أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - امي انا في الطب العدلي














المزيد.....

امي انا في الطب العدلي


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 01:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


امي انا في الطب العدلي
محمد الذهبي
تعبت من البحث منذ سنتين، لم تدع مكانا الا وبحثت فيه عن ابنها، في الفوج الاول لواء 53 الفرقة العاشرة، كانت تسأل الجنود العائدين من بيجي عن جنود الفلوجة المحاصرين، حتى ان اولادها الاخرين تعبوا، لا تستكين ليلة واحدة، كانت تبتكر وتؤلف ( النواعي) وتستيقظ صباحا لتهزج بها وسط عويل يدمي القلب، انها ام واحدة من 400 ام فجعت في حادث الصقلاوية وحصار الصقلاوية، وتسأل نفسها كثيرا: هل ان هذه المدن تساوي فعلا ارواح هؤلاء، ان روح ابنها عندها خير من كل العالم، ولاتظن ان مدينة تستحق دماء جبار، ترك ثلاثة اطفال وزوجة، تركهم حائرين، انهم ثلاثة اطفال، ايتمهم الوطن المخترق، الذي يضحي به من هب ودب ثم يطلب تحرير المدن المغتصبة التي اغتصبت بمساعدة واضحة من السياسيين، انها تبكي دائما، وتصرح بقوة : ( راحتلك فدوه الصقلاويه يايمه)، اين كانت لي الصقلاوية والفلوجة ونحن في السماوة بعيدون كل البعد، لو كنت ادري انه سيذهب الى هذه المدن ، لكنت منعته، لو عاد الى عربته يعمل في السوق وامام عيني كان افضل لي وله، ( يمه اوداعتك ما ادري شنهي الفلوجه، ولاسمعانه بالصقلاويه، لو ادري بيهن هيج، ماخليتك تروح).
كانت تتبع الاخبار وعلمت ان 400 من الجنود قد دفنوا في مقبرة جماعية في الفلوجة، وافهمها شاب من المدينة، ان هؤلاء الجنود هم نفسهم الذين استغاثوا ولم يغثهم احد، وتركوا لمصيرهم محاصرون، ففكرت ان ترفع قضية على السياسيين وتتهمهم بقتل ابنها، ( مو حقي يمه لو لا، اي حجيه حقج، لوما جبنهم ، جان ابنج هسه يمج)، الامم المتحدة سجلت الحادث بانه حادث ارهابي، اميركا لم تعقب على الموضوع، السياسيون تركوا الامر وهم حائرون بمرتباتهم وبنهب المليارات، نامت ليلتها تلك، فكان جبار هو الحلم الوحيد الذي يداعب اجفانها، تناهى الى سمعها صوت آتٍ من بعيد: ( يمه آنه اببغداد، بالطب العدلي)، استيقظت مرعوبة وهي تردد بالطب العدلي اببغداد، لم تكد تصلي الفجر، حتى خرجت الى الكراج، ومن هناك يممت نحو بغداد، في الطريق كانت تردد، بغداد هي الاخذت جبار، آنه اليوم رايحه لبغداد، هبطت في الكراج في بغداد، وسألت احد سواق السيارات، يمه اريد اروح للطب العدلي، دخلت الى بناية كبيرة، رأت مدينة مزدحمة لم تعتد على رؤية مثلها، ( ماعدنه غادي بالسماوه مثل هذا الازدحام، ناس ماتعرف ناس، ياهو اللي يدليني، ياهو الياخذ جبار وياي مناه للسماوه)، كانت تعلم انها ستجده، او ربما كان بانتظارها، دخلت وبعد صعوبة بالغة، استطاعت ان تتخطى الجثث، سألها الممرض: ( شدورين حجيه، فردت ادور على ابني، حجيه اكو فحوصات وتحاليل سنقوم بها وبعدين تعرفين ابنج، فردت لا وليدي، هوه صاحلي، وكاللي تعاي للطب العدلي، بس خليني امر من يمه، لحظات واذا بالمرأة تصرخ عاليا: يايمّه اجيتك، واعتنقت احدى الجثث بحرارة وراحت تبكي بكاء مرا، وقف بقربها الممرض، حجيه شنو القضية، فردت: لقد ناداني بالحرف الواحد: وقال يمّه آنه جبار.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصحح
- سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية
- العذارى ومراقد الاولياء
- مدن الموت
- الموت في الوطن المنفى
- تالي العمر محطات
- انا وليلى ولتفتحوا جراحكم
- لم يشترك في تحرير الفلوجة
- ماجدوى الدخول الى الخضراء
- من جيبك نوفي الديّانه
- شهادة الاوراق الصفراء في سوق اعريبهْ
- حين دفنت الشمس
- حين تتكلم المقابر وتفضح الاحياء
- لعل البحر محتاج الى البلح
- الديك الذي ملأ الارض صياحا
- لم اكن هنا
- ماذا تكتب عني
- قائمة الشعراء الموتى
- السومرية الجميلة
- حياة بين صفعتين


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - امي انا في الطب العدلي