من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا

سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1378 - 2005 / 11 / 14 - 11:03
المحور: المجتمع المدني
    

أدعوكم أيُّها ٱلسُّوريُّون على ٱختلاف توزعكم (أفراد وفىۤ أحزاب وفى طوآئف وفى جماعات قومية) داخل ٱلسلطة ٱلقآئمة وخارجها لكى نتواثق فيما بيننا على عيش مشترك فوق أرض بلادنا سوريَّا وفق حقوق توزعنا وٱختلافاتنا ٱلفكرية وٱلسياسيّة وٱلقوميّة وٱلدِّينيّة من دون أن يكون لفريق منَّا حقّ ٱلغلبة علىۤ أخر أو نفيه أو تغييبه أو إخضاعه لمنهاج وسلوك. لا فى ٱلفكر ولا فى ٱلرَّأى ولا فى ٱلتعليم ولا فى ٱلعمل ولا فى ٱلِّسان.
وأن يكون بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ "لآ إكراه فى ٱلدِّين" و"لكم دينُكم ولِىَ دِينِ" هو منطلق ميثاقنا على عيش ديمقراطىّ مدينىّ يبعدنا عن أطوار ٱلتخلف ٱلتىۤ أوقعنا فيها ظنُّ ٱلطاغوت لفترة طويلة من ٱلوقت بمجدٍ قومىّ أو بظلمٍ ٱجتماعىّ أو بمحاربة لأجنبىّ.
ولناۤ أيُّها ٱلسُّوريُّون فى ٱلعهد ٱلدولىّ لحقوق ٱلإنسان ما يساعدنا على هذا ٱلتواثق وعلى تغيير عيشنا ٱلضَّنك (ٱلذى وضعنا فيه جهل ٱلطَّاغوت وظنونه) إلى عيش مفتوح على ٱحتمالات متعددة وغير محدودة بما يظنُّه فريق واحد أو طآئفة أو فرد. لا فى ٱلسياسة ٱلاجتماعية ولا فى ٱلسياسة ٱلخارجية ولا فى مفاهيم ٱلدِّين.
ولناۤ أيُّها ٱلسُّوريُّون فى بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفؤاد كلُّ أوْلـٰۤئك كان عنه مسئولاً" 36 الإسرآء.
هداية إلىۤ ٱلعلم أنَّ مسئولية ٱلفرد هىۤ أساس لا يحقّ لمجتمع إنسانىٍّ أن يمنع مشروعيتها. فٱلفرد (ذكر وأنثى) هو ٱلمسئول عن أقواله وأفكاره وأفعاله وأعماله ومواقفه وسكنه وسفره وزواجه وٱختياره لمفاهيمه ودينه وسياسته فى ٱلحياة ٱلدُّنيا وفى ٱلأخرة. وله وحده حقُّ ذلك ولا يخضع لموافقة فرد أخر أو جماعة قومية أو طآئفة أو حزب. وعليه مسئوليته فى ٱلحياة ٱلدُّنيا أمام هيئة منتخبة تقاضى مَن يخالف ٱلميثاق من دون أن يكون لفريق حقّ ٱلتدخل فيما تقضى به. وعليه مسئوليته فى ٱلأخرة عند ربِّه.
وليكن ميثاقناۤ أيُّها ٱلسُّوريون بإعلانناۤ أننا بإرادة منَّا فىۤ إقامة دولة مجتمع ديمقراطىّ مدينىّ فى بلادنا سوريَّا نستند فى تواثقناۤ إلى ٱلبلاغ ٱلعربىّ:
"إنَّ ٱلّذين ءَامنوا وٱلّذين هَادُوا وٱلصَّـٰبئينَ وٱلنَّصَـٰرى وٱلمَجُوسَ وٱلّذينَ أَشرَكُوۤا إنَّ ٱللَّه يفصِلُ بينهم يومَ ٱلقيـٰمةِ إنَّ ٱللَّه على كلِّ شَىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.
وبه نهتدى للعيش معًا على ٱختلاف مناهجنا ٱلفكرية وٱلسياسيّة وٱلدينية وٱلقوميَّة. وبه نسعى لنكون أمَّة مدينيّة ٱلإنسانُ فيها هو ٱلفرد. فلا يسعَ فريق منَّاۤ إلى نفىۤ أخر أو ٱلتقليل من شأنه أوۤ إخضاعه لمنهاج أو تعليم أو سلوك أوۤ أفكار أو سياسة أو ٱلاعتدآء عليه أوۤ إيذآئه أو حبسه أو مصادرة أمواله إلا وفق حكم محكمة منتخبة معلن بما فيه من ٱلكفاية. وأن يكون له كامل ٱلحقّ فى ٱلاعتراض على ٱلحكم وٱلدفاع عن نفسه بنفسه أو بواسطة توكيل يختاره ويرضى به من دون تضييق عليه ولا منع.
وتتكون سلطة دولتنا عبر مؤسسات ٱلمجتمع ٱلمدينىّ ٱلمنتخبة وٱلتى نكلفها للعمل وفق ميثاقنا هذا. ومن مفاهيمه تُحدَّد أعمالها لمصلحة جميع أفراد ٱلمجتمع ٱلمدينى ٱلسُّورى من دون تمييز أو تحيُّز أو تحزّب. وتتوزع مؤسسات ٱلمجتمع ٱلمدينىّ على مستويات مختلفة وفى جميع ٱلمناطق ووفق ما يرى سكان تلك ٱلمناطق. ولهم وحدهم حقّ ٱلتفاهم على حقوق ٱلتكليف لهذه ٱلهيئآت فىۤ إقامة ٱلعدل وٱلتكافل ٱلاجتماعىّ ومحاربة ٱلفقر وٱلجهل وٱلبطالة وٱلوصاية ٱلفكريّة وٱلدِّينية وٱلجريمة وتأمين ٱلعيش ٱلكريم لجميع ٱلأفراد وفى تأمين نعم ٱلحرية لنا نحن ولأجيالنا ٱلقادمة. وفى توفير سبل ٱلتعليم ٱلخاصّ وٱلعام لمن يريده. وفى توفير سبل ٱلتطوع للدفاع ٱلمشترك عن عيشنا من دون عدوان وفى تعزيز ٱلخير ٱلعام لنا جميعًا.
على هذاۤ ٱلميثاق أدعوكم أيُّها ٱلسُّوريون لنوقع عليه وننشره ليكون فى متناول جميع أبنآء سوريَّا ومصدرهم فى ٱلتفاهم ومتابعة عيشهم ٱلمسئول.

#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل