أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - الحياة اكثر اتساعاً من قاعة الامتحان














المزيد.....

الحياة اكثر اتساعاً من قاعة الامتحان


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحياة اكثر اتساعاً من قاعة الامتحان
محمد الذهبي
لم تكن المعلمة قد ايقظت لدى رفل تنظيم وترتيب ذاكرتها، ولذا غادرت رفل مع اول مواجهة مع المستقبل، لم يتحمل دماغها الغض وقع الهزيمة، ولم تدر ان كثرة الهزائم تصنع الانتصار، تعبت وهي في اول مشوارها وجها لوجه مع الحياة، هناك الكثير من الضغوط، واكثر هذه الضغوط قوة، هو انتظار والدتها في باب المركز الامتحاني، لم تترك لها فرصة ان تقطع المسافة من البيت الى المدرسة لترتيب افكارها، لو ضحكت رفل ذلك اليوم ، لو استمعت الى فيروز في ذلك الصباح بلا منغصات او اوامر، لو انها نامت تلك الليلة بطمأنينة الواثق، ولو انها لم تقارن نفسها بغيرها من الناس، لكانت بيننا الآن، وهي تبتسم لقد اجتزت الامتحانات، وانا اليوم في اول ايام عطلتي،لم اكن اتذمر من ذلك الباص الذي رأيت فيه الطلاب جميعهم يضحكون وبصوت عالٍ، ما كلفت نفسي ان اسألهم لماذا تضحكون؟ كان حقهم في الضحك، وكنت عذرت من يبكي منهم لو انني شاهدت احدهم يبكي، لو بكت رفل او ضحكت او نامت، او قضمت قطعة البسكويت التي ناولتها اليها صديقتها، لو ان مراقبة الصف بصقت على القانون وخرجت مع رفل من القاعة، واصطحبتها الى مكان هادىء وبارد، لو انها لم تعترف بقوانين التربية المرتجلة، يجب ان يمضي على الطالب ساعة في الصف ليتسنى له الخروج من قاعة الامتحان، ربما قاعة الامتحان في العراق تشبه قاعة الاعدامات في العراق ايضاً، لا اريد ان اكمل الامتحان واريد الخروج، ما المانع ايها الروزخونية، من الذي وضع هذا القانون، اي عالم نفس ايها الاوغاد، لقد قتلتم فتاة بريئة بغبائكم، وقوانينكم التافهة، الصفوف في مدارسنا معتقلات وانتم شرطة سرية، كيف للطالب ان يكمل الامتحان مع عيونكم المتصلبة، فانتم تتهمون الجميع بالغش، تفتشون في الباب، ومن ثم في باب الصف، وبعدها تدورون بجهاز كشف السماعات، وهذه السنة اقتنيتم اجهزة جديدة لكشف الطلبة المتهمين، لو انكم تمارسون هذا مع الارهاب لما وصلنا الى هذه الحالة، كان يبكي اقتربت منه، يمسك ( المساحة) بيد والدفتر بيد وهو على وشك ان يصاب بالهستريا، نظرت باتجاهه بلوعة فهو حائر بين امرين، اما ان يستسلم مثل رفل، او انه يمسح الدفتر ويخرج من قاعة الامتحان، تركته يقرر بنفسه، فقط قلت له: انه امتحان الحياة الاول وعليك ان تكون رجلاً، ضحك ونهض بثقة عالية، وهو يردد الحياة اكثر اتساعا من قاعة الامتحان.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحراف المآذن
- رائحة امي
- لا أريد ان افسد فرحكم بالنصر
- القاتل والمقتول يبكيان
- اسماء القتلة في قائمة شهيدٍ عائدٍ الى الحياة
- تحت الاضواء
- الحدباء
- ظل الأفعى وظلال الحمير
- طير السعد
- احاديث الازواج
- سمكة حقيقية
- الطابق الرابع
- لاتصوموا ايها الجياع
- هذا بجفنك دمعي حين فرقتنا
- حين يواري الخوف الاحياء
- إشارة
- إشارة
- ياصديقي الشاعر
- مدرسة مسائية
- حكاية شاعرة عراقية


المزيد.....




- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران
- صواريخ لم تُستخدم بعد: تعرّف على تفاصيل الترسانة الإيرانية - ...
- شبهه بهتلر.. أردوغان يشن هجوماً غير مسبوق على نتنياهو ويؤكد: ...
- بعد إصابة مختبراتهم بصاروخ إيراني.. علماء معهد وايزمان يكافح ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف موقعا لحزب الله في محيط الناقورة جنوب ...
- سنة 2024 الأشد حرارة على الإطلاق في المغرب
- عدوى تأميم المناجم تصل النيجر وتدشن خلافا جديدا مع فرنسا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - الحياة اكثر اتساعاً من قاعة الامتحان