ٱلدِّين ٱلقَيِّم

سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 12:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

إن بيان ٱلقرءان يهدى "للَّتى هىٰۤ أقوم". وهو بيان من خالق وصانع لكلِّ شىءٍ من كوانتوم وفيزيآء وبيولوجيا وبلاغ عربىّ عن كلِّ ذلك. وٱلخالق ٱلصانع هو ٱلأعلم بما خلق وصنع وٱلأقدر على بيان ما فعل وكيف يجرى ٱلنفع من خلقه.
ونضرب مثلا على ذلك فى بيان خالق وصانع من ٱلبشر لسيارة أو كومبيوتر يهدى به ٱلمنتفعَ إلىۤ أقوم سبيل فى ٱستعماله. ولن يكون لعامل صيانةٍ مهما خبر فى صيانة وإصلاح ٱلسيارة أو ٱلكومبيوتر ٱلقدرة على ٱلعلم بما يصون ويصلح أكثر من ٱلخالق ٱلصانع. وإنّ ٱلإنسان ٱلَّذى يعمل على بعض ٱلمخلوق أو جميعه ويعقل ما يعمله مع بيان ٱلخالق ٱلصانع (بشر كان أم ٱللَّه) يأتى عمله صالحًا لا فساد فيه. فٱلذى يسير من ٱلناس فى ٱلأرض لينظر كيف بدأ ٱلخلق وليقرأ ما نظره من معلومات خلقية وليدرسه وليبينه ثمّ ليعقل بيانه مع بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ يوصل بنفسه إلى رتبة خليفة ٱلمعلن عنها فى ٱلبلاغ ٱلعربىّ "إنِّى جاعل فى ﭐلأرض خليفةً". وٱلخليفة خالق ولكن "تبارك ٱللَّهُ أحسنُ ٱلخالقين". وهذا ٱلإنسان ٱلخالق ﭐلّذى يكتسب ﭐلقدرة على ﭐلعلم وﭐلفعل وﭐلعمل وﭐلقول وٱلعقل يقوى بقوى جميع أسمآء ﭐللّه ﭐلحسنى.
ومثل هٰذا ٱلإنسان لا يُحقق وجوده فى وسط مفاهيم ٱللغو وٱلتخريص وٱلظَّنِّ. أو فى وسط جماعة كومونيالية بطريركية. أو فى وسط حزب يتبع أفراده منهاجًا واحدًا لا يقبل بتعدد فى ٱلمفاهيم.
وقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربى أنّ وجود هذا ٱلإنسان يُحقق بما يكسبه كلُّ فرد من ٱلناس وعلى مسئوليته:
"كلُّ نفس بما كسبت رهينة" 38 ٱلمدّثر.
"كلُّ ٱمرئ بما كسب رهين" 21 ٱلطور.
ووكِّد ٱلبلاغ ٱلعربى على ما يكسبه ذلك ٱلفرد:
"ونَرِثُهُ ما يقولُ ويأتينا فَردًا" 80 مريم.
"وكُلُّهُم ءَاتيهِ يومَ ٱلقيـَٰمةِ فَردًا" 95مريم.
"ولقد جِئتمُونا فُرٰدَىٰ كما خلقنٰكم أَوَّلَ مرَّةٍ" 94 ٱلأنعام.
وإنَّ ٱلجماعة ٱلتى تتكوّن من أفراد أحرار وفق ميثاق بينهم يحدِّد حقَّ كلِّ فرد منهم فى مسئولية قوله وعمله وموقفه وتطوره فهى حزب ميثاقىّ. ومثل هؤلآء هم حزب ٱللَّه ٱلذى يتخذ أفراده من بيانه ٱلعربى ٱلهداية فى ٱلولاية وٱلحكم فى عيشهم:
"ومَن يَتَوَلَّ ٱللَّه ورسُولَهُ وٱلَّذينَ ءامنوا فإنَّ حِزبَ ٱللَّه هُمُ ٱلغٰلبُونَ" 56 ٱلمائدة.
وهؤلآء جماعة يكتسب ٱلفرد منهم ما يوصله إلى موقف ٱلخليفة. وبه يزكو بٱلقول وٱلفعل بعد ٱمتلآء قلبه بٱلروح ٱلقدس وٱلطاعة ٱلكاملة لبيان ٱلبلاغ ٱلعربى.
إنَّ بلاغ ٱلقرءان موجّه للناس جميعًا. لكل فرد منهم إلى قيام ٱلساعة. وعلى كلِّ فرد مسئوليته عن موقفه من ٱلرسالة. فلا وصاية ولا وكالة ولا ولاية ولا صيطرة لفرد على أخر فى ٱلمسألة. وما تزعم به بيوت ٱلكهنوت من وصاية على رسالة ٱللَّه وٱحتكارها لتفسيرها وشرحها هو زعمُ متسلطٍ كافر بدين ٱللَّه ورسالته.
لقد فعلت مسطورات لسانية لهذا ٱلكهنوت وحليفه ٱلطاغوت لغوًا فى ٱلبلاغ ٱلعربىّ. وعملت هذه على تعطيل ٱنتشار كتاب ٱللَّه وبيانه بين ٱلناس إلى ٱليوم. وهى بلغوها خلقت ٱليوم كهنوتًا مجنونًا يأجُّ فى نفوس جاهلين ويجعلهم يفعلون ما يؤمرون.
هذا ٱلكهنوت يوقف ٱليوم أمام ما يعرف بٱلعولمة ٱلتى هىَ أحوج إلى بيان ٱلرسالة ٱلعربية وهدايتها وٱلعلم بما جآء فيها عنها:
"قُل يٰۤأيُّها ٱلنَّاسُ إنِّى رسولُ ٱللَّه إليكم جميعًا" 158 ٱلأعراف.
فهو يزعم أنَّ مفاهيم توحيد سكان ٱلأرض عبر شفافية فى كلِّ أمر ضلال. ويوقف فى جبهة معارضتها. وسبب ذٰلك هو هجره ٱلقرءان وإتباعه تشريعات ومفاهيم وضعهاۤ أفراد من ٱلبشر وفق إدراك كلٍّ مِّنهم بعيدًا عن ٱلسير فى ٱلأرض وٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق وبعيدًا عن دليل ٱلِّسان ٱلعربىّ ٱلمبين.
لقد وقف هذا ٱلكهنوت ٱلمجنون وعارض تنشئة أطفال ٱلأنابيب. ثم عارض علم ٱلاستنساخ وألوان ٱلعلوم ٱلأخرى ٱلتى تصدر عن ٱلغرب ٱلميثاقىّ. وهو يرجم ٱلغرب وعلومه بتهم متعددة أولها تهمة ٱلكفر. وهو يظن ويزعم أنَّ ٱللَّه ودينه حكرًا لَّه ولمفهومه ٱلكومونيالىّ ٱلجاهل. وهو فى بلادنا ٱلشَّامية يعترض علىۤ أىِّ مطلب لحقِّ ٱلفرد (ذكر كان أم أنثى) ولأىّ تطور فى ٱلمفاهيم وٱلعلوم. وهو يعارض ٱلإعلان ٱلعالمى لحقوق ٱلإنسان ويزعم أنَّه مفهوم كافرين. وكان موقفه من نظرية ٱلتطور هو ٱلرفض منذ ٱلبداية وما زال يرفض إلى ٱليوم. وقد تمسك بقصة مفترـٰة عن خلق ءَادم وأنكر تفصيل ٱلخلق ٱلذى جآء فى ٱلقرءان. وهو ٱليوم غارق بمسآئل مثل غطآء رأس ٱلمرأة وٱختلاطها مع ٱلرجل وعملها فى ٱلسياسة وتعدد ٱلزوجات وٱلزواج من أحزاب أخرى ولا يوجد فى ذاكرته أثر للأمر:
"قل سيروا فى ٱلأرض فٱنظروا كيف بدأ ٱلخلق"20 ٱلعنكبوت.
لقد وكّد ٱلبلاغ ٱلعربى ٱلتطورَ قبل نشأة نظرية ٱلتطور:
"وقد خلقكم أطوارًا" 14 نوح.
وبيّن تسلسل ٱلتطور فى ٱلأنبآء ٱلتالية:
"وجعلنا من ٱلمآء كلَّ شىءٍ حىٍّ "30 ٱلأنبيآء.
"وٱللَّهُ أنبتكم من ٱلأرض نباتًا" 17 نوح.
"هو ٱلذى خلق من ٱلمآء بشرًا" 54 ٱلفرقان.
"وبدأ خلق ٱلإنسٰن من طين" 7 ٱلسَّجْدَة.
"ولقد خلقنا ٱلإنسٰن من سلـٰلةٍ مِّن طين" 12 ٱلمؤمنون.
"خلقكم مِّن نَّفسٍ وٰحدةٍ وجعل منها زوجها" 6 ٱلزمر.
"وهو ٱلذى خلقكم مِّن طِينٍ ثمَّ قَضَىٰۤ أجلاً وأجل مُّسمًّى عنده ثمَّ أنتم تمترون" 2 ٱلأنعام.
"فإنَّا خلقنـٰكم من ترابٍ ثمَّ من نطفةٍ ثمَّ من علقةٍ ثمَّ من مُّضغةٍ مُّخلَّقةٍ وغير مخلَّقةٍ لِّنبيّنَ لكم ونقرَّ فى ٱلأرحام ما نشآء إلىٰۤ أجل مُّسمًّى ثمَّ نخرجكم طفلاً ثمَّ لتبلغوۤا أشدَّكم" 5 ٱلحج.
"يخلقكم فى بطون أمهـٰتكم خلقًا مِّن بعد خلق" 6 ٱلزمر.
هذا ٱلأمر كنا قد تناولناه فى كتابنا "ٱلاستنساخ" ولا نريد ٱلإطالة هنا فيه.
ونتابع قولناۤ أنَّ ٱلقرءان هو رسالة ٱللَّه إلى ٱلناس جميعًا. وإنَّ ٱحتكاره من قبل فئة من ٱلنَّاس يخالف ٱلبلاغ 158 ٱلأعراف. وفى ٱدعآء ٱلاحتكار محاربة للإرادة ٱلإلٰٰٰٰٰٰٰهية. وكفر بتوجُّه ٱلرسالة وكفر بحقِّ ٱلمرسل إليهم فى ٱلأرض كلها فردًا فردًا فىۤ أن يُظهر كل مِّنهم موقفه من ٱلبلاغ سندًا إلى ما ٱكتسبه. وهو ما سيحاسبه ٱللَّه عليه بمفرده من دون أحزاب أو طوآئف.
إن ٱلدين عند ٱللَّه هو ٱلإسلام له وحده. فهو ٱلخالق وٱلصانع للتكوين ميِّته وحيّه وٱلبيان عنه. وله بيان عربىّ عن ٱلدين ٱلجارى فى تكوينه يبينه ٱلقول substantive law وٱلقول natural law. وهو بيان موجَّه للناس جميعًا. وقد ترك لكلّ فرد مِّنهم مسئولية ٱلعلم به وٱلعقل معه. وبتلاوة كلِّ فرد للبيان بلسانه ٱلعربى ٱلمبين وٱلصبر عليه حتى يُقضى له ما فيه يوصله إلى ٱلدين ٱلقيِّم ومنه إلى موقف ٱلخليفة.
لقد أنزل ٱللَّه رسالته على قلب محمد وثبتها فى فؤاده. وكان ذٰلك تلقيمًا وتجريعًا للقلب بٱلقرءان مستطرًا فيه. وكما نعلم إلى ٱليوم فإن ٱلإنسان يسطِّر ٱلمعلومات عن طريق ٱلسمع وٱلبصر وٱلتعلم على ٱكتساب ٱلخبرة حسيًّا. وما يبيّنه ٱلبلاغ لناۤ أنَّه يمكن تسطير ٱلمعلومات فى ٱلقلب عن طريق ٱلتلقيم بٱلوحى كما جرى مع ٱلرسول محمد.
لقد ٱختار ٱللَّه لهٰذه ٱلأية رجلا لم يسبق له أن شارك فىۤ أىّ مسألة علمٍ. بل كان قد نشأ وكبر فى دآئرة متأخرة عن داۤئرة وٱلديه وعـاش يتيمـًا. وٱلبلاغ يوكّد ذٰلك:
"أَلَم يَجدكَ يتيمًا فَءَـاوَى" 6ٱلضحى.
لقد ءَاوَتهُ ٱمرأت مُّرضعة (حليمة ٱلسعدية). فنشأ فى حضانتها وفى مجتمعها ٱلرّعوىّ ٱلمتأخر كثيرًا عن مجتمع وٱلديه فى قرية مكَّة. وقد كبر من دون تعليم أو ٱكتساب علم. ويبيّن ٱلبلاغ ذٰلك:
"ما كُنتَ تدرِى ما ٱلكتٰبُ ولا ٱلإيمٰنُ" 52 ٱلشورى.
وتتوكّد هٰذه ٱلمسألة فى بلاغ أخر:
"وما كُنتَ تَتلُوا من قبلِهِ من كتٰبٍ ولا تَخُطُّهُ بيمينِكَ" 48 ٱلعنكبوت.
لقد بلغ محمد ٱلأربعين عندما بدأ ٱلوحى من دون أن تكون له أىّ معرفة بتلاوة أو خطٍّ أو علم. وبدأت ٱلأية ٱلكبرى فى تلقيمه ٱلقرءان وحيًا installation وتنزيلا downloading فى قلبه وفى تثبيته فى فؤاده. ثمّ فى قرءانه من فؤاده مجزَّءًا (إخراجه منطوقًا ومخطوطًا) وفق إثارة حدث. وقد كمل قرءُه من بعد أثنين وعشرين عامًا. وهذا جعله يحدِّثُ بأحسن ٱلحديث بلسان عربىّ مبين. وءَاية ٱلرسول وٱلنّبىّ محمد هى فى تلقيم قلبه ٱلقرءان وحيًا installation وفى تثبيته فى فؤاده من دون أن يكون يتلو كتابًا أو يخطه بيمينه أو يدرى وقد بلغ ٱلأربعين. ثمَّ فى قرء ما ثُبِّتَ فى فؤاده. وفى متابعة هذا ٱلسبيل لفهم ٱلمسألة نوصل إلى تأويل هذا ٱلحدث ٱلذىۤ أرى ٱستقراره وبيانه فى ٱلكومبيوتر ومناهجه.
هذا ٱلأمر له هيئة علم فى ٱلغيب. وهو علم فى ٱلجزء ٱلذى لا يظهر لبصر ٱلعين من دون عون مبصرات صنعية كٱلمبصرات ٱلإلكترونيّة ٱلنانو متريَّة. وكذلك علم ٱلمقادير ٱلرقميّة ٱلكومبيوتريّة (ٱلإحصآئية). أمَّا ٱلقول ٱلذى يتبعه ٱلكهنوت بما يسميه علم ٱلسَّند وعلم ٱلنقل فهو قول يدل على تمسكٍ بما وصل إليه علم ٱلسَّلف ومنع لسير ٱلعلم فى ٱلحقِّ. وهذا مطلب جاهل فى علم ٱللَّه لا يريد للَّه أن يعلم أكثر من علم ٱلسَّلف.
لقد بيَّن بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ أنَّه:
"لِكُلِّ نبإٍ مُّستَقَـرّ وسوفَ تَعلمونَ" 67 ٱلأنعام.
"ولتعلّمُنَّ نبأهُ بَعـدَ حين" 88 ص.
وهذا يبيِّن حركة فى ٱلعلم تخضع لمسألة ٱلاستقرار فى ٱلنظر وٱلاطمئنان فى ٱلقول. ولا يترك لمن يزعم بقولٍ مَّنقول بزعم سندِ عددٍ مِّنَ ٱلقآئلين ممَِّن ليس لهم فى علم ٱللَّه أىُّ خبرة علميَّة.
لقد خلق ٱللَّه تكوينًا وصنعه. وأرسل كتابًا عربيًّا فى ٱلتكوين يبيِّن سبيل هذا ٱلخلق وٱلصنع وسبيل ٱلعيش فيه من دون فساد. فأول حجر بنآء فى ٱلتكوين هى سورة ٱلهيدروجين وهىَ أول سورة يفتتح بها كتاب ٱلبيان وٱلتبيان لكلِّ شىء "ٱلفاتحة". وثانى سورة فى ٱلتكوين هى جزء ٱلمآء H2g2O ومنه كلّ شىءٍ حىٍّ. وهى ٱلسورة ٱلثانية فى كتاب ٱلبيان ٱلعربىّ "ٱلبقرة" وهى ما رمز به ٱلخالق ٱلصانع بٱلكلمة "الۤمۤـ". هذه ٱلسورة تحمل ٱسمًا يدل على ٱلتوسع فى ٱلانتشار وقد جآء عنهاۤ أنها "كتٰب لا ريبَ فيه". وهو أمر كان هيزنبرغ قد بيَّنه فيما يعرف فى ٱلفيزيآء بـ "مبدأ ٱلريب".
أمَّا أخر سورة فى كتاب ٱلبيان ٱلعربىّ فتبيِّن أنَّ ٱلأفراد ٱلذين يتجمَّعون فى مكان بفعل هجرتهم من ديارهم لا تربط بينهم روابط قوم أو دم أو لسان. وما يربط بينهم هو مفاهيم تقوم على ٱلبلاغ "لآ إكراه فى ٱلدِّين". وهى ٱلتى جعلتهم ينوسون عن ديارهم ويهاجرون. وهؤلآء لهم ٱسم جمعٍ فى ٱلبيان ٱلعربىّ هو ٱسم "ٱلناس". يدلّ على ٱسم جمعٍ من أصل ٱلفعل "نَوَسَ ينوسُ".
وهذا يجعلنا نبيِّن فهمنا لما تدل عليه كلمة بشر وكذلك كلمة إنسان. فٱلبشر هو ٱسم للون من ٱلأحيآء. وهو ٱلذى نُفخت فيه ٱلرُّوح. وله أُرسل ٱلبيان ٱلعربى. وهو ٱلذى صار له بفعل ٱلرُّوح ٱسم إنسانٍ مُّبيِّنًا ٱبتعاده عن سلوك ٱلوحش. أمَّا ٱسم ٱلنَّاس فهو لأولٰئك ٱلذين ناسوا بعيدًا عن ديارهم وتجمعوا ليقيموا ٱلدِّين ولا يتفرقوا فيه. وكلُّ إكراه يدفع إلى ٱلتفرُّق وٱلنزاع وٱلاقتتال وٱلنَّوس. ومن أجل منع حدوث ذلك يُقيم ٱلذين ناسوا ٱلدِّين فى مكان عيشهم ٱلجديد فيتواثقوا على عيش يقوم على "لآ إكراه فى ٱلدِّين" وبه لا يتفرقون ولا يقتتلون ولا ينوسون عن مجتمعهم ٱلميثاقىّ.
هذا هو فهمى للدِّين. وبهذا ٱلفهم أرىۤ أنّ ٱلدِّين يهدى "للَّتى هىٰۤ أقوم". وبهذا ٱلفهم أدعوا لإقامة ٱلدِّين فى بلادنا ووقف نوس أولادنا وهجرتهم. وسبيلناۤ إلى ذلك فى ميثاق يقوم على "لآ إكراه فى ٱلدِّين" وعلى "لكم دينكم ولىَ دينِ". وهذا يجعل بلادنا تشدُّ إليها مهاجرين لا تدفع بأولادها للهجرة بعيدًا عنها.
وما يفعله أولٰئك ٱلذين يزعمون وصاية على ٱلدِّين هو إكراه وصلوا به إلى حدِّ ٱلقتل لمن يختلف معهم فى ٱلدِّين. وهؤلآء لا يطيعون شرع ٱلبلاغ ٱلعربىّ:
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيموا ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقوا فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللَّهُ يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
هذا ما شرَعَه ٱللَّه لنا جميعًا. وهو شرع بدأ مع نوح وكمل مع محمد. ولكلٍّ حريته فى ٱلأخذ به أو ٱلإعراض عنه. سندًا إلى ركن ٱلدين ٱلأساس "لآ إكراه فى ٱلدين" ٱلذى يمنع قيامه ٱلتفرّق فيه.

#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات