أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - أصدقاء الكرسي














المزيد.....

أصدقاء الكرسي


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


اصدقاء الكرسي
محمد الذهبي
هذا المفهوم يتداوله عادة المتقاعدون، وهم اكثر الناس شعورا به عندما يركنون بعد اهمية نالوها بالجد والمثابرة، ليودعوا الكرسي الذي شغلوه مدراء او رؤساء اقسام، في الايام الاولى يتصل بهم البعض ممن لم ينس الصحبة او الفضل، وبعد ذلك يختفي كل شيء، فتصبح الكارثة واضحة، انا مهمل ، لست منتجا، ليست لي اهمية، هذه المصطلحات تبدأ بالتسلل الى الانسان وكأنها مطرقة تطرق رأسه، استيقظ صباحا بعد ان شاهد صديقه الافتراضي على شاشة التلفزيون، ربما طريقته التي استخدمها معه قبل ست سنوات، عاد فاستخدمها مع مقدم البرنامج ليظهر على الشاشة، عادت به الذكرى وهو يتأمل ذلك المتملق، الذي اتصل به لينشر له قصيدة على صفحة الجريدة التي يعمل بها، وايمانا منه بالشباب، شذب ورتب وحاول مع القصيدة لتظهر بحلة رائعة، لم تكن القصيدة الوحيدة، فقد تبعتها قصائد اخرَ، وضع معها لوحات تشكيلية تعبر عن مضمون هو رآه يستحق النظر قبل القراءة، كان الشاعر المبتدىء يسمع كلامه ويطبقه، ويضع اللايكات على منشوراته ويعلق بطريقة جميلة، ترك صاحبنا العمل بالجريدة، فاختفى صديقه الشاعر ما ان اخبره هو بذلك، لم يعد يسأل او يعلق او يعجب بشيء، ذلك الصباح كتب مقطوعة صغيرة:
اصدقاء الكرسي كثيرون
اياك ان تترجل عن صهوته
فتفقدهم جميعا
كان في بعض هواجسه يعذر ذلك الشاعر، ويحاول ان يجد له المبررات، انه صغير السن ويمتلك من حماسة الشباب الكثير، ويتصور ان الشعر متجرا ربما يدر عليه مايدر، هو بعد لم يتقن اللعبة، ولايعلم ان الشعراء يشتهرون عندما يعجزون في النهاية حتى عن كتابة بيت شعري واحد، ويكون كل شيء قد انتهى والاضواء لاتغري احدا، الحواس تصبح غير طيّعة لمواضع الجمال، والجسد يصبح متثاقلا لايريد المسارح وحتى الظهور بفكين عاريين عن اللحم وباسنان مهترئة، لتكون كلمة (عمو)، او استاذ هي سيدة الموقف بدون بريق للعيون ولانظرات مخادعة.
هؤلاء اصدقاء الكرسي سيمرون بالحكاية ذاتها عندما يصلون في نهاية المشوار ومن ثم يترجلون، كرسي الحلاق هذا لايمكن ان يدوم لاحد، ولابد من هبوط مفاجىء او بطيء، ومن بعد سيبدأ فرز الاصدقاء، ويكون الامر بلا فائدة ايضا، كان بودي ان اقول له: احرص على كتابة منجز حقيقي، بدل طريقة مسح اللحى هذه، واطرح بضاعتك على الناس، فان كانت جيدة اخذوها، وان كانت رديئة تجاهلوها، هذا كل مافي الامر، فالمتنبي رغم انوف معاصريه استطاع ان يخترق جدار الزمن، واصدقاء الكرسي طالما كانوا بلاموهبة او كفاءة، يحاولون التعويض عن هاتين الخصيصتين بطرق اخرى لاتلبث ان تكون مكشوفة للقاصي والداني، هكذا كان يحدث نفسه وهو في عزلة ماقبل التقاعد ليكون مستعدا للامر ولايأسف لفقد اصدقاء الكرسي او اصدقاء الشهرة، ويكتفي بمالديه من هواجس.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا ذكريات
- حزن معدان
- موت في السوق الميّت
- هيّه كوّه
- رجل المطر
- هكذا تبدأ النجوم رحلتها بكف عاشق
- قانون العشائر وقانون البراءتليهْ
- رائحة التظاهرات ورائحة القهوة
- صانع الاحذية
- سائق الكيّا
- ذهول القديس
- الحصان الاعمى
- الحمقى لايرقصون
- سليمهْ
- في الثورة
- الدور الثالث ضربة قاضية للتعليم في العراق
- عيد في العراق
- البحث عن صلاة الفجر
- الجثث لم تقل شيئاً
- الرجل الكلب


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - أصدقاء الكرسي