أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الذهبي - احاديث الازواج














المزيد.....

احاديث الازواج


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5553 - 2017 / 6 / 16 - 14:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أحاديث الأزواج
محمد الذهبي
كان يحاول جاهداً وبشتى الحيل أن يبتعد عن الأحاديث اليومية، حتى انه قال لهم مرة انه في نزاع دائم مع زوجته ليتخلص من الأسئلة اليومية التي تدعو كل واحد منهم إلى شرح ما حدث ليلة البارحة، وهل اغتسل ام لا، لتصل في احيان كثيرة الى مسك الشعر لمعرفة ان المعني اغتسل فعلا صباحا، وتتعدى الاسئلة الى عدد مرات الفعل الجنسي لينفش البعض ريشه ويتبجح بالرقم الاكبر، الهواء البارد الذي يلفح وجنتيه وانفه صباحا يستدعي منه ان يكون حذرا لانه يشكو من الجيوب الانفية، دائما يقول : لامبرر للاغتسال صباحا ويقفل الموضوع، واخيرا اهتدى الى عذر ناجح جدا في ان علاقته بزوجته سيئة ليتخلص من مزيد من الاسئلة في هذا الشأن، دائما يفجر القنابل الموقوتة، ففي مرة من المرات قال: كلما يزداد المرء قربا من الله يزيد في عدد زوجاته، واستعرض عددا من السادة ائمة الجوامع، واردف قائلا: كلما ازداد المرء قربا من الله كثر حديثه عن الجنس، يصطدم بوجهات نظر مختلفة، وجميعها تأتي بقواعد قرآنية جاهزة، لايتعب احدهم عقلة ويستخرج دليلا ملموسا، في هذا استعرض الاولياء والصالحين والانبياء، فوجدهم اكثر زوجات حتى من اعدائهم الذين قاتلوهم، ولم يدخر وسعا في اثبات ان الزواج مؤسسة اجتماعية فاشلة، ويحتج انك ربما اخطأت قليلا في الاختيار فما ذنبك ان تقضي العمر مع انسان لايماثلك باي شيء، ويكون الجواب سيرة احد الانبياء او الاولياء، فيشطح بعيداً في ان الانبياء والاولياء استطاعوا ان يتغلبوا على الملل بكثرة الزوجات.
دائما يجد ان معدة الانسان ورغبته الجنسية متوفرة بقوة لدى المؤمنين، فهم يخفون مسرعين الى احاديث الطعام والجنس معاً، طرح مرات عديدة فكرة انهم لو كانوا في جيوش الفتح في ارمينيا او روسيا وشاهدوا الشقراوات، ماكانوا يفعلون؟ ربما مارسوا ذات الممارسة فالله يتيح لهم ذلك في احكام كثيرة، ملك اليمين والمتعة والزواج وغيرها، لتصل في عصور متأخرة الى الغلمان ، ولنسحب ماجرى الى مايجري اليوم، لو انبرى للمشهد مرجع شبق وراح يتيح ما اتاحه داعش لنفسه، فهل ترى سيمنع البعض نفسه من تكرار المشهد ثانية وثالثة ورابعة، كان يقضي يومه بتكرار ذات المشهد اليومي : البارحه اشكد؟ يسأل احدهم الآخر، ليفتل احدهم شاربه ويردد البارحه اتلاثه، وينزوي هو جالسا بعيدا مخافة ان يأتيه نفس السؤال، فيحتج بنفس الحجة، انهم يعتقدون ان الرجولة تكمن فقط في الممارسة الجنسية، ويدعون الاشياء الاخرى، فلقد دعاهم الى الاضراب لتحسين ظروفهم المعيشية، ولكن لم يستجب احد لدعوته في كل المرات، الثورة التي تعتمل بصدره لاتعتمل بصدر اي احد منهم، انهم يفرغون ثورتهم ليلا، ويعتقدون انها الطريقة الوحيدة في مداراة الالم الناتج عن الدونية والارهاق الفكري، او انها الطريقة الوحيدة التي يتبلد بها الانسان ويريح تفكيره او بالاحرى يعطله لساعة اوساعتين، لياليه مجهولة لديهم ولياليهم معلومة لديه، حتى انه بعض المرات يتخيل المشهد كاملا ولاتغيب عنه الا بعض الوجوه، فمنهم من يشرح بالتفصيل الممل مايجري، فكرة الرتابة لاتعنيهم فهم يبددون اوهامهم بالكثير من الامنيات، حتى انه صرح بصوتٍ عالٍ في احيان كثيرة: لاتتعجبوا، فربما هم في نهاية المشوار ولطالما اقتنع بان كثير الكلام قليل العمل، فراح في العودة الى البيت يقنع ابنه ان يتزوج ليكون مستقبلا نسخة منه يعاني مايعانيه، ويسمع احاديث مكررة عن زوجات في الليل.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمكة حقيقية
- الطابق الرابع
- لاتصوموا ايها الجياع
- هذا بجفنك دمعي حين فرقتنا
- حين يواري الخوف الاحياء
- إشارة
- إشارة
- ياصديقي الشاعر
- مدرسة مسائية
- حكاية شاعرة عراقية
- شاعرة
- بين البتاويين ومقبرة النجف
- قصتان قصيرتان
- سنكون شاعريْن أو أكثر
- أصدقاء الكرسي
- بلا ذكريات
- حزن معدان
- موت في السوق الميّت
- هيّه كوّه
- رجل المطر


المزيد.....




- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- البرازيل.. القبض على امرأة يشتبه في اصطحابها رجلا ميتا إلى ب ...
- فيديو.. امرأة تصطحب جثة إلى بنك للتوقيع على طلب قرض
- في يوم الأسير.. الفلسطينيون يواصلون النضال من داخل المعتقلات ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- السعودية: إيقاف شخص -سخر من القرآن- وآخر -تحرش بامرأة- وثالث ...
- يوسف بلايلي يُغضب الجزائريين بسبب سوء تصرفه مع حكم (امرأة)


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الذهبي - احاديث الازواج