خزانة رعاة البقر

سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 10:07
المحور: الادب والفن
    

خزانة رعاة البقر

لطالما خيبت أمل النساء بي
لأني لا أشبه أبطال رواياتي
ولا أفكار قصائدي.
قالت لي آخرهن ليلة أمس:
عليك أن تمتلك عينيّ حيوان مفترس
لتستهوي النساء، زرقة عينيك البحرية
تشعرني ببرود، برود أصيل،
كبرود سروال رجالي ملقى في الشارع..
كانت صريحة ومباشرة كوجه محقق أمني.

أن لا تأتي على مقاس بطن امرأة
فهذه معضلة بحجم سقوط نيزك
على مبنى الحكومة الأمريكية،
يُخرب كل ما حول المرأة
وأنت تتحول إلى إصبع فجل أبيض
لا تصلح حتى للإستمناء.

النساء حديات في شؤونهن التي تتعلق بأمر الرجال
كل امرأة تمتلك قطيعاً من رعاة البقر الأشداء
تختزنهم موزعين على حقيبتها اليدوية
والجزء المبعثر من خزانة ملابسها
والجزء الأكبر منهم، تختزنه في ألواح ذاكرتها
التي لا تهرم... وفي الليل تبسطهم على طاولة زينتها
وتنتقي.
وفي الصباح، عندما يستيقظن بمزاج عكر،
يعدن كلٌ إلى كيس حفظه... ويمضين إلى العمل.
هذا ما أخبرتني به صديقة الأمس
قالته كإنها تلقي محاضرة على صبي أبله،
بغرور مدرسة هرمة.

في ليلة سابقة كانت قد سألتني:
لم لا تشبه أبطال رواياتك؟ قلت ممازحا:
لكي لا تعجب بي النساء.. قالت مهمومة:
ولكن هذا يدمر أرواح النساء..
النساء لسن قنوعات كما الرجال..،
لا يرضين بنصف حلم...
ولا يطقن تأجيل تحقيق أحلامهن بشأن الرجل..
كان عليك أن تطابق ملامح بطل روايتك الأخيرة
وأن تستبدل لون عينيك بالبني القاتم...
لون رجولتي في هذه اللحظة.
ها أنت تسقط، كسقوط أي غراب على مزبلة
وأنا بعيدة عن أرشيفي المحبب من رعاة البقر.

#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل