أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - ذهول القديس














المزيد.....

ذهول القديس


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 13:14
المحور: الادب والفن
    


ذهول القديس
محمد الذهبي
تيقن اخيرا ان روحه مريضة، الطبيب الرابع او الخامس ينصحه بهذا، جسدك لايشكو شيئا، روحك هي المريضة، حاول ان تتوازن مع من حولك لتنتهي امراضك، من غير المعقول ان يكون الصداع اليومي مرضا عضويا، يتناول دائما المهدئات ويقفل راجعا، وحين يسألونه عما قال الطبيب، يضحك ويقول: ان روحي مريضة، دائما يتكلم عما يعتريه ويشكو حاله الى المقربين، فيشاركونه الادعاء، يا اخي جسدي يتحرك لا اراديا، فيرد عليه من يشكو له: جسدي ايضا يتحرك، عندي صداع يومي، فيرد وانا ايضا، في الآونة الاخيرة ارهقته حركات العضلات التي تنبض في جسده بلا امر من الدماغ، فاراد ان يستفهم من الآخرين ، علها تكون حالة طبيعية لدى الجميع، فايدوا ان اجسادهم تفعل هذا، لكنه شك في صدقهم، فذهب الى الطبيب، سأله الطبيب: هل عانيت من الانزلاق في العمود الفقري؟ فقال: نعم، فأكد الطبيب ان الحالة ترتبط بالحبل الشوكي المار من خلال الفقرات، واراد ان يخبر الجميع او يسألهم: هل عانيتم من الانزلاق؟ لكنه احجم وعرف بانهم يعانون من الكذب، التلاميذ الصغار في المدرسة يكذبون، لماذا لم تكتب الواجب؟ امي مريضة، واثناء التحقيق الدقيق مع احدهم، اكتشف ان امه ترشده الى الكذب، فهي التي اوصته، قل للمدرس ان امي مريضة، في ذلك اليوم خمسون طالبا كانت امهاتهم مريضة، والقليل القليل منهم من ذهب الى الزيارة، ضجر من هذا العالم الذي يكذب دائما بسبب او بدون سبب، في كل مكان الكذب منتشر.
عاد الى ايام زمان، صديقه الذي فقد ولايعرف احد وحدته العسكرية ليسأل عنه، فقد ضلل هذا الصديق الكثيرين، كان في وحدات المقر العام ولم يشترك في حرب، ولكنه كان يقول انه في الخطوط الامامية، بحثوا عنه في كل مكان فلم يجدوا شيئا، الكذب مرض العصر، هكذا كان يخاطب نفسه، انا ربما لم اكن مثل بطل هنري باربوس في الجحيم، لكنني املك النافذة التي اطل منها على العالم، لم اكن اراقب عري الآخرين بازدراء، لم يعد يمتلك كثيرا من الحلول مثل كل مرة، فيقنع نفسه انه كذب ابيض، عليه ان يعطي وصفة ناجعة هذه المرة، انتم تحتاجون الى الدمار، كم رصاصة اخطأتني حين كان اطلاق النار عشوائيا على كل شيء يتحرك او ثابت في 2006، منذ ذلك اليوم اقتنعت انه القدر ولاشيء سواه، ايضا السائق كذب على الجميع وانزلهم في منتصف الطريق ليلاقوا مصيرهم، الكذب الذي احرق المدن، حروب تاريخية كبرى قامت على اساس كذبة، حتى الحسين كان ضحية كذبة كبيرة، يقولون ان القطط كاذبة، لا ادري كيف اكتشفوا هذا الامر، لكنهم عادوا ليقولوا:( فاتك من الجذاب صدك جثير)، لم افهم ميثيولوجيا هذا الكون بترهاته كلها، لم استطع ان افسر لغزا بسيطا مما تنطوي عليه سريرة هؤلاء، الكلاب ايضا تكذب، ويستدلون بكلاب الصيد التي تخدع اصحابها، الروح تكذب دائما وعليه ان يكتشف صدق الجسد، لايمكن ان تكون الراقصة كاذبة ابدا، كلمات كثيرة تطلقها على الجمهور وتمثلها حركات الجسد افضل تمثيل، كم طلب منها ان ترقص ليكتشف هل ان جسدها كاذب هو الآخر، ام ان الجسد لايكذب ابدا، وهذه حسنة كبرى من حسناته، ارقص وارقص وارقص لاكتشف انك صادق، هكذا راح يحدث نفسه بصوت عالٍ، فنبهه احدهم: مابك ايها الرجل؟ الا تدري بانه شهر محرم، فرد عليه: الا ترقصون في محرم؟.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصان الاعمى
- الحمقى لايرقصون
- سليمهْ
- في الثورة
- الدور الثالث ضربة قاضية للتعليم في العراق
- عيد في العراق
- البحث عن صلاة الفجر
- الجثث لم تقل شيئاً
- الرجل الكلب
- خربها ابن الكلب
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا
- لصوص المفخخات


المزيد.....




- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - ذهول القديس