكّة سلطة لقريتهم ٱلناشئة بهداية خارجية. وبها تحدَّدَ سبيل عيشهم ٱلجديد ومصالحهم وحقوقهم. وقد ٱستمر عمل هذه ٱلسلطة حتى كثر عدد ٱلساكنين فى ٱلقرية وتمايزوا فيما بينهم بٱلثروة وٱلعلم. فنشأت من ٱلملإ سلطة لم تترك للأراذل أىّ فرصة للتطور. وتحولت سلطة مكَّة إلى سلطة ٱستبداد وطاغوت لا يقبل بأىِّ تغيير. وصار ٱلعيش فيها يشبه ٱلعيش فى طور ٱلمشاعة ٱلبدآئية ويدفع بٱلأفراد وٱلجماعات إلى ٱلهجرة منها.
فمكَّة أول قرية وهى أمُّ ٱلقرى كقرية ٱليونان وصيدون وقرطاجة ثمّ روما. وهى ما زالت ٱلأمّ إلى يومنا فى ٱلمجتمعات ٱلديمقراطية.
لقد جآء فى كتاب ٱللَّه ٱلقرءان ٱسم ٱلقرية لطور تلك ٱلمجتمعات. وهو ٱسم يوافق أسلوب ووسآئل وسبل ٱلعيش فيها ٱلتى ٱنتقل بها ٱلتطور من طور وحشى بدآئىّ إلى طور حضرى قرىّ. وقد بين ٱلبلاغ ٱلعربى أن ٱلسلطة فى طور ٱلقرية لها وجهتان.
ٱلأولى سلطة مؤمنة تميل إلى ٱللِّين وٱللّطف وتأخذ بٱلعلم وبحوثه كما كان ٱلأمر فى ٱلقرية روما. وقد بين ٱلبلاغ ٱلعربى مسألة ٱلإيمان فيها بفرح ٱلمؤمنين لنصرها على قرية ٱلفرس:
"الۤمۤ(1) غُلِبَت ٱلرُّومُ(2) فِىۤ أَدنَى ٱلأَرضِ وَهُم مِّن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ(3) فِى بِضعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَئِذٍ يفرحُ ٱلمُؤمنُونَ(4)" ٱلروم.
أما ٱلثانية فهى سلطة فرعون طاغوت جاهل. يسرف ويغلو ويعتدى ويضلّ ويظنّ ويظلم. وليس للعلم فى سلطته أىّ منزلة.
وٱلسلطة ٱلفرعونية ترجع بأهل ٱلقرية إلى طور كومونيالى communalism وحشىّ يسبق نشأت مفهوم ٱلقرية ٱلحضرى بفعل خضوع شعبها ٱلجاهل لسلطة فرعون جاهل يظن أنَّه إلٰٰه.
ويبيّن ٱلبلاغ ٱلرأى وٱلموقف فى هذه ٱلقرية ٱلجاهلة:
"قالَ فِرعَونُ مآ أُرِيكُم إلاَّ مآ أََرى" 29 غافر.
وفيه أنّ ٱلرَّأىَ واحد هو رأى فرعون.
كما يبين ٱلبلاغ أنّ قبول ٱلملإ من ٱلناس لهٰذا ٱلقول ٱلجاهل وطاعتهم له يسوق صاحبه إلى ٱلتَّألّه بقوة ٱلجهل:
"يَـٰۤأيُّها ٱلمَلأُ ما عَلِمتُ لكم من إلٰهٍ غيرِى" 38ٱلقصص.
ويتابع بيان ٱلبلاغ أنَّ ٱلناس فى هذه ٱلقرية يفسقون ويتخلفون عن طور ٱلقرية ويُذَّلون بسبب طاعتهم لمتسلط جاهل وتمسكهم بمفاهيم كومونيالية:
"فَٱستَخَفَّ قَومَهُ فَأَطَاعُوهُ إنَّهُم كَانُواْ قَومًا فَٰسِقِينَ" 54 ٱلزخرف.
ويتولّد عن هٰذا ٱلموقف ٱلفاسق فعل طاغوت جاهل فى وجه ٱلموقف ٱلصابئ عليه (ٱلمحتج وٱلمعترض عليه). وهو ما بيَّنه ٱلبلاغ ٱلعربىّ:
"قالَ لَئِن ٱتَّخَذتَ إلٰٰهًا غيرِى لأجعلنَّكَ من ٱلمسجونينَ" 29 ٱلشعرآء.
لقد جآء فى بلاغ ٱلقرءان ٱلعربى ٱسم ٱلقريتين لكل من روما وفارس:
"وقالواْ لَولا نُزِّلَ هٰذا ٱلقرءَانُ علىٰ رَجلٍ مِّنَ ٱلقريتينِ عظيمٍ" 31 ٱلزخرف.
وهو ٱسم تملك مكَّة حقَّ نشأته فيها وهىَ أمّ ٱلقرى. فٱسم ٱلقرية هو ٱسم تلك ٱلحضارات ٱلديمقراطية منها وٱلفرعونية. وهو ٱسم ٱلحضارات إلى ٱليوم سوآء ءَكانت ديمقراطية أم فرعونية.
هذه ٱلحضارات تحدث فيها فروق بين ٱلناس فى ٱلثروة وٱلعلم. ٱلأمر ٱلذى يجعل ٱلسلطة فيها إمّاۤ أن تتبع أصحاب ٱلثروة وٱلعلم فتعمل على زيادة ثرواتهم وعلمهم وتفقر ٱلأخرين وهم أكثرية. أوۤ أن تتبع ٱلأكثرية ٱلأقلّ علمًا وثروة فتعمل على ٱستمرار سلطتها بفعل كثرتها ٱلعددية وتؤسس سلطة ٱستبداد وطاغوت يسوق ٱلمجتمع إلى ورآء حيث بدأ ٱلتجمُّع ٱلمشاعىّ.
وما جآء فى ٱلعهد ٱلدولى لحقوق ٱلإنسان يبين إرادة بعض ٱلناس للسير وجهة أعلى فى طور ٱلسلطة ٱلسياسية للمجتمع ٱلديمقراطى. وهذه ٱلإرادة تحرّض ٱليوم ٱلمجتمع ٱلإنسانى ليتوجَّه وجهة ديمقراطية جديدة هى ديمقراطية ٱلأنسنة ٱلتى تحدِّد وتبين حقوق ٱلإنسان ٱلفرد من دون نظر إلى قومه أو ماله أو نسبه.
وما يحرّض عليه ٱلعهد ٱلدولى هو ما كنت قد رأيته فى هيئة ٱلسلطة ٱلتى كان ٱلنبى محمد قد ضرب عليها مثلا مُّبصرًا فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة. وهىَ أول سلطة مدينيَّة فى تاريخ ٱلإنسان. فٱلدولة ٱلتى يأخذ شعبها من ٱلعهد ٱلدولى أساسًا لميثاقه ٱلاجتماعى تتوجَّه على سبيل سلطان حكم مدينىّ إنسانىّ كما بدأ ٱلأمر فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة ٱلمثل ٱلوحيد عليه فى تاريخ ٱلمجتمع ٱلإنسانى. وهو ٱلمثل ٱلأعلى لسلطة مدينيّة عهدية ميثاقية. وهذه ٱلسلطة تتكون من مجلس حكمآء ومجلس شورى فى كلِّ علم. ولا تترك لأكثرية أو أقلية أىّ فرصة لتغلب ٱلواحدةُ منهما ٱلأخرى. وكلُّ فرد من ٱلمدينة فقيرًا كان أم ثريًّا يكتسب رتبة حكيمٍ يحكمُ. وٱلحكمآء يسيرون بمجتمعهم ٱلمدينىّ وجهة ٱلخليفة ٱلعليم ٱلخبير ٱلحكيم إلىۤ أخر ٱلأسمآء ٱلحسنى. وبٱلسير على هذا ٱلسبيل تتعاظم حقوق ٱلفرد فى ٱلمجتمع وتذهب جميع مفاهيم ٱلقرية ٱلغليظة وٱلفظة بلونيها ٱلديمقراطى وٱلفرعونى. وتحلّ مكانها مفاهيم تدلّ على ٱللِّين وٱللطف فى ٱلذوق وٱلعلم وٱلمعرفة وٱلحكمة وٱلسلوك وٱلتفكير وٱلمسئولية ٱلفردية وٱلصَّدقة فى ٱلتبرع بٱلأموال لخدمة مصالح عيش أهل ٱلمدينة وٱلتطوّع للدفاع عن عيشها ٱلمدينى فى وجه معتدين.
وماۤ أرـٰه ٱليوم فى صاحب ٱلاسم مسلم أنَّه يتوزع فى ٱلمواقف من ٱلديمقراطية بين تردد وقتال. وهو ما زال لا يدرك مفهوم ٱلديمقراطية حتى فى هيئتها ٱلقريّة ٱلتى تظهر ٱليوم فى لبنان. وهو يخشى على عيشه ٱلمشاعىّ على ٱلرُّغم من ٱلشّكوى منه وٱلهجرة عنه. وهو يرى بما ٱستقرَّ فى نفسه من مفاهيم وثنية أنها تتعارض مع ولاية جاهلين من رجال دينه ٱلوثنىّ وحلفآئهم من ٱلذين يورثون ٱلسلطة أو يستولون عليها بٱلقوة. وهو لم يدرك ٱلمثل ٱلمدينىّ من قبل. ولا ٱلعهد ٱلدولى لحقوق ٱلإنسان من بعد. وهو ما زال يرى فى سلطة ٱلفرعون ٱلمستبدّ ٱلمثل على عيشه ٱلشبيه بعيش ٱلفطور فى تجمّع حظيرىّ.
كماۤ أنَّه لم يفكر بٱلبلاغ (4 ٱلروم) ولم يسأل نفسه لماذا يفرح ٱلمؤمنون بنصر ٱلروم على ٱلفرس. وهو يظنّ أنَّ ٱلإيمان ملكيّة قريشيّة يكتسبها ٱلفرد بٱلولادة وٱلنسب. وأنَّ جميع ٱلناس ومن جميع ٱلأقوام ليسوا بمؤمنين وليس لهم أن يكونوا مؤمنين.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلدِّين ٱلقَيِّم
- من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا
- إلى ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱ ...
- أنشودة مجاهد!
- ٱلتهديد بٱلقتل وهدر ٱلدَّم شرع شيطان
- متابعة ٱلقول فى ٱلاعتراض علىۤ إعلان دمشق
- مثل عن ٱلذين فى قلوبهم زيغ
- بلاد ٱلشام أنا
- ما هو ٱلفرق بين ٱلطريق وٱلسبيل؟
- لَبسُ ٱلدليل
- قول فى ٱلاعتراض على توقيعات إعلان دمشق
- مسلمون للَّه أم للشيطان؟
- أيُّها الموقعون علىۤ إعلان دمشق
- حرية ٱلفرد ركن ٱلديمقراطية ٱلأساس
- مشاركتى فى دعوة ٱلحوار ٱلمتمدن
- زواج ٱلمؤمنين
- نظرية ٱلمؤامرة
- هيئة ٱلرَّسول
- ٱلدليل فى ٱلِّسان ٱلعربى ٱلمبين
- ميثاق شعوب بلاد ٱلشام


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - أفكار للحوار