أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ فى بلادنا!















المزيد.....

ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ فى بلادنا!


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1406 - 2005 / 12 / 21 - 07:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت ٱلديمقراطية (بمفهومها ٱلوارد فى ٱلعهد ٱلدولى لحقوق ٱلإنسان) ولا زالت وسيلة للإنسان من أجل تحقيق إنسانيته ٱلتى تكونت بنفخ ٱلروح. وهو عنها مسئول يوم يقوم ٱلحساب. وبها يقوم ٱلدِّين من دون تفرُّق به إلى طوآئف متقاتلة فيه.
لقد ٱنقلب ٱلمهاجرون من أهل مكّة بتحريض من ملإ مكّة (ٱلبيت ٱلأموىّ) على ٱلمثل ٱلمدينى فى دولة ٱلمدينة ٱلمنورة. وقد جرى ٱنقلابهم فى ٱجتماع سقيفة بنى ساعدة. ومن بعد أن ٱستقام أمر ٱلانقلابيين وسلطتهم أقاموا دين مكّة ٱلذى يكره ٱلناس فى ٱلدِّين. وحلَّ دين أهل مكَّة مكان دين ٱلحقِّ ٱلذى بيَّن للناس أنّه لاۤ إكراه فى ٱلدِّين وأنّ لهم أن يكفروا به ولهم أن يؤمنوا فلاۤ إكراه عليهم فى مواقفهم.
ومنذ ذلك ٱلانقلاب لم يقم فى بلادنا غير دين ٱلطوآئف وٱلأحزاب. وجميع تاريخ ٱلدولة ٱلتى تتسمّى بٱلإسلام هو تاريخ دين هذه ٱلطوآئف وٱلأحزاب. وكان دين مَن يسمُّون أنفسهم سنّة هو صاحب ٱلتاريخ ٱلغالب بين دين ٱلطوآئف حتى سقوط ٱلدولة ٱلعثمانية وحتى نشأة سلطة شيعية فىۤ إيران. فظهرت سلطة لطآئفتين وبدأت كلُّ طآئفة تخط تاريخًا جديدًا لَّها وتزعم كلُّ طآئفة أنَّها تمثل دين ٱلحقِّ. وقد ظهر لهما ٱتفاق وتوافق على ٱلمصالح برز فى ٱجتماع جدَّة وبيانه. فقد وجد ٱلمجتمعون أنّ دين أهل مكّة يتعرض لهزيمة أمام دين ٱلحقِّ ورسوله ٱلجديد ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية وقد ٱتفقوا على ترك ٱلخلافات فيما بينهم وعلى ٱلاتحاد فى وجه رسالة ٱلديمقراطية "لآ إكراه فى ٱلدِّين" ٱلتى تهدد سلطة دينهم.
لقد جآء فى سورة ٱلكافرين أنّ للناس صناعة فى ٱلدِّين تزعم أنّه دين ٱلحقِّ وقد بين ٱلبلاغ ٱلعربىّ ٱلفرق بين دين ٱلحقِّ ودين ٱلطوآئف:
"قُل يٰۤأيُّها ٱلكٰفرونَ/1/ لآ أعبُدُ ما تعبُدُونَ/2/ ولآ أنتم عٰبدون مآ أعبُدُ/3/ ولآ أنا عابِد مَّا عَبَدتُم/4/ ولآ أنتُم عٰبِدونَ ماۤ أعبُدُ/5/ لكُم دِينُكُم وَلِىَ دِينِ/6/".
فى كلمة "دينكم" ما يدل على ملكية ٱلمخاطب "كم" لدينه ٱلذى صنعه لنفسه. وفى كلمة "دينِ" لا يظهر ما يدل على ملكية ٱلمتكلم للدِّين. فلا توجد يود "ى" (ٱليآء) تدلّ على ملكية وصناعة ٱلدِّين. فٱلرّسول يتبع دينٍ لَّم يصنعه لنفسه. أمَّا ٱلمخاطبون من قومه فلهم دينهم ٱلذى صنعوه لأنفسهم.
وفى ٱلسُّورة طلب لإقامة ٱلدِّين "لآ إكراه فى ٱلدِّين" ولكلٍّ دينه ٱلذى يريد ٱتباعه. وقد رفض أهل مكّة طلبه وأكرهوه على ٱتباع دينهم. فلجأ مهاجرًا إلى يثرب وأكثر أهلها يهود. وقد تعاونوا معه فىۤ إقامة ٱلدِّين فى مثله ٱلرَّسولى "دولة ٱلمدينة ٱلمنورة" وفى دستورها "ٱلصحيفة".
ومن بعد فتح مكّة وسقوط عدوان أهلها مرّت سنتان قبل وفاة ٱلرَّسول. وقد تواصل أهل مكّة مع أصدقآئهم وأقربآئهم من ٱلمهاجرين خلال تلك ٱلسنتين وتفاهموا على ٱلسلطة من بعد ٱلرَّسول. وقد سارعوا لأخذ ٱلسلطة من لحظة موته ومن قبل دفنه. وقد أخذوها بزعمٍ أنّ ٱلرِّسالة فى قريش ولها تعود ٱلخلافة فى ٱلسلطة. ومن سقيفة بنى ساعدة تابع ٱلانقلابيون نشر سلطة دينهم ٱلكافر. وكان شعارهم ٱلكافر "لا يجتمع فى جزيرة ٱلعرب دينان" إعلانًا لِّتفرّد دين مكّة فى كلِّ أمر وحرب ضد كلِّ مَن لا يتبعه.
هذا ٱلشعار ما زال هو ٱلمؤسس لما يسمّى ٱلإسلام ٱلسياسى فىۤ أيامنا هذه وله زعم قومىّ بٱلقومية ٱلعربية كما هو شعار ٱلكافرين "لا يجتمع فى جزيرة ٱلعرب دينان". وهو يرفع شعاره ٱلاحتكارىّ ٱلجديد "أهل مكَّة أدرى بشعابها" فى وجه رسالة ٱلديمقراطية ورسلها من أهل مكّة ٱلذين يطلبون إقامة دين ٱلحقِّ ومن أعوانهم ٱلأمريكيين. وهو يقاتل بوحشيته ٱلقديمة ليمنع تكرار ٱلمثل ٱلرَّسولىّ فى ٱلعراق. وقد تحالف مع أبنآء قومه فى جامعتهم ٱلمسماة عربيّة وسعى مع أمينها ٱلعام عمرو موسى من أجل صلح حديبية جديد فى مؤتمر ٱلقاهرة. كما سارع إلى مؤتمر أخر فى جدّة حشد فيه طوآئفه ٱلمختلفة لتتوحد فى وجه سلطة للمدينة تولد فى ٱلعراق بعون ٱلرّسل ٱلأمريكيين. وكأنّه وجد أنّ ما يجرى فى ٱلعراق لا رادّ له فسارع للعمل على وقف ٱنتشاره خارج ٱلعراق. وقد وجد فى ٱنتخابات مصر مخرجًا لَّه لمنع إقامة ٱلدِّين فىۤ أماكن أخرى. فسلطان مصر سارع معلنًا زعمه بديمقراطية محليّة من دون عونٍ خارجى. وترك لجماعة من ٱلإسلام ٱلسياسى ٱلذين يسمُّون أنفسهم "ٱلأخوان ٱلمسلمون" فرصة لتحقيق بعض ٱلمكاسب فى برلمانه ٱلصورىّ. وقد خفف على نفسه من ضغط رسالة ٱلديمقراطية بزعم تحالفه معها وٱلتوجّه إلىۤ إقامة ٱلدين فى مصر. وكان بعض هؤلآء ٱلأخوان قد أعلن قبوله بٱلتعددية ٱلسياسية وحرية ٱلناس فى دينهم أثنآء جريان ٱلانتخابات. وقد كتبت تحية لهم (منشورة على موقعى ٱلفرعى لدىۤ أصدقآء ٱلديمقراطية على ٱلوصلة http://islamdemocacy.friendsofdemocracy.net) بسبب ذلك ٱلإعلان وبسبب مشاركتهم ٱلتى كسرت خوف ٱلناس من ٱلتنافس مع أهل ٱلسلطة على مقاعد فى ٱلسلطة ٱلتشريعية. وقد طلبت منهم أن يستبدلوا ٱسم حزبهم ولا يزعمون بوصيةٍ لَّهم على ٱلدِّين. فإن فعلوا ذلك يصدقون فيماۤ أعلنوه من إيمانهم عن ٱلتعددية وحرية ٱلناس فى دينهم. أمّاۤ إذا تمسكوا بٱلاسم فلن يكون إعلانهم إلا خدعة نصبوها للناس لأخذ أصواتهم وركوب صهوة ٱلبغل ٱلمكىّ سعيًا لإقامة دين مكّة وكفره على ٱلناس.
لقد أظهرت ٱلانتخابات فى ٱلعراق ٱليوم أنّ شعوبه سارت على سبيل ٱللَّه وقبلت بٱلمثل ٱلرّسولى على ٱلرّغم من وحشية ٱلمنع ٱلمكىّ ٱلجارية ضدهم. وأدعوكم يا شعوب ٱلشام جميعًا لنصرة ٱلمثل ٱلمدينى ٱلناشئ فى ٱلعراق بعون رسولىّ أمريكىّ. كماۤ أدعوكم لطلب ٱلعون ٱلأمريكىّ لإقامة ٱلدين ومثله ٱلرّسولى فى بلادكم جميعها. فلا تلتفتوۤا إلى ٱلقول ٱلكاذب "أهل مكّة أدرى بشعابها" ولاۤ إلى ٱلقول ٱلكافر "لا يجتمع فى جزيرة ٱلعرب دينان". فدين ٱللّه لاۤ إكراه فيه وكلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. وٱلأرض ملك لِّلَّه يورثها لمن يشآء من عباده ٱلصَّالحين. فلا أرض للأبآء ٱلذين كفروا ورفضوا قيام دين ٱلحقِّ. ولاۤ أرض لنا ونحن نتبع دين ٱلأبآء ٱلكافرين.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل ٱلإنسان
- كلمة -حداثة- لا تدلّ على جديد
- لماذا مؤتمر بٱسم ٱلإسلام؟
- الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- ٱلثقافة وٱلحداثة
- أفكار للحوار
- ٱلدِّين ٱلقَيِّم
- من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا
- إلى ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱ ...
- أنشودة مجاهد!
- ٱلتهديد بٱلقتل وهدر ٱلدَّم شرع شيطان
- متابعة ٱلقول فى ٱلاعتراض علىۤ إعلان دمشق
- مثل عن ٱلذين فى قلوبهم زيغ
- بلاد ٱلشام أنا
- ما هو ٱلفرق بين ٱلطريق وٱلسبيل؟
- لَبسُ ٱلدليل
- قول فى ٱلاعتراض على توقيعات إعلان دمشق
- مسلمون للَّه أم للشيطان؟
- أيُّها الموقعون علىۤ إعلان دمشق
- حرية ٱلفرد ركن ٱلديمقراطية ٱلأساس


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ فى بلادنا!