أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - لصوص المفخخات














المزيد.....

لصوص المفخخات


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يستيقظون مبكرين ، يتوزعون على مناطق العاصمة، يحملون الموبايلات ويكونون شبكة تنتشر على المناطق المهمة من المرشحة للانفجارات، والاتصالات تجري بينهم لحظة الانفجار، ويصلون قبل وصول سيارات اطفاء الحرائق وفرق الدفاع المدني، كان احمد يهيىء نفسه مع ( الستوتة) يحمل معه سجاد وعباس ، يرتدون ثياب العمل، ويخرجون مبكرين يبحثون عن رزقهم كما قال لوالدته، قبل يومين شكى من قلة العمل لصديقه، فالتفجيرات قليلة، وانفجار الكرادة لم نستطع الدخول اليه لانه حدث في ساعة متأخرة، وحتى الموبايلات تفحمت، كان احمد يشكو الى احد زملائه في العمل ويردد : ماكو شغل هالايام ، ماكو انفجارات، قبل مدة من الزمن عندما عاد بغنيمته من احد التفجيرات الاجرامية، لم تستغرب والدته من البضاعة ، فقد كانت موبايلات ومحابس وساعات ومبالغ نقدية ، واحيانا تكون مصحوبة مع هويات الاحوال المدنية، كان يشكو من ان الغنيمة تكاد لاتسد الرمق، فجميع التفجيرات تحدث في مناطق فقيرة، وهو يتحسر انها لم تحدث في مناطق الاغنياء، اننا نعيش بالقدرة فحياتنا تعتمد على مصائب الآخرين، قبل يومين اتفق مع صديقيه سجاد وعباس، لنذهب الى العلوة لنحمل الخضار ومن ثم نأتي لبيعه، لكنهم قبل ان يصلوا بقليل دوى انفجار مرعب، فعادوا سريعا الى مهنتهم القديمة وراحوا يفتشون جيوب الموتى.
هذه الساعة جميلة، لماذا لا ارتديها، ربما لا تليق بي، فمعصمي اسمر جدا احرقته الشمس ونفايات الموتى، لم اكن اتوقع ان يصل بي الحال الى هذه المواقف، ربما توقفت الانفجارات وعندها ساموت من الجوع انا وعائلتي، هل من الممكن ان استمر بهذا العمل الوضيع، انا لا ارتدي الساعة لان صاحبها جاءني في المنام وقال لي:ان حبيبته قد اهدتها اليه، وصارت عبئا ثقيلا، حتى انها غير قابلة للبيع مع انها جميلة جدا، هذه الساعة عذبتني كثيرا، ربما سابحث في يوم ما عن قبر صاحبها واعيدها اليه، كل ماجرى لي بسبب هؤلاء الذين يسيطرون على مقاليد الحكم، لم احظ بوظيفة كما هم اصحاب الواسطات، حتى العمل في البناء توقف، كنت اذهب انظف المجاري واطرق الابواب كالمتسول لاحظى بالف دينار وعندما اجمع ما لدي لايتجاوز 4 آلاف دينار، لان بعض البيوت يعطون 250 ويساوون بيني وبين المتسولين، يجب ان اعيش ربما سرقة الاموات هذه ستنتهي في يوم ما وبعدها ساتحول الى سرقة الاغنياء الاحياء، حتى وان اضطر ان انتمي الى عصابة مسلحة.
انهم يتمتعون بالسيارات الفارهة والبيوت ونحن لانملك قوت يومنا، اي دين اقر هذه الشريعة السخيفة، واي فكر قال بهذا، لايمكن ان ابقى في هذا الوضع عليّ ان اجد طريقة اخرى، لقد كان ابي يحكي لي عن اللص الذي كان يسرق اكفان الموتى وكم كنت اتقزز من هذا العمل، لكنني الآن امارس الا بشع منه، ولكنهم موتى لايحتاجون الهواتف ولا الاموال، وانا وهؤلاء الجياع نقوم بسرقتها وبيعها لنأكل ونقرأ الفاتحة على ارواحهم كما يفعل الآخرون من السياسيين الى الطبقات الفقيرة، انهم يصفونني باللص الخارج عن المألوف، ومن يسرق الرصيف ويضيفه الى بيته، الم يكن لصا ومفضوحا ايضا، نحن نعمل فقط في اوقات التفجيرات، وهم يسرقون في كل الاوقات، من اين لهم هذه الاموال، هل هي فعلا من المرتبات الشهرية، انها من السرقة النظيفة، سرقة امام المكيفات والسكرتيرات والحاشية والخدم والمزارع والبيوت الفارهة، يجب ان اعيش، فقد خلق لي الله فما مثل افواههم وعليّ ان أأكل، وليقولوا مايقولون، كلهم لصوص من بائع الخضروات الى رئيس الجمهورية، دوى انفجار كبير، اتصل به اصدقاؤه، خف الى المكان، انه سوق شعبي، قلب الجثة، اخرج الهاتف النقال ، اتصل باول رقم كما يفعل مع الآخرين، فرن هاتفه في جيبه، وصرخ باعلى صوته: ياخويه ياعليوي.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انين الناي
- لحظة انفجار بغداد
- حسن عبود في قوائم الطب العدلي
- رجل ولافتة
- المرقط لايليق بك
- استقالة مصحح لغوي
- قصة رجل يعرف موته
- ايران والسعودية في بيتنا
- مجاهرة بالافطار
- مرآتك انتَ
- الحكيم الذي لم يعد حكيماً
- الموسيقار
- المعطف والربيع
- ليتك اكلته ميّتاً وتركته حيّاً
- خريف المدينة
- امي انا في الطب العدلي
- مصحح
- سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية
- العذارى ومراقد الاولياء
- مدن الموت


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - لصوص المفخخات