أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير إبراهيم خليل حسن - وطن أم سجن؟














المزيد.....

وطن أم سجن؟


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1435 - 2006 / 1 / 19 - 08:40
المحور: حقوق الانسان
    


ٱلحياة ٱلبشرية تقوم على مسئولية ٱلفرد فى ٱلحياة ٱلدنيا ومسئوليته فى ٱلحياة ٱلأخرة. وجميع ٱلبشر يحبون هذه ٱلحياة ٱلدّنيا وهم يريدون ٱلعيش فىۤ أوطانهم مع رفاقهم وأهلهم يتبادلون معهم ٱلتنافس فى ٱلعلم وٱلحب وٱلمتعة فى ٱلتواصل بلسان ٱلقوم وٱلأهل وقصصهم. وهم يحبون ٱلحرية ويكرهون ٱلعبودية لبشر مثلهم.
ومع ذلك توجد أوطان لا يفتح فيها للتنافس ولا للحب ولا للمتعة ولا للتواصل من سبيل. وٱلذى يغلق على ٱلناس ٱلسبيل هو منهم يتسلط ويزعم بوصايته عليهم وعلىۤ أفكارهم. فهذا ٱلمتسلط يُرغم ٱلناس على مفهومه عن ٱلقوم ووحدته. وذاك ٱلمتسلط يرغمهم على مفاهيم ٱلاشتراكية وأمميتها. وٱلمتسلط ٱلثالث يرغمهم على ما فهمه هو من دين ٱللَّه. وٱلثلاثة يزعمون أنهم أوصيآء على ٱلوطن ومَن فيه. وهم يتصرفون ويأخذون جميع ثروات ٱلوطن. ويسرقون أموال ٱلناس وحقوقهم فى ٱلعيش وٱلمسئولية. وإذا تكلم واحد من أبنآء ٱلوطن وٱحتجّ على ما يفعله أولئك ٱلمتسلطون قاموا عليه فحبسوه أو قتلوه. وعندما يزداد بطش ٱلمتسلط ويكبر حبسه ويضيق بساكنيه يبدأ أبنآء ٱلوطن بٱلهجرة بعيدًا عن ٱلأهل وٱلرفاق. ولا يبقى فى ٱلوطن غير متسلط مسلح بكلِّ ثروة ٱلوطن ٱلتى يسلطها على مواطن ضعيف جآئع وأهل بيته ممّن لم يكن بيده حيلة للهجرة ولا لمنع تسلط ٱلمتسلط. فيتابع عيشه ٱلضنك فى حبس كبير وكريه هو ٱلوطن.
هذا ٱلوطن تجدونه فيما يسمّى بلاد ٱلعرب وٱلمسلمين. فهم عرب ٱلأجسام بسبب عريهم. وهم مسلمون للطاغوت ٱلمتسلط عليهم حتى فى مفاهيمهم عن ٱلدين بسبب ضعفهم وجهلهم. أمّا سلاطينهم فإنّ عربية أجسامهم يكسوها ويعجمها ريش وحرير. وإسلامهم هو للشهوات بكلِّ ألوانها. وهم يتنافسون فى تكبير أرصدتهم فى ٱلبنوك ٱلأجنبية وعلى ظهر ٱلسيارات ٱلشاحنة ٱلمشدرة على ٱلأموال وٱلكنوز ٱلأثرية. وهم يتحدثون فى كلِّ مناسبة عن ٱلفساد وٱلإصلاح وٱلتغيير. وبحديثهم هذا يزداد فسادهم وفسقهم وظلمهم وكذبهم. ويزداد فقر ٱلمواطن وعيشه ٱلضنك.
إنِّىۤ أحب بلدىۤ وأحب شعب بلدى ٱلفقير. فقد صبر وذاق ٱلمر علىۤ أيدى سلاطين ٱلقوم وسلاطين ٱلاشتراكية وسلاطين ٱلدين. وصبر على ٱلظلم وٱلقهر وٱلتعذيب وٱلجبروت ٱلذى صنعه له ٱلظالمون من أبنآئه ٱلمجرمين. وصبر على ٱلفقر وٱلذل وٱلمرض وهو ينتظر ويحلم بخلاص له ولأرضه ٱلتىۤ أنعم عليها ٱللَّه بجغرافيا لا تعادلها جغرافيا. وكان كلّ من ٱنتظاره وحلمه سرابا. فهو لا يقوى على دفع ٱلظلم عن نفسه وعن أهل بيته. وإن أراد طامع أجنبى أخذ أرضه لا يستطيع ردّه عنها. ولن يجد واحدا من سلاطينه يقف ليدافع عنه وعن أرضه. لأن ٱلسلاطين يرحلون إلى حيث خُزِّنت أموال ٱلوطن ٱلتى صارت ملكهم ٱلمخزون فى مخازن بعيدة عن ٱلوطن.
لم يبقَ لهذا ٱلشعب ٱلضعيف إلا طلب ٱلعون من ربِّه على ظالميه:
"رَبَّنا أَخرِجنَا مِن هذه ٱلقرية ٱلظالِمِ أهلُها وٱجعل لنا مِن لَّدُنكَ وليًّا وٱجعل لَّنا مِن لَّدُنكَ نصيرًا" 75 ٱلنِّسآء.
ولن يكون ٱلولىّ وٱلنصير عنترة ولا هرقل ولا ماشيستى. بل سيكون دولة تؤمن بحقوق ٱلبشر ٱلإنسان وتحرره. وتتولى فتح ٱلبلد وتحرير شعبه من يد ٱلظالمين كما فتح ٱلنّبىّ محمد مكّة وأنهى سلطة طاغوتها وجبروته وكفره. وسيكون موقف تلك ٱلدولة تلبية للندآء ٱلذى يبينه بلاغ ٱللَّه ٱلعربىّ:
"وما لكم لا تقٰتلون فى سبيل ٱللَّه وٱلمستضعفين مِنَ ٱلرجال وٱلنِّسآء وٱلولدان ٱلذين يقولون رَبَّنا أَخرِجنَا مِن هذه ٱلقرية ٱلظالِمِ أهلُها وٱجعل لنا مِن لَّدُنكَ وليًّا وٱجعل لَّنا مِن لَّدُنكَ نصيرًا" 75 ٱلنِّسآء.
فيأتون ويقاتلون فى سبيل ٱللَّه ٱلذى يحدده ٱلقول ٱلعربىّ:
"لاۤ إكراه فى ٱلدينِ قد تبيَّنَ ٱلرُّشدُ مِنَ ٱلغىِّ" 256 ٱلبقرة.
فتسقط سلطة ٱلأوصيآء وطاغوتهم ٱلبغيض. وتعود للناس حريتهم وتعود لهم مسئوليتهم. ويبقى عليهم حماية تلك ٱلحرية وتلك ٱلمسئولية فلا يتركوا لمتسلط أن يعتلى كرسى ٱلسلطة بزعم وصاية ٱجتماعية أو قومية أو دين.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرءانىّ ! تهمة يطلقها ٱلمسلمون على مَن يتبع ٱلقر ...
- محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام
- مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱل ...
- حديث ٱلرَّسول وحديث ٱلنَّبىّ
- ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ ف ...
- أصل ٱلإنسان
- كلمة -حداثة- لا تدلّ على جديد
- لماذا مؤتمر بٱسم ٱلإسلام؟
- الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- ٱلثقافة وٱلحداثة
- أفكار للحوار
- ٱلدِّين ٱلقَيِّم
- من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا
- إلى ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱ ...
- أنشودة مجاهد!
- ٱلتهديد بٱلقتل وهدر ٱلدَّم شرع شيطان
- متابعة ٱلقول فى ٱلاعتراض علىۤ إعلان دمشق
- مثل عن ٱلذين فى قلوبهم زيغ
- بلاد ٱلشام أنا
- ما هو ٱلفرق بين ٱلطريق وٱلسبيل؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سمير إبراهيم خليل حسن - وطن أم سجن؟