أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ماجدوى الدخول الى الخضراء














المزيد.....

ماجدوى الدخول الى الخضراء


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماجدوى الدخول الى الخضراء
محمد الذهبي
لم يكن رئيس التحرير قد اغلق باب غرفته، نادى عليه وهو مستغرق بافكاره، هل تستطيع ان تجعل من القوات الامنية بطلة للمشهد في الجمعة الماضية، تعالي زكية جيبي لاستاذ علي جاي، بسرعة، وناوليني زجاجة ماء من البراد، اظنك تريد قهوة، فرد المسكين الذي لم يرتب افكاره بعد، اي شي، جاي كهوة، حتى لو بس الماي، ستكتب على حاسبتي بعد شتريد، مسك الحروف وراح يعزف سيمفونيته، ماجدوى الدخول الى الخضراء، استحضر امامه كل معاناة الشعب العراقي في الحقبة السابقة، التي تعتبر من اسوأ الحقب التي مرت على العراق، الانفجارات، القتل العشوائي، الجثث التي تغطى بخرقة بالية ليسترها بعض ممن يخافون الله عن اعين المارة، السيارة التي توقفت فجأة امامه ليهبط القتلة المقنعون ويقتلوا رجلا امام ابنه الذي بقي متسمرا على المقعد، المقنعون الذين فتحوا باب السيارة واخذوا يبحثون في الوجوه عن ضالتهم، وهو ينظر باتجاه عيني القاتل، فاقتادوا الجالس بجواره واردوه بضربة من كعب المسدس، ثم سحلوه وعادوا ثانية يفتشون في الوجوه، المرأة التي قتلت امام اطفالها الخمسة باطلاقة قناص، وكان آخر طفل لديها يناغي بعد حلمات ثدييها ويبكي بحرارة، وقعت اول دمعة على الطابعة امامه، وهو يحاول بشتى السبل ان يجمل وجه القوات الامنية التي تصدت للمتظاهرين.
استأذن لدقائق على ان يعود ثانية لمتابعة الكتابة، نزل الى شارع السعدون، رأى الكلاب السائبة التي تقطع نباحهها وتنهيه اصوات المولدات، هناك مجموعة من الشباب يتسكعون، انهم مخيفون، الوجوه ليست مألوفة، والعلامات الفارقة عليها كثيرة، هنالك مسجد في نهاية الشارع قرب النفق، لايدخله احد، انه مغلق منذ زمان، وهنالك بار صغير على ناصية الشارع، تناول كم مرة فيه زجاجة من البيرة، وهناك في البتاويين الكثير من العصابات والوجوه الغريبة، ضربت وجهه نسمة رطبة، هيجت مواجع كثيرة، هل المتظاهرون اعتدوا على القوات الامنية؟ ام ان القوات الامنية هي من قامت بالاعتداء على المتظاهرين، ماجدوى الدخول الى الخضراء، هل لدى المتظاهرون البديل، ام انها نزوة وتمر عابرة، ولو انهم وجدوا رئيس الوزراء، هل كانوا سيصفعونه كما صفعوا النواب، واعتذرت عنهم بعض الكتل، كل هذا كان حاضرا، وصورة رئيس التحرير ايضا كانت حاضرة امامه، وصورة صديقه احمد، ورياض الذي لايترك الضحك في اصعب المواقف، حتى صورة امه اقتحمت ذاكرته، فتساءل ما دخل امه بالتظاهرات، واي فريق سيؤيد، اخذ دورة كاملة شاهد من خلالها الليل في البتاويين التي كانت مليئة بالورود، هنا في هذا الشارع وفي الواحدة بعد منتصف الليل خرجت له فتاة جميلة، وهو في اوج نشوته، وطلبت منه سيكارة، الغبي لم يكن يعلم انها تريد شيئا آخر، الا بعد ان وصل الى ساحة الطيران، فعاد ادراجه ثانية يبحث عنها بلا جدوى، كان لابد ان ينظر في عينيها وهو الجائع النهم السكران، ما الذي منعه من الكلام، كانت ضربة حظ كبيرة وغادرته، ربما الكمالية اقرب من البتاويين وسيطفىء لظى روحه هناك ، ليعوض الخسارة الماضية، عاد الى الصحيفة مسرعا، لملم اغراضه، دمعت عيناه وكان آخر يوم له في الصحيفة بعد ان ترك الشاي والقهوة والوجوه.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جيبك نوفي الديّانه
- شهادة الاوراق الصفراء في سوق اعريبهْ
- حين دفنت الشمس
- حين تتكلم المقابر وتفضح الاحياء
- لعل البحر محتاج الى البلح
- الديك الذي ملأ الارض صياحا
- لم اكن هنا
- ماذا تكتب عني
- قائمة الشعراء الموتى
- السومرية الجميلة
- حياة بين صفعتين
- عيون
- الوطن... وعوراتنا
- القصيدة
- بطل في الظل
- احلام المطر الاخيرة
- بالاحمر ايضاً
- الروّاس
- يوميات خروف في العراق
- ما اريد


المزيد.....




- غزة: عشرون قتيلا وعشرات الجرحى إثر انقلاب شاحنة على مئات من ...
- الحرب في غزة: ما حقيقة الخلافات بين الحكومة والجيش في إسرائي ...
- ما حظوظ أن تثمر زيارة ويتكوف إلى روسيا وقفا للحرب في أوكراني ...
- أفريكا ريبورت: صورة كينيا كوسيط محايد تتصدع وسط اتهامات بإيو ...
- أطباء عادوا من غزة: هل بقيت لدينا في أوروبا ذرة من الإنسانية ...
- لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟ ...
- كيف علق المغردون على الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة؟
- يوم وطني لدعم غزة.. مبادرة جزائرية للتحفيز على التبرعات الشع ...
- أصوات من غزة.. أطفال مرضى السكري معاناة وسط الانهيار الصحي
- ويتكوف يصل إلى موسكو في -الرحلة المرتقبة-


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ماجدوى الدخول الى الخضراء