أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الموسيقار














المزيد.....

الموسيقار


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


الموسيقار
محمد الذهبي
كانت الاعلانات التي اعلنها المهرج عن نفسه قد اخذت صداها، وهو جاد في تقديم حفلة مختلفة هذه المرة، ساقلد اصوات جميع الآلات الموسيقية، وسأنجح تماما، وساجني الاموال، المسرح المكتظ بالناس جلب له الانتشاء، هؤلاء جميعهم دفعوا اموالا ستصب في جيبي في النهاية، وهذا الامر لن يكون ليوم واحد، بل سيستمر لايام عديدة، سيكون ليلي المقبل مليئا بالعربدة، ساختار من النساء ما اشاء، ومن الطعام والشراب، كان اليوم الاول مملوءا بالتصفيق والتشجيع للمهرج الذي قلد اصوات جميع الآلات الموسيقية باجادة تامة، وكان من بين الحضور موسيقار كبير، لم يستهوه التقليد الساذج الذي قام به المهرج، لم يظهر اصوات الآلات بشكل دقيق، كان يبالغ في بعض الاحيان، وفي احيان اخرى كان يفشل فيغطي على فشله بالانتقال السريع الى آلة اخرى.
كان الناي على غير عادته بفم المهرج
صار زعيقا ولم يكن حشرجات مكبوتة كما هو
انتقل الى الكمان الذي كان اشبه بصوت الربابة بفم المهرج
اما الايقاع والعود فلم يكن احد يستطيع ان يميز بينهما في فمه
لن اسمح له باستغفال الناس واستغلال سذاجتهم، انها مهمتي ان اكشف عن الاصوات الحقيقية للموسيقى الراقية، وماهذا الا قتل للموسيقى، وعليّ ان ادافع عن الموسيقى التي تستهوي الناس بانغامها الرائعة، امام التقليد الساذج الذي يقوم به هذا المسخ الذي صبغ وجهه، فففففففففففففففففففففففو ، لم تخرج كما تخرج من فم الناي وقصبته المثقبة، كانت مليئة بالاصباغ التي لن تستر عري المهرج، يا الهي عليّ التفكير بطريقة تبعد الناس عن هذا الدجال، سمع الهتافات والضوضاء التي ترافق حركات المهرج، ولم يستسلم لليأس، اتصل باصدقائه الموسيقيين، شرح لهم الامر، وقال لهم: ان الموسيقى بخطر كبير، فكان ان استجابوا له، واخذ موافقته من المسرح ايضا، ليقلد هو الآخر اصوات الآلات الموسيقية، وتعهد بانه سيقلدها بحرفية فهي مجال عمله.
انطلق صباحا وجمع اصدقاءه، كلا مع آلته الموسيقية، لم يصبغ وجهه بالالوان فهو ليس بحاجة الى ان يخفيه عن الآخرين، بل على العكس، ارتدى احلى مالديه من ثياب، عزف المهرج وقلد بعض الاصوات امام ضحكات الجمهور تارة وتارة تشجيعه واستحسانه لهذا الفم الذي جمع السلم الموسيقى، وطورا اخرى هناك ضحكات استهجان وسخرية واضحة من قبل البعض، وهو ينتظر دوره، وقد اوصى اساتذة الموسيقى بما سيقومون به، بعد محاضرة طويلة عن الموسيقى، وانهم يدرسونها لتبقى اذواق الناس سليمة، اما مايجري الآن فهو تشويه كبير وعليهم التضحية في سبيل وقفه عند حده، والا لماذا سيكونون اساتذة موسيقى مقتدرين، وزعهم وارتقى المسرح بهيبته ووقاره، وهو يرتدي ثياب عازفي السمفونيات ، تناول مكبر الصوت وراح يتيه مع الكمان، استسلم الجمهور تماما واسترخى، وتملكته هالة من الوجد، وماكاد ان ينتهي من الكمان، حتى ضج المسرح بالتصفيق، ليستعرض الآلات جميعها بجو اسطوري قريب من الخدر والمتعة، لم تكن اصوات الآلات متشابهة، كانت مختلفة بفم المهرج عنها بفم الموسيقار الكبير، قبل ان يغادر المسرح ، اتهمه المهرج انه لم يقلد صوت الآلات، وانه ربما كان يحمل مسجلا للصوت، وهنا كان لابد للموسيقار ان يعلن الحقيقة، اخواني ، اعزائي من الحاضرين، ساعلن لكم عن اسماء فرقتي الموسيقية المؤلفة من الاساتذة، وازاح الستارة وعدد اسماء الموسيقيين، ثم قال: هذا الفن وصوته يجب ان يكون سيد الموقف، وعلينا ان نحارب المهرجين، هذا صوت الموسيقى الحقيقي الذي يختلف عن ترهات هذا المهرج المسكين، فضج المسرح ثانية بالتصفيق وانتصرت الموسيقى في نهاية المطاف.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعطف والربيع
- ليتك اكلته ميّتاً وتركته حيّاً
- خريف المدينة
- امي انا في الطب العدلي
- مصحح
- سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية
- العذارى ومراقد الاولياء
- مدن الموت
- الموت في الوطن المنفى
- تالي العمر محطات
- انا وليلى ولتفتحوا جراحكم
- لم يشترك في تحرير الفلوجة
- ماجدوى الدخول الى الخضراء
- من جيبك نوفي الديّانه
- شهادة الاوراق الصفراء في سوق اعريبهْ
- حين دفنت الشمس
- حين تتكلم المقابر وتفضح الاحياء
- لعل البحر محتاج الى البلح
- الديك الذي ملأ الارض صياحا
- لم اكن هنا


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الموسيقار